كتاب التفسير لمؤلفه المحدث الجليل ابى النظر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي رضوان الله عليه الجزء الاول وقف على تصحيحه وتحقيقه والتعليق عليه الفاضل المتتبع الورع الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي تصدى لطبعه ونشره السيد الجليل الحاج السيد محمود الكتابچي واولاده صاحب المكتبة العلمية الاسلامية تهران سوق الشيرازي
[ 2 ]
حقوق الطبع بهذه الصورة المزدانة بالتعاليق والمقدمة وساير الخصوصيات محفوظة للناشر تنبيه كلما وقع بين المعقفتين في المتن هكذا [. ] فهو مما يوجد في بعض النسخ دون البعض.
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم تفضل علينا العلامه المحقق الخبير جامع المعقول والمنقول سيدنا الاستاذ: الحاج السيد محمد حسين الطبا طبائي التبريزي { مؤلف كتاب الميزان في تفسير القرآن } دامت بركاته العالية بتأليف مقدمة موجزة حول الكتاب ومؤلفه الجليل فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وها هي: بسمه تعالى اللهم لك الحمد بما أنعمت علينا بنبيك نبى الرحمة محمد الذى أرسلته بكتابك الكريم، وبالطاهرين من اهل بيته الذين هديتنا بهم إلى معارف كتابك ومعالم دينك، ووفقتنا لاقتفاء آثارهم وتعاطى أخبارهم، اللهم صلى عليه وعليهم وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب اما بعد: فان من البين اللائح الذى لا يرتاب فيه ذو ريب أن الكتاب الكريم هو الاساس القويم الذى تقوم عليه بنية الدين الحنيف، وهو الروح السماوية التى بها حياة العلة البيضاء، وأن النبي الكريم هو الذى خصه الله ببيان ما أنزل إلى الناس من ربهم وتعليمه كما قال عز من قائل: { لتبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم) وقال: (ويعلمهم الكتاب والحكمة) وأن الطاهرين من اهل بيته هم الذين قارنهم النبي صلى الله عليه واله وسلم بكتاب الله فسماهما الثقلين، وأوقفهم موقف البيان والتعليم، وأمر بالتمسك بهم وأخذ الكتاب عنهم، فهم الهداة يهدي الله بهم لنوره من يشاء، وهم المعلمون القائمون بتعليم ما فيه من حقائق المعارف وشرائع الدين.
[ 4 ]
وقد بعث الله رجالا من أولى النهى والبصيرة، وذوي العلم والفضيلة على الاقتباس من مشكاة أنوارهم والاخذ والضبط لعلومهم وآثارهم، وايداع ذخائرها في كتبهم وتنظيم شتاتها في تآليفهم ليذوق بذلك الغائب من منهل الشاهد، ويرد به اللاحق مورد السابق وان أحسن ما ورثناه من ذلك كتاب التفسير المنسوب إلى شيخنا العياشي رحمه الله وهو الكتاب القيم الذى يقدمه النشر اليوم إلى القراء الكرام. فهو لعمري أحسن كتاب ألف قديما في بابه، وأوثق ماورثناه من قدماء مشايخنا من كتب التفسير بالمأثور. اما الكتاب فقد تلقاه علماء هذا الشأن منذ الف إلى يومنا هذا – ويقرب من احد عشر قرنا – بالقبول من غير أن يذكر بقدح أو يغمض فيه بطرف. واما مؤلفه فهو الشيخ الجليل أبو النصر محمد بن المسعود بن محمد بن العياش التميمي الكوفي السمرقندي من اعيان علماء الشيعة، وأساطين الحديث والتفسير بالرواية ممن عاش في اواخر القرن الثالث من الهجرة النبوية. أجمع كل من جاء بعده من اهل العلم على جلالة قدرة وعلو منزلته وسعة فضله، و أطراه علماء الرجال متسالمين على انه ثقة عين صدوق في حديثه من مشايخ الرواية يروي عنه اعيان المحدثين كشيخنا الكشى صاحب الرجال وهو من تلامذته، وشيخنا جعفر بن محمد بن المسعود العياشي وهو ولده. كان شيخنا المترجم عنه نشأ على مذهب أهل السنة ثم تشيع فكان أحد أساطين العلم وأعيان الطائفة. اشتغل في حداثة من سنه بتحصيل العلم فلم يلبث كثيرا حتى برع وتمهر في شتى العلوم، وتضلع في مختلفها كالفقه والحديث و الطب والنجوم والقيافة وغيرها. وكان (ره) ذا جد بليغ في ماأندرس من رسوم العلم، ورفع ما عفى من قواعده، فكانت داره مجمع رجال العلم والثقافة وطلاب الفضيلة كالمدرسة المملوءة بأهلها من محصل وباحث وكاتب ومقابل وناسخ حتى قيل انه أنفق في سبيل العلم
[ 5 ]
جميع ماكان عنده من مال وثروة بالغة وقد كان ورث من أبيه ثلث مائة ألف دينار، و كان له مجلس مع العام ومجلس مع الخاص. وفق رحمه الله لتأليفات جمة في مختلف العلوم والفنون ربما أنهميت إلى مأتى كتاب أو أزيد، وأشهرها ذكرا وأعرفها عند القوم تفسيره المعروف بتفسير العياشي في جزئين يروى عنه علمائنا. وقد أصيب الكتاب من جهتين احدهما: أن جل رواياته كانت مسندة فاختصره بعض النساخ بحذف الاسانيد وذكر المتون فالنسخة الموجودة الآن مختصر التفسير. والثانية: ان الجزء الثاني منه صار مفقودا بعده حتى أن أرباب التفاسير الروائية والمحدثين لم ينقلوا منه الا ما في جزئه الاول من الروايات كالبحراني في تفسير البرهان والحويزي في نور الثقلين والكاشاني في الصافى والمجلسي في البحار نعم ربما يذكر فيما يذكر أن بعض خزائن الكتب من بلاد ايران الجنوبية يحتوي على الكتاب بجزئيه ولم يتحقق ذلك ولا اهتدينا إليه بعد، ونسأل الله عز اسمه أن يوفقنا للحصول عليه ونشره بتمامه انه سميع الدعاء قريب مجيب. محمد حسين الطبا طبائي آخر ذي القعدة 1380
[ 6 ]
بسم الله الرحمن الرحيم مصادر التصحيح اعتمدت في تصحيح الكتاب: اولا: على نسخة مخطوطة عتيقة من مكتبة دانشكاه تهران وهى من جملة ما أهداه الاستاذ العلامة الحاج السيد محمد المشتهر بمشكوه إلى تلك المكتبة من الكتب القيمة وقد توسط في ايصالها الينا الاخ الاعز المفضال السيد محمود الزرندي دامت توفيقاته العالية. وثانيا: على نسخة مصححة للفاضل الكامل الشيخ عبد الله الشاه ميري التفرشي ” نزيل تهران ” وقد استنسخها بخطه من نسخة العلامة المحدث النوري رضوان الله عليه، ثم سافر إلى المشهد المقدس الرضوي أرواحنا له الفداء وقابلها دامت توفيقاته مع نسخة المكتبة الرضوية سلام الله عليه. وثالثا: الموسوعات الكبيرة والجوامع المتأخرة الناقلة عن الكتاب واليك اسماء بعضها: 1 – كتاب تفسير البرهان (1) لمؤلفه العلامة المحدث المتبحر السيد هاشم التوبلى البحراني (ره) المتوفى سنة 1107 – 1109. وقد نقل (ره) تمام الكتاب الا ما شذ مما يحتمل سقطه من قلم النساخ – في مطاويه. 2 – كتاب بحار الانوار (2) تأليف العلامة النحرير المحدث المولى محمد باقر المجلسي (ره) المتوفى سنة 1111. * [ هامش ] * (1) المطبوع بطهران بالطبعة الحروفية سنة 1375. (2) الطبع المعروف بالكمبانى.
[ 7 ]
3 – كتاب الصافى في تفسير القرآن (1) لمؤلفه العارف المحقق المحدث محمد بن المرتضى المدعو بالمحسن الملقب بالفيض الكاشانى المتوفى سنة 1091. 4 – كتاب وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة (2) لمؤلفه المحدث الشهير الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ره) المتوفى سنة 1104. 5 – كتاب اثبات الهداة بالنصوص والمعجزات (3) له (قده) ايضا. 6 – كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن (4) لمؤلفه العلامة المحقق الاديب الشيخ ابى علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ره) المتوفى سنة 548 وغير ذلك من كتب الحديث والتفسير على كثرتها. وقد قابلنا أحاديث الكتاب مع ما نقل منه في هذه الكتب وذكرنا موارد الاختلاف ورقم صفحاتها في الذيل تتميما للفائدة. ولا تسئل ايها الاخ الكريم عما قاسينا في تصحيح الكتاب ومقابلتة وتهذيبه من الكد والتعب إلى ان خرج من الطبع بهذه الصورة البهية فلله الحمد على هذا التوفيق العظيم. ولا يسعنى دون ان اقدم ثنائي العاطر إلى كل من وازرنى وساعدني في هذا المشروع من الاصدقاء الكرام والعلماء العظام سيما الزميل الفاضل الشيخ حسين الدارابى المشتهر بالكرمانى حيث ساعدني في مقابلة الكتاب مع كتابي البحار والبرهان وفقه تعالى لمرضاته ونسئل الله تعالى ان يوفقنا وجميع اخواننا لخدمة الدين واحياء آثار سيد المرسلين واولاده الطاهرين المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. قم المشرفة: السيد هاشم الرسولي المحلاتي 12 ذي الحجة 1380
(1) المطبوع بطهران في مجلدين في شعبان المعظم سنة 1374. (2) المطبوع بتبريز سنة 1313 (3) المطبوع بقم في سبعة مجلدات سنة 1379 (4) المطبوع بطهران بافست من نسخة المطبوعة بصيدا سنة 1379
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله على افضاله والصلوة على محمد وآله قال العبد الفقير إلى رحمة الله انى نظرت في التفسير الذى صنفه أبو النصر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمى باسناده، ورغبت إلى هذا وطلبت من عنده سماعا من المصنف أو غيره فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو اجازة منه، حذفت منه الاسناد. وكتبت الباقي على وجهه ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه، فان وجدت بعد ذلك من عنده سماع أو اجازة من المصنف اتبعت الاسانيد، وكتبتها على ما ذكره المصنف، اسئل الله تعالى التوفيق لاتمامه وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. 1 – روى جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: أيها الناس انكم في زمان هدنة وانتم على ظهر السفر، والسير بكم سريع، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد، ويقربان كل بعيد، ويأتيان بكل موعود، فأعدوا الجهاز لبعد المفاز، فقام المقداد فقال: يا رسول الله ما دار الهدنة ؟ قال: دار بلاء و انقطاع، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع، وماحل (1) مصدق، من جعله امامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو [ كتاب فيه ] تفصيل وبيان وتحصيل
(1) محل به إلى السلطان محلا: كاده بسعاية إليه. (*)
[ 3 ]
وهو الفصل، ليس بالهزل، له ظهر وبطن، فظاهره حكمة (1) وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم (2) لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنازل (3) الحكمة ودليل على المعروف لمن عرفه. (4) 2 – عن يوسف بن عبد الرحمن رفعه إلى الحارث الاعور قال: دخلت على امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين انا إذا كنا عندك سمعنا الذى نسد به (5) ديننا، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة لا ندرى ما هي ؟ قال: أوقد فعلوها ؟ قال: قلت: نعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: أتانى جبرئيل فقال: يا محمد سيكون في امتك فتنة، قلت: فما المخرج منها ؟ فقال: كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر، وخبر ما بعدكم وحكم بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من ولاه من جبار فعمل بغيره قصمه الله (6) ومن التمس الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم لا تزيغه (7) الاهوية ولا تلبسه الالسنة ولا يخلق على الرد (8) ولا ينقضى عجائبه ولا يشبع منه العلماء [ هو الذى ] لم تكنه (9) الجن إذ سمعته ان قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن اعتصم به هدى إلى صراط مستقيم، هو الكتاب العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
(1) وفى نسخة الصافى ” حكم “. (2) الانيق: الحسن المعجب والتخوم جمع تخم بالفتح: منتهى الشئ. (3) وفى نسختي البرهان والصافى ” منار ” بدل ” منازل “. (4) البحار ج 19: 5. البرهان ج 1: 7. الصافى ج 1: 9. (5) وفى البرهان وبعض نسخ الصافى ” نشد “. (6) أي اهلكه (7) وفى نسخة ” لا تذيقه “. (8) وفى بعض النسخ ” عن كثرة الرد “. (9) وفى بعض النسخ ” تلبث ” وفى آخر ” تناه “. (*)
[ 4 ]
تنزيل من حكيم حميد (1) 3 – عن ابى جميلة المفضل بن صالح عن بعض اصحابه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه واله يوم الجمعة بعد صلوة الظهر انصرف على الناس فقال: يا ايها الناس اني قد نبأنى اللطيف الخبير انه لن يعمر من نبى الا نصف عمر الذى يليه ممن قبله وانى لاظننى اوشك ان ادعى فأجيب، وانى مسئول وانكم مسئولون، فهل بلغتكم فما إذا أنتم قائلون ؟ قالوا: نشهد بانك قد بلغت ونصحت وجاهدت، فجزاك الله عنا خيرا قال: اللهم اشهد ثم قال: يا ايها الناس الم تشهدوا أن لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق وان البعث حق من بعد الموت قالوا: [ اللهم ] نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال: يا ايها الناس ان الله مولاى وانا اولى بالمؤمنين من انفسهم، الا من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم قال: ايها الناس انى فرطكم وانتم واردون على الحوض وحوضى اعرض ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة الاواني سائلكم حين تردون على عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتى تلقوني قالوا: وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال: الثقل الاكبر كتاب الله سبب طرفه بيدى الله وطرف في ايديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تذلوا والثقل الاصغر عترتي اهل بيتى فانه قد نبأنى اللطيف الخبير ان لا يتفرقا حتى يلقياني وسئلت الله لهما ذلك فأعطانيه فلا تسبقوهم فتضلوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، فلا تعلموهم فهم اعلم منكم (2) 4 – عن أبى عبد الله مولى بنى هاشم عن أبى سخيلة قال: حججت أنا وسلمان الفارسى من الكوفة فمررت بأبى ذر فقال: انظروا إذا كانت بعدى فتنة وهي كائنة فعليكم بخصلتين، بكتاب الله وبعلى بن أبيطالب، فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلى: هذا اول من آمن بى، وأول من يصافحني يوم القيمة، وهو الصديق الاكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب
(1) البحار 19: 7. البرهان ج 1: 7. الصافى ج 1: 10. (2) البحار ج 7: 29. البرهان ج 1: 10 – 11. اثبات الهداة ج 3: 539. (*)
[ 5 ]
المنافقين (1). 5 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه واله بالمدينة فكان فيها قال لهم ” الحديث ” (2). 6 – عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بالقرآن فما وجدتم آية نجا بها من كان قبلكم فأعملوا به، وما وجدتموه هلك من كان قبلكم فاجتنبوه (3). 7 – عن الحسن بن موسى الخشاب رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يرفع (4) الامر والخلافة إلى آل أبى بكر أبدا ولا إلى آل عمر ولا إلى آل بنى امية، ولا في ولد طلحة والزبير أبدا، وذلك انهم بتروا القرآن وأبطلوا السنن وعطلوا الاحكام (5) 8 – وقال رسول الله صلى الله عليه واله: القرآن هدى من الضلالة، وتبيان من العمى، و استقالة من العثرة، ونور من الظلمة، وضياء من الاحزان، وعصمة من الهلكة، و وشد من الغواية، وبيان من الفتن، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه واله للقرآن، وما عدل أحد عن القرآن الا إلى النار. (6) 9 – عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن، وقطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، وبها نوهت الكتب ويستبين الايمان، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن يقتدى بالقرآن وآل محمد، و ذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها: انى تارك فيكم الثقلين: الثقل الاكبر، و الثقل الاصغر، فاما الاكبر فكتاب ربى، واما الاصغر فعترتي أهل بيتى فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما (7).
(1) البحار ج 19: 7. البرهان ج 1: 8. (2) البحار ج 7: 29. البرهان ج 1: 11 (3) البحار ج 19: 25. البرهان ج 1: 8. الصافى ج 1: 10. (4) كذا في النسخ وفى رواية الكافي ” لا يرجع ” بدل لا يرفع (5 – 7) البحار ج 19: 7 – 8. البرهان ج 1: 8 – 10. الصافى ج 1: 12 (*)
[ 6 ]
عن فضيل بن يسار قال: سألت الرضا عليه السلام عن القرآن ؟ فقال لى: هو كلام الله. (1) 11 – عن الحسن بن على قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: ان امتك ستفتتن فسئل ما المخرج من ذلك ؟ فقال: كتاب الله العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولى هذا الامر من جبار فعمل بغيره قصمه الله وهو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم، فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل، وهو الذى سمعته الجن فلم تناها ان قالوا ” انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ” ولا يخلق على طول الرد، ولا ينقضى عبره ولا تفنى عجائبه (2). 12 – عن محمد بن حمران عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله لما خلق الخلق فجعله فرقتين، فجعل خيرته في أحدى الفرقتين، ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في احدى الا ثلاث ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف، ثم اختار من عبد مناف هاشم، ثم اختار من هاشم عبد المطلب، ثم اختار من عبد المطلب عبد الله، واختار من عبد الله محمدا رسول الله صلى الله عليه واله، فكان أطيب الناس ولادة وأطهرها، فبعثه الله بالحق بشيرا ونذيرا، وأنزل عليه الكتاب فليس من شئ الا في الكتاب تبيانه (3). 13 – عن عمرو بن قيس عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول ان الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الامة إلى يوم القيامة الا أنزله في كتابه وبينه لرسوله، وجعل لكل شئ حدا وجعل دليلا يدل عليه، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا (4) 14 – عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن القرآن ؟ فقال لى: لا خالق ولا مخلوق
(1) البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 8. (2) البحار ج 19: 8. (3) البحار 7: 25. (2 – 4) البرهان ج 1: 8. (*)
[ 7 ]
ولكنه كلام الخالق (1). 15 – عن زرارة قال سئلته عن القرآن أخالق هو ؟ قال: لا قلت: أمخلوق ؟ قال: لا ولكنه كلام الخالق [ يعنى انه كلام الخالق بالفعل ] (2). 16 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده (ع) قال: خطبنا أمير المؤمنين (ع) خطبة فقال فيها: نشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، أرسله بكتاب فصله وأحكمه وأعزه وحفظه بعلمه وأحكمه بنوره، وأيده بسلطانه، وكلاه من لم يتنزه هوى أو يميل به شهوة أو يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولا يخلقه طول الرد ولا يفنى عجائبه من قال به صدق، ومن عمل به أجر ومن خاصم به فلح ومن قاتل به نصر، ومن قام به هدى إلى صراط مستقيم، فيه نبأ من كان قبلكم والحكم فيما بينكم، وخيرة (3). معادكم انزله بعلمه وأشهد الملائكة بتصديقه قال الله جل وجهه ” لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملئكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ” فجعله الله نورا يهدى للتى هي أقوم وقال: ” فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ” وقال: ” اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون ” وقال: ” فاستقم كم أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير ” ففى اتباع ما جائكم من الله الفوز العظيم، وفى تركه الخطاء المبين، قال: ” اما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى ” فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا والاخرة فالقرآن آمر وزاجر حد فيه الحدود، وسن فيه السنن، وضرب فيه الامثال، وشرع فيه الدين اعذارا من نفسه (4) وحجة على خلقه، أخذ على ذلك ميثاقهم، وارتهن عليه أنفسهم ليبين لهم ما يأتون وما يتقون،
(1) البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 8 وهذا الخبر واشباهه مما يتمسك به في البحث عن مخلوقية القرآن وقد عنونه كثير من العلماء والمحدثين من الخاصة وغيرهم في كتبهم فراجع البحار ج 2: 147. وج 19: 31. وكتاب البيان في تفسير القرآن ج 1: 283 وكتاب الملل والنحل (ط مصر) ج 1: 117. وتاريخ الخلفاء: 207 وغير ذلك. (2) البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 8 (3) وفى البحار ” وخير ” بدل ” وخيرة “. (4) وفى بعض النسخ ” اعذارا امر نفسه ” (*)
[ 8 ]
ليهلك من هلك عن بينه، ويحيى من حى عن بينه وان الله سميع عليم. (1) 17 – عن ياسر الخادم عن الرضا عليه السلام انه سئل عن القرآن ؟ فقال: لعن الله المرجئة (2) ولعن الله ابا حنيفة (3) انه كلام الله غير مخلوق حيث ما تكلمت به، وحيث ما قرأت ونطقت فهو كلام وخبر وقصص (4). 18 – عن سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله أنزل عليكم كتابه وهو الصادق البر، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم، وخبر السماء والارض، ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم [ من ذلك ] (5). باب ترك رواية التى بخلاف القرآن 1 – عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله في خطبة بمنى أو بمكة: يا أيها الناس ما جائكم عنى يوافق القرآن فأنا قلته وما جائكم عنى لا يوافق القرآن فلم أقله (6) 2 – عن اسمعيل بن أبى زياد السكوني عن أبى جعفر عن أبيه عن على صلوات الله عليه قال: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه، ان على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوا به، وما خالف كتاب الله فدعوه (7) 3 – عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا محمد ما جائك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به، وما جائك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به (8)
(1 – 5) البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 9. (2) وهم الذين يعتقدون انه لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، و قيل غير ذلك. (3) وفى نسخة ” ابا عيينة ” والظاهر هو المختار. (6) البحار ج 1: 145. البرهان ج 1: 29. (7 – 8) البحار ج 1: 144 – 145. البرهان ج 1: 29. (*)
[ 9 ]
4 – عن أيوب بن حر قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: كل شئ، مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف (1) 5 – عن كليب الاسدي قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ما اتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل (2) 6 – عن سدير قال: كان أبو جعفر عليه السلام وابو عبد الله عليه السلام لا يصدق علينا الا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله (3) 7 – عن الحسن بن الجهم عن العبد الصالح عليه السلام قال: إذا كان جائك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا، فان اشبههما فهو حق وان لم يشبههما فهو باطل (4). في ما انزل القرآن 1 – عن أبى الجارود قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام: يقول نزل القرآن على اربعة أرباع ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرايض واحكام، وربع سنن وامثال ولنا كرائم القرآن (5) 2 – عن عبد الله بن سنان: قال (6) سئلت ابا عبد الله عليه السلام عن القرآن والفرقان، قال: القرآن جملة الكتاب وأخبار ما يكون، والفرقان المحكم الذى يعمل به، وكل محكم فهو فرقان (7) 3 – وعن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول: نزل القرآن اثلاثا ثلث فينا وفى عدونا وثلث سنن وامثال وثلث فرايض واحكام (8)
(1 – 4) البحار ج 1: 144 – 145. البرهان ج 1: 29 (3 – 4) الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 9. (5) البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 21. الصافى ج 1: 14. (6) وفى نسخة البحار هكذا ” عن عبد الله بن سنان عمن ذكره قال سئلت ابا عبد الله (ع) اه ” (7) البحار ج 19: 8. الصافى ج 1: 18. البرهان ج 1: 21 (8) البحار ج 19: 30. الصافى ج 1: 14. البرهان ج 1: 21 (*)
[ 10 ]
عن عبد الله بن بكير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن باياك اعني و اسمعي يا جارة (1) 5 – عن ابن ابى عمير عمن حدثه عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ما عاتب الله نبيه فهو يعنى به من قد مضى في القرآن مثل قوله: ” ولو لا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ” عنى بذلك غيره (2) 6 – عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار (3) 7 – عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال: قال أبو جعفر يا خيثمه القرآن نزل اثلاثا ثلث فينا وفى احبائنا، وثلث في اعدائنا وعدو من كان قبلنا وثلث سنة ومثل، ولو ان الآية إذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الآية لما بقى من القرآن شئ، ولكن القرآن يجرى أوله على آخره ما دامت السماوات والارض، ولكل قوم آية يتلونها [ و ] هم منها من خير أو شر (4). تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه 1 – عن أبى محمد الهمداني عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ؟ قال: الناسخ الثابت، والمنسوخ ما مضى، والمحكم
(1) البحار ج 19: 93. الصافى ج 1: 18. وهذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره وقيل ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزارى ذكر قصته في مجمع الامثال (ج 1 – 50 – 51 ط مصر) وقال الطريحي: هو مثل يراد به التعريض للشئ يعنى ان القرآن خوطب به النبي صلى الله عليه وآله لكن المراد به الامة اه. (1 – 4) البرهان ج 1: 21. (2) البحار ج 19: 93. الصافى ج 1: 18 (3) البحار ج 19: 30. (4) البحار ج 19: 30. الصافى ج 1: 14 (*)
[ 11 ]
ما يعمل به، والمتشابه الذى يشبه بعضه بعضا (1). 2 – عن جابر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا جابر ان للقرآن بطنا وللبطن ظهرا ثم قال: يا جابر وليس شئ أبعد من عقول الرجال منه، ان الآية لتنزل اولها في شئ واوسطها في شئ، وآخرها في شئ، وهو كلام متصل يتصرف على وجوه (2). 3 – عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: نزل القرآن ناسخا ومنسوخا (3). 4 – عن حمران بن اعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: ظهر القرآن الذين نزل فيهم وبطنه الذين عملوا بمثل اعمالهم (4). 5 – عن الفضيل بن يسار قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية ” ما في القرآن آية الا ولها ظهر وبطن، وما فيه حرف الا وله حد ولكل حد مطلع ” (5) ما يعنى بقوله لها ظهر وبطن ؟ قال: ظهره وبطنه تأويله، منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد، يجرى كما يجرى الشمس والقمر، كلما جاء منه شئ وقع قال الله تعالى ” وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ” [ نحن نعلمه ] (6) 6 – عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان القرآن فيه محكم و متشابه، فاما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به، واما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به (7). 7 – عن مسعدة بن صدقة قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن الناسخ والمنسوخ و المحكم والمتشابه ؟ قال: الناسخ الثابت المعمول به، والمنسوخ ما قد كان يعمل
(1 – 4) البحار ج 19: 30 و 93 – 94 و 25. البرهان ج 1: 20 – 21. الصافى ج 1: 14 و 17. (1 – 3) الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13. (5) قال الفيض (ره) المطلع بتشديد الطاء وفتح اللام مكان الاطلاع من موضع عال ويجوز ان يكون بوزن مصعد بفتح الميم ومعناه: أي مصعد يصعد إليه من معرفة علمه و محصل معناه قريب من معنى التأويل والبطن كما ان معنى الحد قريب من معنى التنزيل و الظهر ” انتهى ” (6 – 7) البحار ج 19: 94. البرهان ج 1: 20. الصافى ج 1: 17 – 18. (*)
[ 12 ]
به ثم جاء ما نسخه والمتشابه ما اشتبه على جاهله (1). 8 – عن جابر قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن شئ في تفسير القرآن فأجابني، ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر فقلت: جعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم فقال عليه السلام لي: يا جابر ان للقرآن بطنا، وللبطن ظهرا، يا جابر وليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، ان الآية لتكون اولها في شئ وآخرها (2) في شئ وهو كلام متصل يتصرف على وجوه (3) 9 – عن أبى عبد الرحمن السلمى (4) ان عليا عليه السلام مر على قاض فقال: تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ فقال: لا فقال: هلكت وأهلكت، تأويل كل حرف من القرآن على وجوه. (5) 10 – عن ابراهيم بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن، كانت فيه أسماء الرجال فالقيت، وانما الاسم الواحد منه في وجوه لا يحصى يعرف ذلك الوصاة (6). 11 – عن حماد بن عثمان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ان الاحاديث تختلف عنكم قال: فقال: ان القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للامام أن يفتى على
(1 – 5) البحار ج 19: 94 و 25. البرهان ج 1: 20. الصافى ج 1: 17 – 18. (2) وفى نسخة البرهان ” واوسطها وآخرها “. (4) وفى نسخة الوسائل ” عبد الرحمن السلمى بدل ابى عبد الرحمن ” والظاهر هو المختار. (5) الوسائل: ج 3 كتاب القضاء با ب 13. (6) البحار ج 19: 25. البرهان 1: 20. الصافى ج 1: 25 وقال الفيض (ره) لعل المراد باسماء الرجال الملقية اعلامهم وبالاسم الواحد ما كنى به تارة عنهم وتارة عن غيرهم من الالفاظ التى لها معان متعددة وذلك كالذكر فانه قد يراد به رسول الله صلى الله عليه وآله وقد يراد به امير المؤمنين (ع) وقد يراد به القرآن، وكالشيطان فانه قد يراد به الثاني وقد يراد به ابليس وقد يراد به غيرهما اراد (ع) ان الرجال كانوا مذكورين في القرآن تارة باعلامهم فالقيت واخرى بكنايات فالقيت فهم اليوم مذكورون بالكنايات بالفاظ لها معان آخر يعرف ذلك الاوصياء. (*)
[ 13 ]
سبعة وجوه، ثم قال: ” هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ” (1) ما عنى به الائمة من القرآن 1 – عن ابن مسكان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن (2) 2 – عن حنان بن سدير عن أبيه قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا أبا الفضل لنا حق في كتاب الله المحكم من الله لو محوه فقالوا ليس من عند الله أو لم يعلموا لكان سواه (3) 3 – عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا محمد إذا سمعت الله ذكر احدا من هذه الامة بخير فنحن هم. وإذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا (4) 4 – عن داود بن فرقد عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لو قد قرء القرآن كما انزل لالفيتنا فيه مسمين (5) 5 – وقال سعيد بن الحسين الكندى عن أبى جعفر عليه السلام بعد مسمين كما سمى من قبلنا (6). 6 – عن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام قال: لو لا انه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفى حقنا على ذى حجى، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن (7) 7 – عن مسعدة بن صدقه عن أبى جعفر عليه السلام عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام سموهم بأحسن امثال القرآن يعنى عترة النبي صلى الله عليه وآله، هذا عذب فرات فاشربوا، وهذا ملح اجاج فاجتنبوا. (8) 8 – عن عمر بن حنظلة عن أبى عبد الله عليه السلام عن قول الله ” قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” فلما رأني أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب قال: حسبك كل شى في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الائمة عنى به (9)
(1 – 2) البحار ج 19: 22 و 30. البرهان ج 1: 21 – 22 وتنكب الشئ: تجنبه (3 – 6) البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22 (4 – 6) الصافى ج 1: 14 و 25. اثبات الهداة ج 3: 43. والفاه: وجده. (7 – 9) البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22. اثبات الهداة ج 3: 43 – 44. و للمحدث الحر العاملي (ره) في هذه الاخبار بيان فراجع وسيأتى في ذيل ص 24 ايضا بيان لهذه الاحاديث (9) الصافى ج 1: 14 ولمؤلفه (ره) في بيان الخبر تحقيق رشيق فراجع. (*)
[ 14 ]
علم الائمة بالتأويل 1 – عن الاصبغ بن نباتة قال: لما قدم امير المؤمنين عليه السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم ” سبح اسم ربك الاعلى ” قال: فقال المنافقون: لا والله ما يحسن ابن أبى طالب أن يقرء القرآن ولو أحسن أن يقرء القرآن لقرء بنا غير هذه السورة قال: فبلغه ذلك فقال: ويل لهم انى لاعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه وفصله من فصاله وحروفه من معانيه، والله ما من حرف نزل على محمد صلى الله عليه وآله الا انى أعرف فيمن انزل وفى أي يوم وفى أي موضع، ويل لهم أما يقرءون ” ان هذا لفى الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى ” والله عندي ورثتهما من رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد أنهى رسول الله صلى الله عليه وآله من ابراهيم وموسى (ع)، ويل لهم والله أنا الذى انزل الله في ” وتعيها اذن واعية ” فانما كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فيخبرنا بالوحى فأعيه أنا ومن يعيه، فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفا ؟ (1) 2 – عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما نزلت آية على رسول الله صلى الله عليه وآله الا أقر أنيها واملاها على، فاكتبها بخطى، وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها، ودعا الله لى أن يعلمنى فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علم املائه على فكتبته منذ دعا لي بما دعا وما ترك شيئا علمه الله من حلال ولا حرام ولا امر ولا نهى كان أو لا يكون من طاعة أو معصية الا علمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفا واحدا، ثم وضع يده على صدري ودعا الله أن يملاء قلبى علما وفهما وحكمة ونورا لم أنس شيئا، ولم يفتنى شئ لم اكتبه، فقلت: يا رسول الله أو تخوفت على النسيان فيما بعد ؟ فقال: لست أتخوف عليك نسيانا ولا جهلا، وقد أخبرني ربى انه قد استجاب لى فيك وفى شركائك الذين يكونون من بعدك، فقلت يا رسول الله ومن شركائي من بعدى ؟ قال: الذين قرنهم الله بنفسه وبى فقال: الاوصياء مني إلى أن يردوا على الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه بهم تنصر امتى وبهم يمطرون، وبهم يدفع عنهم وبهم استجاب دعائهم، فقلت:
(1) البرهان ج 1: 16. (*)
[ 15 ]
يا رسول الله سمهم لى فقال: ابني هذا – ووضع يده على رأس الحسن عليه السلام -، ثم ابني هذا – ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام -، ثم أبن له يقال له على وسيولد في حيوتك فأقرأه منى السلام، تكمله اثنى عشر من ولد محمد، فقلت له: بابى انت [ وامى ] فسمهم لى، فسماهم رجلا رجلا فيهم (1) والله يا اخى بنى هلال مهدى امة محمد صلى الله عليه وآله الذى يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والله انى لاعرف من يبايعه بين الركن والمقام وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم (2). 3 – عن سلمة بن كهيل عمن حدثه عن على عليه السلام قال: لو استقامت لى الامرة وكسرت أو ثنيت لى الوسادة، لحكمت لاهل التوراة بما أنزل الله في التورية حتى تذهب إلى الله، انى قد حكمت بما أنزل الله فيها، ولحكمت لاهل الانجيل بما أنزل الله في الانجيل حتى يذهب إلى الله انى قد حكمت بما أنزل الله فيه، ولحكمت في أهل القرآن بما أنزل الله في القرآن حتى يذهب إلى الله انى قد حكمت بما انزل الله فيه (3). 4 – عن أيوب بن حر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: الائمة بعضهم أعلم من بعض ؟ قال: نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد (4). 5 – عن حفص بن قرط الجهنى عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: سمعته يقول: كان على عليه السلام صاحب حلال وحرام وعلم بالقرآن، ونحن على منهاجه (5). 6 – عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن جده عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، وهو على بن
(1) وفى نسخة البرهان ” منهم “. (2) البحار ج 19: 26. البرهان ج 1: 17. الصافى ج 1: 11. (3 – 5) البحار ج 19: 25. البرهان ج 1: 17. (*)
[ 16 ]
أبيطالب. (1) 7 – عن بشير الدهان قال. سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسمع الناس جهلا، لنا صفو المال ولنا الانفال ولنا كرائم القرآن، ولا أقول لكم إنا أصحاب الغيب، ونعلم كتاب الله وكتاب الله يحتمل كل شئ، ان الله أعلمنا علما لا يعلمه أحد غيره، وعلما قد أعلمه ملئكته ورسله، فما علمته ملئكته ورسله فنحن نعلمه (2). 8 – عن مرازم قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من أوله إلى آخره، وان عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا [ من ] كتمانه ما نستطيع أن نحدث به أحدا (3). 9 – عن الحكم بن عيينة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لرجل من أهل الكوفة: و سأله عن شئ لو لقيتك بالمدينة لاريتك أثر جبرئيل في دورنا، ونزوله على جدى بالوحى والقرآن والعلم، فيستسقى الناس العلم من عندنا فيهدونهم وضللنا نحن ؟ هذا محال (4) 10 – عن يوسف بن السخت البصري قال: رأيت التوقيع بخط محمد بن محمد بن على (5) فكان فيه الذى يجب عليكم ولكم ان تقولوا انا قدوة الله وائمة، وخلفاء الله في أرضه وامنائه على خلقه، وحججه في بلاده، نعرف الحلال والحرام ونعرف تأويل الكتاب وفصل الخطاب (6).
(1) الوسائل (ج 3) كتاب القضاء باب 13 (1 – 4) البحار ج 19: 25 – 26. البرهان ج 1: 17 (3) الصافى ج 1: 12. (5) كذا في نسختي الاصل والبحار وفى نسخة البرهان ” محمد بن محمد بن الحسن بن على ” والظاهر ” محمد بن الحسن بن على ” وهو الحجة المنتظر صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين. (6) البحار ج 19: 26 – 29. البرهان ج 1: 17. (*)
[ 17 ]
11 – عن ثوير بن أبى فاخته عن أبيه قال: قال على عليه السلام: ما بين اللوحين شئ الا و أنا أعلمه (1). 12 – عن سليمان الاعمش عن أبيه قال: قال على عليه السلام ما نزلت آية الا وانا علمت فيمن أنزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، ان ربى وهب لى قلبا عقولا و لسانا طلقا (2). 13 – عن أبى الصباح قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ان الله علم نبيه صلى الله عليه وآله التنزيل والتأويل فعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام (3). فيمن فسر القرآن برأيه 1 – عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: ليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، ان الآية ينزل اولها في شئ وأوسطها في شئ، وآخرها في شئ، ثم قال: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) من ميلاد الجاهلية (4). 2 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من فسر القرآن برأيه فاصاب لم يوجر، وان اخطأ كان اثمه عليه (5). 3 – عن ابي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقولوا الله أعلم، فان الرجل ينزل بالاية فيخر بها أبعد ما بين السماء والارض (6). 4 – عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من فسر القرآن برأيه ان أصاب لم يوجر و أن أخطأ فهو أبعد من السماء (7). 5 – عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ليس ابعد من
(1 – 4) البحار ج 19: 26 – 29 البرهان ج 1: 17 (4) الوسائل (ج 3) كتاب القضاء باب 13 (5) البحار ج 19: 29. البرهان ج 1: 19. وفى نسخة البرهان ” هشام بن سالم عن أبى جعفر (ع) ” ولكن الظاهر هو المختار فانه لا يروى عن أبى جعفر الباقر (ع). (6 – 7) البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 البرهان ج 1: 19 (7) الصافى ج 1: 17. (*)
[ 18 ]
عقول الرجال من القرآن (1). 6 – عن عمار بن موسى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل عن الحكومة قال: من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر، ومن فسر [ برأيه ] آية من كتاب الله فقد كفر (2). كراهية الجدال في القرآن 1 – عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: اياكم والخصومة فانها تحبط العمل و تمحق الدين وان احدكم لينزع بالاية يقع فيها أبعد من السماء (3). 2 – عن المعمر بن سليمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أبى عليهما السلام ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض الا كفر (4) 3 – عن يعقوب بن يزيد عن ياسر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام يقول: المراء في كتاب الله كفر (5). 4 – عن داود بن فرقد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا تقولوا لكل آية هذه رجل وهذه رجل ان من القرآن حلالا ومنه حراما وفيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم، فهكذا هو كان رسول الله صلى الله عليه وآله مفوض فيه ان شاء فعل الشئ وان شاء تذكر حتى إذا فرضت فرايضه، وخمست اخماسه، حق على الناس أن يأخذوا به، لان الله قال: ” ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” (6).
(1 – 3) البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13. البرهان ج 1: 19. (4) الصافى ج 1: 21 وقال الفيض (ره) لعل المراد بضرب بعضه ببعض تأويل بعض متشابهاته إلى بعض بمقتضى الهوى من دون سماع من اهله أو نور وهدى من الله. (5) البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 البرهان ج 1: 19 (6) البحار ج 19: 29. البرهان ج 1: 41 (*)
[ 19 ]
بسم الله الرحمن الرحيم من سورة ام الكتاب 1 – بأسانيد عن الحسن بن على بن أبى حمزة البطايني عن أبيه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام اسم الله الاعظم مقطع في ام الكتاب (1). 2 – عن محمد بن سنان عن أبى الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال لابي حنيفة ماسورة أولها تحميد وأوسطها اخلاص وآخرها دعاء ؟ فبقى متحيرا ثم قال: لا أدرى فقال أبو عبد الله عليه السلام: السورة التى أولها تحميد، وأوسطها اخلاص، و آخرها دعاء: سورة الحمد (2). 3 – عن يونس بن عبد الرحمن عمن رفعه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام ” ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ” قال: هي سورة الحمد وهى سبع آيات، منها بسم الله الرحمن الرحيم وانما سميت المثانى لانها يثنى في الركعتين (3). 4 – وعن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سرقوا اكرم آية في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم (4). 5 – عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما أنزل الله من السماء كتابا الا وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم، وانما كان يعرف انقضاء السورة بنزول بسم الله الرحمن الرحيم ابتداء للاخرى. (5)
(1) البرهان ج 1: 41 (2) البحار ج 19: 58. البرهان ج 1: 41 (3 – 4) البحار ج 18: 335 – 336. وج 19: 58 – 59. البرهان ج 1: 42 (5) البحار ج 18: 336 وج 19: 59. البرهان ج 1: 42. الصافى ج 1: 51 (*)
[ 20 ]
عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها، فإذا سمعها المشركون ولوا مدبرين فانزل الله ” وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ” (1). 7 – قال الحسن بن خرزاد وروى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا ام الرجل القوم جاء شيطان إلى الشيطان الذى هو قريب الامام، فيقول: هل ذكر الله يعنى هل قرء بسم الله الرحمن الرحيم ؟ فان قال: نعم هرب منه، وان قال: لا ركب عنق الامام و دلى رجليه في صدره، فلم يزل الشيطان امام القوم حتى يفرغوا من صلواتهم (2) 8 – عن عبد الملك بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أن ابليس رن أربع رنات (3) أولهن يوم لعن، وحين هبط إلى الارض، وحين بعث محمد صلى الله عليه وآله على فترة من الرسل، وحين انزلت ام الكتاب الحمد لله رب العالمين، ونخر نخرتين. (4) حين اكل آدم عليه السلام من الشجرة، وحين اهبط آدم إلى الارض قال: ولعن من فعل ذلك (5) 9 – عن اسمعيل بن أبان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجابر بن عبد الله: يا جابر ألا أعلمك أفضل سورة انزلها الله في كتابه ؟ قال: فقال جابر: بلى بأبى انت وامى يا رسول الله علمنيها، قال: فعلمه الحمد لله ام الكتاب، قال: ثم قال له: يا جابر الا اخبرك عنها ؟ قال: بلى بابى انت وامى فاخبرني، قال: هي شفاء من كل داء الا السام يعنى الموت (6). 10 – عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من لم تبرأه الحمد لم يبرئه شئ (7).
(1) البحار ج 18: 351 وج 19: 59. البرهان ج 1: 42 (2) البحار ج 18: 336 وج 19: 59. البرهان ج 1: 42 (3) الرنة، صوت المكروب أو المريض (4) نخر الانسان أو الدابة: مد الصوت والنفس في خياشيمه. (5) البحار ج 19: 59. البرهان ج 1: 42. (6 – 7) البحار ج 19: 59. الصافى ج 1: 56. الوسائل ج 1 ابواب قرائة القرآن باب 37 البرهان ج 1. 42. واخرجهما الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان (ط صيدا ج 1: 17 – 18) عن هذا الكتاب ايضا. (*)
[ 21 ]
11 – عن أبى بكر الحضرمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثانى وسورة اخرى وصل ركعتين وادع الله، قلت: أصلحك الله وما المثانى ؟ قال: فاتحة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين (1). 12 – عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال: بلغه ان اناسا ينزعون بسم الله الرحمن الرحيم فقال: هي آية من كتاب الله أنساهم اياها الشيطان (2). 13 – عن اسمعيل بن مهران قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الاعظم من سواد العين إلى بياضها (3) 14 – عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إذا اتى أحدكم اهله فليكن قبل ذلك ملاطفة فانه أبر لقلبها واسل لسخيمتها (4) فإذا أفضى إلى حاجته قال: بسم الله ثلثا فان قدر ان يقرأ أي آية حضرته من القرآن فعل، والا قد كفته التسمية، فقال له رجل في المجلس: فان قرأ بسم الله الرحمن الرحيم اوجر به (5) فقال: واى آية أعظم في كتاب الله ؟ فقال: بسم الله الرحمن الرحيم (6). 15 – عن الحسن بن خرزاد قال: كتبت إلى الصادق أسئل عن معنى الله فقال: استولى على مادق وجل (7). 16 – عن خالد بن مختار قال: سمعت جعفر بن محمد (ع) يقول: ما لهم قاتلهم الله
(1 – 2) البحار ج 18: 336 و 19: 59. البرهان ج 1: 42 (3) الصافى ج 1: 52 البرهان ج 1: 42. ونقله المجلسي (ره) عن الصفار و رواه الصدوق ” ره ” في العيون باسناده عن الرضا (ع) (4) سل السخيمة من قلبه: انتزعها واخرجها منه والسخيمة الحقد. (5) وفى نسخة البرهان ” أو يجزيه ؟ “. (6 – 7) البحار ج 19: 59. البرهان ج 1: 42 (*)
[ 22 ]
عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله، فزعموا انها بدعة إذا اظهروها، وهى بسم الله الرحمن الرحيم (1). 17 – عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل ” ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ” فقال فاتحة الكتاب [ يثنى فيها القول قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله من على بفاتحة الكتاب ] من كنز الجنة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الآية التى يقول فيها: ” وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا ” ” والحمد لله رب العالمين ” دعوى اهل الجنة حين شكروا لله حسن الثواب، و ” مالك يوم الدين ” قال جبرئيل ما قالها مسلم قط الا صدقه الله وأهل سمواته ” اياك نعبد ” اخلاص العبادة و ” اياك نستعين ” افضل ما طلب به العباد حوائجهم ” اهدنا الصراط المستقيم ” صراط الانبياء وهم الذين انعم الله عليهم ” غير المغضوب عليهم ” اليهود ” وغير الضالين ” النصارى (2). 18 – عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام في تفسير ” بسم الله الرحمن الرحيم ” فقال: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله (3) 19 – ورووا غيره عنه ملك الله، الله اله الخلق الرحمن بجميع العالم الرحيم بالمؤمنين خاصة (4). 20 – ورووا غيره عنه والله اله كل شئ (5) 21 – عن محمد بن على الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام انه كان يقرء مالك يوم الدين (6). 22 – عن داود بن فرقد قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقرأ ما لا احصى ملك
(1 – 2) البرهان ج 1: 42 و 51. البحار ج 19: 59 و 18: 336 وفيه بيان فراجع ونقل الطبرسي (ره) الحديث الاخير في مجمع البيان ج 1: 31 عن هذا الكتاب ايضا. وسيأتى في ذيل حديث 28 بيان لقوله ” غير الضالين “. (3 – 6) البرهان ج 1: 45. (6) البحار ج 19: 59 ورواه الطبرسي ” ره ” في مجمع البيان ج 1: 31 عن هذا الكتاب ايضا. (*)
[ 23 ]
يوم الدين (1). 23 – عن الزهري قال: قال على بن الحسين عليه السلام لو مات ما بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معى، كان إذا قرأ مالك يوم الدين يكررها ويكاد أن يموت (2). 24 – عن الحسن بن محمد الجمال عن بعض أصحابنا قال: بعث عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة ان وجه إلى محمد بن على بن الحسين ولا تهيجه ولا تروعه، واقض له حوائجه، وقد كان ورد على عبد الملك رجل من القدرية (3) فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعا، فقال ما لهذا الا محمد بن على، فكتب إلى صاحب المدينة ان يحمل محمد بن على إليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه فقال له أبو جعفر عليه السلام انى شيخ كبير لا اقوى على الخروج وهذا جعفر ابني يقوم مقامي، فوجهه إليه فلما قدم على الاموى ازدراه (4) لصغره وكره ان يجمع بينه وبين القدري مخافة ان يغلبه، و تسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدري، فلما كان من الغد جتمع الناس بخصومتها فقال الاموى لابي عبد الله عليه السلام: انه قد اعيانا امر هذا القدري وانما كتبت اليك لاجمع بينك وبينه فانه لم يدع عندنا احدا الا خصمه، فقال: ان الله يكفيناه قال: فلما اجتمعوا قال القدري لابي عبد الله عليه السلام: سل عما شئت، فقال له: اقرأ سورة الحمد قال: فقرئها وقال الاموى – وانا معه -: ما في سورة الحمد علينا ! انا لله وانا إليه راجعون ! قال: فجعل القدري يقرء سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك و تعالى ” اياك نعبد واياك نستعين ” فقال له جعفر عليه السلام: قف من تستعين وما حاجتك
(1) البحار ج 18: 336. الصافى ج 1: 53 البرهان ج 1: 51 (2) البحار ج 18: 336 وج 19: 59 البرهان ج 1: 52 وفى رواية الكليني (قده) ” حتى يكاد ان يموت “. (3) القدري في الاخبار يطلق على الجبرى وعلى التفويضي والمراد في هذا الخبر هو الثاني وقد احال كل من الفريقين ما ورد في ذلك على الاخر وقد ورد في ذمهم احاديث كثيره في كتب الفريقين مثل قوله لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيا وقوله صلى الله عليه وآله: القدرية مجوس امتى وقوله صلى الله عليه وآله إذا قامت القيامة نادى مناد اهل الجمع اين خصماء الله فتقوم القدرية إلى غير ذلك. (4) ازدراه: احتقره واستخف به واصله من زرى. (*)
[ 24 ]
الي المعونة ؟ ان الامر اليك فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين (1). 25 – عن داود بن فرقد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ” اهدنا الصراط المستقيم ” يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه (2). 26 – قال محمد بن على الحلبي: سمعته ما لا احصى وانا اصلى خلفه يقرأ اهدنا الصراط المستقيم (3). 27 – عن معوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” غير المغضوب عليهم ولا الضالين ” ؟ قال: هم اليهود والنصارى (4). 28 – عن رجل عن أبى عمير رفعه في قوله ” غير المغضوب عليهم وغير الظالين ” وهكذا نزلت (5) قال: المغضوب عليهم فلان وفلان وفلان والنصاب، والظالين الشكاك الذين لا يعرفون الامام (6).
(5) مسألة اختلاف النزول والقراءات في الايات الكريمة القرآنية من العويصات التى عنونها المفسرون في كتبهم وذهب كل إلى قول، ونقل اقوالهم وما هو الحق فيها، خارج عن وضع هذه التعليقة، ومن اراد الوقوف على شتى الاقول ومعتقد الامامية في ذلك فليراجع كتاب البيان في تفسير القرآن للمرجع المعظم العلامة الخوئى مد ظله العالي، وغيره من الموسوعات والتفاسير، ورأيت أخيرا في مجلة ” الهادى ” (العدد الاول من السنة الثانية) مقالة في كيفية نزول القرآن من الزميل الفاضل الدكتور السيد محمد باقر الحجتى وقد جمع فيها الاقوال والاراء ولا تخلو مطالعتها عن الفائدة، وكيف كان فهذا الحديث ونظائره مما مر في صفحة 22 قد ورد عن ائمة اهل البيت بقرائة ” غير الضالين ” بدل ” ولا الضالين ” وقد نقل هذه القرائة عن عمر بن الخطاب وغيره ايضا. قال الطبرسي (ره): وقرء ” غير الضالين ” عمر بن الخطاب، وروى ذلك عن على عليه السلام، وقد مر نظير هذا الحديث في اختلاف النزول أحاديث أخرى في ص 13 ويأتى في مطاوى الكتاب ايضا ولا يخفى عن معنى النزول في تلك الروايات ليس هو التحريف المدعى في بعض الكلمات بل المراد من النزول هو التفسير والتأويل من حيث المعنى كما صرح به معظم العلماء بل المنتمين إلى ذلك القول كالمحدث الحر العاملي (ره) في كتاب اثبات الهداة والمولى محسن الفيض في الوافى وغيرهم، والا فهى أخبار آحاد لا تعارض ما ثبت بالتواتر بين المسلمين. (1 – 6) البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 وج 19: 59. (*)
[ 25 ]
بسم الله الرحمن الرحيم من سورة البقرة 1 – عن سعد الاسكاف قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اعطيت الطوال مكان التورية، واعطيت المئين (1) مكان الانجيل، واعطيت المثانى مكان الزبور، وفضلت بالمفصل سبع وستين سورة (2). 2 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ البقرة وآل عمران جائتا (3) يوم القيمة تظلانه على رأسه مثل الغمامتين أو غيابتين (4). 3 – عن عمر بن جميع رفعه إلى على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ أربع آيات من اول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخرها لم ير في نفسه وأهله وماله شيئا يكرهه، ولا يقربه الشيطان ولم ينس القرآن (5) قوله آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه الاية 1 – عن سعدان بن مسلم عن بعض اصحابه عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله ” الم ذلك
(1) قال الفيض ” ره ” اختلف الاقوال في تفسير هذه الالفاظ اقربها إلى الصواب واحوطها لسور الكتاب ان الطول كصرد هي السبع الاول بعد الفاتحة على ان بعد الانفال و البرائة واحدة لنزولهما جميعا في المغازى وتسميتهما بالقرينتين، والمئين من بنى اسرائيل إلى سبع سور سميت بها لان كلا منها على نحو مأة آية والمفصل من سورة محمد صلى الله عليه وآله إلى آخر القرآن سميت به لكثرة الفواصل بينهما والمثاني بقية السور وهى التى تقصر عن المئين وتزيد على المفصل كأن الطول جعلت مبادى تارة والتى تلتها مثانى لها لانها ثنت الطول أي تلتها والمئين جعلت مبادى اخرى والتى تلتها مثانى لها. (2) البحار ج 19: 8 البرهان ج 1: 52 ورواه الفيض (ره) في هامش الصافى ج 1: 10 (3) هذا هو الظاهر الموافق لنسختي البحار والبرهان ولرواية الصدوق في ثواب الاعمال لكن في نسخة الاصل ” جاء “. (4 – 5) البحار ج 19: 67 البرهان ج 1: 53 والغيابة: كل ما اظل الانسان كالسحابة (*)
[ 26 ]
الكتاب لا ريب فيه ” قال: كتاب على لا ريب فيه ” هدى للمتقين ” قال: المتقون شيعتنا ” الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون ” ومما علمناهم ينبؤن (1). 2 – عن محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث قال: ان حيا وأبا ياسر ابني أخطب ونفرا من اليهود وأهل خيبر أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له: اليس فيما تذكر فيما انزل عليك آلم ؟ قال: بلى، قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله ؟ قال: نعم قالوا: لقد بعثت انبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم أخبر ما مدة ملكه وما أجل امته غيرك ؟ فاقبل حى على أصحابه فقال لهم: الالف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون، فهى احد وسبعون، فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأجل امته احدى وسبعون سنة [ قال ] ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: له يا محمد هل مع هذا غيره ؟ فقال: نعم قال: فهاته، قال: المص قال: هذه أثقل وأطول الالف واحد واللام ثلثون (2)
(1) البحار ج 21: 21. البرهان ج 1: 53. الصافى ج 1: 58 – 59. (2) كذا في نسختي الاصل والبرهان ونقله المجلسي (ره) عن تفسير على بن ابراهيم وقال المحدث البحراني في البرهان بعده: ” قلت: تمام الحديث ساقط وبعده حديث لا يناسبه في نسختين من العياشي ” وكتب في هامش نسخة الاصل ” اعلم ان النسخة التى كتبت منها الساقط من نسختي هذه كانت هكذا بعد قوله: واللام ثلثون من الماء الخ وكتب في حاشيتها واعلم ان في النسخة التى كانت نسختي كتبت منها بعد قوله واللام ثلثون. ابن يعقوب قال قلت لابي عبد الله (ع) ان اهل مكة يذبحون البقرة في البيت. وكان بعد ذلك سطور محيت وبالجملة فالظاهر انه سقط من النسخ اوراق والحديث المذكور موجود في معاني الاخبار للصدوق. انتهى ” اقول تمام الحديث على ما في البحار وكتاب معاني الاخبار هكذا: ” والميم أربعون والراء مأتان ثم قال له: هل مع هذا غيره ؟ قال نعم، قالوا قد التبس علينا امرك فما ندرى ما اعطيت ثم قاموا عنه ثم قال أبو ياسر للحى اخيه: ما يدريك لعل محمدا قد جمع له هذا كله واكثر منه. قال فذكر أبو جعفر (ع) ان هذه الايات انزلت فيهم ” منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات ” قال وهى تجرى في وجه آخر على غير تأويل حى وابا ياسر و اصحابهما انتهى “. (*)
[ 27 ]
(1) من الماء المالح الاجاج فصلصلها في كفه فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق
(1) قد وقع هنا من النسخ كما عرفت سقط والله اعلم به وقد سقط فيما سقط صدر هذا الحديث وتمامه مذكور في تفسير القمى ره عند تفسير قوله تعالى ” واذ قلنا للملئكة اسجدوا اه ” (ص 32) ورواه الصدوق في العلل في باب ” 96 ” علة الطبايع والشهوات و المحبات ” ج 1 ص 98 – 100. ط قم ” ورواه المجلسي ” ره ” منهما في البحار ج 3 ” في باب ” الطينة والميثاق ” ص 66 وج 14: 475 – 476. ونحن نورده بلفظ التفسير و هذا نصه: (حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبى المقدام عن ثابت الحذاء عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبى جعفر محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال: ان الله تبارك وتعالى اراد ان يخلق خلقا بيده وذلك بعدما مضى من الجن والنسناس في الارض سبعة آلاف سنة وكان من شأنه خلق آدم كشط عن اطباق السماوات، وقال للملائكة انظروا إلى اهل الارض من خلقي من الجن والنسناس فلما رأوا ما يعملون من المعاصي والسفك و الفساد في الارض بغير الحق عظم ذلك عليهم وغضبو الله وتأسفوا على اهل الارض ولم يملكوا غضبهم، فقالوا: ربنا انت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن وهذا خلقك الضعيف الذليل يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويستمتعون بعافيتك وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لا تأسف عليهم ولا تغضب، ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى و قد عظم ذلك علينا واكبرناه فيك، قال فلما سمع ذلك من الملائكة ” قال انى جاعل في الارض خليفة ” يكون حجة في ارضى على خلقي، فقال الملئكة: سبحانك ” اتجعل فيها من يفسد فيها ” كما أفسد بنو الجان ويسفكون الدماء كما سكفت بنو الجان، ويتحاسدون و يتباغضون، فاجعل ذلك الخليفة منا فانا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدماء ” ونسبح بحمدك ونقدس لك ” فقال عزوجل (انى اعلم مالا تعلمون ” انى اريد ان اخلق خلقا بيدى و اجعل من ذريته انبياء ومرسلين وعبادا صالحين وائمة مهتدين اجعلهم خلفاء على خلقي في أرضى، ينهونهم عن معصيتى وينذرونهم من عذابي، ويهدونهم إلى طاعتي، ويسلكون بهم سبيلى، واجعلهم لى حجة عليهم وعذرا ونذرا، وابين النسناس عن ارضى واطهرها منهم وانقل مردة الجن العصاة عن بريتى وخلقي وخيرتي، واسكنهم في الهواء وفى اقطار الارض فلا يجاورون نسل خلقي واجعل بين الجن وبين خلقي حجابا فلا يرى نسل خلقي الجن و لا يجالسونهم ولا يخالطونهم، فمن عصاني من نسل خلقي الذين اصطفيتهم اسكنهم مساكن العصاة واوردتهم مواردهم ولا ابالى. قال فقالت الملئكة: يا ربنا افعل ما شئت ” لا علم لنا الا ما علمتنا انك العليم الحكيم ” – * (*)
[ 28 ]
الجبارين والفراعنة والعتاة اخوان الشياطين وائمة الكفر والدعاة إلى النار، وأتباعهم إلى يوم القيمة ولا ابالى، ولا اسئل عما أفعل وهم يسئلون، وأشترط في ذلك البداء فيهم ولم يشترط في اصحاب اليمين البداء فيهم، ثم خلط المائين في كفه جميعا فصلصلها (1)، ثم اكفاهما قدام عرشه وهم ثلة من طين، ثم أمر الملئكة الاربعة الشمال و الدبور والصبا والجنوب ان جولوها على هذه الثلة الطين (2) فابروها (3) وانشؤها ثم جزوها وفصلوا وأجروا فيها الطبايع الاربعة: الريح، والبلغم، والمرة والدم، قال: فجالت عليه الملئكة الشمال والجنوب والدبور والصبا وأجروا فيها الطبايع فالريح في الطبايع الاربعة من قبل الشمال والبلغم في الطبايع الاربعة في البدن
* – قال فباعدهم الله من العرش مسيرة خمسمأة عام قال: فلاذوا بالعرش فاشاروا بالاصابع، فنظر الرب جل جلاله إليهم ونزلت الرحمة فوضع لهم البيت المعمور، فقال: طوفوا به و دعوا العرش فانه لى رضا فطافوا به وهو البيت الذى يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون إليه ابدا، فوضع الله البيت المعمور توبة لاهل السماء، ووضع الكعبة توبة لاهل الارض فقال الله تبارك وتعالى ” انى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ” قال: وكان ذلك تقدمة في آدم قبل ان يخلقه و احتجاجا منه عليهم، قال: فاغترف ربنا تبارك وتعالى غرفة بيمينه من الماء العذب الفرات – وكلتا يديه يمين – فصلصلها في كفه حتى جمدت فقال لها: منك اخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين والائمة المهتدين والدعاة إلى الجنة واتباعهم إلى يوم القيامة ولا ابالى ولا اسأل عما افعل وهم يسئلون ثم اغترف غرفة اخرى من الماء المالح الاجاج اه ” (1) الصلصال: الطين اليابس الذى لم يطبخ إذا تقربه صوت كما يصوت الفخار والفخار ما طبخ من الطين. (2) وفى نسختي البحار والتفسير ” سلالة من طين – السلالة الطين ” في الموضعين وهو الظاهر. (3) قال المجلسي (ره) قوله فابروها يمكن ان يكون مهموزا من برأه الله أي خلقه وجاء غير المهموز ايضا بهذا المعنى فيكون مجازا أي اجعلوها مستعدة للخلق كما في قوله انشؤها ويحتمل ان يكون من البرى بمعنى النحت كناية عن التفريق أو من التأبير من قولهم ابر النخل أي اصلحه. (*)
[ 29 ]
من ناحية الصبا، قال: والمرة في الطبايع الاربعة من ناحية الدبور قال والدم في الطبايع الاربعة من ناحية الجنوب قال: فاستعلت النسمة وكمل البدن، قال فلزمها من ناحية الريح حب الحياة، وطول الامل والحرص، ولزمها من ناحية البلغم حب الطعام والشراب واللباس واللين والحلم والرفق، ولزمها من ناحية المرة الغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة، ولزمها من ناحية الدم الشهوة للنساء، واللذات وركوب المحارم في الشهوات. قال أبو على الحسن بن محبوب وأخبرني عمر عن جابر ان أبا جعفر عليه السلام أخبره انه قال: وجدنا هذا الكلام مكتوبا في كتاب من كتب على بن ابى طالب عليه السلام. (1) 4 – قال: قال هشام بن سالم قال أبو عبد الله عليه السلام: وما علم الملئكة بقولهم ” أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ” لو لا انهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء (2). 5 – عن محمد بن مروان عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: انى لا طوف بالبيت مع أبى عليه السلام إذ أقبل رجل طوال جعشم (3) متعمم بعمامة فقال: السلام عليك يا بن رسول الله، قال: فرد عليه أبى، فقال: اشياء اردت أن اسئلك عنها ما بقى احد يعلمها الا رجل أو رجلان، قال: فلما قضى ابى الطواف دخل الحجر فصلى ركعتين، ثم قال: ههنا يا جعفر ثم أقبل على الرجل فقال له ابى: كانك غريب ؟ فقال: أجل فأخبرني عن هذا الطواف كيف كان ولم كان ؟. قال: ان الله لما قال للملئكة ” انى جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ” إلى آخر الاية كان ذلك من يعصى منهم، فاحتجب عنهم سبع سنين فلاذوا بالعرش يلوذون يقولون: لبيك ذو المعارج لبيك، حتى تاب عليهم فلما أصاب آدم الذنب طاف
(1) قال المجلسي ” ره ” في المجلد الثالث ص 66 بعد نقل قطعة من صدر الخبر عن تفسير على بن ابراهيم ما لفظه ” العياشي عن جابر عن أبى جعفر (ع) مثله “. فلعل الخبر بتمامه كان موجودا في نسخة المجلسي ” ره ” والله اعلم. (2) البحار ج 5: 31. البرهان ج 1: 74. (3) الجعشم: الرجل الغليظ مع شدة. (*)
[ 30 ]
بالبيت حتى قبل الله منه، قال: فقال: صدقت فتعجب ابى من قوله: صدقت، قال، فأخبرني عن ” نون والقلم وما يسطرون ” قال: نون نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن، قال: فامر الله القلم فجرى بما هو كائن وما يكون فهو بين يديه موضوع ما شاء منه زاد فيه وما شاء نقص منه، وما شاء كان ومالا يشأ لا يكون، قال: صدقت، فتعجب أبى من قوله صدقت قال: فأخبرني عن قوله: ” وفى أموالهم حق معلوم ” ما هذا الحق المعلوم ؟ قال: هو الشئ يخرجه الرجل من ماله ليس من الزكوة فيكون للنائبة والصلة، قال: صدقت قال: فتعجب أبى من قوله صدقت قال: ثم قام الرجل فقال ابى: على بالرجل قال: فطلبته فلم أجده. (1) 6 – عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كنت مع أبى في الحجر فبينا هو قائم يصلي إذ أتاه رجل فجلس إليه فلما انصرف سلم عليه ثم قال، انى اسئلك عن ثلاث أشياء لا يعلمها ألا انت ورجل آخر، قال: ما هي ؟ قال: اخبرني أي شئ كان سبب الطواف بهذا البيت ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لما أمر الملئكة ان يسجدوا لادم ردت الملئكة فقالت: ” أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون ” فغضب عليهم ثم سألوه التوبة فأمروهم ان يطوفوا بالضراح وهو البيت المعمور، فمكثوا يطوفون به سبع سنين يستغفرون الله مما قالوا، ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضى عنهم، فكان هذا اصل الطواف، ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن أذنب من بنى آدم وطهورا لهم، فقال: صدقت ثم ذكر المسئلتين نحو الحديث الاول ثم قام الرجل (2) فقلت: من هذا الرجل يا أبه ؟ فقال: يا بنى هذا الخضر عليه السلام (3) 7 – على بن الحسين في قوله: ” واذ قال ربك للملئكة انى جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ” ردوا على الله فقالوا: أتجعل
(1) البحار ج 21: 46. البرهان ج 1: 74. (2) وفى نسخة البرهان ” ثم قال الرجل: صدقت “. (3) البحار ج 21: 46. البرهان ج 1: 47 الصافى ج 1: 73. (*)
[ 31 ]
فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟ وانما قالوا ذلك بخلق مضى يعنى الجان بن الجن ” ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ” فمنوا على الله بعبادتهم اياه، فأعرض عنهم ثم علم آدم الاسماء كلها ثم قال للملئكة: ” انبئوني باسماء هؤلاء ” قالوا: لا علم لنا، قال: يا آدم انبئهم باسمائهم فأنبأهم ثم قال لهم: اسجدوا لآدم فسجدوا، وقالوا في سجودهم في انفسهم: ما كنا نظن ان يخلق الله خلقا اكرم عليه منا نحن خزان الله وجيرانه، و أقرب الخلق إليه فلما رفعوا رؤسهم قال الله يعلم ما تبدون من ردكم على وما كنتم تكتمون، ظنا ان لا يخلق الله خلقا أكرم عليه منا، فلما عرفت الملئكة انها وقعت في خطيئة لاذوا بالعرش وانها كانت عصابة من الملئكة، وهم الذين كانوا حول العرش، لم يكن جميع الملئكة الذين قالوا ما ظننا أن يخلق خلقا أكرم عليه منا وهم الذين امروا بالسجود: فلاذوا بالعرش وقالوا بايديهم وأشار باصبعه يديرها فهم يلوذون حول العرش إلى يوم القيمة، فلما أصاب آدم الخطيئة جعل الله هذا البيت لمن اصاب من ولده خطيئة أتاه فلاذ به من ولد آدم كما لاذوا اولئك بالعرش، فلما هبط آدم إلى الارض طاف بالبيت، فلما كان عند المستجار دنا من البيت فرفع يديه إلى السماء فقال: يا رب اغفر لى فنودى انى قد غفرت لك، قال: يا رب ولولدي قال: فنودى يا آدم من جاءني من ولدك فباء بذنبه (1) بهذا المكان غفرت له (2) 8 – عن عيسى بن حمزة قال: قال رجل لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ان الناس يزعمون ان الدنيا عمرها سبعة آلاف سنة فقال: ليس كما يقولون ان الله خلق لها خمسين ألف عام فتركها قاعا قفراء خاوية (3) عشرة ألف عام، ثم بد الله بدأ الخلق فيها، خلقا ليس من الجن ولا من الملئكة ولا من الانس، وقدر لهم عشرة ألف عام، فلما قربت آجالهم افسدوا فيها فدمر الله عليهم تدميرا ثم تركها قاعا قفراء خاوية عشرة ألف عام، ثم خلق فيها الجن وقدر لهم عشره ألف عام، فلما قربت آجالهم افسدوا
(1) أي اقر واعترف به. (2) البحار ج 21: 46. البرهان ج 1: 74. (3) القاع: المستوى من الارض، وخاوية: أي خالية من الاهل. (*)
[ 32 ]
فيها وسفكوا الدماء وهو قول الملئكة ” اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ” كما سفكت بنو الجان، فأهلكهم الله ثم بدأ الله فخلق آدم وقدر له عشرة ألف عام، وقد مضى من ذلك سبعة ألف عام ومائتان وأنتم في آخر الزمان (1) 9 – قال: زرارة دخلت على أبى جعفر عليه السلام فقال: أي شئ عندك من أحاديث الشيعة ؟ فقلت: ان عندي منها شيئا كثيرا قد هممت ان أوقد لها نارا ثم أحرقها فقال وارها ننسا انكرت منها فخطر على بال الادميون (2) فقال لى: ما كان علم الملئكة حيث قالوا ” اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ” (3). 10 – قال: وكان يقول أبو عبد الله عليه السلام: إذا حدث بهذا الحديث هو كسر على القدرية ثم قال أبو عبد الله عليه السلام ان آدم كان له في السماء خليل من الملئكة فلما هبط آدم من السماء إلى الارض استوحش الملك وشكى إلى الله وسأله أن ياذن له فيهبط عليه فأذن له فهبط عليه، فوجده قاعدا في قفرة من الارض، فلما رآه آدم وضع يده على رأسه وصاح صيحة قال أبو عبد الله عليه السلام: يروون انه اسمع عامة الخلق، فقال له الملك: يا آدم ما أراك الا قد عصيت ربك وحملت على نفسك مالا تطيق، أتدرى ما قال الله لنا فيك فرددنا عليه ؟ قال: لا قال: ” قال انى جاعل في الارض خليفة ” قلنا ” أتجعل فيها من يفسد فيها ويفسك الدماء ” فهو خلقك أن تكون في الارض يستقيم ان تكون في السماء ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: والله عزى بها آدم ثلاثا (4) 11 – عن أبى العباس عن ابى عبد الله عليه السلام سألته عن قول الله ” وعلم آدم الاسماء كلها ” ماذا علمه ؟ قال: الارضين والجبال والشعاب والاودية، ثم نظر إلى بساط تحته فقال: وهذا البساط مما علمه. (5) 12 – عن الفضل بن عباس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” و علم آدم الاسماء كلها ” ما هي ؟ قال: أسماء الاودية والنبات والشجر والجبال من
(1 – 3) البرهان ج 1، 75. (2) كذا في نسخة الاصل وفى نسخة البرهان هكذا ” فقال وارها تنسى ما انكرت منها فخطر على بالى الادميون اه ” وكتب في هامشها أي الاجل المنسوبة بآدم (ع) (4 – 5) البحار ج 5: 57 – 58 و 39. البرهان ج 1، 75. (5) الصافى ج 1: 74 (*)
[ 33 ]
الارض: (1) 13 – عن داود بن سرحان العطار العطار قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام، فدعا بالخوان فتغدينا (2) ثم جاؤا بالطشت والدست سنانه (3) فقلت: جعلت فداك قوله: ” وعلم آدم الاسماء كلها ” الطشت والدست سنانه منه ؟ فقال: والفجاج (4) والاودية وأهوى بيده كذا وكذا. (5) 14 – عن حريز عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما أن خلق الله آدم أمر الملئكة أن يسجدوا له، فقالت الملئكة في انفسها: ما كنا نظن ان الله خلق خلقا أكرم عليه منا، فنحن جيرانه ونحن أقرب خلقه إليه، فقال الله: ” الم أقل لكم انى أعلم ما تبدون وما تكتمون ” فيما أبدوا من أمر بنى الجان، وكتموا ما في أنفسهم فلاذت الملائكة الذين قالوا ما قالوا بالعرش (6) 15 – عن جميل بن ذراج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ابليس أكان من الملائكة أو كان يلى شيئا من أمر السماء ؟ فقال: لم يكن من الملئكة وكانت الملئكة ترى انه منها، وكان الله يعلم انه ليس منها، ولم يكن يلى شيئا من امر من السماء و لا كرامة، فأتيت الطيار (7) فأخبرته بما سمعت فانكر وقال: كيف لا يكون من الملئكة والله يقول للملئكة ” اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ” فدخل عليه الطيار فسأله وأنا عنده، فقال له: جعلت فداك قول الله عزوجل ” يا ايها الذين آمنوا ” في غير مكان في مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذه المنافقون ؟ فقال: نعم يدخلون
(1) البرهان ج 1: 75. (2) تغدى: اكل اول النهار. (3) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة البحار ان الصحيح ” ثم جاؤا بالطشت و الدست سويه ” في الموضعين وعليه فالكلمه فارسية. وهو الاناء المعد لغسل اليد. (4) الفجاج جمع الفج: الطريق الواضح بين الجبلين. وفى بعض النسخ ” العجاج ” وهو بمعنى الغبار. (5 – 6) البحار ج 5: 39 – 40. البرهان ج 1: 75. (7) المشهور بهذا اللقب محمد بن عبد الله وقد يطلق على ابنه حمزة بن الطيار. (*)
[ 34 ]
في هذه المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة (1) 16 – عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن ابليس أكان من الملئكة أو هل كان يلى شيئا من أمر السماء قال: لم يكن من الملئكة ولم يكن يلى شيئا من أمر السماء وكان من الجن، وكان مع الملئكة وكانت الملئكة ترى انه منها، وكان الله يعلم انه ليس منها، فلما أمر بالسجود كان منه الذى كان (2) 17 – عن أبى بصير قال: أبو عبد الله عليه السلام: ان أول كفر كفر بالله حيث خلق الله آدم كفر ابليس حيث رد على الله أمره، وأول الحسد حيث حسد ابن آدم أخاه، و أول الحرص حرص آدم، نهى عن الشجرة فأكل منها فأخرجه حرصه من الجنة (3) 18 – عن بدر بن خليل الاسدي عن رجل من اهل الشام قال: قال امير المؤمنين صلوات الله عليه، أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة لما أمر الله الملئكة ان تسجدوا لآدم سجدوا على ظهر الكوفة (4) 19 – عن بكر بن موسى الواسطي قال: سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن الكفر والشرك ايهما أقدم ؟ فقال: ما عهدي بك تخاصم الناس، قلت: أمرنى هشام بن الحكم ان اسئلك عن ذلك فقال لى: الكفر أقدم وهو الجحود قال لابليس ابى
(1) البحار ج 5: 40 وج 14: 619. البرهان ج 1: 79 وقال المجلسي ” ره ” بعده: حاصله ان الله تعالى انما أدخله في لفظ الملئكة لانه كان مخلوطا بهم وكونه ظاهرا منهم، وانما وجه الخطاب في الامر بالسجود إلى هؤلاء الحاضرين وكان من بينهم فشمله الامر، أو المراد انه خاطبهم بيا ايها الملئكة مثلا وكان ابليس ايضا مأمورا لكونه ظاهرا منهم ومظهرا لصفاتهم كما ان خطاب يا ايها الذين آمنوا يشمل المنافقين لكونهم ظاهرا من المؤمنين واما ظن الملئكة فيحتمل ان يكون المراد انهم ظنوا انه منهم في الطاعة وعدم العصيان لانه يبعد ان لا يعلم الملئكة انه ليس منهم مع انهم رفعوه إلى السماء واهلكوا قومه فيكون من قبيل قولهم (ع) سلمان منا اهل البيت على انه يحتمل ان يكون الملئكة ظنوا انه كان ملكا جعله الله حاكما على الجان ويحتمل ان يكون هذا الظن من بعض الملئكة الذين لم يكونوا بين جماعة منهم قتلوا الجان ورفعوا ابليس. (2) البحار ج 14: 619. البرهان ج 1: 79. الصافى ج 1: 71 (3 – 4) البحار ج 5: 40. واخرج الاخير منهما الفيض (ره) في الصافى (ج 1: 78) ايضا. (*)
[ 35 ]
واستكبر وكان من الكافرين (1) 20 – عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ولا تقربا هذه الشجرة ” يعنى لا تأكلا منها (2). 21 – عن عطاء عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عن على عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: انما كان لبث آدم وحوا في الجنة حتى خرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتى اكلا من الشجرة فاهبطهما الله إلى الارض من يومهما ذلك، قال: فحاج آدم ربه فقال يا رب أرأيتك قبل أن تخلقني كنت قدرت على هذا الذنب وكل ما صرت وانا صائر إليه، أو هذا شئ فعلته أنا من قبل ان تقدره (3) على، غلبت على شقوتى، فكان ذلك منى وفعلى لا منك ولامن فعلك ؟ قال له: يا آدم انا خلقتك و علمتك انى أسكنك وزوجتك الجنة، وبنعمتي وما جعلت فيك من قوتي قويت بجوارحك على معصيتى، ولم تغب عن عينى، ولم يخل علمي من فعلك ولا مما انت فاعله، قال آدم: يا رب الحجة لك على يا رب قال: فحين خلقتني وصورتنى ونفخت في من روحي واسجدت لك ملئكتى (4) ونوهت باسمك في سمواتي، وابتدأتك بكرامتي واسكنتك جنتي، ولم أفعل ذلك الا برضى منى عليك ابتليتك بذلك من غير أن يكون عملت لى عملا تستوجب به عندي ما فعلت بك، قال آدم، يا رب الخير منك والشر منى، قال الله: يا آدم انا الله الكريم خلقت الخير قبل الشر، وخلقت رحمتي قبل غضبى، وقدمت بكرامتي قبل هواني، وقدمت باحتجاجى قبل عذابي، يا آدم الم أنهك عن الشجرة وأخبرك ان الشيطان عدو لك ولزوجتك ؟ واحذر كما قبل ان تصيرا إلى الجنة، وأعلمكما انكما ان اكلتما من الشجرة لكنتما ظالمين لانفسكما عاصيين لى، يا آدم لا يجاورني في جنتي ظالم عاص بى قال: فقال: بلى يا رب الحجة لك علينا، ظلمنا أنفسنا وعصينا والا تغفر لنا وترحمنا نكن من الخاسرين، قال:
(1) البرهان ج 1: 79. ولم نظفر على مظانه في البحار (2) البحار ج 5: 51. البرهان ج 1: 84. الصافى ج 1: 79. (3) وفى نسخة ” لم تقدره “. (4) الظاهر كما في نسخة البرهان ” ونفخت في من روحك قال الله تعالى يا آدم اسجدت لك ملائكتي اه ” (*)
[ 36 ]
فلما أقرا لربهما بذنبهما، وان الحجة من الله لهما، تداركتهما رحمة الرحمن الرحيم، فتاب عليهما ربهما انه هو التواب الرحيم. قال الله: يا آدم اهبط أنت وزوجك إلى الارض، فإذا اصلحتما اصلحتكما، و ان عملتمالى قويتكما، وان تعرضتما لرضاى تسارعت إلى رضاكما، وان خفتما منى آمنتكما من سخطى، قال فبكيا عند ذلك وقالا: ربنا فأعنا على صلاح أنفسنا وعلى العمل بما يرضيك عنا. قال الله لهما: إذا عملتما سوءا فتوبا إلى منه أتب عليكما وانا الله التواب الرحيم، قال: فاهبطنا برحمتك إلى أحب البقاع اليك، قال: فأوحى الله إلى جبرئيل ان اهبطهما إلى البلدة المباركة مكة، فهبط بهما جبرئيل فالقى آدم على الصفا والقى حوا على المروة، قال: فلما القيا قاما على أرجلهما ورفعا رؤسهما إلى السماء وضجا بأصواتهما بالبكاء إلى الله وخضعا بأعناقهما، قال: فهتف الله بهما ما يبكيكما بعد رضاى عنكما ؟ قال: فقالا: ربنا أبكتنا خطيئتنا وهى أخرجتنا من جوار ربنا، وقد خفى عنا تقديس ملئكتك لك، ربنا وبدت لنا عوراتنا واضطرنا ذنبنا إلى حرث الدنيا ومطعمها ومشربها، ودخلتنا وحشة شديدة لتفريقك بيننا، قال: فرحمهما الرحمن الرحيم عند ذلك، وأوحى إلى جبرئيل انا الله الرحمن الرحيم وانى قد رحمت آدم وحوا لما شكيا إلى فاهبط عليهما بخيمة من خيام الجنة، وعزهما (1) عنى بفراق الجنة، واجمع بينهما في الخيمة فانى قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما، وانصب لهما الخيمة على الترعة (2) التى بين جبال مكة، قال والترعة مكان البيت وقواعدها التى رفعتها الملئكة قبل ذلك فهبط جبرئيل على آدم بالخيمة على مقدار اركان البيت (3) وقواعده، فنصبها. قال: وانزل جبرئيل آدم من الصفا وانزل حوا من المروة وجمع بينهما في الخيمة، قال: وكان عمود الخيمة قضيب ياقوت احمر فأضاء نوره وضوئه جبال مكة وما حولها، قال: وكلما امتد ضوء العمود فجعله الله حرما فهو مواضع الحرم اليوم
(1) من التعزية بمعنى التسلية. (2) سيأتي بيانه في آخر الحديث (3) وفى نسخة البرهان ” على مكان اركان البيت “. (*)
[ 37 ]
كل ناحية من حيث بلغ ضوء العمود، فجعله الله حرما لحرمة الخيمة والعمود، لانهن من الجنة قال: ولذلك جعل الله الحسنات في الحرم مضاعفة والسيئات فيه مضاعفة: قال: ومدت أطناب الخيمة حولها فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام، قال: و كانت أوتادها من غصون الجنة وأطنابها من ظفائر الارجوان (1) قال: فأوحى الله إلى جبريل اهبط على الخيمة سبعين الف ملك يحرسونها من مردة الجن ويؤنسون آدم و حوا ويطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت والخيمة، قال: فهبطت الملئكة فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشياطين والعتاة، ويطوفون حول اركان البيت والخيمة كل يوم وليلة كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، قال: واركان البيت الحرام في الارض حيال البيت المعمور الذى في السماء. قال: ثم ان الله اوحى إلى جبرئيل بعد ذلك ان اهبط إلى آدم وحوا فنحهما عن مواضع قواعد بيتى لانى اريد ان اهبط في ظلال من ملائكتي إلى أرضى (2) فارفع اركان بيتى لملائكتي ولخلقي من ولد آدم قال فهبط جبرئيل على آدم وحوا فاخرجهما من الخيمة ونهاهما عن ترعة البيت الحرام ونحى الخيمة عن موضع الترعة قال ووضع آدم على الصفا ووضع حوا على المروة ورفع الخيمة إلى السماء فقال آدم وحوا يا جبرئيل أبسخط من الله حولتنا وفرقت بيننا أم برضى تقديرا من الله علينا فقال لهما: لم يكن ذلك سخطا من الله عليكما ولكن الله لا يسئل عما يفعل، يا آدم ان السبعين ألف ملك الذين انزلهم الله إلى الارض ليؤنسوك ويطوفون حول أركان البيت والخيمة سألوا الله ان يبنى لهم مكان الخيمة بيتا على موضع الترعة المباركة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، فأوحى الله إلى ان أنحيك وحوا وأرفع الخيمة إلى السماء، فقال آدم: رضينا بتقدير الله ونافذ أمره فينا، فكان آدم على الصفا و حوا على المروة قال: فداخل آدم لفراق حوا وحشة شديدة وحزن قال: فهبط من الصفا يريد المروة شوقا إلى حوا وليسلم عليها وكان فيما بين الصفا والمروة واديا
(1) لعله تصحيف ” ضفائر ” بالضاد وسيأتى. (2) سيأتي معناه في آخر الحديث وانه نظير قوله تعالى ” الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملئكة “. (*)
[ 38 ]
وكان آدم يرى المروة من فوق الصفا، فلما انتهى إلى موضع الوادي غابت عنه المروة فسعى في الوادي حذرا لما لم ير المروة مخافة ان يكون قد ضل عن طريقه فلما ان جاز الوادي وارتفع عنه نظر الي المروة فمشى حتى انتهى إلى المروة فصعد عليها فسلم على حوا ثم اقبلا بوجههما نحو موضع الترعة ينظران هل رفع قواعد البيت ويسئلان الله ان يردهما إلى مكانهما حتى هبط من المروة، فرجع إلى الصفا فقام عليه واقبل بوجهه نحو موضع الترعة فدعى الله، ثم انه اشتاق إلى حوا فهبط من الصفا يريد المروة ففعل مثل ما فعله في المرة الاولى، ثم رجع إلى الصفا ففعل عليه مثل ما فعل في المرة الاولى ثم انه هبط من الصفا إلى المروة ففعل مثل ما فعل في المرتين الاولتين ثم رجع إلى الصفا فقام عليه ودعى الله ان يجمع بينه وبين زوجته حوا قال: فكان ذهاب آدم من الصفا إلى المروة ثلث مرات ورجوعه ثلث مرات، فذلك ستة اشواط، فلما ان دعيا الله وبكيا إليه وسألاه ان يجمع بينهما استجاب الله لهما من ساعتهما من يومهما ذلك مع زوال الشمس، فاتاه جبرئيل وهو على الصفا واقف يدعو الله مقبلا بوجهه نحو الترعة، فقال له جبرئيل: انزل يا آدم من الصفا فالحق بحوا، فنزل آدم من الصفا إلى المروة ففعل مثل ما فعل في الثلث المرات حتى انتهى إلى المروة، فصعد عليها واخبر حوا بما اخبره جبريل ففرحا بذلك فرحا شديدا وحمد الله وشكراه فلذلك جرت السنة بالسعي بين الصفا والمروة، ولذلك قال الله: ” ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليهما أن يطوف بهما ” قال ثم ان جبريل أتاهما فأنزلهما من المروة وأخبرهما ان الجبار تبارك وتعالى قد هبط إلى الارض فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا وحجر من المروة وحجر من طور سينا وحجر من جبل السلام، وهو ظهر الكوفة فأوحى الله إلى جبرئيل ان ابنه واتمه، قال فاقتلع جبرئيل الاحجار الاربعة بأمر الله من مواضعهن بجناحيه فوضعها حيث أمره الله في اركان البيت على قواعده التى قدرها الجبار ونصب اعلامها ثم أوحى الله إلى جبرئيل ان ابنه واتممه بحجارة من أبى قبيس، واجعل له بابين باب شرقي و باب غربي قال: فأتمه جبرئيل فلما أن فرغ منه طافت الملئكة حوله فلما
[ 39 ]
نظر آدم وحوا إلى الملئكة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا بالبيت سبعة اشواط ثم خرجا يطلبان ما يأكلان وذلك من يومهما الذى هبط بهما فيه (1) 22 – عن جابر الجعفي عن جعفر بن محمد عن آبائه (ع) قال: ان الله اختار من الارض جميعا مكة واختار من مكة بكة، فأنزل في بكة سرادقا من نور محفوفا بالدر والياقوت، ثم أنزل في وسط السرادق عمدا أربعة، وجعل بين العمد الاربعة لؤلؤة بيضاء وكان طولها سبعة أذرع في ترابيع البيت، وجعل فيها نورا من نور السرادق بمنزلة القناديل وكانت العمد أصلها في الثرى والرؤس تحت العرش، و كان الربع الاول من زمرد أخضر، والربع الثاني من ياقوت أحمر، والربع الثالث من لؤلؤ أبيض، والربع الرابع من نور ساطع، وكان البيت ينزل فيما بينهم مرتفعا من الارض، وكان نور القناديل يبلغ إلى موضع الحرم وكان أكبر القناديل مقام ابراهيم، فكان القناديل ثلثمائة وستين قنديلا فالركن الاسود باب الرحمة إلى الركن الشامي، فهو باب الانابة وباب الركن الشامي باب التوسل، وباب الركن اليماني باب التوبة وهو باب آل محمد (ع) وشيعتهم إلى الحجر فهذا البيت حجة الله في أرضه على خلقه، فلما هبط آدم إلى الارض هبط على الصفا، و لذلك اشتق الله له اسما من اسم آدم لقول الله ” ان الله اصطفى آدم ” ونزلت حوا على
(1) البحار ج 5: 49 – 50. البرهان ج 1: 84 – 85. وقال المجلسي ” ره ” في بيانه: الترعة بالتاء المثناة من فوق والراء المهملة: الدرجة والروضة في مكان مرتفع ولعل المراد هنا الدرجة لكون قواعد البيت مرتفعة وفى بعض النسخ بالنون والزاى المعجمة أي المكان الخالى عن الاشجار والجبال تشبيها بنزعة الرأس، وظفائر الارجوان في اكثر نسخ الحديث بالظاء، ولعله تصحيف الضاد قال الجزرى: الضفر: النسج، والضفائر الذوائب المضفورة. والضفير: حبل مفتول انتهى. والارجوان صبغ احمر شديد الحمرة وكانه معرب ارغوان. وهبوطه تعالى كناية عن توجه امره واهتمامه بصدور ذلك الامر كما قال تعالى ” هل ينظرون الا ان ياتيهم الله في ظلل من الغمام والملئكة ” والظلال: ما اظلك من شئ وههنا كناية عن كثرة الملئكة واجتماعهم أي اهبط امرى مع جم غفير من الملئكة واليوم المذكور في آخر الخبر لعل المراد به اليوم من ايام الاخرة كما مر وقد سقط فيما عندنا من نسخ العياشي من اول الخبر شئ تركناه كما وجدنا. (* 9
[ 40 ]
المروة فاشتق الله له اسما من اسم المرأة، وكان آدم نزل بمرأة من الجنة فلما لم يخلق آدم المرأة إلى جنب المقام (1) وكان يركن إليه سئل ربه ان يهبط البيت إلى الارض فاهبط فصار على وجه الارض، فكان آدم يركن إليه وكان ارتفاعها من الارض سبعة أذرع، وكانت له أربعة أبواب، وكان عرضها خمسة وعشرين ذراعا في خمسة وعشرين ذراعا ترابيعة وكان السرادق مأتى ذراع في مأتى ذراع (2). 23 – عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله قال: كان ابليس أول من تغنى وأول من ناح واول من حدا لما اكل من الشجرة تغنى، فلما هبط حدا فلما استتر على الارض ناح يذكره (3) ما في الجنة (4). 24 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله حين اهبط آدم إلى الارض أمره أن يحرث بيده فيأكل من كده بعد الجنة ونعيمها، فلبث يجأر (5) ويبكى على الجنة مائتي سنة، ثم انه سجد لله سجدة فلم يرفع رأسه ثلثة أيام ولياليها، ثم قال: أي رب ألم تخلقني ؟ فقال الله: قد فعلت، فقال: ألم تنفخ
(1) كذا في النسخ وفى نسخة ” حب المقام ” ولا تخلو العبارة من التصحيف. (2) البحار ج 21: 15. البرهان ج 1: 85 – 86. (3) وفى نسخة البحار ” ما ذكره “. (4) البحار ج 5: 58 وج 14: 615 و 619. البرهان ج 1: 86 وزاد بعده في نسخة البحار ” فقال آدم: رب هذا الذى جعلت بينى وبينه العداوة لم اقو عليه وأنا في الجنة وان لم تعنى عليه لم اقو عليه، فقال الله: السيئة بالسئية والحسنة بعشر امثالها إلى سبعمأة، قال رب زدنى، قال: لا يولد لك ولد الا جعلت معه ملكا أو ملكين يحفظانه، قال: رب زدنى، قال: التوبة مفروضة في الجسد مادام فيها الروح، قال: رب زدنى، قال: اغفر الذنوب ولا ابالى، قال: حسبى، قال: فقال ابليس: رب هذا الذى كرمت على وفضلته و ان لم تفضل على لم اقو عليه، قال: لا يولد له ولد الا ولد لك ولدان، قال: رب زدنى قال: تجرى منه مجرى الدم في العروق، قال: رب زدنى، قال: تتخذ انت وذريتك في صدورهم مساكن، قال: رب زدنى، قال: تعدهم وتمنيهم ” وما يعدهم الشيطان الا غرورا “. ” انتهى ” (5) جأر: رفع صوته بالدعاء. (*)
[ 41 ]
في من روحك ؟ قال: قد فعلت قال: ألم تسكني جنتك ؟ قال: قد فعلت، قال: ألم تسبق لى رحمتك غضبك ؟ قال الله: قد فعلت فهل صبرت أو شكرت ؟ قال آدم: لا اله الا انت سبحانك انى ظلمت نفسي فاغفر لى انك انت الغفور الرحيم، فرحمه الله بذلك وتاب عليه انه هو التواب الرحيم. (1) 25 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال الكلمات التى تلقيهن آدم من ربه فتاب عليه وهدى وقال: ” سبحانك اللهم وبحمدك انى عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لى انك خير الغافرين اللهم انه لا اله الا انت سبحانك وبحمدك انى عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لى انك انت الغفور الرحيم ” (2) 26 – وقال الحسن بن راشد: إذا استيقظت من منامك فقل الكلمات التى تلقى بها آدم من ربه ” سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك لا اله الا انت انى ظلمت نفسي فاغفر لى وارحمني انك أنت التواب الرحيم الغفور ؟ ور ” (3) 27 – عن عبد الرحمن بن كثير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى عرض على آدم في الميثاق ذريته. فمر به النبي صلى الله عليه وآله وهو متكى، على على عليه السلام وفاطمة صلوات الله عليهما تتلوهما والحسن والحسين (ع) يتلوان فاطمة، فقال الله: يا آدم اياك ان تنظر إليهم بحسد اهبطك من جواري، فلما اسكنه الله الجنة مثل له النبي وعلى وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فنظر إليهم بحسد ثم عرضت عليه الولاية فانكرها فرمته الجنة بأوراقها، فلما تاب إلى الله من حسده وأقر بالولاية و دعا بحق الخمسة محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين (ع) غفر الله له، وذلك قوله ” فتلقى آدم من ربه كلمات ” الآية (4). 28 – عن محمد بن عيسى بن عبد الله العلوى عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال: الكلمات التى تلقيها آدم من ربه قال: يا رب اسئلك بحق محمد لما تبت على، قال: وما علمك بمحمد ؟ قال: رأيته في سرادقك الاعظم مكتوبا وأنا في الجنة (5) 29 – عن جابر قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في باطن
(1 – 4) البحار ج 5: 58 و 50 – 51. البرهان ج 1: 87. (5) البحار ج 5: 51. البرهان ج 1: 87 (*)
[ 42 ]
القرآن ” فاما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ” قال: تفسير الهدى علي عليه السلام قال الله فيه ” فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ” (1) 30 – عن سماعه بن مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” اوفوا بعهدي اوف بعهدكم ” قال: اوفوا بولاية على فرضا من الله أوف لكم الجنة (2) 31 – عن جابر الجعفي قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن ” وآمنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به ” يعنى فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم، قال الله يعنيهم ” ولا تكونوا أول كافر به ” يعنى عليا عليه السلام (3) 32 – عن اسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة ” قال: هي الفطرة التى افترض الله على المؤمنين (4) 33 – عن ابراهيم بن عبد الحميد عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن صدقة الفطر أواجبة هي بمنزلة الزكوة ؟ فقال: هي مما قال الله: ” اقيموا الصلوة وآتوا الزكوة ” هي واجبة (5) 34 – عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام وليس عنده غير ابنه جعفر بن محمد عن زكوة الفطرة فقال: يؤدى الرجل عن نفسه وعياله وعن رقيقه الذكر منهم و الانثى والصغير منهم والكبير، صاعا من تمر عن كل انسان أو نصف صاع من حنطة، وهى الزكوة التى فرضها الله على المؤمنين مع الصلوة على الغنى والفقير منهم، وهم جل الناس وأصحاب الاموال أجل الناس، قال: قلت: وعلى الفقير
(1) البرهان ج 1: 89. (2 – 3) البهار ج 9: 101. البرهان ج 1: 91. واخرجهما المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب اثبات الهداة (ج 3: 540) عن هذا الكتاب ايضا (4 – 5) البحار ج 20: 28. البرهان ج 1: 92. الصافى ج 1: 86. الوسائل (ج 2) ابواب الفطرة باب 1 (*)
[ 43 ]
الذى يتصدق عليهم ؟ قال: نعم يعطى ما يتصدق به عليه (1) 35 – عن هشام بن الحكم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: نزلت الزكوة وليس للناس الاموال وانما كانت الفطرة (2) 36 – عن سالم بن مكرم الجمال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اعط الفطرة قبل الصلوة وهو قول الله ” واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة ” والذى يأخذ الفطرة عليه ان يؤدى عن نفسه وعن عياله وان لم يعطها حتى ينصرف من صلوته فلا يعدله فطرة (3) 37 – عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت قوله: ” أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ” قال: فوضع يده على حلقه قال: كالذابح نفسه (4) 38 – وقال الحجال عن ابن اسحق عمن ذكره ” وتنسون انفسكم ” أي تتركون (5) 39 – عن مسمع قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا مسمع ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده ويركع ركعتين فيدعو الله فيهما اما سمعت قول الله يقول: ” واستعينوا بالصبر والصلاة ” (6) 40 – عن عبد الله بن طلحه عن ابى عبد الله عليه السلام [ في قوله تعالى ] ” واستعينوا بالصبر والصلوة ” قال: الصبر هو الصوم (7) 41 – عن سليمان الفرا عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله ” واستعينوا بالصبر والصلوة ” قال: الصبر الصوم إذا نزلت بالرجل الشدة أو النازلة فليصم قال: الله يقول:
(1 – 3) البحار ج 20: 28 – 29. البرهان ج 1: 92. الوسائل (ج 2) ابواب الفطرة باب 1 و 6 و 12. (4 – 5) البرهان ج 1: 93 – 94 (6) البرهان ج 1: 93 – 94 البحار ج 18: 959. الصافى ج 1: 87 (7) البرهان ج 1: 94. البحار ج 20: 66 الوسائل (ج 2) ابواب الصوم المندوب باب 1 (*)
[ 44 ]
استعينوا بالصبر والصلوة ” الصبر الصوم. (1) 42 – وعن ابى معمر عن على عليه السلام في قوله: ” الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم ” يقول: يوقنون انهم مبعوثون والظن منهم يقين. (2) 43 – عن هرون بن محمد الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” يا بنى اسرائيل ” قال: هم نحن خاصة. (3) 44 – عن محمد بن على عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله: ” يا بنى اسرائيل ” قال: هي خاصة بآل محمد (ع) (4) 45 – عن أبى داود عمن سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: انا عبد الله اسمى أحمد وأنا عبد الله (5) اسمى اسرائيل فما أمره فقد أمرنى وما عناه فقد عناني. (6) 46 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” واذ واعدنا موسى أربعين ليلة ” قال: كان في العلم والتقدير ثلثين ليلة، ثم بدا لله فزاد عشرا فتم ميقات ربه للاول والاخر أربعين ليلة (7)
(1) البحار ج 20: 66. البرهان ج 1: 94. وزاد في نسخة البرهان بعده ” إذا نزلت بالرجل الشدة أو النازلة فليصم فان الله عزوجل يقول ” واستعينوا بالصبر والصلوة و انها لكبيرة الا على الخاشعين ” والخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعنى رسول الله و امير المؤمنين (ع) ” (2) البرهان ج 1: 95. الصافى ج 1: 87. (3 – 4) البرهان ج 1: 95. البحار ج 7: 178. (5) كتب في هامش نسخة البحار ان الظاهر اسقاط لفظ الابن من الحديث كما يظهر من بيانه (قده). (6) البرهان ج 1: 95. البحار 7: 178 ونقله الفيض في هامش الصافى عن هذا الكتاب وقال المجلسي (ره): لعل المعنى ان المراد بقوله تعالى: ” يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتي التى أنعمت عليكم وانى فضلتكم على العالمين ” في الباطن آل محمد (ع) لان اسرائيل معناه عبد الله وانا ابن عبد الله وانا عبد الله، لقوله سبحانه ” سبحان الذى اسرى بعبده ” فكل خطاب حسن يتوجه إلى بنى اسرائيل في الظاهر يتوجه إلى والى اهل بيتى في الباطن (7) البرهان ج 1: 98. البحار ج 5: 277. (*)
[ 45 ]
47 – عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام في قول الله ” وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ” قال: فقال أبو جعفر عليه السلام نحن باب حطتكم (1) 48 – عن أبى اسحق عمن ذكره ” وقولوا حطة ” مغفرة حط عنا أي اغفر لنا. (2) 49 – عن زيد الشحام عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل بهذه الاية ” فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم غير الذى قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون “. (3) 50 – عن صفوان الجمال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال الله لقوم موسى ” ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم ” الاية. (4) 51 – عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام انه تلا هذه الاية ” ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ” فقال: والله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم باسيافهم ولكن سمعوا أحاديثهم فإذا عوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا واعتداءا ومعصية. (5) 52 – عن اسحق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” خذوا ما آتيناكم بقوة ” أقوة في الابدان ام قوة في القلوب ؟ قال فيهما جميعا (6) 53 – عن عبيدالله الحلبي قال: قال: ” اذكروا ما فيه ” واذكرا وما في تركه من العقوبة. (7) 54 – عن محمد بن أبى حمزة عن بعض أصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام عن قول الله ” خذوا ما آتيناكم بقوة ” قال: السجود ووضع اليدين على الركبتين في الصلوة و أنت راكع. (8)
(1) البرهان ج 1: 104. البحار ج 7: 26. (2) البرهان ج 1: 104. البحار ج 5: 277. (3) البرهان ج 1: 104. البحار ج 7: 136. الصافى ج 1: 96 (4) البرهان ج 1: 104. (5) البرهان ج 1: 104. البحار ج 1: 86. (6 – 7) البرهان ج 1: 104. البحار ج 5: 277. الصافى ج 1: 98. ونقل الخبر الاول الطبرسي ” ره ” في مجمع البيان ج 1: 128 (8) البرهان ج 1: 104. البحار ج 5: 277. (*)
[ 46 ]
55 – عن عبد الصمد بن برار قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: كانت القردة و هم اليهود الذين اعتدوا في السبت فمسخهم الله قرودا (1) 56 – عن زرارة عن ابى جعفر وابى عبد الله (ع) في قوله: ” فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ” قال: لما معها ينظر إليها من اهل القرى ولما خلفها قال: ونحن ولنا فيها موعظة (2) 57 – عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول ان رجلا من بنى اسرائيل قتل قرابة له ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بنى اسرائيل، ثم جاء يطلب بدمه فقالوا لموسى: ان سبط آل فلان قتل فلانا فأخبرنا من قتله ؟ فقال: ايتونى ببقرة ” قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ” قال: ولو عمدوا إلى بقرة أجزئهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم، ” قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك ” لا صغيرة ولا كبيرة ولو انهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم، ” قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ” ولو انهم عمدوا إلى بقرة لاجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم، ” قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وانا ان شاء الله لمهتدون قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقى الحرث مسلمة لاشية فيها قالوا الان جئت بالحق ” فطلبوها فوجدوها عند فتى من بنى اسرائيل فقال: لا أبيعها الا بملئ مسكها ذهبا، فجاؤا إلى موسى فقالوا له: قال: فاشتروها قال: فقال لرسول الله موسى عليه السلام بعض أصحابه: ان هذه البقرة لها نبأ فقال: وما هو ؟ قال: ان فتى من بنى اسرائيل كان بارا بابيه وانه اشترى بيعا فجاء إلى أبيه والاقاليد تحت رأسه، فكره أن يوقظه فترك ذلك فاستيقظ أبوه فأخبره فقال له: احسنت فخذ هذه البقرة فهى لك عوض بما فاتك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انظروا إلى البر
(1 – 2) البرهان ج 1: 105. البحار ج 5: 345. (*)
[ 47 ]
ما بلغ بأهله (1). 58 – عن الحسن بن على بن محبوب عن على بن يقطين قال: سمعت ابا الحسن عليه السلام (2) يقول: ان الله أمر بنى اسرائيل أن تذبحوا بقرة وانما كانوا يحتاجون إلى ذنبها [ فشددوا ] فشدد الله عليهم (3) 59 – عن الفضل بن شاذان عن بعض اصحابنا رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام انه قال من لبس نعلا صفراء لم يزل مسرورا حتى يبليها، كما قال الله ” صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ” (4) 60 – وقال: من لبس نعلا صفراء لم يبلها حتى يستفيد علما أو مالا (5) 61 – عن يونس بن يعقوب (6)، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ان أهل مكة يذبحون البقرة في اللبب فما ترى في أكل لحومها قال فسكت هنيهة ثم قال: قال الله ” فذبحوها وما كادوا يفعلون ” لا تأكل الا ما ذبح من مذبحه (7) 62 – عن محمد بن سالم (مسلم خ ل) عن أبى بصير قال: قال جعفر بن محمد: خرج عبد الله بن عمرو بن العاص من عند عثمان فلقى أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فقال له: يا
(1) البرهان ج 1: 111 البحار ج 5: 286 واخرجه الطبرسي ” ره ” في كتاب مجمع البيان ج 1 (ط صيدا): 134 عن هذا الكتاب ايضا (2) وفى نسخة البرهان ” عن الحسن بن على بن فضال قال سمعت أبا الحسن (ع) اه “. (3) البرهان ج 1: 112. البحار ج 5: 287. الصافى ج 1: 103 (4 – 5) البرهان ج 1: 112. الوسائل (ج 1) ابواب احكام الملابس باب 40 (6) وفى البرهان ” يونس بن عبد الرحمن ” بدل ” يونس بن يعقوب ” والظاهر هو المختار. (7) البحار ج 14: 808. الوسائل (ج 3) ابواب الذبائح باب 5. البرهان ج 1: 112. (*)
[ 48 ]
على بيتنا الليلة في امر نرجوا ان يثبت الله هذه الامة فقال أمير المؤمنين لن يخفى على ما بيتم فيه حرفتم فيه وغيرتم وبدلتم تسع مأة حرف، ثلثمائة حرفتم وثلثمائة غيرتم وثلثمائة بدلتم ” فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ” إلى آخر الاية ومما يكسبون (1) 63 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” وقولوا للناس حسنا ” قال: قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم، فان الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين المتفحش، السائل الملحف، ويحب الحيى الحليم الضعيف المتعفف (2). 64 – عن حريز بن برير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أطعم رجلا سائلا لا أعرفه مسلما ؟ قال: نعم أطعمه ما لم تعرفه بولاية ولا بعداوة ان الله يقول: ” وقولوا للناس حسنا ” ولا تطعم من ينصب لشئ من الحق، أو دعا إلى شئ من الباطل (3). 65 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: اتقوا الله ولا تحملوا الناس على اكتافكم، ان الله يقول في كتابه: ” وقولوا للناس حسنا ” قال: وعودوا مرضاهم واشهدوا جنايزهم وصلوا معهم في مساجدهم حتى النفس (4) وحتى يكون المباينة (5): 66 – عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد (ع) قال: ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف فسيف على أهل الذمة قال الله: ” وقولوا للناس حسنا ” نزلت في أهل الذمة ثم نسختها اخرى قوله ” قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ” الاية (6) 67 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال الكفر في كتاب الله على خمسة
(1) البرهان ج 1: 119. (2) البرهان ج 1: 121. البحار ج 16: 45. الصافى ج 1: 109 (3) البرهان ج 1: 121 (4) وفى البحار ” حتى [ ينقطع ] النفس “. (5) البحار ج 16: 45. البرهان ج 1: 121. (6) البحار ج 22: 106. البرهان ج 1: 121. الصافى ج 1: 109. (*)
[ 49 ]
اوجه فمنها كفر البرائة [ وهو على قسمين ] كفر النعم والكفر بترك امر الله فالكفر بما نقول من أمر الله (1) فهو كفر المعاصي وترك ما أمر الله عزوجل، وذلك قوله: ” واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ” إلى قوله ” أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ” فكفرهم بتركهم ما أمر الله ونسبهم إلى الايمان ولم يقبله منهم ولم ينفعهم عنده، فقال: ” فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزى ” الاية إلى قوله عما تعملون (2) 68 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: اما قوله ” افكلما جائكم رسول بما لا تهوى انفسكم ” الاية قال أبو جعفر: ذلك مثل موسى والرسل من بعده و عيسى صلوات الله عليه ضرب لامة محمد صلى الله عليه وآله مثلا فقال الله لهم ” فان جاءكم محمد بمالا تهوى انفسكم استكبرتم بموالاة على ففريقا من آل محمد كذبتم وفريقا تقتلون ” فذلك تفسيرها في الباطن (3). 69 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ” فقال: كانت اليهود تجد في كتبها ان مهاجر محمد عليه الصلوة و السلام ما بين عير (4) وأحد فخرجوا يطلبون الموضع فمروا بجبل يسمى حدادا فقالوا حداد وأحد سواء فتفرقوا عنده، فنزل بعضهم بفدك وبعضهم بخيبر وبعضهم بتيماء (5) فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض اخوانهم فمر بهم اعرابي من قيس فتكاروا منه (6) وقال لهم: امر بكم ما بين عير واحد فقالوا له: إذا مررت بهما فأرناهما فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم: ذاك عير وهذا احد، فنزلوا عن ظهر أبله فقالوا له: قد أصبنا
(1) في العبارة تشويش ويحتمل السقط ايضا ورواه الكليني (ره) في اصول الكافي ج 4 ص 102. (2 – 3) البرهان ج 1 ص 124 – 125. البحار ج 7: 155. الصافى ج 1: 114 (4) عير: اسم جبل بالمدينة. وقيل ان بالمدينة جبلين يقال لاحدهما عير الوارد و الاخر عير الصادر. (5) تيماء: اسم ارض على عشر مراحل من مدينة النبي صلى الله عليه وآله. (6) من الكراء أي استأجروا (*)
[ 50 ]
بغتينا (1) فلا حاجة لنا في ابلك، فاذهب حيث شئت وكتبوا إلى اخوانهم الذين بفدك وخيبر: انا قد أصبنا الموضع فهلموا الينا فكتبوا إليهم: انا قد استقرت بنا الدار واتخذنا الاموال وما اقربنا منكم وإذا كان ذلك فما اسرعنا اليكم فاتخذوا بارض المدينة الاموال فلما كثرت اموالهم بلغ تبع (2) فغزاهم فتحصنوا منه فحاصرهم، فكانوا يرقون لضعفاء اصحاب تبع، فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير، فبلغ ذلك تبع فرق لهم وآمنهم فنزلوا إليه فقال لهم: انى قد استطبت بلادكم ولا أرى الا مقيما فيكم، فقالوا له: انه ليس ذلك لك انها مهاجر نبى وليس ذلك لاحد حتى يكون ذلك، فقال لهم: فانى مخلف فيكم من اسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره، فخلف فيهم حيين الاوس والخزرج فلما كثروا بها كانوا يتناولون اموال اليهود، فكانت اليهود تقول لهم: اما لو بعث محمد لنخرجنكم من ديارنا وأموالنا، فلما بعث الله محمدا عليه الصلوة والسلام آمنت به الانصار وكفرت به اليهود، وهو قول الله ” وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ” إلى ” فلعنة الله على الكافرين ” (3) 70 – عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية عن قول الله ” لما جائهم ما عرفوا كفروا به ” قال تفسيرها في الباطن لما جائهم ما عرفوا في على كفروا به فقال الله [ فيهم فلعنة الله على الكافرين في باطن القرآن قال أبو جعفر ] فيه يعنى بنى امية هم الكافرون في باطن القرآن، قال أبو جعفر نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا ” بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في عليا بغيا ” وقال الله في على ” ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ” يعنى عليا قال الله ” فباؤا بغضب على غضب ” يعنى بنى امية ” وللكافرين ” يعنى بنى امية ” عذاب اليم ” (4)
(1) البغية بالضم: الحاجة. (2) تبع كسكر من ملوك حمير سمى تبعا لكثرة اتباعه وقال الطريحي: هو ذو القرنين الذى قال الله فيه ” اهم خير ام قوم تبع ” اه. (3) البحار ج 6: 54. البرهان ج 1: 128. الصافى ج 1: 115. رواه الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان (ج 1: 158) عن العياشي مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ (4) البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 128 – 129. الصافى ج 1: 118. (*)
[ 51 ]
71 – وقال جابر: قال أبو جعفر: نزلت هذه الاية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا والله ” وإذا قيل لهم ماذا انزل ربكم في على ” يعنى بنى امية ” قالوا نؤمن بما انزل علينا ” يعنى في قلوبهم بما انزل الله عليه ” ويكفرون بما وراءه ” بما انزل الله في على ” وهو الحق مصدقا لما معهم ” يعنى عليا (1). 72 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال الله في كتابه يحكى قول اليهود ” ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان ” الاية فقال: ” فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين ” وانما نزل هذا في قوم اليهود وكانوا على عهد محمد صلى الله عليه وآله لم يقتلوا الانبياء بأيديهم ولا كانوا في زمانهم، وانما قتل أوايلهم الذين كانوا من قبلهم فنزلوا بهم اولئك القتلة، فجعلهم الله منهم وأضاف إليهم فعل اوايلهم بما تبعوهم وتولوهم (2). 73 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ” وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم “. قال لما ناجى موسى عليه السلام ربه اوحى الله إليه أن يا موسى قد فتنت قومك قال وبما ذا يا رب ؟ قال: بالسامري قال: وما فعل السامري ؟ قال صاغ لهم من حليهم عجلا، قال: يا رب ان حليهم لتحتمل ان يصاغ منه غزال أو تمثال أو عجل فكيف فتنتهم ! قال: انه صاغ لهم عجلا فخار قال: يا رب ومن أخاره ؟ قال: أنا فقال عندها موسى: ” ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى بها من تشاء ” قال: فلما انتهى موسى إلى قومه ورآهم يعبدون العجل ألقى الالواح من يده فتكسرت فقال أبو جعفر عليه السلام: كان ينبغى ان يكون ذلك عند اخبار الله اياه قال: فعمد موسى فبرد العجل (3) من أنفه إلى طرف ذنبه ثم أحرقه بالنار، فذره في اليم قال: فكان أحدهم ليقع في الماء وما به إليه من حاجة، فيتعرض بذلك للرماد فيشربه، وهو قول الله: ” واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ” (4)
(1) البرهان ج 1: 129. البحار ج 9: 101. (2) البرهان ج 1: 130. الصافى ج 1: 119. (3) البرد: القطع بالمبرد وهو السوهان. (4) البحار ج 5: 277. البرهان ج 1: 130. الصافى ج 1: 119. (*)
[ 52 ]
74 – عن أبى بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما هلك سليمان وضع ابليس السحر، ثم كتبه في كتاب فطواه وكتب على ظهره: هذا ما وضع آصف بن برخيا من ملك سليمان بن داود عليهما السلام من ذخاير كنوز العلم، من اراد كذا وكذا فليقل كذا وكذا ثم دفنه تحت السرير ثم استشاره لهم (1) فقال الكافرون: ما كان يغلبنا سليمان الا بهذا، وقال المؤمنون: وهو عبد الله ونبيه (2) فقال الله في كتابه: ” واتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان ” أي السحر (3) 75 – عن محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام وسأله عطا ونحن بمكة عن هاروت وماروت ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ان الملئكة كانوا ينزلون من السماء إلى الارض في كل يوم وليلة يحفظون أعمال اهل اوساط الارض من ولد آدم والجن فيكتبون اعمالهم ويعرجون بها إلى السماء، قال فضج اهل السماء من معاصي اهل اوساط الارض فتؤ امروا بينهم مما يسمعون ويرون من افترائهم الكذب على الله و جرأتهم عليه ونزهوا الله فيما يقول فيه خلقه ويصفون قال: فقالت طائفة من الملئكة: يا ربنا ما تغضب مما يعمل خلقك في أرضك مما يفترون عليك الكذب ويقولون الزور ويرتكبون المعاصي وقد نهيتهم عنها ثم أنت تحلم عنهم وهم في قبضتك وقدرتك وخلال عافيتك قال أبو جعفر عليه السلام: واحب الله أن يرى الملئكة قدرته ونافذ أمره في جميع خلقه ويعرف الملئكة ما من به عليهم مما عدله عنهم من جميع خلقهم وما طبعهم عليه من الطاعة وعصمهم به من الذنوب، قال: فأوحى الله إلى الملئكة ان اندبوا منكم (4) ملكين حتى اهبطهما إلى الارض ثم اجعل فيهم من طبايع المطعم و المشرب والشهوة والحرص والامل مثل ما جعلت في ولد آدم ثم اختبرهما في الطاعة لى، قال: فندبوا لذلك هاروت وماروت وكانوا من أشد الملئكة قولا في العيب لولد آدم،
(1) أي اظهره لهم. (2) وفى المنقول عن تفسير القمى (ره) ” بل هو عبد الله ونبيه “. (3) البحار ج 5: 336. الصافى ج 1: 125. البرهان ج 1: 138. (4) ندبه إلى الامر وللامر: دعاه وحثه عليه وفى بعض النسخ ” انتدبوا ” وهو بمعناه واستظهره المجلسي ” ره ” في البحار. (*)
[ 53 ]
قال: ثم اوحى الله اليهما انظرا الا تشركا بى شيئا ولا تقتلان النفس التى حرمت، ولا تزنيان ولا تشربان الخمر، قال: ثم كشط (1) عن السموات السبع ليريهما قدرته ثم أهبطهما إلى الارض في صورة البشر ولباسهم، فهبطا برحته بابل مهروز (2) فرفع لهما بناء مشرف فاقبلا نحوه فإذا بحضرته امرأة جميلة حسناء مزينة معطرة مسفرة مقبلة نحوهما، فلما نظرا إليها وناطقاها وتأملاها وقعت في قلوبهما موقعا شديدا لموضع الشهوة التى جعلت فيهما، ثم أنهما ائتمرا بينهما وذكرا ما نهيا عنه من الزنا فمضيا ثم حركتهما الشهوة التي جعلت فيهما فرجعا إليها رجوع فتنة وخذلان، فراوداها عن نفسها فقالت لهما: ان لى دينا أدين به ولست أقدر في دينى الذى ادين له على ان اجيبكما إلى ما تريدان الا ان تدخلان في دينى الذى ادين به، فقالا لها: وما دينك ؟ فقالت: لى اله من عبده وسجد له كان لى السبيل إلى ان اجيبه إلى كل ما سألني فقالا لها: وما الهك ؟ قالت: الهى هذا الصنم، قال: فنظر احدهما إلى صاحبه فقالا هاتان الخصلتان مما نهينا عنهما الشرك والزنا، لانا ان سجدنا لهذا الصنم وعبدناه أشركنا بالله، وانما نشرك بالله لنصل إلى الزنا، وهو ذا نحن نطلب الزنا فليس نعطاه الا بالشرك، قال: فأتمرا فيها فغلبتهما الشهوة التى جعلت فيهما، فقالا لها: نجيبك إلى ما سألت، قالت: فدونكما فاشربا هذا الخمر فانه قربان لكما عنده، وبه تصلان إلى ما تريدان، قال فأتمرا بينهما فقالا: هذه ثلث خصال مما قد نهانا ربنا عنه: الشرك والزنا، وشرب الخمر، وانما ندخل في شرب الخمر حتى نصل إلى الزنا فأتمرا بينهما ثم قالا لها: ما أعظم البلية بك قد أجبناك الا ما سألت، قالت: فدونكما فاشربا من هذا الخمر واعبدا الصنم واسجدا، قال: فشربا الخمر وسجدا له، ثم راوداها عن نفسها فلما تهيئت لهما وتهيئا لها دخل عليهما سائل يسئل فلما ان رأياه ذعرا منه، فقال لهما: انكما لمريبين ذعرين قد خلوتما بهذه المرأة العطرة الحسناء انكما لرجلا سوء وخرج عنهما، فقالت لهما: لا والهى ما اصل إلى أن
(1) كشط الغطاء عن الشئ: نزعه وكشف عنه. (2) كذا في نسخة الاصل، وفى نسختي البحار والصافى ” فهبطا في ناحية بابل فرفع لهما اه ” وهو الظاهر. (*)
[ 54 ]
تقربانى وقد اطلع (1) هذا الرجل على حالكما وعرف مكانكما خرج الآن فيخبر بخبركما، ولكن بادرا إلى هذا الرجل فاقتلاه قبل ان يفضحكما ويفضحنى، ثم دونكما فاقضيا حاجتكما وانتما مطمئنان آمنان، قال: فقاما إلى الرجل فأدركاه فقتلاه ثم رجعا إليها فلم يرياها وبدت لهما سوآتهما، ونزع عنهما رياشهما، و واسقطا في أيديهما، قال: فأوحى الله اليهما انما اهبطتكما إلى الارض مع خلقي ساعة من نهار فعصيتمانى بأربع معاصي كلها قد نهيتكما عنها، وتقدمت اليكما فيها فلم تراقبانى ولم تستحيا منى، وقد كنتما أشد من ينقم على أهل الارض من المعاصي وسجر اسفى وغضبى عليهم ولما جعلت فيكم من طبع خلقي وعصمتي اياكم من المعاصي فكيف رأيتما موضع خذلاني فيكما، اختارا عذاب الدنيا ام عذاب الاخرة فقال احدهما: نتمتع من شهواتنا في الدنيا إذ صرنا إليها إلى أن نصير إلى عذاب الآخرة، وقال الاخر: ان عذاب الدنيا له مدة وانقطاع، وعذاب الاخرة دائم لا انقطاع له، فلسنا نختار عذاب الآخرة الدائم الشديد على عذاب الدنيا الفاني المنقطع، قال: فاختار عذاب الدنيا، فكانا يعلمان السحر بأرض بابل، ثم لما علما الناس [ السحر ] رفعا من الارض إلى الهواء فهما معذبان منكسان معلقان في الهواء إلى يوم القيمة (2). 76 – عن زرارة عن أبى الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين ما الهدى ؟ فقال: لعنك الله ولم تسمعه، ما الهدى تريد ولكن العمى تريد، ثم قال له: ادن فدنا منه، فسأله عن اشياء فأخبره، فقال: أخبرني عن هذه الكوكبة الحمراء يعنى الزهره قال: ان الله اطلع ملئكته على خلقه وهم على معصية من معاصيه، فقال الملكان هاروت وماروت: هؤلاء الذين خلقت أباهم بيدك، واسجدت له ملئكتك يعصونك ؟ قال: فلعلكم لو ابتليتم بمثل الذى ابتليتهم (3) به عصيتموني كما عصوني قالا: لا
(1) وفى نسختي البحار والصافى ” لا تصلان الان إلى وقد اطلع ” وهو الظاهر. (2) البحار ج 14: 262. الصافى ج 1: 127. ونقله الطبرسي ” ره ” في كتاب مجمع البيان ج 1: 175 (ط صيدا) عن هذا الكتاب (3) في نسخة البحار ” إذا ابتليتم بمثل الذى ابتلوهم “. (*)
[ 55 ]
وعزتك قال: فابتلاهم بمثل الذى ابتلى به بنى آدم من الشهوة ثم أمرهم ان لا يشركوا به شيئا ولا يقتلوا النفس التى حرم الله، ولا يزنوا ولا يشربوا الخمر، ثم اهبطهما إلى الارض فكانا يقضيان بين الناس هذا في ناحية وهذا في ناحية، فكانا بذلك حتى أتت احديهما هذه الكوكبة تخاصم إليه، وكانت من أجمل الناس فأعجبته فقال لها الحق لك ولا أقضى لك حتى تمكنيني من نفسك فواعدت يوما ثم أتت الاخر فلما خاصمت إليه وقعت في نفسه وأعجبته كما أعجبت الاخر، فقال لها مثل مقالة صاحبه، فواعدته الساعة التى وعدت صاحبه فاتفقا جميعا عندها في تلك الساعة، فاستحي كل واحد من صاحبه حيث رآه وطأطأ رؤوسهما ونكسا، ثم نزع الحياء منهما، فقال احدهما لصاحبه: يا هذا جاءني الذى جاء بك، قال: ثم أعلماها وراوداها عن نفسها فأبت عليهما حتى يسجدا لوثنها ويشربا من شرابها، وأبيا عليها وسألاها فأبت الا أن يشربا من شرابها فلما شربا صليا لوثنها ودخل مسكين فرأهما، فقالت لهما: يخرج هذا فيخبر عنكما فقاما إليه فقتلاه، ثم راوداها عن نفسها فأبت حتى يخبراهما بما يصعدان به إلى السماء وكانا يقضيان بالنهار، فإذا كان الليل صعدا إلى السماء فأبيا عليها وأبت ان تفعل فاخبراها، فقالت ذلك لتجرب مقالتهما وصعدت، فرفعا أبصارهما إليها فرأيا أهل السماء مشرفين عليهما ينظرون اليهما وتناهت إلى السماء، فمسخت فهى الكوكبة التى ترى (1) 77 – عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ” ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ” قال: الناسخ ما حول وما ينسيها: مثل الغيب الذى لم يكن بعد كقوله ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ” قال: فيفعل الله ما يشاء ويحول ما يشاء مثل قوم يونس إذا بدا له فرحمهم، ومثل قوله ” فتول عنهم فما أنت بملوم ” قال أدركتهم رحمته (2)
(1) البحار ج 14: 236. الصافى ج 1: 129 وللفيض ” ره ” في الخبرين كلام لطيف فراجع. (2) البحار ج 2: 138. البرهان ج 1: 140. (*)
[ 56 ]
78 – عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ” فقال: كذبوا ما هكذا هي إذا كان ينسى وينسخها أو يأت (1) بمثلها لم ينسخها قلت: هكذا قال الله قال ليس هكذا قال تبارك وتعالى، قلت: فكيف قال ؟ قال ليس فيها الف ولا واو، قال: ” ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها ” يقول: ما نميت من امام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله (2) 79 – عن محمد بن يحيى في قوله ” ما كان لهم أن يدخلوها الا خائفين ” يعنى الايمان لا يقبلونه الا والسيف على رؤسهم (3) 80 – عن حريز قال: قال أبو جعفر عليه السلام أنزل الله هذه الآية في التطوع خاصة ” فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم ” وصلى رسول الله صلى عليه وآله وسلم ايماء على راحلته أينما توجهت به حيث خرج إلى خيبر، وحين رجع من مكة وجعل الكعبة خلف ظهره (4) 81 – قال زرارة قلت لابي عبد الله عليه السلام: الصلوة في السفر في السفينة والمحمل سواء ؟ قال: النافلة كلها سواء تؤمى ايماءا اينما توجهت دابتك وسفينتك، والفريضة تنزل لها من المحمل إلى الارض الامن خوف، فان خفت أو مأت، وأما السفينة فصل فيها قائما وتوخ القبلة (5) بجهدك، فان نوحا عليه السلام قد صلى الفريضة فيها قائما متوجها إلى القبلة وهى مطبقة عليهم، قال: قلت: وما كان علمه بالقبلة فيتوجهها وهى مطبقة عليهم ؟ قال: كان جبرئيل عليه السلام يقومه نحوها، قال: قلت فأتوجه نحوها في كل تكبيرة ؟ قال: اما
(1) وفى نسخة البحار ” إذا كان ينسى وينسخها ويأتى “. (2) البحار ج 2: 138. البرهان ج 1: 140 وقال المجلسي ” ره “: لعل الخيرية باعتبار ان الامام المتأخر أصلح لاهل عصره من المتقدم وان كانا متساويين في الكمال كما يدل عليه قوله: مثله. (3) الصافى ج 1: 135. (4) البحار ج 18: 153. الوسائل ج 1 ابواب القبلة باب 15 البرهان ج 1: 146. الصافى ج 135 1. (5) وفى البرهان: وتوجه إلى القبلة. ووخى الشئ: قصده. (*)
[ 57 ]
في النافلة فلا، انما يكبر في النافلة على غير القبلة اكثر ثم قال: كل ذلك قبلة للمتنفل انه قال: ” فثم وجه الله ان الله واسع عليم “. (1) 82 – عن حماد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل يقرء السجدة وهو على ظهر دابته، قال يسجد حيث توجهت به فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يصلى على ناقته النافلة وهو مستقبل المدينة، يقول الله ” فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم ” (2). 83 – عن ابى ولاد قال سألت أبا عبد الله عن قوله ” الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ” قال: فقال هم الائمة (3). 84 – عن منصور عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى ” يتلونه حق تلاوته ” فقال: الوقوف عند ذكر الجنة والنار (4). 85 – عن يعقوب الاحمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: العدل الفريضة (5) 86 – عن ابراهيم بن الفضيل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: العدل في قول أبي جعفر عليه السلام الفداء (6) 87 – قال: ورواه اسباط الزطى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قول الله ” لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ” قال: الصرف النافلة والعدل الفريضة (7) 88 – رواه باسانيد عن صفوان الجمال قال: كنا بمكة فجرى الحديث في قول الله ” واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن ” قال: اتمهن بمحمد وعلى والائمة من ولد على صلى الله عليهم، في قول الله ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم “
(1 – 3) البحار ج 18: 153. البرهان: 146 – 147. الصافى ج 1: 135 – 137. (2) الوسائل ج 1 ابواب القبلة باب 13 (3) اثبات الهداة ج 3: 44. (4) البرهان ج 1: 147. الصافى ج 1: 137 – 138 البحار ج 19: 54 (5 – 6) البرهان ج 1: 147. الصافى ج 1: 137 – 138 البحار ج 3: 307 (7) البرهان ج 1: 147. البحار ج 3: 307. (*)
[ 58 ]
ثم قال: انى جاعلك للناس اماما قال: ” ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ” قال: يا رب ويكون من ذريتي ظالم ؟ قال: نعم فلان وفلان وفلان ومن اتبعهم، قال: يا رب فعجل لمحمد وعلى ما وعدتني فيهما، وعجل نصرك لهما واليه أشار بقوله ” ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين ” فالملة الامامة فلما اسكن ذريته بمكة قال: ” ربنا انى اسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ” إلى قوله ” من الثمرات من آمن ” فاستثنى من آمن خوفا ان يقول له لا كما قال له في الدعوة الاولى ” ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ” فلما قال الله: ” ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير ” قال: يا رب ومن الذين متعتهم ؟ قال: الذين كفروا بآياتى فلان وفلان وفلان (1) 89 – عن حريز عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” لا ينال عهدي الظالمين ” أي لا يكون اماما ظالما (2) 90 – عن هشام بن الحكم عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله ” انى جاعلك للناس اماما ” قال: فقال: لو علم الله ان اسما افضل منه لسمانا به (3) 91 – عن محمد بن الفضيل [ عن ابى الصباح ] قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن رجل نسى ان يصلى الركعتين عند مقام ابراهيم عليه السلام في الطواف في الحج والعمرة ؟ فقال: ان كان بالبلد صلى ركعتين عند مقام ابراهيم، فان الله يقول ” واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ” وان كان ارتحل وسار فلا آمره أن يرجع (4) 92 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل طاف بالبيت
(1 – 2) البحار ج 7: 230. البرهان ج 1: 150. الصافى ج 1: 138. ونقل المحدث الحر العاملي ” ره ” صدر الخبر الاول في كتاب اثبات الهداة ج 3: 44 عن هذا الكتاب. (3) البرهان ج 1: 150. (4) البحار ج 21: 48. البرهان ج 1: 152. (*)
[ 59 ]
طواف الفريضة في حج كان أو عمرة وجهل ان يصلى ركعتين عند مقام ابراهيم عليه السلام قال: يصليها ولو بعد ايام لان الله يقول ” واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ” (1) 93 – عن المنذر الثوري عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن الحجر فقال: نزلت ثلثة أحجار من الجنة: الحجر الاسود استودعه ابراهيم، ومقام ابراهيم وحجر بنى اسرائيل قال أبو جعفر: ان الله استودع ابراهيم الحجر الابيض وكان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بنى آدم (2) 94 – عن جابر الجعفي قال: قال محمد بن على: يا جابر ما اعظم فرية أهل الشام على الله يزعمون ان الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس، ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا الله تبارك وتعالى ان نتخذها مصلى، يا جابر ان الله تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه، تعالى عن صفة الواصفين وجل عن أوهام المتوهمين، واحتجب عن عين الناظرين لا يزول مع الزائلين ولا يأفل مع الآفلين ليس كمثله شئ وهو السميع العليم (3) 95 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته أتغتسل النساء إذ أتين البيت ؟ قال: نعم ان الله يقول: ” طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود ” ينبغى للعبد ان لا يدخل الا وهو طاهر، قد غسل عنه العرق والاذى وتطهر (4) 96 – عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل عن على بن الحسين قول ابراهيم ” رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله ” ايانا عنى بذلك واولياءه وشيعة وصيه، ” قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار ” قال: عنى بذلك من جحد وصيه ولم يتبعه من امته وكذلك والله حال هذه
(1) البحار ج 21: 48. البرهان ج 1: 152. الوسائل ج 2 ابواب الطواف باب 73. (2) البرهان ج 1: 152. البحار ج 21: 52 (3) البحار ج 2: 91. البرهان ج 1: 155. الصافى ج 1: 139. (4) البرهان ج 1: 135 1. الصافى ج 1: 39 البحار ج. 21: 43. (*)
[ 60 ]
الامة (1). 97 – عن أحمد بن محمد عنه قال: ان ابراهيم لما ان دعا ربه أن يرزق أهله من الثمرات قطع قطعة من الاردن فاقبلت حتى طافت بالبيت سبعا ثم أقرها الله في موضعها وانما سميت الطائف بالطواف بالبيت (2). 98 – عن أبى سلمة عن أبى عبد الله عليه السلام ان الله انزل الحجر الاسود من الجنة لادم وكان البيت درة بيضاء فرفعه الله إلى السماء وبقى أساسه فهو حيال هذا البيت وقال: يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه ابدا فامر الله ابراهيم واسمعيل ان يبنيا البيت على القواعد (3). 99 – قال الحلبي سئل أبو عبد الله عليه السلام عن البيت أكان يحج قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم وتصديقه في القرآن قول شعيب حين قال لموسى حيث تزوج ” على أن تاجرنى ثمانى حجج ” ولم يقل ثمانى سنين، وان آدم ونوحا حجا وسليمان ابن داود قد حج البيت بالجن والانس والطير والريح، وحج موسى علي جمل أحمر يقول لبيك لبيك، وانه كما قال الله: ” ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين ” وقال: ” واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسمعيل ” وقال ” ان طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود ” وان الله أنزل الحجر لادم وكان البيت (4). 100 – عن أبى الورقاء قال: قلت لعلى بن أبى طالب عليه السلام: أول شئ نزل من السماء ما هو ؟ قال: أول شئ نزل من السماء إلى الارض فهو البيت الذى بمكة، أنزله الله ياقوته حمراء ففسق قوم نوح في الارض فرفعه حيث يقول: ” واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسمعيل ” (5). 101 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن
(1) البرهان ج 1: 155 -. الصافى ج 1: 139 – 140 البحار ج 21: 19 (2) البرهان ج 1: 155 -. الصافى ج 1: 139 – 140 البحار ج 21: 18 (3) البرهان ج 1: 155 -. الصافى ج 1: 139 – 140 البحار ج 21: 15 (4 – 5) البحار ج 21: 15. البرهان ج 1: 155. (*)
[ 61 ]
امة محمد صلى الله عليه وآله من هم ؟ قال: امة محمد بنو هاشم خاصة، قلت: فما الحجة في أمة محمد أنهم أهل بيته الذين ذكرت دون غيرهم ؟ قال: قول الله ” واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسمعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك التواب الرحيم ” فلما أجاب الله ابراهيم واسمعيل وجعل من ذريتهما امة مسلمة وبعث فيها رسولا منها يعنى من تلك الامة، يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ردف ابراهيم دعوته الاولى بدعوة الاخرى فسأل لهم تطهيرا من الشرك ومن عبادة الاصنام ليصح أمره فيهم ولا يتبعوا غيرهم، فقال ” واجنبني وبنى ان نعبد الاصنام رب انهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه منى ومن عصاني فانك غفور رحيم ” فهذه دلالة على انه لا تكون الائمة و الامة المسلمة التى بعث فيها محمد صلى الله عليه وآله الا من ذرية ابراهيم لقوله وأجنبنى وبنى ان نعبد الاصنام (1). 102 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الاية من قول الله ” إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد الهك واله آبائك ابراهيم واسمعيل واسحق الها واحدا ” قال جرت في القائم عليه السلام (2). 103 – عن الوليد عن أبى عبد الله قال: ان الحنيفة هي الاسلام (3). 104 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام ما أبقت الحنفية شيئا حتى ان منها قص الشارب وقلم الاظفار والختان (4). 105 – عن الفضل بن صالح عن بعض أصحابه في قوله ” قولوا آمنا بالله وما انزل الينا وما انزل إلى ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب والاسباط ” اما قوله
(1) البرهان ج 1: 155 – 156. البحار ج 7: 122. الصافى ج 1: 141 (2) البرهان ج 1: 155 – 156. اثبات الهداة ج 7: 93 الصافى ج 1: 142 وقال الفيض ” ره “: لعل مراده (ع) انها جارية في قائم آل محمد (ع) فكل قائم منهم يقول حين الموت ذلك لبنيه ويجيبونه بما اجابوا به. (3) البحار ج 2: 88. البرهان ج 1: 156. (4) الوسائل (ج 3) ابواب احكام الاولاد باب 49. البرهان ج 1: 156.
[ 62 ]
” قولوا فهم آل محمد صلى الله عليه وآله، وقوله ” فان آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ” ساير الناس (1). 106 – عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر قال: قلت له كان ولد يعقوب انبياء ؟ قال: لا ولكنهم كانوا اسباط اولاد الانبياء ولم يكونوا يفارقوا الدنيا الا سعداء تابوا و تذكروا ما صنعوا (2). 107 – عن سلام عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ” آمنا بالله وما انزل الينا ” قال: انما عنى بذلك عليا والحسن والحسين وفاطمة، وجرت بعدهم في الائمة قال: ثم يرجع القول من الله في الناس فقال: ” فان آمنوا ” يعنى الناس ” بمثل ما آمنتم به ” يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة من بعدهم ” فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق ” (3). 108 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام وحمران عن أبى عبد الله قال: الصبغة الاسلام (4) 109 – عن عمر بن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى أبى جعفر عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ” قال: الصبغة معرفة امير المؤمنين بالولاية في الميثاق (5) 110 – عن بريد بن معوية العجلى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له ” وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ” قال نحن الامة الوسطى ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه (6)
(1) البحار ج 7: 122. البرهان ج 1: 157. الصافى ج 1: 141. (2) البرهان ج 1: 157. البحار ج 5: 189. (3) البرهان ج 1: 157. البحار ج 7: 122. الصافى ج 1: 143. اثبات الهداة ج 3: 44. (4 – 5) البحار ج 2: 88. البرهان ج 1: 157. الصافى ج 1: 144 (6) الصافى ج 1: 147. البحار ج 7: 71. البرهان ج 1: 160. (*)
[ 63 ]
111 – عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن نمط الحجاز (1) فقلت: وما نمط الحجاز ؟ قال: أوسط الانماط ان الله يقول: ” وكذلك جعلناكم امة وسطا ” قال: ثم قال: الينا يرجع الغالى وبنا يلحق المقصر (2) 112 – وروى عمر بن حنظلة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: هم الائمة (3). 113 – وقال أبو بصير عن أبى عبد الله ” لتكونوا شهداء على الناس ” قال: بما عندنا من الحلال والحرام وبما ضيعوا منه (4) 114 – عن أبى عمر والزبيرى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال الله: ” وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ” فان ظننت ان الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين أفترى ان من لا يجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيمة ويقبلها منه بحضرة جميع الامم الماضية ! كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه، يعنى الامة التى وجبت لها دعوة ابراهيم كنتم خير امة اخرجت للناس وهم الامة الوسطى وهم خير امة اخرجت للناس. (5) 115 – قال أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له ألا تخبرني عن الايمان أقول هو وعمل ام قول بلا عمل ؟ فقال: الايمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل، مفرض من الله مبين في كتابه واضح نوره، ثابتة حجته يشهد له بها الكتاب ويدعو إليه ولما ان أصرف نبيه إلى الكعبة عن بيت المقدس قال المسلمون للنبى:
(1) قال المجلسي ” ره “: كانه كان النمط المعمول في الحجاز افخر الانماط: فكان يبسط في صدر المجلس وسط سائر الانماط وفى النهاية: في حديث على (ع) خير هذه الامة النمط الاوسط، النمط: الطريقة من الطرائق إلى ان قال: والانماط: ضرب من البسط له خمل رقيق واحدها نمط ” انتهى ” ثم ذكر كلام صاحب القاموس في ذلك فراجع ان شئت. (2 – 4) البرهان ج 1: 160. البحار ج 7: 72. ونقل الحديث الاول في الصافى ج 1: 147 (5) البرهان ج 1: 160. البحار ج 7: 72. الصافى ج 1: 147 (*)
[ 64 ]
أرايت صلاتنا التى كنا نصلى إلى بيت المقدس ما حالنا فيها، وما حال من مضى من امواتنا وهم يصلون إلى بيت المقدس ؟ فأنزل الله ” وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤف رحيم ” فسمى الصلوة ايمانا فمن اتقى الله حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه بما فرض الله عليه، لقى الله مستكملا لايمانه من اهل الجنة ومن خان في شئ منها أو تعدى ما امر الله فيها لقى الله ناقص الايمان (1) 116 – عن حريز قال أبو جعفر عليه السلام استقبل القبلة بوجهك ولا تقلب وجهك من القبلة فتفسد صلوتك فان الله يقول لنبيه في الفريضة: ” فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ” (2). 117 – عن جابر الجعفي عن ابى جعفر عليه السلام يقول: الزم الارض لا تحركن يدك ولارجلك ابدا حتى ترى علامات اذكرها لك في سنة، وترى مناديا ينادى بدمشق، وخسف بقرية من قراها، ويسقط طائفة من مسجدها، فإذا رايت الترك جازوها فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة واقبلت الروم حتى نزلت الرملة، وهى سنة اختلاف في كل ارض من ارض العرب، وان أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلث رايات الاصهب والابقع والسفياني، ومن معه بنى ذنب الحمار مضر، ومع السفياني اخواله من كلب فيظهر السفياني ومن معه على بنى ذنب الحمار حتى يقتلوا قتلا، لم يقتله شئ قط ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلا لم يقتله شئ قط وهو من بنى ذنب الحمار، وهى الاية التى يقول الله تبارك وتعالى ” فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ” ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة الا آل محمد صلى الله عليه وآله و شيعتهم، فيبعث بعثا إلى الكوفة، فيصاب باناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلا و صلبا وتقبل راية من خراسان حتى تنزل ساحل الدجلة يخرج رجل من الموالى ضعيف ومن تبعه، فيصاب بظهر الكوفة، ويبعث بعثا إلى المدينة فيقتل بها رجلا ويهرب المهدى والمنصور منها، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لا يترك منهم أحد الا حبس ويخرج الجيش في طلب الرجلين ويخرج المهدى منها على سنة موسى خائفا يترقب
(1) البرهان ج 1: 161 البحار ج 18: 153. الصافى ج 1: 148 (2) البرهان ج 1: 161 البحار ج 18: 149 (*)
[ 65 ]
حتى يقدم مكة وتقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء وهو جيش الهملات (1) خسف بهم فلا يفلت منهم الا مخبر فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلى وينصرف ومعه وزيره، فيقول: يا أيها الناس انا نستنصر على من ظلمنا وسلب حقنا من يحاجنا في الله فانا أولى بالله ومن يحاجنا في آدم فانا أولى الناس بآدم، ومن حاجنا في نوح فانا أولى الناس بنوح، ومن حاجنا في ابراهيم فانا أولى الناس بابراهيم، ومن حاجنا بمحمد فانا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله، ومن حاجنا في النبين فانا اولى الناس بالنبين ومن حاجنا في كتاب الله فنحن أولى الناس بكتاب الله، انا نشهدو كل مسلم اليوم انا قد ظلمنا وطردنا (2) وبغى علينا واخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا وقهرنا، الا انا نستنصر الله اليوم و كل مسلم ويجيئ (والله ثلثمائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف (3) يتبع بعضهم بعضا وهى الآية التى قال الله ” اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شئ قدير ” فيقول رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله وهى القرية الظالمة أهلها ثم يخرج من مكة هو ومن معه الثلثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام، ومعه عهد نبى الله ورايته وسلاحه ووزيره معه، فينادى المنادى بمكة باسمه وأمره من السماء حتى يسمعه أهل الارض كلهم اسمه اسم نبى، ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبى الله صلى الله عليه وآله ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين، فان اشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره واياك وشذاذ من آل محمد، فان لآل محمد وعلى راية ولغيرهم رايات، فالزم الارض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين، معه عهد نبى الله ورايته وسلاحه فان عهد نبى الله صار عند على بن الحسين، ثم صار عند محمد بن على ويفعل الله ما يشاء فالزم هؤلاء أبدا واياك ومن ذكرت لك، فإذا خرج رجل منهم معه
(1) الهلاك خ ل. (2) طرحنا خ ل. (3) قال الجزرى في النهاية: ومنه حديث على ” يجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف ” أي قطع السحاب المتفرقة وانما خص الخريف لانه اول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك. (*)
[ 66 ]
ثلثمائة وبضعة عشر رجلا ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء، حتى يقول هكذا (1) مكان القوم الذين يخسف بهم وهى الآية التى قال الله ” أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف بهم الارض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ” فإذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجرى على سنة يوسف ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها. ثم يسير حتى يأتي العذراء (2) هو ومن معه وقد لحق به ناس كثير والسفياني يومئذ بوادي الرملة، حتى إذا التقوا وهم يوم الابدال يخرج اناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الابدال. قال أمير المؤمنين عليه السلام: ويقتل يومئذ السفياني ومن معه حتى لا يترك منهم مخبر والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب، ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها، فلا يترك عبدا مسلما الا اشتراه واعتقه، ولا غارما الا قضى دينه، ولا مظلمة لاحد من الناس الا ردها، ولا يقتل منهم عبد الا أدى ثمنه دية مسلمة إلى أهلها ولا يقتل قتيل الا قضى عنه دينه وألحق عياله في العطاء حتى يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وعدوانا، ويسكنه هو وأهل بيته الرحبة والرحبة انما كانت مسكن نوح وهى أرض طيبة ولا يسكن رجل من آل محمد (ع) ولا يقتل الا بأرض طيبة زاكية فهم الاوصياء الطيبون (3). 117 – عن ابى سمينة عن مولى لابي الحسن قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: ” اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ” قال: وذلك والله ان لو قد قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان (4).
(1) وفى نسخة البحار ” هذا ” وهو الظاهر. (2) وفى البرهان ” البيداء “. (3) البحار ج 13: 160 – 161. البرهان ج 1: 163 – 164 ورواه المحدث الحر العاملي ” ره ” في اثبات الهداة (ج 7: 94) عن هذا الكتاب مختصرا (4) البحار ج 13: 176. اثبات الهداة ج 7: 94 البرهان ج 1631 الصافى ج 1: 150. (*)
[ 67 ]
118 – عن المفضل بن عمر قال: قال: أبو عبد الله عليه السلام: إذا اوذن الامام دعا الله باسمه العبراني الاكبر فانتحيت له (1) اصحابه الثلثمائة والثلثة عشر قزعا كقزع الخريف وهم أصحاب الولاية ومنهم من يفتقد من فراشه ليلا فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه وحسبه ونسبه، قلت جعلت فداك أيهم أعظم ايمانا ؟ قال: الذى يسير في السحاب نهارا وهم المفقودون، و فيهم نزلت هذه الاية ” اينما تكونوا يأت الله بكم جميعا ” (2). 119 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: ان الملك ينزل الصحيفة أول النهار، وأول الليل يكتب فيها عمل ابن آدم فأملوا (3) في أولها خيرا و في آخرها خيرا فان الله يغفر لكم ما بين ذلك انشاء الله فان الله يقول: ” اذكروني اذكركم ” (4). 120 – عن سماعة بن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له للشكر حدا إذا فعله الرجل كان شاكرا ؟ قال: نعم قلت: ما هو ؟ قال الحمد لله على كل نعمة أنعمها على وان كان لكم فيما أنعم عليه حق أداه، قال: ومنه قول الله ” الحمد لله الذى سخر لنا هذا ” حتى عد آيات (5). 121 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه فمنها كفر النعم، وذلك قول الله يحكى قول سليمان ” هذا من فضل ربى ليبلونئ أشكر أم اكفر ” الاية وقال الله ” لئن شكرتم لازيدنكم ” وقال: ” فاذكروني اذكركم واشكروا لى ولا تكفرون ” (6). 122 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: تسبيح فاطمة (ع) من ذكر الله
(1) انتحى الرجل: قصده (2) البحار ج 13: 195 البرهان ج 1: 163 (3) وفى نسخة البرهان ” فاعلموا “. (4) البحار ج 18: 488. البرهان ج 1: 166 الصافى ج 1: 152 (5) البحار ج 19: (ج 2): 16. البرهان ج 1: 166 (6) البحار ج 15 (ج 2): 136 البرهان ج 1: 166 (*)
[ 68 ]
الكثير الذى قال: ” اذكروني اذكركم ” (1). 123 – عن الفضيل عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال يا فضيل بلغ من لقيت من موالينا عنا السلام وقل لهم: انى اقول انى لا أغنى عنكم من الله شيئا الا بورع فاحفظوا السنتكم وكفوا ايديكم وعليكم بالصبر والصلوة ان الله مع الصابرين (2). 124 – عن عبد الله بن طلحة قال أبو عبد الله عليه السلام: الصبر هو الصوم (3) 125 – عن الثمالى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ” لنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ” قال: ذلك جوع خاص وجوع عام، فاما بالشام فانه عام وأما الخاص بالكوفة يخص ولا يعم، ولكنه يخص بالكوفة أعداء آل محمد عليه الصلوة والسلام فيهلكهم الله بالجوع، واما الخوف فانه عام بالشام وذاك الخوف إذا قام القائم عليه السلام، واما الجوع فقبل قيام القائم عليه السلام، وذلك قوله ” ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ” (4). 126 – عن اسحق بن عمار قال: لما قبض أبو جعفر عليه السلام جعلنا نعزي ابا عبد الله عليه السلام، فقال بعض من كان معنا في المجلس: رحمه الله عبدا وصلى عليه، كان إذا حدثنا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فسكت أبو عبد الله عليه السلام طويلا ونكت في الارض (5) قال: ثم التفت الينا فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله تبارك وتعالى انى اعطيت الدنيا بين عبادي فيضا (6) فمن أقرضنى منها قرضا اعطيته لكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمائة ضعف وما شئت، فمن لم يقرضنى منها قرضا فأخذتها منه قهرا أعطيته ثلث خصال لو اعطيت واحدة منهن ملئكتى رضوا بها ثم قال: ” الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه
(1) البرهان ج 1: 166. (2 – 3) البرهان ج 1: 166 البحار ج 20: 66. والخبر الثاني في نسخة البحار هكذا ” عن عبد الله بن طلحة عن أبى عبد الله (ع) في قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلوة – قال: الصبر هو الصوم “. (4) البحار ج 13: 162. البرهان ج 1: 168. اثبات الهداة ج 7: 432. (5) نكت الارض بقضيب أو باصبعه: ضربها به حال التفكر فاثر فيها (6) كذا في نسخة الاصل وفى البرهان ” قرضا “. (*)
[ 69 ]
راجعون ” إلى قوله ” واولئك هم المهتدون ” (1) 127 – عن اسمعيل بن زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة: من كانت عصمته شهادة ان لا اله الا الله، ومن إذا أنعم الله عليه النعمة قال: الحمد لله، ومن إذا أصاب ذنبا قال: استغفر الله، ومن إذا أصابته مصيبة قال: انا لله وانا إليه راجعون (2). 128 – عن ابى على المهلبى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه كان في نور الله الاعظم: من كان عصمة أمرة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، ومن إذا أصابته مصيبة قال: انا لله وانا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيرا قال: الحمد لله ومن إذا أصاب خطيئة قال: استغفر الله وأتوب إليه (3) 129 – عن عبد الله بن صالح الخثعمي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله: عبدى المؤمن أن خولته واعطيته ورزقته واستقرضته، فان أقرضنى عفوا اعطيته مكان الواحد مأة ألف فما زاد، وان لا يفعل أخذته قسرا بالمصايب في ماله فان يصبر أعطيته ثلث خصال، ان أختبر بواحدة منهن ملائكتي اختاروها ثم تلا هذه الاية ” الذين إذا أصابتهم ” إلى قوله ” المهتدون ” (4) 130 – قال اسحق بن عمار قال أبو عبد الله عليه السلام: هذا ان أخذ الله منه شيئا فصبر واسترجع (5) 131 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ” أي لا
(1) البرهان ج 1: 168. (2) البرهان ج 1: 168. البحار ج 19 (ج 2): 16. (3) البرهان ج 1: 168. البحار ج 19 (ج 2): 16. الصافى ج 1: 153. (4 – 5) البرهان ج 1: 168. ورواه الصدوق في الخصال بوجه أبسط. (*)
[ 70 ]
حرج عليه أن يطوف بهما (1). 132 – عن عاصم بن حميد عن أبى عبد الله عليه السلام ” ان الصفا والمروة من شعائر الله ” يقول لا حرج عليه أن يطوف بهما فنزلت هذه الاية، فقلت: هي خاصة أو عامة قال: هي بمنزلة قوله ” ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ” فمن دخل فيهم من الناس كان بمنزلتهم يقول الله ” ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ” (2) 133 – عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن السعي بين الصفا والمروة فريضة هو أو سنة ؟ قال: فريضة، قال: قلت: أليس الله يقول: ” فلا جناح عليه أن يطوف بهما ” قال: كان ذلك في عمرة القضاء وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان شرطه عليهم (3) ان يرفعوا الاصنام فتشاغل رجل من أصحابه حتى اعيدت الاصنام فجاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسئلوه وقيل له: ان فلانا لم يطف (4) وقد اعيدت الاصنام، قال: فأنزل الله ” ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ” أي والاصنام عليهما (5) 134 – وعن ابن مسكان عن الحلبي قال: سألته فقلت ولم جعل السعي بين الصفا والمروة ؟ قال: ان ابليس تراء لابراهيم عليه السلام (6) في الوادي فسعى
(1 – 2) البحار ج 21: 54. البرهان ج 1: 170. الصافى ج 1: 154 (3) قال الفيض (ره) في الوافى يعنى شرط على المشركين ان يرفعوا اصنامهم التى كانت على الصفا والمروة حتى ينقضى ايام المناسك ثم يعيدوها فتشاغل رجل من المسلمين عن السعي حتى انقضت الايام واعيدت الاصنام فزعم المسلمون عدم جواز السعي حالكون الاصنام على الصفا والمروة. (4) وفى رواية الكافي ” لم يسع بين الصفا والمروة ” عوض ” لم يطف ” (5) البحار ج 21: 54. البرهان ج 1: 170. (6) أي ظهر له (ع) (*)
[ 71 ]
ابراهيم منه كراهية أن يكلمه وكان منازل الشياطين (1) 135 – وقال: قال أبو عبد الله في خبر حماد بن عثمان انه كان على الصفا والمروة أصنام فلما ان حج الناس لم يدروا كيف يصنعون فأنزل الله هذه الاية، فكان الناس يسعون والاصنام على حالها فلما حج النبي صلى الله عليه وآله رمى بها (2). 136 – عن ابن ابى عميه عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام ” ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في على عليه السلام (3) 137 – عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب ” يعنى بذلك نحن والله المستعان (4). 138 – عن زيد الشحام قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن عذاب القبر ؟ قال: ان أبا جعفر عليه السلام حدثنا ان رجلا أتى سلمان الفارسى فقال: حدثنى فسكت عنه ثم عاد فسكت فأدبر الرجل وهو يقول: ويتلو هذه الاية ” ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب ” فقال له: اقبل انا لو وجدنا أمينا لحدثناه ولكن اعد لمنكر ونكير إذا أتياك في القبر فسألاك عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فان شككت أو التويت (5) ضرباك على رأسك بمطرقة (6) معهما تصير منه رمادا فقلت: ثم مه قال: تعود ثم تعذب، قلت: وما منكر ونكير ؟ قال: هما قعيدا القبر (7) قلت: أملكان يعذبان الناس في قبورهم ؟ فقال: نعم (8) 139 – عن بعض اصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له أخبرني عن قول الله: ” ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في
(1 – 2) البحار ج 21: 55. البرهان ج 1: 170. (3 – 4) البحار ج 1: 88. البرهان ج 1: 170. (5) التوى عليه الامر: اشتد وامتنع. (6) المطرقة: آلة من حديد ونحوه يضرب بها الحديد ونحوه (7) القعيد: الذى يصاحبك في قعودك، فعيل بمعنى مقاعد. (8) البحار ج 21: 88. البرهان ج 1: 170 (*)
[ 72 ]
الكتاب ” قال: نحن يعنى بها والله المستعان، ان الرجل منا إذا صارت إليه لم يكن له أو لم يسعه الا ان يبين للناس من يكون بعده (1). 140 – ورواه محمد بن مسلم قال: هم أهل الكتاب (2) 141 – عن عبد الله بن بكير عمن حدثه عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ” قال: نحن هم وقد قالوا هو ام الارض (3) 142 – عن جابر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ” قال: فقال هم اولياء فلان (4) وفلان وفلان اتخذوهم ائمة من دون الامام الذى جعل للناس اماما فلذلك قال الله تبارك وتعالى ” ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب إذ تبرء الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ” إلى قوله ” وما هم بخارجين من النار ” قال: ثم قال أبو جعفر عليه السلام: والله يا جابر هم ائمة الظلم واشياعهم (5) 143 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قوله: ” ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ” قال: هم آل محمد صلى الله عليه وآله. (6). 144 – عن عثمان ابن عيسى عمن حدثه عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ” قال: هو الرجل يدع المال لا ينفقه في طاعة الله
(1) اثبات الهداة ج 1: 262. (1 – 2) البحار ج 21: 88 البرهان ج 1: 170. (3) البرهان ج 1: 171. الصافى ج 1: 155. البحار ج 1: 88 – 89 وقال المجلسي (ره): ضمير ” هم ” راجع إلى اللاعنين، قوله وقد قالوا اما كلامه (ع) فضمير الجمع راجع إلى العامة، أو كلام المؤلف أو الرواة فيحتمل ارجاعه إلى اهل البيت عليهم السلام ايضا. (4) وفى نسخة الصافى ” هم والله اولياء فلان اه “. (5) البحار ج 8: (الطبع الجديد وقد سقط من طبع امين الضرب على ما في هامش الجديد “. 363 البرهان ج 1: 172. الصافى ج 1: 156. اثبات الهداة ج 1: 262 (6) البحار ج 8: 218. البرهان ج 1: 172. الصافى ج 1: 157. (*)
[ 73 ]
بخلا ثم يموت فيدعه لمن هو يعمل به في طاعة الله أو في معصيته، فان عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره فزاد حسرة وقد كان المال له، أو من عمل به (1) في معصية الله قواة بذلك المال حتى أعمل به في معاصي الله (2) 145 – عن منصور بن حازم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ” وما هم بخارجين من النار ” قال: أعداء على عليه السلام هم المخلدون في النار أبد الابدين ودهر الداهرين. (3) 146 – عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما انه سئل عن امرأة جعلت مالها هديا وكل مملوك لها حرا ان كلمت اختها أبدا، قال: تكلمها وليس هذا بشئ انما هذا واشباهه من خطوات الشياطين (4) 147 – عن محمد بن مسلم ان امرأة من آل المختار حلفت على اختها أو ذات قرابة لها قالت: أدنوى يا فلانة فكلى معى، فقالت لا فحلفت عليها بالمشى إلى بيت الله و عتق ما يملك ان لم تدنى فتأكلى معى، ان لا اظل واياك سقف بيت أو أكلت معك على خوانى أبدا، قال: فقالت الاخرى مثل ذلك، فحمل عمر بن حنظلة إلى أبى جعفر عليه السلام مقالتهما، فقال: انا اقضي في ذا، قل لهما فلتأكل وليظلها واياها سقف بيت، و لا تمشى ولا تعتق وليتق الله ربهما ولا تعودا إلى ذلك فان هذا من خطوات الشياطين. (5) 148 – عن منصور بن حازم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اما سمعت بطارق ؟ ان طارقا كان نحاسا بالمدينة فاتى ابا جعفر عليه السلام فقال: يا ابا جعفر انى هالك انى حلفت بالطلاق والعتاق والنذور، فقال له: يا طارق ان هذه من خطوات الشيطان. (6) 149 – عن عبد الرحمن بن أبى عبد الله قال: سألت أبا عبد الله عن رجل حلف
(1) وفى نسخة الصافى والمحكى من الفقيه والكافي ” وان كان عمل به ” (2) البحار ج 15 (ج 3): 102. البرهان ج 1: 173. الصافى ج 1: 157 (3) البرهان ج 1: 173. البحار ج 8: 218. (4) البرهان ج 1: 173. البحار ج 21: 145. (5 – 6) البحار ج 23: 145. البرهان ج 1: 173 – 174. (*)
[ 74 ]
ان ينحر ولده ؟ فقال: ذلك من خطوات الشيطان (1) 150 – عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ” لا تتبعوا خطوات الشيطان ” قال: كل يمين بغير الله فهى من خطوات الشيطان (2) 151 – عن محمد بن اسمعيل رفع إلى أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” فمن اضطر غير باغ ولا عاد ” قال: الباغى الظالم والعادي الغاصب (3) 152 – عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المضطر لا يشرب الخمر لانها لا تزيده الا شرا فان شربها قتلته فلا يشربن منها قطرة (4) 153 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في المرأة أو الرجل يذهب بصره فيأتيه الاطباء فيقولون: نداويك شهرا أو أربعين ليلة مستلقيا كذلك يصلى فرجعت إليه له، فقال: ” من اضطر غير باغ ولا عاد ” (5) 154 – عن حماد بن عثمان عن ابى عبد الله في قوله: ” فمن اضطر غير باغ ولا عاد ” قال: الباغى الخارج على الامام والعادي اللص (6) 155 – عن بعض أصحابنا قال: أتت امرأة إلى عمر فقالت: يا امير المؤمنين انى فجرت فأقم في حد الله، فأمر برجمها وكان على أمير المؤمنين عليه السلام حاضرا، قال: فقال له: سلها كيف فجرت ؟ قالت: كنت في فلاة من الارض أصابني عطش شديد فرفعت لى خيمة فأتيتها فأصبت فيها رجلا أعرابيا فسألته الماء، فأبى على ان يسقينى
(1) الوسائل (ج 3) كتاب الايمان باب 11 وباب 15 لكن في الباب الاخير ” ان يفجر ولده ” مكان ” ان ينحر ” لكن الظاهر الموافق لرواية التهذيب هو المختار. البحار ج 23: 145. البرهان ج 1: 174. (2) البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 174. الوسائل (ج 3) كتاب الايمان باب 15. الصافى ج 1: 158. (3) البحار ج 14: 765. البرهان ج 1: 174. الصافى ج 1: 159 (4) البرهان ج 1: 174. البحار ج 14: 77 (5) البرهان ج 1: 174. البحار ج 16 (م): 9 (6) البرهان ج 1: 174. البحار ج 14: 765 (*)
[ 75 ]
الا ان امكنه من نفسي، فوليت عنه هاربة فاشتد بى العطش حتى غارت عيناى (1) و ذهب لساني، فلما بلغ ذلك منى أتيته فسقاني ووقع على، فقال له على عليه السلام: هذه التى قال الله: ” فمن اضطر باغ ولا عاد ” وهذه غير باغية ولا عادية فخل سبيلها، فقال عمر: لولا على لهلك عمر (2) 156 – عن حماد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” فمن اضطر غير باغ و لا عاد ” قال: الباغى طالب الصيد والعادي السارق ليس لهما ان يقصرا من الصلوة، وليس لهما إذا اضطرا إلى الميتة أن يأكلاها، ولا يحل لهما ما يحل للناس إذا اضطروا (3). 157 – عن ابن مسكان رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قوله ” فما أصبرهم على النار ” قال: ما أصبرهم على فعل ما يعملون انه يصيرهم إلى النار (4) 158 – عن سماعة ابن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى ” فقال: لا يقتل حر بعبد ولكن يضرب ضربا شديدا ويغرم دية العبد، وان قتل رجلا امرأة فأراد أولياء المقتول ان يقتلوا أدوا نصف ديته إلى أهل الرجل (5) 159 – محمد بن خالد البرقى عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص ” أهى جماعة المسلمين ؟ قال: هي للمؤمنين خاصة (6) 160 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” فمن عفى له من أخيه شئ فأتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان ” قال: ينبغى للذى له الحق ان لا
(1) غارت عينه: دخلت في الرأس وانخسفت. (2) البرهان ج 1: 174 – 175. البحار ج 16 (م): 9. (3) البرهان ج 1: 174 – 175. الصافى ج 1: 159. البحار ج 18: 698 (4) الصافى ج 1: 160. البرهان ج 1: 175 (5 – 6) البحار ج 24: 45 و 42. البرهان ج 1: 176. الصافى ج 1: 161 الوسائل (ج 3) ابواب القصاص باب 31 وباب 52. (*)
[ 76 ]
يضر (1) أخاه إذا كان قادرا على دية، وينبغى للذى عليه الحق [ بالمعنى أصلحت ] ان لا يماطل أخاه إذا قدر على ما يعطيه، ويؤدى إليه باحسان، قال: يعنى إذا وهب القود اتبعوه بالدية إلى أولياء المقتول لكى لا يبطل دم امرئ مسلم (2) 161 – عن أبى بصير عن أحدهما في قوله: ” فمن عفى له من أخيه شيئ ” ما ذلك قال: هو الرجل يقبل الدية فأمر الله الذى له الحق أن يتبعه بمعروف ولا يعسره، و أمر الله الذى عليه الدية ألا يمطله وان يؤدى إليه باحسان إذا أيسر. (3) 162 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم ” قال: هو الرجل يقبل الدية أو يعفو أو يصالح ثم يعتدى فيقتل فله عذاب اليم، وفى نسخة اخرى فيلقى صاحبه بعد الصلح فيمثل به فله عذاب اليم. (4) 163 – عن عمار بن مروان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” ان ترك خيرا الوصية ” قال: حق جعله الله في أموال الناس لصاحب هذا الامر، قال: قلت: لذلك حد محدود ؟ قال: نعم قال قلت: كم ؟ قال: أدناه السدس وأكثره الثلث (5) 164 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن الوصية يجوز للوارث ؟ قال: نعم ثم تلا هذه الاية ” ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين ” (6) 165 – عن محمد بن قيس عن أبى جعفر عليه السلام قال: من أوصي بوصية لغير الوارث من صغير أو كبير بالمعروف غير المنكر فقد جازت وصيته (7) 166 – عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على عليه السلام قال: من لم يوص عند موته لذوى قرابته ممن لا يرث فقد ختم عمله بمعصية. (8)
(1) وفى بعض النسخ ” ان لا يعسر ” وفى آخر ” ان لا يعتر ” (2 – 4) البحار ج 24: 46. البرهان ج 1: 176 – 177 وروى الحديث الاول المحدث الكاشانى في الصافى (ج 1: 162) عن هذا الكتاب ايضا (5 – 6) البحار ج 23: 46. البرهان ج 1: 177. الصافى ج 1: 163 (7) الوسائل (ج 2) ابواب الوصايا باب 100. البرهان ج 1: 178. (8) البرهان ج 1: 178. البحار ج 23: 47. الصافى ج 1: 163. (*)
[ 77 ]
167 – عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أحدهما قوله ” كتب عليكم إذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين ” قال: هي منسوخة نسختها آية الفرايض التى هي للمواريث ” فمن بدله بعدما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ” يعنى بذلك الوصي (1) 168 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين ” قال شيئا جعله الله لصاحب هذا الامر، قال: قلت: فهل لذلك حد ؟ قال: نعم قلت: وما هو ؟ قال: ادنى ما يكون ثلث الثلث (2) 169 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن رجل أوصى بماله في سبيل الله، قال: أعطه لمن أوصى له وان كان يهوديا أو نصرانيا لان الله يقول: ” فمن بدله بعدما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ” (3) 170 – عن ابى سعيد عن أبى عبد الله عليه السلام انه سئل عن رجل أوصى في حجة فجعلها وصية في نسمة (4) قال: يغرمها وصيه ويجعلها في حجته كما أوصى به ان الله يقول: ” فمن بدله بعدما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ” (5) 171 – عن مثنى بن عبد السلام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل أوصى له بوصية فمات قبل أن يقبضها ولم يترك عقبا قال: اطلب له وارثا أو مولى فادفعها إليه، فان الله يقول: ” فمن بدله بعدما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ” قلت:
(1) الوسائل (ج 3) ابواب القضايا باب 15. البحار ج 23: 47. البرهان ج 1: 178.. الصافى ج 1: 163. (2) البحار ج 23: 47. البرهان ج 1: 178 (3) الصافى ج 1: 163. البرهان ج 1: 179. البحار ج 23: 47 (4) وفى بعض النسخ ” قسمه ” وفى آخر ” نسبه ” والظاهر الموافق لرواية الكليني (ره) في الكافي هو المختار. والنسمة: الانسان وتطلق على المملوك ذكرا كان أو انثى. (5) البحار ج 23: 48. البرهان ج 1: 179. (*)
[ 78 ]
ان الرجل كان من أهل فارس دخل في الاسلام لم يسم ولا يعرف له ولى، قال: اجهد ان يقدر له على ولى فان لم تجده وعلم الله منك الجهد تتصدق بها (1). 172 – عن محمد بن سوقة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ” فمن بدله بعد ما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ” قال نسختها التى بعدها ” فمن خاف من موص جنفا أو اثما ” يعنى الموصى إليه ان خاف جنفا من الموصى إليه في ثلثه جميعا فيما أوصى به إليه مما لا يرضى في خلاف الحق فلا اثم على الموصى إليه ان يبدله إلى الحق والى ما يرضى الله به من سبيل الخير (2). 173 – عن يونس رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” فمن خاف من موص جنفا أو اثما فاصلح بينهم فلا اثم عليه ” قال يعنى إذا اعتدى في الوصية وزاد في الثلث (3). 174 – عن البرقى عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ” قال: هي للمؤمنين خاصة (4) 175 – عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” كتب عليكم القتال ” و ” ويا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ” قال: فقال هذه كلها يجمع الظلال و المنافقين وكل من أقر بالدعوة الظاهرة (5). 176 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ” قال الشيخ الكبير والذى يأخذه العطاش (6). 177 – عن سماعة عن أبى بصير قال: سألته عن قول الله ” وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ” قال: هو الشيخ الكبير لا يستطيع والمريض (7).
(1 – 3) الوسائل (ج 2) كتاب الوصايا باب 28. البحار ج 23: 48. البرهان ج 1: 179 (4) الصافى ج 1: 164. البرهان ج 1: 180 (5) البرهان ج 1: 180 (6) البحار ج 20: 81. البرهان ج 1: 181. الصافى ج 1: 166. (7) الوسائل (ج 2) ابواب من يصح منه الصوم باب 14. البحار ج 20: 81 البرهان ج 1: 181 (*)
[ 79 ]
178 – عن أبى بصير قال: سألته عن رجل مرض من رمضان إلى رمضان قابل ولم يصح بينهما ولم يطق الصوم ؟ قال: تصدق مكان كل يوم، أفطر على مسكين مدا من طعام، وان لم يكن حنطة فمن تمر، وهو قول الله ” فدية طعام مسكين ” فان استطاع ان يصوم الرمضان الذى يستقبل والا فليتربص إلى قابل فيقضيه فان لم يصح حتى جاء رمضان قابل فليتصدق كما تصدق مكان كل يوم أفطر مدا وان صح في ما بين الرمضانين فتوانى (1) أن يقضيه حتى جاء رمضان الاخر فان عليه الصوم والصدقة جميعا يقضى الصوم ويتصدق من أجل انه ضيع ذلك الصيام (2) 179 – عن العلا بن محمد عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ” قال الشيخ الكبير والذى يأخذه العطاش (3). 180 – عن رفاعة عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ” قال: المرأة تخاف على ولدها والشيخ الكبير (4). 181 – عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: الشيخ الكبير والذى به العطاش لا حرج عليهما ان يفطرا في رمضان وتصدق كل واحد منهما في كل يوم بمد (5) من طعام، ولا قضاء عليهما وان لم يقدرا فلا شئ عليهما (6).
(1) توانى في الامر: ترفق وتمهل فيه ولم يجعل. وفى نسخة البحار ” متوالى ” و هو تصحيفه (2) الوسائل (ج 2) ابواب احكام شهر رمضان باب 25. البحار ج 20: 85 البرهان ج 1: 181. (3) البحار ج 20: 81. البرهان ج 1: 181. (4) الوسائل (ج 2) ابواب من يصح منه الصوم باب 14. البرهان ج 1: 182 البحار ج 20: 81. (5) كذا في نسختي الاصل والبرهان ورواية الكليني (ره) في الكافي، وفى نسخة البحار ورواية الشيخ في التهذيب بمدين (6) البحار ج 20: 81. البرهان ج 1: 182. (*)
[ 80 ]
182 – عن الحرث النصرى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال في آخر شعبان: ان هذا الشهر المبارك الذى أنزلت فيه القرآن وجعلته هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان قد حضر فسلمنا فيه وسلمه لنا وسلمه منا في يسر منك وعافية (1) 183 – عن عبدوس العطار عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا حضر شهر رمضان فقل اللهم قد حضر رمضان وقد افترضت علينا صيامه وأنزلت فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، اللهم اعنا على صيامه وتقبله منا وسلمنا فيه وسلمه منا وسلمنا له في يسر منك وعافية انك على كل شئ قدير يا أرحم الراحمين (2) 184 – عن ابراهيم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله ” شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن ” كيف أنزل فيه القرآن وانما انزل القرآن في طول عشرين سنة من اوله إلى آخره فقال عليه السلام: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم أنزل من البيت المعمور في طول عشرين سنة، ثم قال: قال النبي صلى الله عليه وآله نزلت صحف ابراهيم في اول ليلة من شهر رمضان وأنزلت التورية لست مضين من شهر رمضان وانزلت الانجيل لثلث عشر ليلة خلت من شهر رمضان، وانزل الزبور لثماني عشرة من رمضان وانزل القرآن لاربع وعشرين من رمضان (3). 185 – عن ابن سنان عمن ذكره قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن القرآن والفرقان أهما شيئان أو شئ واحد ؟ قال: فقال: القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به (4) 186 – عن الصباح بن سيابة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ان ابن ابى يعفور أمرنى ان اسئلك عن مسائل فقال: وما هي ؟ قال: يقول لك: إذا دخل شهر رمضان وأنا في
(1 – 2) البرهان ج 1: 183 البحار ج 20: 99. (3) البرهان ج 1: 183. البحار ج 20: 106. ورواه الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان ج 2: 276 عن كتب العامة ثم قال ما لفظه ” وهذا بعينه رواه العياشي عن ابى عبد الله (ع) عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله ” انتهى. (4) البرهان ج 1: 183. البحار ج 19: 5. (*)
[ 81 ]
منزلي إلى ان أسافر قال: ان الله يقول: ” فمن شهد منكم الشهر فليصمه ” فمن دخل عليه شهر رمضان وهو في أهله فليس له ان يسافر الا لحج أو عمرة أو في طلب مال يخاف تلفه (1). 187 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” فمن شهد منكم الشهر فليصمه ” قال: فقال: ما أبينها لمن عقلها، قال: من شهد رمضان فليصمه، ومن سافر فليفطر (2). 189 – وقال أبو عبد الله: ” فليصمه ” قال: الصوم فوه لا يتكلم الا بالخير (3) 188 – عن أبى بصير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن حد المرض الذى يجب على صاحبه فيه الافطار كما يجب عليه في السفر في قوله: ” ومن كان مريضا أو على سفر ” ؟ قال: هو مؤتمن عليه مفوض إليه فان وجد ضعفا فليفطر، وان وجده قوة فليصم (4) كان المريض على ما كان (5) 190 – عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم في السفر تطوعا ولا فريضة يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت هذه الاية ورسول الله بكراع الغميم (6) عند صلوة الفجر فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله باناء فشرب وامر الناس أن يفطروا، فقال قوم: قد توجه النهار ولو صمنا يومنا هذا فسماهم رسول الله صلي الله عليه وآله العصاة فلم يزالون يسمون بذلك الاسم حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله (7).
(1 – 3) البحار ج 20: 82. البرهان ج 1: 184. (4) وفى رواية الكليني (ره) ” فليصمه كان المرض ما كان “. (5) البحار ج 20: 82. البرهان ج 1: 182. (6) كراع الغميم موضع بناحية حجاز بين مكة والمدينة. (7) الوسائل (ج 2) ابواب من يصح منه الصوم باب 12 البرهان ج 1: 184 البحار ج 20: 82. واخرجه الطبرسي ” قده ” في كتاب مجمع البيان (ج 2 ط صيدا ص 274) عن هذا الكتاب ايضا (*)
[ 82 ]
191 – عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ” يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ” قال اليسر على عليه السلام، وفلان وفلان العسر، فمن كان من ولد آدم لم يدخل في ولاية فلان وفلان (1) 192 – عن الزهري عن على بن الحسين عليه السلام قال: صوم السفر والمرض ان العامة اختلفت في ذلك فقال قوم: يصوم وقال قوم لا يصوم، وقال قوم: ان شاء صام وان شاء أفطر، وأما نحن فنقول يفطر في الحالين جميعا فان صام في السفر أو في حال المرض فعليه القضاء، ذلك بان الله يقول ” فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ” (2) 193 – عن سعيد النقاش قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام فقال: ان في الفطر لتكبيرا ولكنه مسنون يكبر في المغرب ليلة الفطر وفى العتمة والفجر وفى صلوة العيد، وهو قول الله ” ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هديكم ” والتكبير ان يقول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر ولله الحمد قال: في رواية أبى عمرو التكبير الاخير أربع مرات (3) 194 – عن ابن أبى عمير عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما يتحدث به عندنا ان النبي صلى الله عليه وآله صام تسعة وعشرين اكثر مما صام ثلثين أحق هذا قال: ما خلق الله من هذا حرفا، ما صامه النبي صلى الله عليه وآله الا ثلثين، لان الله يقول: ” ولتكملوا العدة ” فكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينقصه (4). 195 – عن سعيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان في الفطر تكبيرا قال: قلت: ما تكبير الا في يوم النحر قال: فيه تكبير ولكنه مسنون في المغرب والعشاء والفجر والظهر والعصر وركعتي العيد (5)
(1) البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 184. (2) البرهان ج 1: 184. البحار ج 20: 82. (3) البرهان ج 1: 184. (4) البرهان ج 1: 184. البحار ج 20: 77. (5) البرهان ج 1: 185. البحار ج 19 (ج 2): 44. (*)
[ 83 ]
196 – عن ابن أبى يعفور عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى ” يعلمون انى أقدر على أن أعطيهم ما يسئلون (1). 197 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس ” إلى ” فكلوا واشربوا ” قال: نزلت في خوات بن جبير (2) وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الخندق وهو صائم فأمسى على ذلك وكانوا من قبل ان هذه الآية، إذا نام أحدهم حرم عليه الطعام فرجع خوات إلى أهله حين أمسى فقال: عندكم طعام ؟ فقالوا لا، تنم حتى نصنع لك طعامك، فاتكأ فنام فقالوا: قد فعلت ؟ قال: نعم، فبات على ذلك وأصبح فغدا إلى الخندق فجعل يغشى عليه فمر به رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رأى الذى به سأله فأخبره كيف كان أمره، فنزلت هذه الآية ” احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ” إلى ” كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ” (3). 198 – عن سعد عن بعض اصحابه عنهما في رجل تسحر (4) وهو شاك في الفجر ؟ قال: لا بأس ” كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ” وارى أن يستظهر في رمضان ويتسحر قبل ذلك (5) 199 – عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين قاما في شهر رمضان فقال احدهما: هذا الفجر، وقال الاخر: ما أرى شيئا، قال: ليأكل الذى لم يستيقن
(1) البرهان ج 1: 185. الصافى ج 1: 168. البحار ج 19 (ج 2): 44. (2) كذا في نسخ الكتاب من الاصل وغيره وتوافقها ورواية الكليني (ره) والصدوق (قده) لكن في تفسير القمى وكتاب مجمع البيان والمحكى عن تفسير النعماني ” مطعم بن جبير ” مكان ” خوات بن جبير ” وقد اختلفت العامة ايضا في اسمه. (3) البحار ج 20: 69 – 70. البرهان ج 1: 187. الصافى ج 1: 169 (4) تسحر أي اكل السحور. (5) البحار ج 20: 70. البرهان ج 1: 187. الوسائل (ج 2) ابواب وجوب الصوم باب 54. (*)
[ 84 ]
الفجر، وقد حرم الاكل على الذى زعم قد رأى ان الله يقول: ” فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ” (1) 200 – عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اناس صاموا في شهر رمضان فغشيهم سحاب اسود عند مغرب الشمس فظنوا (2) انه الليل فافطروا أو أفطر بعضهم، ثم ان السحاب فصل عن السماء فإذا الشمس لم تغب ؟ قال: على الذى افطر قضاء ذلك اليوم، ان الله يقول: ” واتموا الصيام إلى الليل ” فمن اكل قبل ان يدخل الليل فعليه قضاؤه لانه أكل متعمدا (3) 201 – عن القاسم بن سليمان عن جراح عن الصادق عليه السلام قال: قال الله ” واتموا الصيام إلى الليل ” يعنى صيام رمضان، فمن رأى هلال شوال بالنهار فليتم صيامه (4) 202 – عن سماعة قال: على الذى أفطر القضاء لان الله يقول: ” واتموا الصيام إلى الليل ” فمن اكل قبل ان يدخل الليل فعليه قضاؤه لانه اكل متعمدا (5) 203 – عن عبيدالله الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الخيط الابيض من الخيط الاسود فقال: بياض النهار من سواد الليل (6) 204 – عن زياد بن عيسى (عبد الله خ ل) قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ” قال: كانت قريش تقامر الرجل في أهله
(1) البحار ج 20: 70. البرهان ج 1: 187. الصافى ج 1: 169. (2) وفى رواية الكليني (ره) ” فرأوا “. (3) البرهان ج 1: 187. البحار ج 20: 71. (4) البرهان ج 1: 187. البحار ج 20: 77. الوسائل (ج 2) ابواب احكام شهر رمضان باب 8. (5) البحار ج 20: 72. البرهان ج 1: 187. (6) البحار ج 20: 70. البرهان ج 1: 187. (*)
[ 85 ]
وماله فنهاهم الله عن ذلك (1) 205 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له قول الله ” ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام ” فقال: يا با بصير ان الله قد علم ان في الامة حكاما يجورون، اما انه لم يعن حكام أهل العدل ولكنه عنى حكام أهل الجور، يا با محمد (2) اما انه لو كان لك على رجل حق فدعوته إلى حكام أهل العدل فأبى عليك الا أن يرافعك إلى حكام أهل الجور ليقضوا له كان ممن يحاكم إلى الطاغوت (3) 206 – عن الحسن بن على قال: قرأت في كتاب أبى الاسد إلى أبى الحسن الثاني وجوابه بخطه سأل ما تفسير قوله: ” ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام ” قال: فكتب إليه: الحكام القضاة، قال: ثم كتب تحته هو أن يعلم الرجل انه ظالم عاصي هو غير معذور في أخذه ذلك الذى حكم له به إذا كان قد علم انه ظالم (4) 207 – عن سماعه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام الرجل يكون عنده الشئ تبلغ به (5) وعليه الدين أيطعمه عياله حتى يأتيه الله بميسرة فيقضى دينه، أو يستقرض على ظهره ؟ فقال: يقضى بما عنده دينه، ولا يأكل أموال الناس الا وعنده ما يؤدى إليهم حقوقهم، ان الله يقول: ” لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ” (6) 208 – عن زيد أبى اسامة قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الاهلة ؟ قال: هي الشهور فإذا رأيت الهلال فصم وإذا رأيته فأفطر، قلت: أرأيت ان كان الشهر تسعة وعشرين أيقضى ذلك اليوم ؟ قال: لا الا ان تشهد ثلثة عدول فانهم ان شهدوا انهم رأوا الهلال قبل ذلك
(1) البحار ج 16 (م): 34. البرهان ج 1: 187. (2) كنية اخرى لابي بصير. (3 – 4) البحار ج 24: 6. البرهان ج 1: 187 – 188. الصافى ج 1: 171 (5) تبلغ بكذا: اكتفى به. (6) البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 188. الصافى ج 1: 171 (*)
[ 86 ]
فانه يقضى ذلك اليوم (1) 209 – عن زياد بن المنذر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: صم حين يصوم الناس، وأفطر حين يفطر الناس فان الله جعل الاهلة مواقيت (2) 210 – عن سعد عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الاية ” ليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من أبوابها ” فقال: آل محمد صلى الله عليه وآله أبواب الله وسبيله والدعاة إلى الجنة والقادة إليها والادلاء عليها إلى يوم القيامة (3). 211 – عن جابر بن يزيد عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ” الاية قال: يعنى أن ياتي الامر من وجهها أي الامور كان (4). 212 – قال: وروى سعيد بن منخل في حديث له رفعه قال: البيوت الائمة (ع) والابواب أبوابها (5). 213 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام ” وأتوا البيوت من أبوابها ” قال: أيتو الامور من وجهها (6). 214 – عن الحسن بياع الهروي يرفعه عن أحدهما في قوله ” لا عدوان الا على الظالمين ” قال الا على ذرية قتلة الحسين عليه السلام (7). 215 – عن العلا بن الفضيل قال: سألته عن المشركين أيبتدئ بهم المسلمون بالقتال في الشهر الحرام ؟ فقال: إذا كان المشركون ابتدئوهم باستحلالهم ورأى
(1 – 2) البرهان ج 1: 189. البحار ج 20: 77. (3) الوسائل (ج 3) كتاب القضاء ابواب صفات القاضى باب 3. البحار ج 1: 97 البرهان ج 1: 189. الصافى ج 1: 171. (4 – 6) البحار ج 1: 97. البرهان ج 1: 190. واخرج الخبر الاخير منها الفيض (ره) في الصافى (ج 1: 171) عن الكتاب ايضا. (7) الوسائل (ج 2) ابواب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر باب 5 الصافى ج 1: 172. البرهان ج 1: 190. (*)
[ 87 ]
المسلمون أنهم يظهرون عليهم فيه، وذلك قوله: ” الشهر الحرام بالشهر الحرام و الحرمات قصاص ” (1). 216 – عن أبراهيم قال أخبرني من رواه عن أحدهما قال: قلت: ” فلا عدوان الا على الظالمين ” قال: لا يعتدى على أحد الا على نسل قتلة الحسين عليه السلام (2). 217 – عن حماد اللحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لو ان رجلا أنفق ما في يديه في سبيل الله ما كان أحسن ولا وفق (3) أليس الله يقول: ” ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين ” يعنى المقتصدين (4). 218 – عن حذيفة قال: ” ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة ” قال: هذا في التقية (5). 219 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان العمرة واجبة بمنزلة الحج لان الله يقول ” واتموا الحج والعمرة لله ” [ ما ذلك ] (6) هي واجبة مثل الحج، ومن تمتع أجزأته والعمرة في أشهر الحج متعة (7). 220 – عن زراة عن أبى عبد الله في قوله ” وأتموا الحج والعمرة لله ” قال: أتمامهما إذا اداهما، يتقى ما يتقى المحرم فيهما (8). 221 – عن ابى عبيدة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” واتموا الحج والعمرة لله ” قال
(1) البحار ج 21: 106. البرهان ج 1. 191 – 192. الصافى ج 1: 173. (2) الوسائل (ج 2) ابواب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر باب 5. البرهان ج 1: 192. (3) وفى نسخة الصافى ” ولاوفق للخير “. (4) البرهان ج 1: 192. الصافى ج 1: 173. (5) الوسائل ابواب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر باب 24 البرهان ج 1. 192 ثم ان المختار هو الموافق لنسخة الوسائل ولكن في بعض النسخ ” النفقة ” بدل ” التقية “. (6) ليس ما بين المعقفتين في نسختي البحار والبرهان. (7) البحار ج 21: 22 – 23. البرهان ج 1: 194. (8) البحار ج 21: 77. البرهان ج 1: 194. (*)
[ 88 ]
الحج جميع المناسك والعمرة لا يجاوز بها مكة (1). 222 – عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبد الله عليه السلام واتموا الحج والعمرة لله قلت: يكتفى الرجل إذا تمتع بالعمرة إلى الحج مكان ذلك العمرة المفردة ؟ قال نعم كذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وآله (2). 223 – عن معوية بن عمار الدهنى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج، لان الله يقول: ” واتموا الحج والعمرة لله ” وانما نزلت العمرة بالمدينة وأفضل العمرة عمرة رجب (3). 224 – عن أبان عن الفضل بن أبى العباس (4) في قول الله: ” واتموا الحج والعمرة لله ” قال: هما مفروضان (5). 225 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام قالوا: سألناهما عن قوله: ” وأتموا الحج والعمرة لله ” قالا: فان تمام الحج والعمرة ان لا يرفث ولا يفسق ولا يجادل (6). 226 – عن عبد الله فرقد عن أبى جعفر عليه السلام قال: الهدى من الابل والبقر والغنم ولا يجب حتى يعلق عليه يعنى إذا قلده فقد وجب، وقال: ” وما استيسر من الهدى “
(1) الوسائل (ج 2) ابواب العمرة باب 8. البحار ج 21: 77. البرهان ج 1: 194. (2) البرهان ج 1: 194. البحار 21: 23. الصافى ج 1: 174. (3) البرهان ج 1: 194 البحار ج 21: 77. (4) في بعض النسخ ” ابى المفضل أبى العباس ” وفى اخرى ” الفضل بن ابى العباس ” وفى ثالثة ” أبى الفضل بن أبى العباس ” لكن الظاهر ما اخترناه في المتن وهو أبو العباس المعروف ببقباق يروى عنه ابان كثيرا فراجع جامع الرواة وغيره. (5) البحار ج 21: 77. البرهان ج 1: 194. الصافى ج 1: 174. (6) الوسائل (ج 2) ابواب العمرة باب 8. البحار ج 21: 40. البرهان ج 1: 194 الصافى ج 1: 175. (*)
[ 89 ]
شاه (1). 227 – عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله ” فان أحصرتم فما استيسر من الهدى ” قال: يجزيه شاة والبدنة والبقرة أفضل (2) 228 – عن زيد ابى اسامة قال سئل أبو عبد الله عليه السلام عن رجل بعث بهدى مع قوم يساق فواعدهم يوم يقلدون فيه هديهم ويحرمون فيه، قال: يحرم عليه ما يحرم على المحرم في اليوم الذى واعدهم حتى يبلغ الهدى محله، قلت: أرأيت ان اختلفوا في ميعادهم أو ابطئوا في السير عليه وهو جناح ان يحل في اليوم الذى واعدهم ؟ قال: لا (3) 229 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله حين حج حجة الوداع، خرج في أربع بقين من ذى القعدة حتى أتى الشجرة (4) فصلى ثم قاد راحلته حتى اتى البيداء (5) فأحرم منها وأهل بالحج وساق مائة بدنة وأحرم الناس كلهم بالحج، لا يريدون عمرة ولا يدرون ما المتعة، حتى إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة، طاف بالبيت وطاف الناس معه ثم صلى عند مقام ابراهيم عليه السلام فاستلم الحجر ثم قال: أبدأ بما بدأ الله به، ثم أتى الصفا فبدأ بها، ثم طاف بين الصفا والمروة، فلما قضى طوافه ختم بالمروة قام يخطب اصحابه وأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة وهو شئ أمر الله
(1) الوسائل (ج 2) كتاب الحج ابواب الذبح باب 32. البحار ج 21: 64. البرهان ج 1: 195. الصافى ج 1: 174. (2) الوسائل (ج 2) كتاب الحج ابواب الذبح باب 10. البحار ج 21: 64. البرهان ج 1: 195. الصافى ج 1: 174. (3) البحار ج 21: 76. البرهان ج 1: 195. (4) وهى سمرة كانت بذى الحليفة وكان النبي صلى الله عليه وآله ينزلها من المدينة ويحرم منها وهى على ستة اميال من المدينة. (5) البيداء: اسم لارض ملساء بين مكة والمدينة وهى إلى مكة اقرب وفى قول بعضهم ان قوما كانوا يغزون البيت فنزلوا بالبيداء فبعث الله عزوجل جبرائيل فقال يا بيداء أبيديهم. (*)
[ 90 ]
به فأحل الناس (1) 230 – وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كنت استقبلت من امرى ما استدبرت لفعلت ما أمرتكم، ولم يكن يستطيع ان يحل من أجل الهدى الذى كان معه، لان الله يقول: ” ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدى محله ” فقال سراقة بن جعشم الكنانى: (2) يا رسول الله علمتنا ديننا كأنما خلقنا اليوم أرأيت لهذا الذى امرتنا به لعامنا هذا أو لكل عام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا بل للابد (3) 231 – عن حريز عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله ” فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ” قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله على كعب بن عجرة والقمل يتناثر (4) من رأسه وهو محرم، فقال له: أيؤذيك هوامك ؟ قال: نعم، فانزل الله هذه الآية ” فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ” فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله ان يحلق رأسه وجعل الصيام ثلثة أيام والصدقة على ستة مساكين مدين لكل مسكين والنسك شاة (5). 232 – قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام: كل شئ في القرآن ” أو ” فصاحبه بالخيار يختار ما يشاء، وكل شئ في القرآن (6) فان لم يجد فعليه ذلك. (7) 233 – عن أبى بصير عنه عليه السلام قال: ان استمتعت بالعمرة إلى الحج فان عليك الهدى ” فما استيسر من الهدى ” اما جزور (8) واما بقرة واما شاة، فان لم تقدر
(1) البرهان ج 1: 195 (2) سراقة بن مالك بن جعشم: صحابي. (3) البرهان ج 1: 195. (4) تناثر الشئ: تساقط متفرقا. (5 – 7) البحار ج 21: 41. البرهان ج 1: 195 الصافى ج 1: 175. (6) وفى رواية الكافي هكذا ” وكل شئ في القرآن فمن لم يجد كذا فعليه كذا فالاولى الخيار ” وفى نسخة الصافى ” فالاول الخيار ” وقال الفيض (ره) فالاول الخيار أي الخير والحرى بالاختيار. (8) الجزور: الناقة التى تنحر. (*)
[ 91 ]
فعليك الصيام كما قال الله (1). 234 – وذكر أبو بصير عنه قال: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله المتعة وهو على المروة بعد فراغه من السعي (2) 235 – عن معوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى ” قال: ليكن كبشا سمينا فان لم يجد فعجلا من البقر و الكبش أفضل، فان لم يجد جذع (3) فموجئ من الضأن (4) والا ما استيسر من الهدى شاة (5). 236 – عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: كنت قائما اصلى وابو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قاعدا قدامى وانا لا أعلم، قال: فجاءه عباد البصري فسلم عليه وجلس وقال: يا أبا الحسن ما تقول في رجل تمتع ولم يكن له هدى ؟ قال: يصوم الايام التى قال الله، قال: فجعلت سمعي اليهما قال عباد: واى ايام هي ؟ قال قبل التروية ويوم التروية ويوم عرفة قال: فان فاته ؟ قال: يصوم صبيحة الحصبة (6) ويومين بعده قال: افلا تقول كما
(1) الوسائل (ج 2) كتاب الحج ابواب الذبح باب 10. البحار ج 21: 64 البرهان ج 1: 197. (2) البحار ج 21: 64. البرهان ج 1: 198. (3) الجذع من الضأن: ماله سنة تامة. (4) وفى رواية الكليني ” فموجوء ” ولعله الاظهر قال الجزرى ” ومنه الحديث انه ضحى بكبشين موجوئين أي خصيين ومنهم من يرويه موجأ بن بوزن مكرمين وهو خطأ ومنهم من يرويه موجيين بغير همز على التخفيف ويكون من وجيته وجيا فهو موجى “. (5) الوسائل (ج 2) كتاب الحج ابواب الذبح باب 10. البحار ج 21: 64 البرهان ج 1: 198. (6) الحصبة ويقال المحصب شعب بين مكة ومنى مخرجه إلى الابطح وقيل هو ما بين الجبل الذى عنده مقابر مكة والجبل الذى يقابله سمى به لاجتماع الحصباء وهى الحصى المحمولة بالسيل فيه ويقال للنزول فيه التحصيب وفى المحكى عن المصباح للشيخ ان التحصيب النزول في مسجد الحصبة وقيل ان هذا المسجد غير معروف الان بل الظاهر اند راسه من قرب زمن الشيخ ويوم الحصبة يوم الرابع عشر. (*)
[ 92 ]
قال عبد الله بن الحسن ؟ قال: وأى شئ قال ؟ قال: يصوم أيام التشريق قال: ان جعفرا عليه السلام كان يقول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بلالا ينادى ان هذه ايام أكل و شرب ولا يصومن أحد، فقال: يابا الحسن ان الله قال: ” فصيام ثلثة أيام في الحج و سبعة إذا رجعتم ” قال: كان جعفر عليه السلام يقول: وذو القعدة وذو الحجة كلتين أشهر الحج (1) 237 – عن منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا تمتع بالعمرة إلى الحج ولم يكن معه هدى صام قبل يوم التروية ويوم التروية ويوم عرفة، فان لم يصم هذه الايام صام بمكة فان أعجلوا صام في الطريق، وان أقام بمكة قدر مسيره إلى منزله فشاء ان يصوم السبعة الايام فعل (2) 238 – عن ربعى بن عبد الله بن الجارود عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” فصيام ثلثة ايام في الحج ” قال قبل التروية يصوم ويوم التروية ويوم عرفة، فمن فاته ذلك فليقض ذلك في بقية ذى الحجة، فان الله يقول في كتابه ” الحج اشهر معلومات ” (3) 239 – عن معوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” فصيام ثلثة ايام في الحج وسبعة إذا رجعتم ” قال: إذا رجعت إلى أهلك (4) 240 – عن حفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام فيمن لم يصم الثلثة
(1) البحار ج 21: 67. البرهان: 198. (2) البحار ج 21: 67. البرهان ج 1: 198: ونقله المحدث الحر العاملي (ره) في الوسائل (ج 2 كتاب الحج ابواب الذبائح باب 49) عن تفسير العياشي لكن فيه ” حذيفة بن منصور عن ابى عبد الله (ع) اه ” بدل ” منصور بن حازم ” فيحتمل التعدد أو التصحيف. (3) البحار ج 21: 67 البرهان ج 1: 198. الوسائل (ج 2) ابواب الذبح باب 45. (4) الوسائل (ج 2) ابواب الذبائح باب 45. البحار 21: 68. البرهان ج 1: 198 (*)
[ 93 ]
الايام في ذى الحجة حتى يهل الهلال، قال: عليه دم لان الله يقول: ” فصيام ثلثة ايام في الحج ” في ذى الحجة قال ابن أبى عمير: وسقط عنه السبعة الايام (1) 241 – عن على بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر قال: سئلته عن صوم ثلثة ايام في الحج والسبعة أيصومها متوالية أم يفرق بينهما ؟ قال: يصوم الثلثة لا يفرق بينهما ولا يجمع الثلثة والسبعة جميعا (2) 242 – عن على بن جعفر عن أخيه قال: سألته عن صوم الثلثة الايام في الحج والسبعة أيصومها متوالية أو يفرق بينهما ؟ قال: يصوم الثلثة والسبعة لا يفرق بينهما ولا يجمع السبعة والثلثة جميعا (3) 243 – عن عبد الرحمن بن محمد العزرمى عن أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن على عليه السلام في صيام ثلثة ايام في الحج قال: قبل التروية بيوم ويوم التروية ويوم عرفة فان فاته ذلك تسحر ليلة الحصبة (4) 244 – عن غياث بن ابراهيم عن أبيه عن على عليه السلام قال: صيام ثلثة ايام في الحج قبل التروية بيوم ويوم التروية ويوم عرفة فان فاته ذلك تسحر ليلة الحصبة، فصيام ثلثة أيام وسبعة إذا رجع (5) 245 – وقال: قال على عليه السلام: إذا فات الرجل الصيام فليبدأ صيامه من ليلة النفر (6) 246 – عن ابراهيم بن أبى يحيى عن أبى عبد الله عن أبيه عن على عليه السلام قال: يصوم المتمتع قبل التروية بيوم ويوم التروية ويوم عرفة فان فاته ان يصوم ثلثة ايام في الحج ولم يكن عنده دم صام إذا انقضت ايام التشريق، فيتسحر ليلة الحصبة ثم يصبح صائما. (7) 247 – عن حريز عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله ” ذلك لمن يكن أهله حاضرى المسجد الحرام ” ؟ قال: هو لاهل مكة ليست لهم متعة ولا عليهم عمرة قلت: وما حد ذلك ؟ قال: ثمانية وأربعين ميلا من نواحى مكة، كل شئ دون
(1 – 3) الوسائل ج 2) ابواب الذبائح باب 45 – 46. البحار ج 21: 68 ج 2: 198 وكتب في هامش نسخة الاصل بعد ذكر الحديث الاخير ” كذا في النسخ والظاهر انه مكرر “. (4 – 7) البحار ج 21: 68. البرهان ج 1: 198. الوسائل (ج 2) ابواب الدنائح باب 45. (*)
[ 94 ]
عسفان ودون ذات عرق (1) فهو من حاضرى المسجد الحرام. (2) 248 – عن حماد بن عثمان عن أبى عبد الله في ” حاضرى المسجد الحرام ” قال: دون المواقيت إلى مكة فهم من حاضرى المسجد الحرام وليس لهم متعة. (3) 249 – عن على بن جعفر عن أخيه موسى قال: سألته عن أهل مكة هل يصلح لهم ان يتمتعوا في العمرة إلى الحج ؟ قال: لا يصلح لاهل مكة المتعة، وذلك قول الله ” ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام “. (4) 250 – عن سعيد الاعرج عنه قال: ليس لاهل سرف ولا لاهل مر (5) ولا لاهل مكة متعة يقول الله: ” ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام “. (6) 251 – عن معوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” الحج اشهر معلومات ” هو شوال وذو القعدة وذو الحجة. (7) 252 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ” الحج اشهر معلومات ” قال: شوال و ذو القعدة وذو الحجة، وليس لاحد ان يحرم بالحج فيما سواهن. (8) 253 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج ” قال: الاهلة. (9) 254 – عن معوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: في قول الله ” الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج ” والفرض فرض الحج التلبية والاشعار والتقليد فاى ذلك فعل فقد فرض الحج، ولا يفرض الحج الا في هذه الشهور التى قال الله ” الحج اشهر معلومات ” وهى شوال وذو القعدة وذو الحجة. (10)
(1) عسفان بضم العين: موضع بين مكة والجحفة. وذات عرق اول تهامة وآخر العقيق وهو عن مكة نحوا من مرحلتين. (2 – 4) البرهان ج 1: 198. البحار ج 21: 20. (5) سرف ككتف: موضع على ستة اميال من مكة وقيل سبعة وتسعة واثنى عشر. ومر – بفتح الميم -: موضع بينه وبين مكة خمسة اميال. (6) البحار ج 21: 20 البرهان ج 1: 199. (7 – 10) البحار ج 21: 30. البرهان ج 1: 200. (*)
[ 95 ]
255 – عن ابراهيم بن عبد الحميد عن أبى الحسن قال: من جادل في الحج فعليه اطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع ان كان صادقا أو كاذبا، فان عاد مرتين فعلى الصادق شاة، وعلى الكاذب بقرة، لان الله عزوجل يقول: ” لا جدال في الحج ولا رفث ولا فسوق ” والرفث الجماع، والفسوق الكذب، والجدال قول الرجل لا والله وبلى والله و المفاخرة (1). 256 – عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قول الله ” الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” والرفث هو الجماع والفسوق الكذب والسباب والجدال قول الرجل لا والله وبلى والله [ و المفاخرة ] (2). 257 – عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ” فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” قال: يا محمد ان الله اشترط على الناس شرطا وشرط لهم شرطا، فمن وفى لله وفى الله له، قلت: فما الذى اشترط عليهم وما الذى شرط لهم ؟ قال: اما الذى اشترط عليهم فانه قال: ” الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” واما ما شرط لهم فانه قال: ” فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى ” قال: يرجع لا ذنب له (3). 258 – عن أبي بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا حلف ثلث ايمان متتابعات صادقا فقد جادل فعليه دم، وإذا حلف بواحدة كاذبا فقد جادل فعليه دم (4). 259 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما عن رجل محرم قال لرجل: لا لعمري قال ليس ذلك بجدال انما الجدال لا والله وبلى والله (5).
(1) – الوسائل (ج 2) كتاب الحج ابواب بقية الكفارات باب 1. البحار ج 21: 40 البرهان ج 1: 200. (2) الصافى ج 1: 176. البحار ج 21: 40. البرهان ج 1: 200. (3 – 5) البحار ج 21: 40. البرهان ج 1: 200 – 201. (*)
[ 96 ]
260 – عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ” الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” فقال: يا محمد ان الله اشترط على الناس وشرط لهم فمن وفى لله وفى الله له قال: قلت: ما الذى اشترط عليهم وشرط لهم قال: اما الذى اشترط في الحج فانه قال: ” الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” واما الذى اشترط لهم فانه قال: ” فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى ” يرجع لا ذنب له قلت: أرأيت من ابتلى بالرفث والرفث هو الجماع ما عليه ؟ قال: يسوق الهدى ويفرق ما بينه و بين أهله حتى يقضيان المناسك وحتى يعودا إلى المكان الذى أصابا فيه ما أصابا قلت: أرأيت ان أراد ان يرجعا في غير ذلك الطريق الذى ابتلى فيه ؟ قال: فليجتمعا إذا قضيا المناسك، قلت: فمن ابتلى بالفسوق والفسوق الكذب فلم يجعل له حدا ؟ قال يستغفر الله ويلبى، قلت: فمن ابتلى بالجدال والجدال قول الرجل: لا والله وبلى والله ما عليه ؟ قال: إذا جادل قوما مرتين فعلى المصيب دم شاة وعلى المخطئ دم بقرة (1). 261 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام عن الرجل المحرم قال لاخيه: لا لعمري قال: ليس هذا بجدال انما الجدال لا والله وبلى والله (2). 262 – عن عمر بن يزيد بياع السابر عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم ” يعنى الرزق إذا احل الرجل من احرامه وقضى نسكه فليشتر وليبيع في الموسم (3). 263 – عن زيد الشحام عن أبى عبد الله قال: سألته عن قول الله ” افيضوا من حيث افاض الناس ” قال: اولئك قريش كانوا يقولون: نحن اولى الناس بالبيت ولا يفيضون الا من المزدلفة، فأمرهم الله أن يفيضوا من عرفة (4).
(1 – 2) البرهان ج 1: 201. البحار ج 21: 40. (3) البرهان ج 1: 201. البحار ج 21: 88. (4) الوسائل (ج 2) ابواب احرام الحج باب 19. البحار ج 21: 88 البرهان ج 1: 201. الصافى ج 1: 177. (*)
[ 97 ]
264 – عن رفاعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله ” ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ” ؟ قال: ان اهل الحرم كانوا يقفون على المشعر الحرام ويقف الناس بعرفة ولا يفيضون حتى يطلع عليهم أهل عرفة، وكان رجلا يكنى أبا سيار وكان له حمار فاره (1) وكان يسبق أهل عرفة فإذا طلع عليهم قالوا: هذا أبوسيار، ثم افاضوا فأمرهم الله ان يقفوا بعرفة وان يفيضوا منه (2). 265 – عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” ثم افيضوا من حيث أفاض الناس ” قال: يعنى ابراهيم واسمعيل (3). 266 – عن على (4) قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” ثم افيضوا من حيث أفاض الناس ” قال: كانت قريش يفيض من المزدلفة في الجاهلية يقولون: نحن اولى بالبيت من الناس، فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفة (5). 267 – وفى رواية اخرى (6) عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان قريشا كان تفيض من جمع ومضر وربيعة من عرفات (7). 268 – عن أبى الصباح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان ابراهيم اخرج اسمعيل إلى الموقف فأفاضا منه ثم ان الناس كانوا يفيضون منه حتى إذا كثرت قريش قالوا لا نفيض من حيث أفاض الناس وكانت قديش تفيض من المزدلفة ومنعوا الناس ان يفيضوا معهم الا من عرفات، فلما بعث الله محمدا عليه الصلوة والسلام أمرة أن يفيض من حيث أفاض
(1) دابة فارهة: نشيطة قوية من الفره بمعنى النشاط ولا يقال للفرس فاره انما يقال في البغل والحمار وغير ذلك. (2 – 3) البحار ج 21: 59. البرهان ج 1: 202. الوسائل (ج 2) ابواب احرام الحج باب 19. ونقل الخبر الاخير في الصافى (ج 1: 177) عن الكتاب ايضا. (4) وفى نسخة الوسائل ” عن على بن زياد قال سئلت اه “. (5 – 7) الوسائل (ج 2) ابواب احرام الحج باب 19. البحار ج 21: 59. البرهان ج 1: 202. (6) وفى نسخة البرهان ” وفى رواية حريز ” مكان ” وفى رواية اخرى “. (*)
[ 98 ]
الناس، وعنى بذلك ابراهيم واسمعيل عليهما السلام (1). 269 – عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ” ثم افيضوا من حيث أفاض الناس ” قال هم أهل اليمن (2). 270 – عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام في قول الله ” اذكروا الله كذكركم آبائكم أو اشد ذكرا ” قال: كان الرجل في الجاهلية يقول: كان أبى وكان أبى فانزلت هذه الاية في ذلك (3). 271 – عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام والحسين (4) عن فضالة بن أيوب عن العلاء بن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله مثله سواء، أي كانوا يفتخرون بآبائهم يقولون أبى الذى حمل الديات والذى قاتل كذا وكذا إذا قاموا بمنى بعد النحر و كانوا يقولون ايضا – يحلفون بآبائهم – لا وأبى لا وأبى (5). 272 – عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال سألته عن قوله ” اذكرو الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا ” قال ان اهل الجاهلية كان من قولهم كلا وأبيك، بلى وأبيك، فامروا ان يقولوا لا والله وبلى والله (6). 273 – وروى عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ” واذكرو الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا ” قال: كان الرجل يقول: كان أبى وكان أبى فنزلت عليهم في ذلك (7). 274 – عن عبد الاعلى قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ” قال رضوان الله والجنة في الاخرة والسعة في المعيشة وحسن الخلق في الدنيا (8).
(1 – 3) الوسائل (ج 2) ابواب احرام الحج باب 19. البحار ج 21: 49. البرهان ج 1: 202. (4) وهو الحسين بن السعيد كما صرح به في نسخة الوسائل (5 – 6) الوسائل (ج 2) ابواب العود إلى منى باب 9. البحار ج 21: 72. البرهان ج 1: 203. (7) البحار ج 21: 72. البرهان ج 1: 203. (8) البرهان ج 1: 203. الصافى ج 1: 179. (*)
[ 99 ]
275 – عن عبد الاعلى عن ابى عبد الله عليه السلام قال: رضوان الله والتوسعة في المعيشة وحسن الصحبة وفى الآخرة الجنة (1). 276 – عن رفاعة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الايام المعدودات قال: هي ايام التشريق (2). 277 – عن زيد الشحام عن ابى عبد الله عليه السلام قال: المعدودات والمعلومات هي واحدة أيام التشريق (3). 278 – عن حماد بن عيسى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال على عليه السلام: في قول الله ” واذكروا الله في ايام معدودات ” قال ايام (4) التشريق (5). 279 – عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” واذكروا الله في ايام معدودات ” قال: التكبير في ايام التشريق في دبر الصلوة (6). 280 – عن سلام بن المستنير عن ابى جعفر عليه السلام في قوله ” فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى ” منهم الصيد واتقى الرفث والفسوق والجدال وما حرم الله عليه في احرامه (7). 281 – عن معوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه ” قال: يرجع مغفورا له لا ذنب له (8) 282 – عن أبى أيوب الخزاز قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا نريد ان نتعجل ؟
(1) البرهان ج 1: 203 (2) البرهان ج 1: 203 البحار 21: 71. الوسائل (ج 2) ابواب العود إلى منى باب 9. (3 – 6) البحار ج 21: 71. البرهان ج 1: 204. (4) وفى نسخة البرهان ” قال: التكبير في ايام التشريق في دبر الصلوات ” (7) البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205 (8) البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205. (*)
[ 100 ]
فقال: لا تنفروا في اليوم الثاني حتى تزول الشمس، فاما اليوم الثالث فإذا انتصف فانفروا فان الله يقول: ” فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ” فلو سكت لم يبق أحدا لا يعجل ولكنه قال عزوجل ” ومن تأخر فلا اثم عليه ” (1) 283 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله قال: ان العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجا لا يخطو خطوة ولا يخطو به راحلته الا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له بها درجة، فإذا وقف بعرفات فلو كانت له ذنوبا عدد الثرى رجع كما ولدته امه، فقال له: استانف العمل يقول الله: ” فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى “. (2) 284 – عن أبى بصير في رواية اخرى نحوه، وزاد فيه فإذا حلق رأسه لم يسقط شعره الا جعل الله لها بها نورا يوم القيمة، وما انفق من نفقه كتبت له، فإذا طاف بالبيت رجع كما ولدته امه. (3) 285 – عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ” الاية قال: انتم والله هم، ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا يثبت على ولاية على عليه السلام الا المتقون (4) 286 – عن حماد عنه في قوله ” لمن اتقى ” الصيد فان ابتلى شئ من الصيد ففداه فليس له أن ينفر في يومين (5) 287 – عن الحسين بن بشار قال: سألت ابا الحسن عليه السلام عن قول الله ” ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ” قال: فلان وفلان، ” ويهلك الحرث والنسل ” النسل هم الذرية والحرث الزرع (6) 288 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام قال: سألتهما عن قوله ” و
(1 – 3) البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205 (4) الصافى ج 1: 180. البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205. (5) البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205. (6) البحار ج 4: 54. البرهان ج 1: 205. الصافى ج 1: 181 وقال الفيض ” ره ” تشمل عامة المنافقين وان نزلت خاصة. (*)
[ 101 ]
إذا تولى سعى في الارض ” الي آخر الآية فقال: النسل: الولد، والحرث الارض. (1) 289 – وقال أبو عبد الله الحرث الذرية (2) 290 – عن أبى اسحق السبيعى عن أمير المؤمنين على عليه السلام في قوله ” وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ” بظلمه وسوء سيرته والله لا يحب الفساد (3) 291 – عن سعد الاسكاف عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله يقول في كتابه ” وهو الد الخصام ” بل هم يختصمون قال: قلت ما ألد ؟ قال: شديد الخصومة (4) 292 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: اما قوله: ” ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد ” فانها أنزلت في على بن أبيطالب عليه السلام حين بذل نفسه لله ولرسوله ليلة اضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله لما طلبته كفار قريش (5) 293 – عن ابن عباس قال: شرى على عليه السلام بنفسه، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله ثم نام مكانه فكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فجاء أبو بكر وعلى عليه السلام نائم وأبو بكر يحسب انه نبى الله، فقال: أين نبى الله ؟ فقال على: ان نبى الله قد انطلق نحو بئر ميمون (6) فأدرك قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار وجعل عليه السلام يرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتضور قد لف رأسه فقالوا انك لكنه كان صاحبك لا يتضور قد استنكرنا ذلك (7)
(1 – 3) البحار ج 4: 54. البرهان ج 1: 205. ونقل الفيض ” ره ” الخبر الاخير في الصافى (ج 1: 181) عن هذا الكتاب ثم قال: ومنه ان يمنع الله بشؤم ظلمه المطر فيهلك الحرث والنسل إلى غير ذلك من نتائج الظلم. (4) البحار ج 4: 45. البرهان ج 1: 205 (5) البحار ج 7: 123 البرهان ج 1: 208. (6) بئر ميمون بمكة، منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر الحضرمي. (7) البحار ج 7: 123. البرهان ج 1: 208. ثم انه قد اختلفت النسخ هيهنا ففى بعضها ” قد استكثرنا ذلك منك ” وفى آخر ” قد استكبرنا ذلك ” وفى المحكى عن كتاب مسند احمد بن حنبل هكذا ” فقالوا انك للئيم كان صاحبك نراميه فلا يتضور وانت تتضور وقد استنكرنا ذلك اه “. والتضور التلوى والصياح من وجع الضرب وقيل: تتضور تظهر الضور بمعنى الضر وقال أبو العباس: التضور: التضعف (*)
[ 102 ]
294 – عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ” يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان ” قال: أتدرى ما السلم ؟ قال: قلت أنت أعلم، قال: ولاية على والائمة الاوصياء من بعده، قال: وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان (1) 295 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالوا سألناهما عن قول الله: ” يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ” قال: أمروا بمعرفتنا (2) 296 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان ” قال: السلم هم آل محمد صلى الله عليه وآله أمر الله بالدخول فيه (3) 297 – عن أبى بكر الكلبى عن جعفر عن أبيه عليهما السلام في قوله: ” ادخلوا في السلم كافة ” هو ولايتنا (4) 298 – وروى جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: السلم هو آل محمد أمر الله بالدخول فيه، وهو حبل الله الذى امر بالاعتصام به قال الله: ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ” (5) 299 – وفى رواية أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ولا تتبعوا خطوات الشيطان ” قال: هي ولاية الثاني والاول (6) 300 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: ألا ان العلم الذى هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبين والمرسلين في عترة خاتم النبين والمرسلين، فأين يتاه بكم (7) وأين
(1 – 3) اثبات الهداة ج 3: 45. البحار ج 7: 123. البرهان ج 1: 208. الصافى ج 1: 182 (2 – 4) البحار ج 7: 123. البرهان ج 1: 208. الصافى ج 1: 183. (5 – 6) البرهان ج 1: 208 (7) تاه تيها: ضل. (*)
[ 103 ]
تذهبون، يا معاشر من فسخ من أصلاب اصحاب السفينة، فهذا مثل ما فيكم فكما نجى في هاتيك منهم من نجى وكذلك ينجو في هذه منكم من نجى، ورهن ذمتي، وويل لمن تخلف عنهم فيكم كأصحاب الكهف، ومثلهم باب حطة، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان. (1) 301 – عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام في قول الله تعالى ” في ظلل من الغمام و الملئكة وقضى الامر ” قال: ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها، هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل. (2) 302 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال يا حمزة كأنى بقائم أهل بيتى قد علا نجفكم، فإذا علا نجفكم نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله، فإذا نشرها انحطت عليه ملئكة بدر. (3) 303 – وقال أبو جعفر عليه السلام انه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق فهذا حين ينزل واما ” قضى الامر ” فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر. (4) 304 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” سل بنى اسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ” فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم من اقر ومنهم من أنكر ومنهم من يبدل نعمة الله. (5)
(1 – 2) البرهان ج 1: 208 – 209 الصافى ج 1: 183. (3) البرهان ج 1: 208 – 209 الصافى ج 1: 183 اثبات الهداة ج 7: 95. (4) البرهان ج 1: 209. الصافى ج 1: 183 وقال الفيض ” ره ” لعل المراد انه ينزل على امر يفرق به بين المؤمن والكافر وان المعنى بقضاء الامر امتياز احدهما عن الاخر بوسمه على خرطوم الكافر وذلك في الرجعة. (5) البحار ج 4: 54. البرهان ج 1: 209. الصافى ج 1: 183 وقد اختلفت النسخ ففى البحار وقف على قوله ” من انكر ” ولم يذكر ما بعده وفى البرهان ” من بدل ” مكان ” من اقر ” وقال الفيض ” ره ” بعد نقل الخبر عن الكافي على لفظ ” بدل ” وأورد العياشي ” انكر ” مكان ” بدل “. (*)
[ 104 ]
305 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله ” كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين ” قال: كانوا ضلالا فبعث الله فيهم أنبياء ولو سألت الناس لقالوا: قد فرغ من الامر. (1) 306 – عن يعقوب بن شعيب قال: سالت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” كان الناس امة واحدة ” قال: كان هذا قبل نوح امة واحدة فبدا لله فارسل الرسل قبل نوح، قلت: أعلى هدى كانوا أم على ضلالة ؟ قال: بل كانوا ضلالا، كانوا لا مؤمنين ولا كافرين ولا مشركين. (2) 307 – عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الاية ” كان الناس امة واحدة ” قال: قبل آدم وبعد نوح ضلالا فبدا لله فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين، اما انك ان لقيت هؤلاء قالوا: ان ذلك لم يزل وكذبوا انما هو شئ بدء الله فيه. (3) 308 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ” كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ” فقال: ابيات كان هذا قبل نوح كانوا ضلالا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين (4) 309 – عن مسعدة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ” فقال: كان ذلك قبل نوح، قيل: فعلى هدى كانوا ؟ قال: بلى كانوا ضلالا، وذلك انه لما انقرض آدم وصلح ذريته بقى شيث وصيه لا يقدر على اظهار دين الله الذى كان عليه آدم وصالح ذريته، وذلك ان قابيل تواعده بالقتل كما قتل أخاه هابيل، فسار فيهم بالتقية والكتمان، فازدادوا كل يوم ضلالا حتى لم يبق على الارض معهم الا من هو سلف ولحق بالوصى بجزيرة في البحر يعبد الله، فبدا لله تبارك وتعالى أن يبعث الرسل ولو سئل هؤلاء الجهال لقالوا قد فرغ من الامر وكذبوا
(1) البرهان ج 1: 120. (2) الصافى ج 1: 184 (3 – 4) البرهان ج 1: 210. (*)
[ 105 ]
انما [ هي ] شئ يحكم به الله في كل عام، ثم قرأ ” فيها يفرق كل أمر حكيم ” فيحكم الله تبارك وتعالى ما يكون في تلك السنة من شدة أو رخاء أو مطر أو غير ذلك قلت: أفضلالا كانوا قبل النبيين أم على هدى ؟ قال: لم يكونوا على هدى كانوا على فطرة الله التى فطرهم عليها لا تبديل لخلق الله، ولم يكونوا ليهتدوا حتى يهديهم الله اما تسمع يقول ابراهيم ” لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين ” أي ناسيا للميثاق (1) 310 – عن محمد بن سنان قال: حدثنى المعافى بن اسمعيل قال: لما قتل الوليد (2) خرج من هذه العصابة نفر بحيث احدث القوم (3) قال: فدخلنا على أبى عبد الله عليه السلام فقال: ما الذى أخرجكم من غير الحج والعمرة ؟ قال: فقال القائل منهم الذى شتت الله من كلمة أهل الشام وقتلهم خليفتهم، واختلافهم فيما بينهم قال: قال ما تجدون أعينكم إليهم فأقبل يذكر حالاتهم أليس الرجل منكم يخرج من بيته إلى سوقه فيقضى حوائجه ثم يرجع لم يختلف ان كان لمن كان قبلكم أتى هو على مثل ما أنتم عليه ليؤخذ الرجل منهم، فيقطع يديه ورجليه وينشر بالمناشير (4) ويصلب على جذع النخلة ولا يدع ما كان عليه، ثم ترك هذا الكلام ثم انصرف إلى آية من كتاب الله ” ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب ” (5) 311 – حمدويه عن محمد بن عيسى قال: سمعته يقول كتب إليه ابراهيم بن عنبسة
(1) الصافى ج 1: 184. البرهان ج 1: 210 (2) وهو وليد بن يزبد بن عبد الملك الاموى وكان فاسقا شريبا للخمر منتهكا حرمات الله اراد الحج ليشرب فوق ظهر الكعبة فمقته الناس لفسقه وخرجوا عليه فقتل. (3) كذا في النسخ. (4) وفى بعض النسخ ” ونشر بالمنشار “. (5) البرهان ج 1: 210. (*)
[ 106 ]
يعنى الي على بن محمد عليه السلام ان رأى سيدى ومولاى أن يخبرني عن قول الله ” يسئلونك عن الخمر والميسر ” الاية فما الميسر (1) جعلت فداك ؟ فكتب كل ما قومر به فهو الميسر وكل مسكر حرام (2) 312 – الحسين عن موسى بن القاسم البجلى (3) عن محمد بن على بن جعفر بن محمد عن أبيه عن أخيه موسى عن أبيه جعفر عليه السلام قال: النرد والشطرنج من الميسر (4) 313 – عن عامر بن السمط عن على بن الحسين عليه السلام قال: الخمر من ستة اشياء التمر والزبيب، والحنطة. والشعير، والعسل، والذرة (5) 314 – عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله ” يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو ” قال: العفو الوسط (6) 315 – عن عبد الرحمن قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قوله: ” يسئلونك ما ذا ينفقون قل العفو ” قال: ” الذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ” قال: هذه بعد هذه هي الوسط (7). 316 – عن يوسف عن ابى عبد الله عليه السلام أو أبى جعفر عليه السلام في قول الله ” يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو ” قال: الكفاف (8). 317 – وفى رواية ابى بصير القصد (9).
(1) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة الوسائل ولكن في نسختي الاصل والبرهان ” فما المنفعة ” عوض ” فما الميسر “. (2) الوسائل ” ج 2 ” ابواب ما يكتسب به باب 102. البرهان ج 1: 212. (3) وفى نسخة الوسائل ” موسى بن عمر ” ولكن الظاهر هو المختار في المتن. (4) الوسائل (ج 2) ابواب ما يكتسب به باب 102. البرهان ج 1: 212 (5) البرهان ج 1: 212. (6) الوسائل (ج 3) ابواب النفقات باب 25. البرهان ج 1: 212. الصافى ج 1: 189 (7 – 9) الوسائل (ج 3) ابواب النفقات باب 25. البرهان ج 1: 212 (*)
[ 107 ]
318 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى ” و ان تخالطوهم فاخوانكم ” قال: تخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم وتخرج من مالك قدر ما يكفيك، قال: قلت: أرأيت ايتام صغار وكبار (1) وبعضهم أعلى في الكسوة من بعض ؟ فقال: اما الكسوة فعلى كل انسان من كسو ؟، واما الطعام فاجعله جميعا فاما الصغير فانه اوشك ان يأكل كما يأكل الكبير. (2) 319 – عن سماعة عن أبى عبد الله أو أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” وان تخالطوهم ” قال: يعنى اليتامى يقول: إذا كان الرجل يلى يتامى وهو في حجره، فليخرج من ماله على قدر ما يخرج لكل انسان منهم فيخالطهم فيأكلون جميعا ولا يرزأن (3) من أموالهم شيئا فانما هو نار (4). 320 – عن الكاهلى قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فسأله رجل ضرير البصر فقال انا ندخل على اخ لنا في بيت ايتام معهم خادم لهم، فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم، ويخدمنا خادمهم، وربما اطعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى أصلحك الله ؟ فقال: قد قال الله ” بل الانسان على نفسه بصيرة ” فأنتم لا يخفى عليكم وقد قال الله ” وان تخالطوهم فاخوانكم ” إلى ” لاعنتكم ” ثم قال: ان يكن دخولكم عليهم فيه منفعة لهم فلا بأس، وان كان فيه ضرر فلا (5). 321 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ان أخى هلك وترك ايتاما ولهم ماشية فما يحل لي منها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان كنت تليط حوضها وترد ناديتها (6) وتقوم على رعيتها فاشرب من ألبانها
(1) وفى رواية الكليني ” ره ” ” ارأيت ان كانوا يتامى صغارا وكبارا اه “. (2) البحار ج 16: 121. البرهان ج 1: 213. الصافى ج 1: 189. (3) لا يزر أن بتقديم المهملة أي لا ينقصن ولا يصيبن منها شيئا. (4) البحار ج 16: 121. البرهان ج 213 1. (5) البحار ج 16: 121. الصافى ج 1: 189. البرهان ج 1: 213 (6) لاط الحوض: مدره لئلا ينشف الماء. والنادية: النوق المتفرقة. (*)
[ 108 ]
غير مجتهد (1) ولا ضار بالولد والله يعلم المفسد من المصلح (2) 322 – عن محمد بن مسلم قال: سألته عن الرجل بيده الماشية لابن اخ له يتيم في حجره أيخلط أمرها بأمر ماشيته ؟ قال: فان كان يليط حوضها ويقوم على هناتها (3) ويرد نادتها فليشرب عن ألبانها غير مجتهد للحلاب ولا مضر بالولد، ثم قال: ” من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف والله يعلم المفسد من المصلح ” (4) 323 – عن محمد الحلبي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قول الله ” وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ” قال تخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم وتخرج من مالك قدر ما يكفيك ثم تنفقه (5) عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام مثله (6) 324 – عن على عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله في اليتامى ” وان تخالطوهم فاخوانكم ” ؟ قال: يكون لهم التمر واللبن ويكون لك مثله على قدر ما يكفيك ويكفيهم، ولا يخفى على الله المفسد من المصلح. (7) 325 – عن عبد الرحمن بن حجاج عن أبى الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له يكون لليتيم عندي الشئ وهو في حجري أنفق عليه منه وربما اصبت (8) مما يكون له من الطعام وما يكون منى إليه أكثر ؟ فقال: لا بأس بذلك ان الله يعلم من المفسد من المصلح. (9)
(1) أي غير مبالغ في الحلب. ويحتمل ايضا كونه تصحيف ” منهك ” كما في رواية الطبرسي ” ره ” في كتاب مجمع البيان في سورة النساء وظاهر نسخة الوسائل ايضا وهو من نهك الضرع: استوفى جميع ما فيه. (2 – 4) البحار ج 16: 121. البرهان ج 214 1. الوسائل (ج 2) ابواب ما يكتسب به باب 68. (3) من هنأ الابل: طلاها بالهناء أي القطران. (5 – 6) البحار ج 16: 121. البرهان ج 1: 214. (8) وفى نسختي البرهان والوسائل ” اصيب ” بدل ” اصبت “. (7 – 9) الوسائل (ج 2) ابواب ما يكتسب به باب 69. البحار ج 16: 122. البرهان ج 1: 214. (*)
[ 109 ]
326 – عن جميل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان الناس يستنجون بالحجارة والكرسف (1) ثم أحدث الوضوء (2) وهو خلق حسن فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله [ وصنعه ] وانزله الله في كتابه ” ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ” (3) 327 – عن سلام قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام فدخل عليه حمران بن أعين فسأله عن أشياء فلما هم حمران بالقيام قال لابي جعفر عليه السلام: أخبرك أطال الله بقاك وامتعنا بك انا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا وتسلوا أنفسنا عن الدنيا (4) وتهون علينا ما في أيدى الناس من هذه الاموال، ثم نخرج من عندك فإذا صرنا مع الناس و التجار أحببنا الدنيا ؟ قال فقال أبو جعفر عليه السلام: انما هي القلوب مرة يصعب عليها الامر ومرة يسهل، ثم قال أبو جعفر: اما ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا: يا رسول الله نخاف علينا النفاق، قال: فقال لهم: ولم تخافون ذلك ؟ قالوا انا إذا كنا عندك فذكرتنا روعنا ووجلنا نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الاخرة والجنة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الاولاد ورأينا العيال والاهل والمال، يكاد أن نحول عن الحال التى كنا عليها عندك وحتى كأنا لم نكن على شئ أفتخاف علينا أن يكون هذا النفاق ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: كلا هذا من خطوات الشيطان ليرغبنكم في الدنيا، والله لو أنكم تدومون على الحال التى تكونون عليها وأنتم عندي في الحال التى وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملئكة ومشيتم على الماء ولو لا انكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقا لكى يذنبوا ثم يستغفروا فيغفر لهم، ان المؤمن مفتن تواب اما تسمع لقوله ” ان الله يحب التوابين ” وقال ” استغفروا ربكم ثم توبوا إليه “. (5) 328 – عن أبى خديجة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كانوا يستنجون بثلثة أحجار
(1) الكرسف: القطن. (2) أي الاستنجاء بالماء (3) البحار ج 18 (ج 1): 48. البرهان ج 1: 215. (4) سلا عن الشئ: نسيه (5) البرهان ج 1: 215 (*)
[ 110 ]
لانهم كانوا يأكلون البسر (1) وكانوا يبعرون بعرا فأكل رجل من الانصار (2) الدباء (3) فلان بطنه واستنجى بالماء فبعث إليه النبي صلى الله عليه وآله قال فجاء الرجل وهو خائف ان يكون قد نزل فيه امر فيسوئه في استنجائه بالماء قال: فقال رسول الله: هل عملت في يومك هذا شيئا ؟ فقال: نعم يا رسول الله انى والله ما حملني على الاستنجاء بالماء الا انى اكلت طعاما فلان بطني، فلم تغن عنى الحجارة شيئا فأستنجيت بالماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هنيئا لك فان الله قد أنزل فيك آية ” ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ” فكنت أول من صنع ذا أول التوابين وأول المتطهرين. (4) 329 – عن عيسى بن عبد الله قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: المرأة تحيض يحرم على زوجها أن يأتيها في فرجها لقول الله تعالى (5) ” ولا تقربوهن حتى يطهرن ” فيستقيم الرجل أن يأتي امرأته وهى حايض فيما دون الفرج. (6) 330 – عن عبد الله بن أبى يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اتيان النساء في أعجازهن قال: لا بأس ثم تلا هذه الاية ” نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم “. (7)
(1) البسر: التمر إذا لون ولم ينضج. (2) قال الفيض ” ره ” في الوافى بعد نقل الخبر عن كتاب الفقيه ” ويقال ان هذا الرجل كان البراء بن معرور الانصاري “. (3) الدباء بضم الدال ممدودا: القرع. (4) البحار ج 18 ” ج 1 “: 47. البرهان ج 216 1. الصافى ج 1: 191 (5) وفى نسخة ” ونهى في قوله تعالى “. (6) البرهان ج 1: 216. الوسائل (ج 1) ابواب الحيض باب 25 و (ج 3) ابواب النكاح وما يناسبه باب 15. وابواب ما يحرم بالمصاهرة ونحوها باب 29. (7) البحار ج 23: 98. البرهان ج 1: 216. الوسائل ” ج 3 ” ابواب مقدمات النكاح وآدابه باب 73 وزاد فيه بعد قوله أنى شئتم ” قال حيث شاء “. كما في خبر زرارة. (*)
[ 111 ]
331 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ” نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ” قال: حيث شاء. (1) 332 – عن صفوان بن يحيى عن بعض أصحابنا قال: سئلت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم ” ؟ فقال: من قدامها ومن خلفها في القبل. (2) 333 – عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه قال: أي شئ يقولون في اتيان النساء في اعجازهن ؟ قلت: بلغني ان أهل المدينة لا يرون به بأسا، قال: ان اليهود كانت تقول: إذا اتى الرجل من خلفها خرج ولده أحول، فانزل الله ” نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم، يعنى من خلف أو قدام خلافا لقول اليهود، و لم يعن في أدبارهن (3) عن الحسن بن على عن أبى عبد الله عليه السلام مثله. 334 – عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم ” قال: من قبل (4) 335 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يأتي أهله في دبرها، فكره ذلك وقال: واياكم ومحاش النساء (5) وقال: انما معنى ” نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم ” أي ساعة شئتم (6) 336 – عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام في مثله فورد منه الجواب سئلت عمن أتى جاريته في دبرها والمرأة لعبة [ الرجل ] لا تؤذى وهى حرث كما قال الله تعالى (7) 337 – عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى
(1 – 2) البحار ج 23: 98. البرهان ج 1: 216: الوسائل (ج 2) ابواب مقدمات النكاح وآدابه باب 73 و 72. الصافى ج 1: 191. (3) البحار ج 23: 98. البرهان ج 1: 216. (4 – 7) الوسائل ج 3 ابواب مقدمات النكاح باب 72. البحار ج 23: 98. البرهان ج 1: 216. الصافى ج 1: 191. (5) المحاش جمع المحشة: الدبر. (*)
[ 112 ]
لا اله غيره ” ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا ” قال: هو قول الرجل لا والله وبلى والله. (1) 338 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليه السلام ” ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ” قالا هو الرجل يصلح بين الرجل فيحمل ما بينهما من الاثم (2) 339 – عن منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ” ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ” قال: يعنى الرجل يحلف أن لا يكلم اخاه وما اشبه ذلك أو لا يكلم أمه (3) 340 – عن أيوب (4) قال: سمعته يقول: لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين فان الله يقول: ” ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ” قال: إذا استعان رجل برجل على صلح بينه وبين رجل فلا تقولن ان على يمينا ان لا أفعل وهو قول الله ” ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس ” (5) 341 – عن أبى الصباح قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ” قال: هو لا والله وبلى والله وكلا والله، لا يعقد عليها أو لا يعقد على شئ. (6)
(1) الوسائل (ج 3) كتاب الايمان باب 17. البحار ج 23: 98. البرهان ج 1: 216. (2) البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 217. (3) الوسائل (ج 3) كتاب الايمان باب 11. البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 217 (4) وفى نسخة الوسائل ” عن أبى ايوب “. (5) الوسائل (ج 3) كتاب الايمان باب 1. البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 217 (6) الوسائل (ج 3) كتاب الايمان باب 17. البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 217. (*)
[ 113 ]
342 – عن بريد بن معوية قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في الايلاء إذا آلى الرجل من امرأته لا يقربها ولا يمسها ولا يجمع رأسه ورأسها فهو في سعة ما لم يمض الاربعة الاشهر، فإذا مضى الاربعة الاشهر فهو في حل ما سكتت عنه، فإذا طلبت حقها بعد الاربعة الاشهر [ وقف ] فاما أن يفى فيمسها واما أن يعزم على الطلاق فيخلى عنها حتى إذا حاضت وتطهرت من محيضها طلقها تطليقة من قبل أن يجامعها بشهادة عدلين، ثم هو أحق برجعتها ما لم يمض الثلثة الاقراء (1) 343 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أيما رجل آلى من امرأته والايلاء أن يقول الرجل والله لا أجامعك كذا وكذا ويقول والله لاغيظنك ثم يغايظها ولا سوءنك ثم يهجرها فلا يجامعها، فانه يتربص بها أربعة أشهر فان فاءو الايفاء أن يصالح فان الله غفور رحيم، وان لم يفئ اجبر على الطلاق ولا يقع بينهما طلاق حتى توقف، وان عزم الطلاق فهى تطليقة. (2) 344 – عن أبى بصير في رجل آلى من امرأته حتى مضت أربعة اشهر قال: [ يوقف ] فان عزم على الطلاق اعتدت امرأته كما تعتد المطلقة وان امسك فلا بأس (3) 345 – عن منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل آلى من امرأته فمضت أربعة أشهر قال: يوقف فان عزم الطلاق بانت منه وعليها عدة المطلقة، والا كفر يمينه وامسكها (4) 346 – عن العباس بن هلال عن الرضا عليه السلام قال ذكر لنا ان اجل الايلاء اربعة اشهر بعدما يأتيان السلطان فإذا مضت الاربعة الاشهر فان شاء امسك وان شاء طلق والامساك المسيس (5) 347 – سئل أبو عبد الله عليه السلام إذا بانت المرأة من الرجل هل يخطبها مع
(1) البحار ج 23: 133. الرهان ج 1: 218. (2 – 3) البحار ج 23: 133. البرهان ج 1: 218 – 219 (4) البحار ج 23: 133. البرهان ج 1: 218 – 219 الوسائل (ج 3) كتاب الايلاء باب 12. (5) الوسائل (ج 3) كتاب الايلاء باب 8. البحار ج 23: 133. البرهان ج 1: 219. (*)
[ 114 ]
الخطاب قال يخطبها على تطليقتين ولا يقربها حتى يكفر يمينه (1) 348 – عن صفوان عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام في المولى إذا ابى ان يطلق قال: كان على عليه السلام يجعل له حظيرة من قصب ويحبسه فيها ويمنعه من الطعام والشراب حتى يطلق (2) 349 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في الرجل إذا آلى من امرأته فمضت أربعة أشهر ولم يفى فهى مطلقة، ثم يوقف فان فاء فهى عنده على تطليقتين، وان عزم فهى باينه منه (3) 350 – عن محمد بن مسلم وعن زرارة قالا قال أبو جعفر عليه السلام: القرء ما بين الحيضتين. (4) 351 – عن زرارة قال: سمعت ربيعة الرأى وهو يقول ان من رأيى ان الاقراء التى سمى الله في القرآن انما هي الطهر فيما بين الحيضتين وليس بالحيض قال: فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فحدثته بما قال ربيعة، فقال: كذب ولم يقل برأيه وانما بلغه عن على عليه السلام، فقلت: اصلحك الله أكان على عليه السلام يقول ذلك ؟ قال: نعم كان يقول: انما القرء الطهر تقرأ فيه الدم فيجمعه فإذا حاضت قذفته، قلت: أصلحك الله رجل طلق امرأته طاهرا من غير جماع بشهادة عدلين، قال: إذا دخلت في الحيضة الثالثة فقد انقضت عدتها وحلت للازواج، قال: قلت: ان أهل العراق يروون عن على عليه السلام انه كان يقول هو أحق برجعتها ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة، فقال: كذبوا قال: وكان على عليه السلام يقول: إذا رأت الدم من الحيضة الثالثه فقد انقضت عدتها. (5)
(1 – 3) الوسائل (ج 3) كتاب الايلاء باب 11 وباب 12. البحار ج 23: 133. البرهان ج 1: 219. (4) الوسائل (ج 3) ابواب العدد باب 14. البحار ج 23: 137. البرهان ج 1: 220. (5) البحار ج 23: 137. البرهان ج 1: 220. الوسائل (ج 3) ابواب العدد باب 13. (*)
[ 115 ]
352 – وفى رواية ربيعة الرأى ولا سبيل له عليها، وانما القرء ما بين الحيضتين وليس لها أن تتزوج حتى تغتسل من الحيضة الثالثة، فانك إذا نظرت في ذلك لم تجد الاقراء الا ثلثة أشهر، فإذا كانت لا تستقيم مما تحيض في الشهر مرارا وفى الشهر مرة، كان عدتها عدة المستحاضة ثلثة أشهر، وان كانت تحيض حيضا مستقيما فهو في كل شهر حيضة، بين كل حيضة شهر وذلك القرؤ (1) 353 – قال ابن مسكان عن أبى بصير قال: العدة التى تحيض وتستقيم حيضها ثلثة أقراء وهى ثلث حيض (2). 354 – وقال أحمد بن محمد: القرؤ هو الطهر انما يقرؤ فيه الدم حتى إذا جاء الحيض دفعتها (3). 355 – عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام في رجل طلق امرأته متى تبين منه ؟ قال: حين يطلع الدم من الحيضة الثالثة (4). 356 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن ” يعنى لا يحل لها ان تكتم الحمل إذا طلقت وهى حبلى، والزوج لا يعلم بالحمل، فلا يحل لها ان تكتم حملها وهو أحق بها في ذلك الحمل ما لم تضع (5). 357 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: المطلقة تبين عند أول قطرة من الحيضة الثالثة (6). 358 – عن عبد الرحمن بن أبى عبد الله عن أبى عبد الله عليه السلام في المرأة إذا طلقها زوجها متى تكون أملك بنفسها ؟ قال: إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة فقد بانت. 359 – قال زرارة قال أبو جعفر عليه السلام: الاقراء هي الاطهار وقال: القرؤ ما بين الحيضتين (7). 360 – عن عبد الرحمن قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في الرجل إذا تزوج المرأة قال: أقرت بالميثاق الذى أخذ الله ” امساك بمعروف أو تسريح باحسان ” (8).
(1 – 8) البحار ج 23: 137 – 139. البرهان ج 1: 221 – 222 (*)
[ 116 ]
361 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: المرأة التى لا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره التى يطلق ثم يراجع ثم يطلق ثم يراجع ثم يطلق الثالثة، فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره ان الله عزوجل يقول: ” الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان ” والتسريح هو التطليقة الثالثة (2). 362 – قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قوله: ” فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره ” هي ههنا التطليقة الثالثة، فان طلقها الاخير فلا جناح عليهما ان يتراجعا بتزويج جديد (3). 363 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله يقول: ” الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان ” [ قال: ] التسريح بالاحسان التطليقة الثالثة (3). 364 – عن سماعة بن مهران قال: سألته عن المرأة التى لا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره قال: هي التى تطلق ثم تراجع ثم تطلق ثم تراجع ثم تطلق الثالثة فهى التى لا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره، وتذوق عسيلته ويذوق عسيلتها (4) وهو قول الله: ” الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان ” التسريح بالاحسان التطليقه الثالثة (5).
(1 – 3) الوسائل ج 3 ابواب اقسام الطلاق باب 4. البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 221. (4) يعنى الجماع على المثل شبه لذة الجماع بذوق العسل فاستعار لها ذوقا وقالوا لكل ما استحلوا عسل ومعسول وقيل ان العسيلة: ماء الرجل والنطفة تسمى العسيلة وقيل العسيلة كناية عن حلاوة الجماع الذى يكون بتغييب الحشفة وان لم يزل كما هو الشرط في الاستحلال. وانث العسيلة لانه شبهها بقطعة من العسل. (5) الوسائل ج 3 ابواب اقسام الطلاق باب 4. البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 221. (*)
[ 117 ]
365 – عن أبى القاسم الفارسى قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك ان الله يقول في كتابه: ” فامساك بمعروف أو تسريح باحسان ” وما يعنى بذلك ؟ قال: اما الامساك بالمعروف فكف الاذى واجباء النفقة، واما التسريح باحسان فالطلاق على ما نزل به الكتاب (1). 366 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لا ينبغى لمن أعطى الله شيئا أن يرجع فيه: وما لم يعط لله وفى الله فله أن يرجع فيه نحلة كانت أو هبة ؟ جيزت أو لم تجز ولا يرجع الرجل فيما يهب لامرأته ولا المرأة فيما تهب لزوجها، جيزت أو لم تجز أليس الله يقول: ” فلا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا ” وقال: ” ان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ” (2). 367 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المختلعة كيف يكون خلعها ؟ فقال: لا يحل خلعها حتى تقول: والله لا أبر لك قسما ولا أطيع لك أمرا ولا وطين فراشك ولادخلن عليك بغير اذنك فإذا هي قالت ذلك حل خلعها، وحل له ما أخذ منها من مهرها وما زاد، وهو قول الله ” فلا جناح عليهما فيما افتدت به ” وإذا فعل ذلك فقد بانت منه بتطليقه وهى أملك بنفسها، ان شائت نكحته، وان شائت فلا فان نكحته فهى عنده على ثنتين (بثنتين خ ل) (3). 368 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ” تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون ” فقال: ان الله غضب على الزانى فجعل له جلد مائة فمن غضب عليه فزاد فأنا إلى الله منه برئ، فذلك قوله ” تلك حدود الله فلا تعتدوها ” (4). 369 – عن عبد الله بن فضالة عن العبد الصالح قال: سألته عن رجل طلق امرأته
(1) البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 221 (2) البرهان ج 1: 222. (3) الوسائل ج 3 كتاب الخلع باب 1. البحار ج 23: 131. البرهان ج 1: 222. الصافى ج 1: 195. (4) البرهان ج 1: 222 (*)
[ 118 ]
عند قرؤها تطليقه ثم يراجعها ثم طلقها عند قرؤها الثالثة فبانت منه، أله أن يراجعها ؟ قال: نعم، قلت: قبل أن يتزوج زوجا غيره ؟ قال: نعم، قلت له فرجل طلق امرأته تطليقة ثم راجعها ثم طلقها ثم راجعها ثم طلقها، قال لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره (1). 370 – عن أبى بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الطلاق التى لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره قال لى: أخبرك بما صنعت أنا بامرأة كانت عندي فأردت ان أطلقها فتركتها حتى إذا طمثت ثم طهرت، طلقتها من غير جماع بشاهدين، ثم تركتها حتى إذا كادت ان تنقضي عدتها راجعتها ودخلت بها ومسستها وتركتها حتى طمثت وطهرت ثم طلقتها بغير جماع بشاهدين (2) ثم تركتها حتى إذا كادت ان تنقضي عدتها راجعتها ودخلت بها ومسستها ثم تركتها حتى طمثت فطهرت ثم طلقتها بشهود من غير جماع وانما فعلت ذلك بها لانه لم يكن لى بها حاجة (3). 371 – عن الحسن بن زياد قال: سألته عن رجل طلق امراته فتزوجت بالمتعة أتحل لزوجها الاول ؟ قال: لا لا تحل له حتى تدخل في مثل الذى خرجت من عنده، وذلك قوله: ” فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فان طلقها فلا جناح عليهما ان يتراجعا ان ظنا ان يقيما حدود الله ” والمتعة ليس فيها طلاق (4) 372 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الطلاق التى لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره قال: هو الذى يطلق ثم تراجع والرجعة هو الجماع، ثم يطلق ثم يراجع ثم يطلق الثالثة فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، وقال: الرجعة الجماع والا فهى واحدة (5) 373 – عن عمر بن حنظلة عنه قال: إذا قال الرجل لامرأته أنت طالقة ثم راجعها ثم قال أنت طالقة ثم راجعها ثم قال: أنت طالقة لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره،
(1) الوسائل (ج 3) ابواب اقسام الطلاق باب 4. البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 223. (2) وفى نسخة البرهان ” بشهود من غير جماع “. (3 – 5) البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 223 (*)
[ 119 ]
فان طلقها ولم يشهد فهو يتزوجها إذا شاء (1). 374 – محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام في رجل طلق امرأته ثم تركها حتى انقضت عدتها ثم يزوجها ثم طلقها من غير أن يدخل بها حتى فعل ذلك بها ثلثا قال: لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره (2) 375 عن اسحق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل طلق أمرأته طلاقا لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره فتزوجها عبد ثم طلقها هل يهدم الطلاق ؟ قال نعم لقول الله: ” حتى تنكح زوجا غيره ” وهو أحد الازواج (3) 376 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إذا أراد الرجل الطلاق طلقها من قبل عدتها في غير جماع، فانه أذا طلقها واحدة ثم تركها حتى يخلو أجلها وشاء ان يخطب مع الخطاب فعل، فان راجعها قبل ان يخلو الاجل أو العدة فهى عنده على تطليقة، فانم طلقها الثانية فشاء ايضا أن يخطب مع الخطاب ان كان تركها حتى يخلو أجلها وان شاء راجعها قبل أن ينقضى أجلها فان فعل فهى عنده على تطليقتين، فان طلقها ثلثا فلا تحل له حتي تنكح زوجا غيره، وهى ترث وتورث ما كانت في الدم في التطليقتين الاولتين (4). 377 – عن زرارة وحمران ابني أعين ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام قالوا سئلناهما عن قوله ” ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ” فقالا: هو الرجل يطلق المرأة تطليقة واحدة ثم يدعها حتي إذا آخر عدتها راجعها ثم يطلقها اخرى فيتركها مثل ذلك (فنهيه ظ) ذلك (5). 378 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ” قال الرجل يطلق حتى إذا كادت ان يخلو أجلها راجعها ثم طلقها ثم
(1) الوسائل (ج 3) ابواب اقسام الطلاق باب 4. البحار ج 23: 129 البرهان ج 1: 223. (2 – 5) البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 223. (5) كذا في نسخة الاصل وفى نسخة البرهان هكذا ” فنهى عن ذلك “. (*)
[ 120 ]
راجعها يفعل ذلك ثلث مرات فنهى الله عنه (1). 379 – عن عمرو بن جميع رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: مكتوب في التورية من أصبح على الدنيا حزينا فقد أصبح لقضاء الله ساخطا، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد أصبح يشكو الله، ومن اتى غنيا فتواضع لغنائه ذهب الله بثلثي دينه، ومن قرء القرآن من هذه الامة ثم دخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا ومن لم يستشر يندم والفقر الموت الاكبر (2). 380 – داود بن الحصين عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ” والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ” قال: مادام الولد في الرضاع فهو بين الابوين بالسوية فإذا فطم (3) فالاب أحق من الام فإذا مات الاب فالام أحق به من العصبة، وان وجد الاب من يرضعه بأربعة دراهم وقالت الام لا أرضعه الا بخمسة دراهم، فان له أن ينزعه منها، الا ان ذلك أخير (اجبر – اجير خ ل) له وأقدم وأرفق به أن يترك مع امه (4). 381 – عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده ” قال: الجماع (5). 382 – عن الحلبي قال أبو عبد الله عليه السلام ” لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده ” قال: كانت المرأة ممن ترفع يدها إلى الرجل إذا أراد مجامعتها فتقول: لا أدعك انى أخاف ان أحمل على ولدى (6) ويقول الرجل للمرأة لا أجامعك انى أخاف ان تعلقي فاقتل ولدى، فنهى الله عن أن يضار الرجل المرأة والمرأة الرجل (7)
(1) البحار ج 23: 130. البرهان ج 1: 224. (2) البرهان ج 1: 224. (3) فطم الولد: فصله عن الرضاع. (4) البرهان ج 1: 225. البحار ج 23: 132 (5) الوسائل (ج 3) ابواب احكام الاولاد باب 69. البرهان ج 1: 225. (6) وفى رواية الكليني ” انى اخاف ان احمل فاقتل ولدى ” (7) البرهان ج 1: 225. (*)
[ 121 ]
383 – عن العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: سألته عن قوله: ” وعلى الوارث مثل ذلك ” قال: هو في النفقة على الوارث مثل ما على الوالد (1). عن جميل عن سورة عن أبى جعفر عليه السلام مثله. 384 – عن أبى الصباح قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله ” وعلى الوارث مثل ذلك ” قال: لا ينبغى الوارث ان يضار المرأة فيقول: لا أدع ولدها يأتيها ويضار ولدها ان كان لهم عنده شئ ولا ينبغى له أن يقتر عليه (2). 385 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: المطلقة ينفق عليها حتى تضع حملها وهى أحق بولدها أن ترضعه مما تقبله امرأة اخرى، ان الله يقول ” لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك ” انه نهى ان يضار بالصبى أو يضار بامه في رضاعه، وليس لها أن تأخذ في رضاعه فوق حولين كاملين فان أراد الفصال قبل ذلك عن تراض منهما كان حسنا، والفصال هو الفطام (3) 386 – عن أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت هذه الاية ” والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ” جئن النساء يخاصمن رسول الله صلى الله عليه واله وقلن لا نصبر، فقال لهن رسول الله صلى الله عليه واله: كانت احديكن إذا مات زوجها أخذت بعرة فالقتها خلفها (4) في دويرها (5) في خدرها ثم قعدت، فإذا كان مثل ذلك اليوم من الحول أخذتها ففتتها (6) ثم اكتحلت بها ثم تزوجت فوضع الله عنكن ثمانية أشهر (7)
(1 – 2) البحار ج 23: 109. البرهان ج 1: 225. الصافى ج 1: 198. (3) البرهان ج 1: 225. البحار ج 23: 123. (4) كانه كناية عن اعراضها عن الزوج. (5) وفى نسخة البرهان ” في دبرها “. (6) فت الشئ: كسره بالاصابع كسرا صغيرة. (7) الوسائل (ج 3) ابواب العدد باب 28. الصافى ج 1: 199. البحار ج 23: 137. البرهان ج 1: 225. (*)
[ 122 ]
387 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله قال: سمعته يقول: في امرأه توفى عنها زوجها لم تمسها، قال: لا ينكح حتى تعتد أربعة أشهر وعشرا عدة المتوفى عنها زوجها (1) 388 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله ” متاعا إلى الحول غير اخراج ” قال: منسوخة نسختها ” يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ” ونسختها آية الميراث. (2) 389 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر الباقر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك كيف صارت عدة المطلقة ثلث حيضات أو ثلثة أشهر، وصارت عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا ؟ فقال: أما عدة المطلقة ثلثة قروء فلاجل استبراء الرحم من الولد واما عدة التوفى عنها زوجها فان الله شرط للنساء شرطا وشرط عليهن شرطا فلم يجر (3) فيما شرط لهن ولم يجر فيما شرط عليهن، اما ما شرط لهن ففى الايلاء أربعة أشهر إذ يقول ” للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر ” فلن يجوز (4) لاحد اكثر من أربعة اشهر في الايلاء لعلمه تبارك وتعالى انها غاية صبر المرأة من الرجل، واما ما شرط عليهن فانه امرها أن تعتد إذا مات زوجها أربعة اشهر وعشرا فاخذ له منها عند موته ما أخذ لها منه في حياته (5) 390 – عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” ولا تواعدوهن سرا الا أن تقولوا قولا معروفا ” قال: هو طلب الحلال ” ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله ” أليس يقول الرجل للمرأة قبل أن تنقضي عدتها موعدك
(1 – 2) البحار ج 23: 137 – 138. البرهان ج 1: 225 – 226. (3) وفى نسخة البرهان كرواية الكليني (ره) ” فلم يجأبهن ” مكان ” فلم يجر ” و هو سكون الجيم من جأى كسعى أي لم يحبسهن ولم يمسكهن وقوله ولم يجر من الجور خلاف العدل. (4) وفى رواية الكليني (ره) ” فلم يجوز “. (5) البحار ج 23: 138. البرهان ج 1: 226. (*)
[ 123 ]
بيت آل فلان (1) ثم طلب إليها ان لا تسبقه بنفسها إذا انقضت عدتها قلت: فقوله: ” الا ان تقولوا قولا معروفا ” قال هو طلب الحلال في غير أن يعزم عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله (2). 391 – في خبر رفاعة عنه عليه السلام ” قولا معروفا ” قال: تقول خيرا (3). 392 – وفى رواية [ اخرى عن ] أبى بصير عنه ” لا تواعدوهن سرا ” قال: هو الرجل يقول للمرأة قبل ان تنقضي عدتها اواعداك بيت آل فلان لترفث ويرفث معها (4). 393 – وفى رواية عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: هو قول الرجل للمرأة قبل أن تنقضي عدتها موعدك بيت آل فلان ثم يطلب إليها ان لا تسبقه بنفسها إذا انقضت عدتها (5). 394 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” ولا تواعدوهن سرا الا أن تقولوا قولا معروفا ” قال: المرأة في عدتها تقول لها قولا جميلا ترغبها في نفسك، ولا تقول انى اصنع كذا وأصنع كذا القبيح من الامر في البضع وكل أمر قبيح (6) 395 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” الا ان تقولوا قولا معروفا ” قال: يقول الرجل للمرأة وهى في عدتها يا هذه ما أحب الا ما أسرك ولو قد مضى عدتك لا تفوتنى ان شاء الله فلا تسبقيني بنفسك، وهذا كله من غير أن يعزموا عقدة النكاح (7)
(1) قال الفيض (ره) هذه الروايات تفسير للمواعدة المتضمنة للقول المعروف المرخص فيها ” إلى ان قال “: كأنهم كانوا يتكلمون في الخلوة بما يستهجن فنهوا عن ذلك و يحتمل ان يكون المراد بالمواعدة سرا التعريض بالخطبة بمواعدة الرفث ونحوه وسمى ذلك سرا لانه مما يسر ويكون المراد ببيت آل فلان توقيت المكان لذلك. (2 – 5) البحار ج 23: 138. البرهان ج 1: 227. (6 – 7) الوسائل (ج 3) ابواب ما يحرم بالمصاهرة باب 36. البحار ج 23: 138. الصافى ج 1: 200. البرهان ج 1: 227. (*)
[ 124 ]
396 – عن حفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام في الرجل يطلق امرأته أيمتعها ؟ فقال: نعم أما تحب أن تكون من المحسنين، اما تحب أن تكون من المتقين (1) 397 – عن أبى الصباح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها فلها نصف مهرها، وان لم يكن سمى لها مهرا فمتاع بالمعروف على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، وليس لها عدة، وتزوج من شائت من ساعتها (2). 398 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الموسع يمتع بالعبد والامة ويمتع المعسر بالحنطة والزبيب والثوب والدراهم (3). 399 – وقال: ان الحسين (الحسن خ ل) بن علي عليهما السلام متع امرأة طلقها أمة لم يكن يطلق امرأة الا متعها بشئ (4) 400 – عن ابن بكير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: ” ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ” ما قدر الموسع والمقتر ؟ قال: كان على بن الحسين عليهما السلام يمتع براحلته يعنى حملها الذى عليها (5) 401 – عن محمد بن مسلم قال: سألته عن الرجل يريد أن يطلق امرأته قال: يمتعها قبل ان يطلقها، قال الله في كتابه ” ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ” (6) 402 – عن اسامة بن حفص قيم موسى بن جعفر (ع) قال: قلت له سله عن رجل يتزوج المرأة ولم يسم لها مهرا ؟ قال: لها الميراث وعليها العدة ولا مهر لها، وقال: اما تقرأ ما قال الله في كتابه ” ان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن
(1) البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 228. الصافى ج 1: 201. (2 – 4) البرهان ج 1: 228. البحار ج 23: 83. (5) الوسائل (ج 3) ابواب المهور باب 47 البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 228. (6) البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 228. (*)
[ 125 ]
فريضة فنصف ما فرضتم ” (1) 403 – عن منصور بن حازم قال: قلت: رجل تزوج امرأة وسمى لها صداقا ثم مات عنها ولم يدخل بها ؟ قال: لها المهر كملا ولها الميراث قلت فأنهم رووا عنك ان لها نصف المهر ؟ قال: لا يحفظون عنى انما ذاك المطلقة (2) 404 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله قال: الذى بيده عقدة النكاح هو ولى أمره. (3) 405 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قوله ” الا ان يعفون أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح ” ؟ قال: هو الولى والذين يعفون عند الصداق (4) أو يحطون عنه بعضه أو كله (5) 406 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ” أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح ” قال: هو الاب والاخ والموصى إليه والذى يجوز أمره في مال المرأة فيبتاع لها ويشترى، فاى هؤلاء عفا فقد جاز (6) 407 عن رفاعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ” الذى بيده عقدة النكاح ” هو الولى الذى أنكح يأخذ بعضا ويدع بعضا وليس له أن يدع كله. (7) 408 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح ” قال: هو الاخ والاب والرجل الذى يوصى إليه والذى يجوز أمره في ماله بقيمة قلت له: أرأيت ان قالت لا أجيز ما يصنع ؟ قال: ليس ذلك لها أتجيز بيعه في مالها ولا
(1) الوسائل (ج 3) ابواب المهور باب 57. البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 288. (2 – 3) البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 230. (4) وفى نسخة البرهان ” عن الصداق ” وفى نسخة الوسائل هكذا ” هو الذى يعفو عن بعض الصداق “. (5) الوسائل (ج 3) ابواب المهور باب 50. البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 230. (6 – 7) البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 230. الصافى ج 1: 201 (*)
[ 126 ]
تجيز هذا ؟ (1) 409 – عن رفاعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الذى بيده عقدة النكاح فقال: هو الذى يزوج يأخذ بعضا ويترك بعضا وليس له أن يترك كله (2) 410 – عن اسحق بن عمار قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن قول الله ” الا أن يعفون ” قال: المرأة تعفو عن نصف الصداق، قلت: ” أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح ” قال: أبوها إذا عفا جاز له وأخوها إذا كان يقيم بها وهو القائم عليها، فهو بمنزلة الاب يجوز له، وإذا كان الاخ لا يقيم بها ولا يقوم عليها لم يجز عليها أمره (3) 411 عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” الا أن يعفون أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح ” الذى يعفو عن الصداق أو يحط بعضه أو كله (4) 412 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام ” أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح ” قال: هو الاب والاخ والرجل الذى يوصى إليه، والذى يجوز امره في مال المرأة فيبتاع لها ويشترى فأى هولاء عفا فقد جاز، قلت: أرأيت ان قالت: لا اجيزها ما يصنع ؟ قال: ليس لها ذلك أتجيز بيعه في مالها ولا تجيز هذا (5) 413 – عن بعض بنى عطية عن أبى عبد الله عليه السلام في مال اليتيم يعمل به الرجل قال: ينيله (6) من الربح شيئا ان الله يقول: ” ولا تنسوا الفضل بينكم ” (7) 414 – عن ابن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يأتي على
(1) الوسائل (ج 3) ابواب المهور باب 50. الصافى ج 1: 201. البرهان ج 1: 230. البحار ج 23: 83. (2) البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 220. (3 – 5) الوسائل (ج 3) ابواب المهور باب 50. الصافى ج 1: 201. البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 230. (6) وفى بعض النسخ كنسخة البرهان ” يقبله ” بدل ” ينيله “. (7) البحار ج 15 (ج 4): 117. البرهان ج 1: 230. (*)
[ 127 ]
الناس زمان عضوض (1) يعض كل امرئ على ما في يديه وينسون الفضل بينهم، قال الله: ” ولا تنسوا الفضل بينكم ” (2) 415 – عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال قلت له الصلوة الوسطى فقال: ” حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وصلوة العصر وقوموا لله قانتين ” والوسطى هي الظهر وكذلك كان يقرؤها رسول الله صلى الله عليه واله. (3) 416 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ” حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى ” والوسطى هي اول صلوة صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله، وهى وسط صلوتين بالنهار صلوة الغداة وصلوة العصر ” قوموا لله قانتين ” في الصلوة الوسطى وقال: نزلت هذه الآية يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه واله في سفر، فقنت فيها وتركها على حالها في السفر والحضر، وأضاف لمقامه (4) ركعتين وانما وضعت الركعتان اللتان أضافهما يوم الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع الامام، فمن صلى الجمعة في غير الجماعة فليصلها أربعا كصلوة الظهر في ساير الايام، قال: قوله: ” وقوموا لله قانتين ” قال: مطيعين راغبين (5) 417 – عن زرارة ومحمد بن مسلم انهما سألا أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى ” قال: صلوة الظهر وفيها فرض الله الجمعة وفيها الساعة التى لا يوافقها عبد مسلم فيسئل خيرا الا أعطاه الله اياه (6) 418 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الصلوة الوسطى الظهر وقوموا لله قانتين اقبال الرجل على صلوته ومحافظته على وقتها حتى لا يلهيه عنها ولا
(1) زمان عضوض أي كلب شديد. وهو استعارة اصله العض بمعنى الشد بالاسنان على الشئ. (2) البرهان ج 1: 231. الصافى ج 1: 203. البحار ج 15 (ج 4) 117. (3) البرهان ج 1: 231. الصافى ج 1: 203. البحار ج 18: 72. (4) وفى نسخة البحار ” للمقيم ” مكان ” لمقامه ” (5) البرهان ج 1: 231. الصافى ج 1: 203. البحار ج 18: 724. (6) البرهان ج 1: 231. الصافى ج 1: 203. البحار ج 18: 72 و 725. (*)
[ 128 ]
يشغله شئ (1) 419 – عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: صلوة الوسطى هي الوسطي من صلوة النهار وهى الظهر، وانما يحافظ أصحابنا على الزوال من أجلها. (2) 420 – وفى رواية سماعة ” وقوموا لله قانتين ” قال: هو الدعاء (3) 421 – [ عن زرارة ] عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وقوموا لله قانتين ” [ قال: الصلوة رسول الله وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والوسطى امير المؤمنين ] ” وقوموا لله قانتين ” طائعين للائمة (4) 422 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن صلوة المواقفة (5) فقال: إذا لم تكن النصف من عدوك صليت ايماءا راجلا أو راكبا فان الله يقول: ” فان خفتم فرجالا أو ركبانا ” تقول في الركوع: لك ركعت وأنت ربى، وفى السجود لك سجدت وانت ربى اينما توجهت لك دابتك غير انك توجه حين تكبر اول تكبيرة (6) 423 – عن أبان بن منصور (7) عن أبى عبد الله عليه السلام قال: فات أمير المؤمنين والناس يوما بصفين يعنى صلوة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فأمرهم أمير المؤمنين عليه السلام ان يسبحوا ويكبروا ويهللوا، قال: وقال الله ” فان خفتم فرجالا أو ركبانا ” فأمرهم على عليه السلام فصنعوا ذلك ركبانا ورجالا (8) ورواه الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: فات الناس الصلوة مع على يوم صفين إلى آخره (9). 424 – عن عبد الرحمن [ بن أبى عبد الله ] عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله: ” فان خفتم فرجالا أو ركبانا ” كيف يفعل وما يقول ؟ ومن يخاف سبعا أو
(1 – 2) البرهان ج 1: 231. الصافى ج 1: 203. البحارج 18: 72. (3) الصافى ج 1: 203. البرهان ج 1: 231. (4) البحار ج 7: 154. البرهان ج 1: 231. (5) المواقفة: المحاربة. (6 – 9) الوسائل (ج 1) ابواب صلوة الخوف باب 4. البحار ج 18: 708. البرهان ج 1: 231 (7) وفى نسخة الوسائل ” عن ابان عن منصور “. (*)
[ 129 ]
لصا كيف يصلى ؟ قال: يكبر ويؤمى ايماءا برأسه (1) 425 – عن عبد الرحمن عن أبى عبد الله عليه السلام في صلوة الزحف قال: يكبر و يهلل يقول: الله اكبر يقول الله: ” فان خفتم فرجالا أو ركبانا ” (2) 426 – عن ابن أبى عمير عن معوية قال: سألته عن قول الله ” والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لازواجهم متاعا إلى الحول ” قال: منسوخة نسختها آية ” يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ” ونسختها آية الميراث (3) 427 – عن أبى بصير قال: سألته عن قول الله: ” والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا إلى الحول غير اخراج ” قال: هي منسوخة قلت: و كيف كانت ؟ قال: كان الرجل إذا مات انفق على امرأته من صلب المال حولا، ثم اخرجت بلا ميراث ثم نسختها آية الربع والثمن فالمرأة ينفق عليها من نصيبها. (4) 428 – عن أبى بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ” وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين ” ما أدنى ذلك المتاع إذا كان الرجل معسرا لا يجد قال: الخمار (5) وشبهه. (6) 429 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين ” قال: متاعها بعد ما تنقضي عدتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، فاما في عدتها فكيف يمتعها وهى ترجوه وهو يرجوها ويجرى الله بينهما ما شاء، اما ان الرجل الموسر يمتع المرأة العبد والامة، ويمتع الفقير بالحنطة والزبيب
(1 – 2) البحار ج 18: 708. البرهان ج 1: 232. الوسائل (ج 1) ابواب صلوة الخوف باب 4. (3 – 4) الوسائل (ج 2) ابواب العدد باب 28. البحار ج 23: 138. البرهان ج 1: 232. الصافى ج 1: 204. وقال الفيض (ره) يعنى نسخت المدة بآية التربص و النفقة بآيات الميراث وآية التربص وان كانت متقدمة في التلاوة فهى متاخرة في النزول (5) الخمار: المقنعة سميت بذلك لان الرأس يخمر بها أي يغطى وكل شئ غطيته فقد خمرته. (6) البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 232. (*)
[ 130 ]
والثوب والدراهم، وان الحسن بن على عليهما السلام متع امرأة كانت له بأمة، ولم يطلق امرأة الا متعها. (1) 430 – قال: وقال الحلبي: متاعها بعد تنقضي عدتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره. (2) 431 – عن أبى عبد الله وأبى الحسن موسى عليهما السلام قال: سألت أحدهما عن المطلقة ما لها من المتعة ؟ قال: على قدر مال زوجها. (3) 432 – عن الحسن بن زياد (4) عن أبى عبد الله عليه السلام عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها قال: فقال: ان كان سمى لها مهرا فلها نصف المهر ولا عدة عليها وان لم يكن سمى لها مهرا فلا مهر لها ولكن يمتعها فان الله يقول في كتابه ” وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين “. (5) قال أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا ان متعة المطلقة فريضة (6) 433 – عن حمران بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له حدثنى عن قول الله: ” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الوت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ” قلت: أحياهم حتى نظر الناس إليهم ثم أماتهم من يومهم أو ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور وأكلوا الطعام ونكحوا النساء ؟ قال: بل ردهم الله حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام ونكحوا النساء ولبثوا بذلك ما شاء الله ثم ماتوا بآجالهم (7)
(1 – 3) البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 232. (4) وفى نسخة البحار ” الحسين بن زياد ” بدل ” الحسن بن زياد ” وفى نسخة البرهان ” أبى الحسن ع ” مكان ” أبى عبد الله ع “. (5 – 6) البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 233. (7) البحار ج 5: 214 و 12: 382. البرهان ج 1: 233 وروى الكليني باسناده عن الباقر والصادق (ع) ان هؤلاء اهل مدينة من مدائن الشام وكانوا إذا وقع الطاعون * – (*)
[ 131 ]
434 – عن على بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لما نزلت هذه الاية ” من جاء بالحسنة فله خير منها ” قال رسول الله صلى الله عليه واله: رب زدنى، فأنزل الله ” من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها ” قال رسول الله صلى عليه واله: رب زدنى فأنزل الله ” من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ” والكثير عند الله لا يحصى (1) 435 – عن اسحق بن عمار قال: قلت لابي الحسن قوله: ” من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا ” قال: هي صلة الامام. (2) 436 – عن محمد بن عيسى بن زياد قال: كنت في ديوان ابن عباد فرأيت كتابا ينسخ سألت عنه ؟ فقالوا: كتاب الرضا إلى ابنه عليهما السلام من خراسان فسألتهم أن
– * وأحسوا به خرج من المدينة الاغنياء لقوتهم وبقى فيها الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر في الذين اقاموا ويقل في الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا لو كنا اقمنا لكثر فينا الموت ويقول الذين اقاموا لو كنا خرجنا لقل فينا الموت، قال: فاجتمع رأيهم جميعا انه إذا وقع الطاعون وأحسوا به خرج كلهم من المدينة فلما احسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا عن الطاعون حذر الموت فسافروا في البلاد ما شاء الله ثم انهم مروا بمدينة خربة قد جلا اهلها عنها و افناهم الطاعون فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم واطمأنوا قال لهم الله عزوجل: موتوا جميعا فماتوا من ساعتهم وصاروا رميما يلوح، وكانوا على طريق المارة فكنسهم المارة فنجوهم وجمعوهم في موضع. فمر بهم نبى من انبياء بنى اسرائيل يقال له حزقيل، فلما راى تلك العظام بكى واستعبر وقال: رب لو شئت لاحييتهم الساعة كما امتهم فعمروا بلادك وولدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك من خلقك فأوحى الله إليه: أفتحب ذلك ؟ قال: نعم يا رب، فأحياهم الله قال: فأوحى الله عزوجل ان قل كذا وكذا فقال الذى امره الله عزوجل ان يقوله. قال: قال أبو عبد الله (ع): وهو الاسم الاعظم، فلما قال حزقيل ذلك نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا احياءا ينظر بعضهم إلى بعض يسبحون الله عزوجل ويكبرونه و يهللونه فقال حزقيل عند ذلك: اشهد ان الله على كل شئ قدير، قال الراوى: فقال أبو عبد الله (ع): فيهم نزلت هذه الاية. (1) البحار ج 15 (ج 2): 179. البرهان ج 1: 234. (2) البرهان ج 1: 234. (*)
[ 132 ]
يدفعوه إلى فدفعوه إلى فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم أبقاك الله طويلا واعاذك من عدوك يا ولدى فداك أبوك، قد فسرت لك مالى وانا حى سوى رجاء ان يمنك [ الله ] بالصلة لقرابتك ولموالى موسى وجعفر رضى الله عنهما، فاما سعيدة فانها امرأة قوى الجزم في النحل والصواب في رقة الفطر وليس ذلك كذلك قال الله ” من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفة له أضعافا كثيرة ” وقال: ” لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق ما آتيه الله ” وقد اوسع الله عليك كثيرا يا بنى فداك أبوك لا يستر في الامور بحسبها فتحظى حظك والسلام. (1) 437 – عن محمد الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام ” الم تر إلى الملاء من بنى اسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ” قال: وكان الملك في ذلك الزمان هو الذى يسير بالجنود والنبي يقيم له أمره وينبئه بالخبر من عند ربه فلما قالوا ذلك لنبيهم قال لهم: انه ليس عندكم وفاء ولا صدق ولا رغبة في الجهاد، فقالوا: انا كنا نهاب الجهاد (2) فإذا أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلا بد لنا من الجهاد ونطيع ربنا في جهاد عدونا، قال: ” فان الله قد بعث لكم طالوت ملكا ” فقالت عظماء بنى اسرائيل: وما شأن طالوت يملك علينا وليس في بيت النبوة والمملكة، وقد عرفت ان النبوة والمملكة في بيت آل اللاوى ويهودا وطالوت من سبط ابن يامين بن يعقوب، ” فقال لهم ان الله قد اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ” والملك بيد الله يجعله حيث يشاء ليس لكم ان تختاروا و ” ان آية ملكه أن يأتيكم التابوت ” من قبل الله ” تحمله الملئكة فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى و آل هرون ” وهو الذى كنتم تهزمون به من لقيتم، فقالوا: ان جاء التابوت رضينا و سلمنا. (3) 438 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم ” قال: كان القليل ستين ألفا. (4)
(1) البرهان ج 1: 234. (2) وفى نسخة البحار ” ان كتب الله الجهاد “. (3 – 4) البحار ج 5: 329. البرهان ج 1: 237. ونقل الفيض ” ره ” الخبر الاول عن هذا الكتاب (في الصافى ج 1: 206) مختصرا ايضا. (*)
[ 133 ]
439 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ” ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ” قال: لم يكن من سبط النبوة ولا من سبط المملكة ” قال ان الله اصطفيه عليكم ” وقال ” ان آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملئكة ” فجائت به الملئكة تحمله. (1) 440 – عن حريز عن رجل عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملئكة ” قال رضاض (2) الالواح فيها العلم والحكمة، العلم جاء من السماء فكتب في الالواح وجعل في التابوت. (3) 441 – عن ابى المحسن عن أبى عبد الله عليه السلام انه سئل عن قول الله ” وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملئكة ” فقال: ذرية الانبياء. (4) 442 – عن العباس بن هلال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته وهو يقول للحسن: أي شئ السكينة عندكم وقرأ ” فأنزل الله سكينته على رسوله ” فقال له الحسن: جعلت فداك لا أدرى فأى شئ ؟ قال: ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة وجه الانسان قال: فتكون مع الانبياء، فقال له على بن أسباط: تنزل على الانبياء والاوصياء ؟ فقال: تنزل على الانبياء [ والاوصياء ] قال: وهى التى نزلت على ابراهيم عليه السلام حيث بنى الكعبة فجعلت تأخذ كذا وكذا وبنى الاساس عليها، فقال له محمد بن على: قول الله ” فيه سكينة من ربكم ” قال: هي من هذا، ثم أقبل على الحسن فقال: أي شئ التابوت فيكم ؟ فقال: السلاح، فقال: نعم هو تابوتكم، فقال: فأى شئ في التابوت الذى كان في بنى اسرائيل ؟ قال: كان فيه ألواح موسى التى تكسرت والطست
(1) البحار ج 5: 331. البرهان ج 1: 237. (2) الرضاض: القتات وهى ما تفتت من الشئ المفتوت أي الكسارة والسقاطة. و في بعض النسخ ” الرضراض ” بدل ” الرضاض ” وهو بمعناه. ورضراض الالواح: مكسوراتها. (3 – 4) الصافى ج 1: 208. البحار ج 5: 331. البرهان ج 1: 237. (*)
[ 134 ]
التى تغسل فيها قلوب الانبياء (1) 443 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ” ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ” فشربوا منه الا ثلثمائة وثلثة عشر رجلا، منهم من اغترف ومنهم من لم يشرب، فلما برزوا قال الذين اغترفوا ” لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده ” وقال الذين لم يغترفوا ” كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين ” (2). 444 – عن حماد بن عثمان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يخرج القائم عليه السلام في أقل من الفئة ولا يكون الفئة أقل من عشرة آلاف (3). 445 – عن محمد الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان داود واخوة له أربعة ومعهم أبوهم شيخ كبير وتخلف داود في غنم لابيه ففصل طالوت بالجنود فدعا أبوه داود وهو أصغرهم فقال: يا بنى اذهب إلى اخوتك بهذا الذى قد صنعناه لهم يتقوون به على عدوهم وكان رجلا قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب فخرج وقد تقارب القوم بعضهم من بعض. [ فذكر ] عن ابى بصير قال: سمعته يقول: فمر داود على حجر فقال الحجر: يا داود خذنى فأقتل بى جالوت، فانى انما خلقت لقتله، فأخذه فوضعه في مخلاته (4) التى تكون فيها حجارته التى كان يرمى بها عن غنمه بمقذافه (5) فلما دخل العسكر سمعهم يتعظمون أمر جالوت فقال لهم داود: ما تعظمون من أمره ؟ فوالله لئن عاينته لاقتلنه فتحدثوا بخبره حتى ادخل على طالوت، فقال: يا فتى وما عندك من القوة وما جربت من نفسك ؟ قال: كان الاسد يعدو على الشاة من غنمي فأدركه فآخذ برأسه فأفك لحييه عنها (6) فاخذها من فيه، قال: فقال: ادع
(1 – 2) البحار ج 5: 331. البرهان ج 1: 237. الصافى ج 1: 209 (3) اثبات الهداة ج 7: 95. البرهان 1: 237. (4) المخلاة: ما يجعل فيها الخلى أي الرطب من النبات ومنه المخلاة لما يوضع فيه العلف ويعلق في عنق الدابة لتعتلفه ويقال له بالفارسية ” توبره “. (5) المقذاف: آلة القذف أي الرمى (6) اللحى: عظم الحنك الذى عليه الاسنان، والضمير في عنها يرجع إلى الشاة. (*)
[ 135 ]
لى بدرع سابغة (1) قال: فأتى بدرع فقذفها في عنقه فتملا منها حتى راع طالوت ومن حضره من بنى اسرائيل، فقال طالوت: والله لعسى الله أن يقتله به، قال: فلما ان أصبحوا ورجعوا إلى طالوت والتقى الناس، قال داود: أرونى جالوت فلما رآه أخذ الحجر فجعله في مقذافه فرماه فصك به بين عينيه فدمغه (2) ونكس عن دابته وقال الناس: قتل داود جالوت وملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر، و اجتمعت بنو اسرائيل على داود وأنزل الله عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد فلينه له وأمر الجبال والطير يسبحن معه، قال: ولم يعط احد مثل صوته، فأقام داود في بنى اسرائيل مستخفيا واعطى قوة في عبادته (3) 446 – عن يونس بن ظبيان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله يدفع بمن يصلى من شيعتنا عمن لا يصلى من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك الصلوة لهلكوا، وان الله يدفع بمن يصوم منهم عمن لا يصوم من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك الصيام لهلكوا، وان الله يدفع بمن يزكى من شيعتنا عمن لا يزكى عن شيعتنا ولو اجمعوا على ترك الزكوة لهلكوا وان الله يدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج من شيعتنا ولو أجمعوا على ترك الحج لهلكوا، وهو قول الله تعالى: ” ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين ” فوالله ما أنزلت الا فيكم ولا عنى بها غيركم (4). 447 – عن أبي عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال بالزيادة بالايمان تتفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، قلت: وان للايمان درجات ومنازل يتفاضل بها المؤمنون عند الله ؟ قال: نعم، قلت: صف لى ذلك رحمك الله حتى أفهمه، قال، ما فضل الله به أولياءه بعضهم على بعض، فقال: ” تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ” الآية وقال: ” ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ” و
(1) درع سابغة أي تامة طويلة وفى الصحاح: السابغة: الدرع الواسعة (2) دمغه دمغا: شجه حتى بلغت الشجة دماغه. (3) البحار ج 5: 332. البرهان ج 1: 237. الصافى ج 1: 211. (4) البحار ج 15: (ج 3): 136. البرهان ج 1: 238. الصافى ج 1: 211. (*)
[ 136 ]
قال: ” انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات ” وقال: ” هم درجات عند الله ” فهذا ذكر الله درجات الايمان ومنازله عند الله (1). 448 – عن الاصبغ بن نباته قال: كنت واقفا مع أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه السلام يوم الجمل. فجاءه رجل حتى وقف بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين كبر القوم وكبرنا وهلل القوم وهللنا وصلى القوم وصلينا فعلام نقاتلهم ؟ فقال: على هذه الاية ” تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم ” فنحن الذين من بعدهم ” من بعد ما جائتهم البينات ولكن أختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما أقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ” فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا، فقال الرجل: كفر القوم ورب الكعبة ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله (2). 449 – عن عبد الحميد بن فرقد عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: قالت الجن: ان لكل شئ ذروة وذروة القرآن آية الكرسي (3). 450 – عن معوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: ” من ذا الذى يشفع عنده الا باذنه ” قال: نحن اولئك الشافعون (4). 451 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: [ ان الشياطين يقولون ] (5) لكل شئ ذروة، وذروة القرآن آية الكرسي، من قرأ آية الكرسي مرة صرف الله عنه ألف مكروه من مكاره الدنيا وألف مكروه من مكاره الاخرة، وأيسر مكروه الدنيا الفقر، وأيسر مكروه الاخرة عذاب القبر، وانى لاستعين بها على صعود الدرجة (6).
(1) البرهان ج 1: 239. (2) البرهان ج 1: 239. البحار ج 8: 152. الصافى ج 1: 212 (3) البحار ج 19: 67. (4) البحار ج 8: 42. البرهان ج 1: 242. (5) ليس فيما بين المعقفتين في نسخة البرهان وكذا ما يأتي (6) البحار ج 19: 67. البرهان ج 1: 245. (*)
[ 137 ]
452 – عن حماد عنه قال: رأيته جالسا متوركا برجله على فخذه، فقال [ له رجل عنده: جعلت فداك ] هذه جلسه مكروه ؟ فقال: لا ان اليهود قالت: ان الرب لما فرغ من خلق السموات والارض جلس على الكرسي هذه الجلسة ليستريح فأنزل الله ” الله لا اله الا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ” لم يكن متوركا كما كان (1). 453 – عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” وسع كرسيه السموات و الارض ” قال أبو عبد الله: السموات والارض وجميع ما خلق الله في الكرسي (2) 454 – عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” وسع كرسيه السموات والارض ” أوسع الكرسي السموات والارض ام السموات والارض وسعن الكرسي ؟ فقال: ان كل شئ في الكرسي (3). 455 – عن محسن المثنى (الميثمى ظ) عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أبو ذر: يا رسول الله ما أفضل ما أنزل عليك ؟ قال: آية الكرسي، ما السموات السبع والارضون السبع في الكرسي الا كحلقة ملقاة بأرض بلاقع (4) وان فضله على العرش كفضل الفلات على الحلقة (5). 456 – عن زرارة قال: سألت أحدهما عن قوله: ” وسع كرسيه السموات و الارض ” أيهما وسع الاخر ؟ قال: الارضون كلها والسموات كلها وجميع ما خلق الله في الكرسي (6). 457 – عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” وسع كرسيه ” السموات
(1) البرهان ج 1: 242. الصافى ج 1: 213. (2) البحار ج 14: 97. البرهان ج 1: 242. (3) الصافى ج 1: 214. البرهان ج 1: 242. (4) البلاقع جمع البلقع: الارض القفر وفى نسخة الصافى ” ملقاة في فلاة ” مكان ” ملقاة بارض بلاقع ” (5 – 6) البرهان ج 1: 242. الصافى ج 1: 214. (*)
[ 138 ]
والارض وسع الكرسي أو الكرسي وسع السموات والارض ؟ قال: لا بل الكرسي وسع السموات والارض، والعرش وكل شئ خلق الله في الكرسي (1) 458 – عن الاصبغ بن نباتة قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله ” وسع كرسيه السموات والارض ” فقال: ان السماء والارض وما فيهما من خلق مخلوق في جوف الكرسي وله أربعة املاك يحملونه باذن الله (2). 459 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” العروة الوثقى ” قال: هي الايمان بالله يؤمن بالله وحده (3). 460 – عن عبد الله بن أبى يعفور قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انى اخالط الناس فيكثر عجبى من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا لهم امانة وصدق ووفاء و أقوام يتولونكم ليس لهم تلك الامانة ولا الوفاء ولا الصدق ؟ قال: فاستوى أبو عبد الله، عليه السلام جالسا وأقبل على كالغضبان ثم قال: لا دين لمن دان بولاية امام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية امام عدل من الله، قال: قلت: لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء ؟ فقال: نعم لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال: اما تسمع لقول الله ” الله ولى لذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ” يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل امام عادل من الله، قال الله ” والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ” قال: قلت أليس الله عني بها الكفار حين قال: ” والذين كفروا ” قال: فقال: وأى نور للكافر وهو كافر فأخرج منه إلى الظلمات ؟ انما عنى الله بهذا انهم كانوا على نور الاسلام، فلما ان تولوا كل امام جاير ليس من الله خرجوا بولايتهم اياهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب لهم النار مع الكفار، فقال: ” اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ” (4). 461 – عن مسعدة بن صدقة قال: قص أبو عبد الله عليه السلام قصة الفريقين جميعا
(1) البرهان ج 1: 242 الصافى ج 1: 214. (2) البحار ج 14: 99. البرهان ج 1: 242. (3) البحار ج 15 (ج 1): 17. البرهان ج 1: 244. (4) ج 15 (ج 1): 129. البرهان ج 1: 244. (*)
[ 139 ]
في الميثاق حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين، فقال: ان الخير والشر خلقان من خلق الله فيهما المشية في تحويل ما يشاء فيما قدر فيها حال عن حال، والمشية فيما خلق لها من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير والشر، وذلك ان الله قال في كتابه ” الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ” فالنور هم آل محمد (ع) والظلمات عدوهم (1). 462 – عن مهزم الاسدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله تبارك وتعالى لاعذبن كل رعية دانت بامام ليس من الله وان كانت الرعية في أعمالها برة تقية ولاغفرن عن كل رعية دانت بكل امام من الله وان كانت الرعية في أعمالها سيئة قلت: فيعفو عن هؤلاء ويعذب هؤلاء ؟ قال: نعم ان الله يقول: ” الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ” ثم ذكر الحديث الاول حديث ابن أبى يعفور رواية محمد بن الحسين، وزاد فيه فأعداء على أمير المؤمنين هم الخالدون في النار، وان كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة والمؤمنون بعلي عليه السلام هم الخالدون في الجنة وان كانوا في اعمالهم [ مسيئة ] على ضد ذلك (2). 463 – عن أبى بصير قال: لما دخل يوسف على الملك قال له: كيف انت يا ابراهيم ؟ قال: انى لست بابراهيم انا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم، عليه السلام قال: وهو صاحب ابراهيم الذى حاج ابراهيم في ربه قال: وكان أربع مأة سنة شابا (3). 464 – عن أبان بن حجر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: خالف ابراهيم عليه السلام قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمهم، فقال ابراهيم: ” ربى الذى يحيى ويميت قال أنا احيى واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق
(1) البرهان ج 1: 244. (2) البرهان ج 1: 244. البحار ج 15 (ج 1): 129. (3) البرهان ج 1: 246. الصافى ج 1: 217 (*)
[ 140 ]
فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين ” (1) 465 – وعن حنان بن سدير عن رجل من أصحاب أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان أشد الناس عذابا يوم القيمة لسبعة نفر: أولهم ابن آدم الذى قتل أخاه، ونمرود بن كنعان الذى حاج ابراهيم في ربه (2) 466 – عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال انى يحيى هذه الله بعد موتها ” فقال: ان الله بعث على بنى اسرائيل نبيا يقال له إرميا، فقال: قل لهم ما بلد تنقيته من كرايم البلدان، وغرس (3) فيه من كرايم الغرس ونقيته من كل غريبة فاخلف فانبت خرنوبا قال: فضحكوا واستهزئوا به فشكاهم إلى الله، قال: فأوحى الله إليه: ان قل لهم ان البلد بيت المقدس والغرس بنو اسرائيل تنقيته من كل غريبة ونحيت عنهم كل جبار فاخلفوا فعملوا بمعاصي الله فلاسلطن عليهم في بلدهم من يسفك دمائهم وياخذ أموالهم، فان بكوا إلى فلم أرحم بكائهم وان دعوا لم استجب دعاءهم [ فشلتهم وفشلت ] ثم لاخربنها مائة عام ثم لاعمرنها، فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا: يا رسول الله ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم ؟ فعاود لنا ربك، فصام سبعا فلم يوح إليه شئ فأكل أكلة ثم صام سبعا فلم يوح إليه شئ فأكل أكلة ثم صام سبعا فلما ان كان يوم الواحد والعشرين أوحى الله إليه لترجعن عما تصنع أتراجعنى في امر قضيته أو لاردن وجهك على دبرك ؟ ثم أوحى إليه قل لهم: لانكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فسلط الله عليهم بخت نصر فصنع بهم ما قد بلغك، ثم بعث بخت نصر إلى النبي فقال: انك قد نبئت عن ربك وحدثتهم بما أصنع بهم فان شئت فأقم عندي فيمن شئت وان شئت فاخرج فقال: لا بل اخرج فتزود عصيرا وتينا وخرج، فلما أن غاب (4) مد البصر التفت إليها فقال: ” انى يحيى هذه
(1) البرهان ج 1: 246. الصافى ج 1: 217. (2) البحار ج 5: 123 (3) والظاهر غرست كما في نسختي البحار والبرهان (4) وفى نسختي البحار والبرهان ” كان ” بدل ” غاب ” (*)
[ 141 ]
الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ” أماته غدوة وبعثه عشية قبل ان تغيب الشمس وكان أول شئ خلق منه عيناه في مثل غرقئ البيض (1) ثم قيل له: ” كم لبثت قال لبثت يوما ” فلما نظر إلى الشمس لم تغب قال: ” أو بعض يوم قال بل لبثت مأة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما ” قال: فجعل ينظر إلى عظامه كيف يصل بعضها إلى بعض ويرى العروق كيف تجرى، فلما استوى قائما قال: ” اعلم ان الله على كل شئ قدير ” وفى رواية هارون فتزود عصيرا ولبنا (2) 467 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الاية على رسول الله هكذا ” الم ترى إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له ” قال ما تبين لرسول الله انها في السموات ” قال رسول الله أعلم ان الله على كل شئ قدير ” سلم رسول الله صلى الله عليه واله للرب وآمن بقول الله فلما تبين له قال: أعلم ان الله على كل شئ قدير (3). 468 – أبو طاهر العلوى عن على بن محمد العلوى عن على بن مرزوق عن ابراهيم بن محمد قال: ذكر جماعة من أهل العلم ان ابن الكوا قال لعلى عليه السلام: يا أمير المؤمنين ما ولد اكبر من أبيه من أهل الدنيا ؟ قال: نعم أولئك ولد عزير حيث مر على قرية خربة، وقد جاء من ضيعة له تحته حمار ومعه شنة (4) فيها تين (5) وكوز فيه عصير فمر على قرية خربة فقال: أنى يحيى هذه الله بعد موتها ؟ فأماته الله مائة عام فتوالد ولده وتناسلوا ثم بعث الله إليه فأحياه في المولد الذى أماته فيه فاولئك ولده اكبر من أبيهم (6).
(1) الغرقئ: بياض البيض الذى يؤكل. (2) البحار ج 5: 358 (419 ص). البرهان ج 1: 248. (3) البرهان ج 1: 248. (4) الشنة: القربة الخلق. (5) وفى نسختي البحار والبرهان ” قتر ” وهو مصحفه. (6) البحار ج 5: 358. (421 ص). البرهان ج 1: 350. الصافى ج 1: 222 (*)
[ 142 ]
469 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول ابراهيم عليه السلام ” رب أرنى كيف تحيى الموتى ” قال أبو عبد الله عليه السلام: لما ارى ابراهيم ملكوت السموات والارض رأى رجلا يزنى فدعا عليه فمات، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات حتى رأى ثلثة فدعا عليهم فماتوا، فأوحى الله إليه أن يا ابراهيم ان دعوتك مجابة فلا تدع على عبادي، فانى لو شئت لم أخلقهم، انى خلقت خلقي على ثلثة أصناف: عبدا يعبدني لا يشرك بى شيئا فأثيبه، وعبدا يعبد غيرى فلن يفوتنى، وعبدا يعبد غيرى فاخرج من صلبه من يعبدني ثم التفت فراى جيفة علي ساحل بعضها في الماء وبعضها في البر يجئ سباع البر فيأكل بعضها بعضا وفسد بعضها عن بعض فيأكل بعضها بعضا (1) فعند ذلك تعجب ابراهيم مما رأى، ” وقال رب أرنى كيف تحيى الموتي ” ؟ كيف يخرج ما تناسخ، هذه امم أكل بعضها بعضا ” قال: أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ” يعنى حتى ارى هذا كما رأى الله (2) الاشياء كلها، قال: خذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا وتقطعهن وتخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التى أكلت بعضها بعضا، ” ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا ” فلما دعاهن أجبنه وكانت الجبال عشرة. (3) 470 – وروى أبو بصير عن أبى عبد الله عليه السلام: وكانت الجبال عشرة وكانت الطيور الديك والحمامة والطاوس والغراب، وقال: فخذ أربعة من الطير فقطعهن
(1) قد اختلفت نسخ الكتاب هنا والظاهر الموافق لرواية الكافي هكذا ” فراى جيفة على ساحل البحر بعضها في الماء وبعضها في البر تجيئ سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا، ويجيئ سباع البر فتأكل منها فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ” (2) وفى نسخة البرهان ” كما ارانى الله ” وفى رواية الكافي ” كما رأيت الاشياء كلها ” وهو الظاهر. (3) البرهان ج 1: 251. البحار ج 5: البحار 131. الصافى ج 1: 223. (*)
[ 143 ]
بلحمهن وعظامهن وريشهن ثم امسك رؤسهن ثم فرقهن على عشرة جبال على كل جبل منهن جزءا، فجعل ما كان في هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل بريشه (1) و لحمه ودمه ثم يأتيه حتى يضع رأسه في عنقه حتى فرغ من اربعتهن (2) 471 – عن معروف بن خربوذ قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان الله لما أوحى إلى ابراهيم عليه السلام أن خذ أربعة من الطير، عمد ابراهيم فاخذ النعامة والطاوس والوزة (3) والديك فنتف ريشهن بعد الذبح ثم جعلهن في مهراسه (4) فهرسهن ثم فرقهن على جبال الاردن، وكانت يومئذ عشرة اجبال فوضع على كل جبل منهن جزءا ثم دعاهن بأسمائهن فأقبلن إليه سعيا، يعنى مسرعات، فقال ابراهيم عند ذلك أعلم ان الله على كل شئ قدير (5) 472 – عن علي بن اسباط ان أبا الحسن الرضا عليه السلام سئل عن قول الله: ” قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ” أكان في قلبه شك ؟ قال: لا ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه، قال: والجزء (6) واحد من العشرة (7) 473 – عن عبد الصمد بن بشير قال جمع لابي جعفر المنصور القضاة، فقال لهم: رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء ؟ فلم يعلموا كم الجزء واشتكوا إليه فيه، فأبرد بريدا إلى صاحب المدينة ان يسئل جعفر بن محمد عليه السلام: رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء فقد أشكل ذلك على القضاة فلم يعلموا كم الجزء ؟ فان هو أخبرك به والا فاحمله على البريد ووجهه إلى، فأتى صاحب المدينة ابا عبد الله عليه السلام فقال له: ان أبا جعفر بعث إلى أن اسئلك عن رجل أوصى بجزء
(1) وفى نسخة البحار ” برأسه “. (2) البحار ج 5: 132. البرهان ج 1: 251. (3) الوزة لغة في الاوز: البط. (4) المهراس: الهاون. (5) البحار ج 5: 132. البرهان ج 1: 251. (6) أي الجزء في قوله ” على كل جبل منهن جزءا ” كما يظهر ذلك مما ياتي ايضا. (7) البحار ج 5: 132. البرهان ج 5: 215. (*)
[ 144 ]
من ماله وسأل من قبله من القضاة فلم يخبروه ما هو، وقد كتب إلى ان فسرت ذلك له والا حملتك على البريد إليه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: هذا في كتاب الله بين ان الله يقول: لما قال ابراهيم ” رب أرنى كيف تحيى الموتى ” إلى قوله ” كل جبل منهن جزءا ” فكانت الطير أربعة والجبال عشرة، يخرج الرجل من كل عشرة أجزاء جزءا واحدا، وان ابراهيم دعا بمهراس فدق فيه الطيور جميعا، وحبس الرؤس عنده، ثم دعا بالذى أمر به فجعل ينظر إلى الريش كيف يخرج، والى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه مستويا فاهوى نحو ابراهيم فمال ابراهيم (1) ببعض الرؤس فاستقبله به، فلم يكن الرأس الذى استقبله به لذلك البدن حتى انتقل إليه غيره، فكان موافقا للرأس فتمت العدة وتمت الابدان (2) 474 – عن عبد الرحمن بن سيابة قال: ان امرأة أوصت إلى وقالت لي: ثلثى تقضى به دين ابن اخى، وجزء منه لفلانه، فسألت عنه بذلك ابن أبى ليلى ؟ فقال: ما أرى لها شيئا وما أدرى ما الجزء ؟ فسألت أبا عبد الله عليه السلام وأخبرته كيف قالت المرأة وما قال ابن أبى ليلى، فقال: كذب ابن أبى ليلى لها عشر الثلث ان الله امر ابراهيم عليه السلام فقال: ” اجعل على كل جبل منهن جزءا ” وكانت الجبال يومئذ عشرة وهو العشر من الشئ (3). 475 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في رجل أوصى بجزء من ماله فقال: جزء من عشرة، كانت الجبال عشرة وكان الطير الطاوس والحمامة والديك والهدهد فأمره الله أن يقطعهن ويخلطهن وأن يضع على كل جبل منهن جزءا وأن يأخذ رأس كل طير بيده، قال: فكان إذا أخذ رأس الطير منها بيده تطاير إليه ما كان منه حتى يعود كما كان (4) 476 – عن محمد بن اسمعيل عن عبد الله بن عبد الله قال: جاءني أبو جعفر بن سليمان الخراساني وقال: نزل بى رجل من خراسان من الحجاج فتذاكرنا الحديث فقال: مات لنا اخ
(1) وفى نسخة البحار ” فقال ابراهيم “. (2) البحار ج 5: 132 و 23: 49. البرهان ج 1: 251. الصافى ج 1: 224. (3 – 4) البحار ج 23: 250. البرهان ج 1: 251. (*)
[ 145 ]
بمرو وأوصى إلى بمائة ألف درهم وأمرني ان أعطى ابا حنيفة منها جزءا ولم أعرف الجزء كم هو مما ترك، فلما قدمت الكوفة أتيت أبا حنيفة فسألته عن الجزء فقال لى الربع، فأبى قلبى ذلك، فقلت: لا أفعل حتى أحج واستقصى المسألة فلما رأيت اهل الكوفة قد أجمعوا على الربع قلت لابي حنيفة لا سوءة (1) بذلك لك أوصى بها يا با حنيفة، ولكن أحج واستقصى المسألة فقال أبو حنيفة: وأنا اريد الحج. فلما أتينا مكة وكنا في الطواف فإذا نحن برجل شيخ قاعد قد فرغ من طوافه وهو يدعو ويسبح، إذا التفت أبو حنيفة فلما رآه قال: ان أردت ان تسئل غاية الناس فسل هذا فلا أحد بعده، قلت: ومن هذا ؟ قال: جعفر بن محمد عليه السلام، فلما قعدت واستمكنت إذ استدار أبو حنيفة خلف ظهر جعفر بن محمد عليه السلام فقعد قريبا منى فسلم عليه وعظمه وجاء غير واحد مزدلفين مسلمين عليه وقعدوا، فلما رأيت ذلك من تعظيمهم له اشتد ظهرى فغمزني أبو حنيفة (2) ان تكلم فقلت: جعلت فداك انى رجل من أهل خراسان وان رجلا مات وأوصى إلى بمائة ألف درهم وأمرني ان أعطى منها جزءا وسمى لى الرجل، فكم الجزء جعلت فداك ؟ فقال جعفر بن محمد عليه السلام: يا با حنيفة لك أوصى قل فيها ؟ فقال: الربع، فقال لابن أبى ليلى قل فيها، فقال: الربع، فقال جعفر عليه السلام: ومن أين قلتم الربع ؟ قالوا لقول الله: ” فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ” فقال أبو عبد الله عليه السلام لهم: – وانا أسمع هذا – قد علمت الطير أربعة فكم كانت الجبال ؟ انما الاجزاء للجبال ليس للطير، فقالوا: ظننا انها أربعة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ولكن الجبال عشرة (3) 477 – عن صالح بن سهل الهمداني عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ” الآية فقال: أخذ الهدهد والصرد والطاوس والغراب فذبحهن وعزل رؤسهن ثم نخر (4) أبدانهن بالمنخار
(1) وفى نسخة البحار ” لا سترة “. وفى نور الثقلين ” لا تسبق ” وهو الظاهر. (2) غمزه: كبسه باليد أي شده. وفى نور الثقلين ” فعمد أبو حنيفة أن يكلم “. (3) البحار ج 23: 50. البرهان ج 1: 251. (4) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة الصافى لكن في الاصل ونسخة البرهان ” تجزى ” (*)
[ 146 ]
بريشهن ولحومهن وعظامهن حتى اختلط، ثم جزاهن عشرة أجزاء على عشرة جبال، ثم وضع عنده حبا وماءا (1) ثم جعل مناقيرهن بين اصابعه ثم قال ايتنى سعيا باذن الله فتطايرت بعضهن إلى بعض اللحوم والريش والعظام حتى استوت بالابدان كما كانت وجاء كل بدن حتى التزق برقبته التى فيها المنقار. فخلى ابراهيم عن مناقيرها فرفعن وشربن من ذلك الماء، والتقطن من ذلك الحب، ثم قلن يا نبى الله احييتنا أحياك الله، فقال: بل الله يحيى ويميت، فهذا تفسيره في الظاهر، واما تفسيره في باطن القرآن قال: خذ أربعة من الطير ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك، ثم ابعثهم في أطراف الارض حججا لك على الناس، فإذا أردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم الاكبر يأتونك سعيا باذن الله (2) 478 – عن عمر بن يونس قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله [ له ] عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف، فذلك قول الله: ” والله يضاعف لمن يشاء ” فأحسنوا أعمالكم التى تعملونها لثواب الله قلت: وما الاحسان ؟ قال: إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك، وإذا صمت فتوق [ كل ] ما فيه فساد صومك وإذا حججت فتوق كل ما يحرم عليك في حجتك وعمرتك، قال: وكل عمل تعمله فليكن نقيا من الدنس. (3) 479 – عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له أرأيت المؤمن له فضل على المسلم في شئ من المواريث والقضايا والاحكام حتى يكون للمؤمن أكثر مما يكون للمسلم في المواريث أو غير ذلك ؟ قال: لا هما يجريان في ذلك مجرى واحد إذا حكم الامام عليهما ولكن للمؤمن فضلا على المسلم في أعمالهما يتقربان به إلى الله، قال: فقلت: أليس الله يقول: ” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ” وزعمت انهم مجتمعون على الصلوة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن ؟ قال: فقال: أليس
(1) هذا هو الصحيح الموافق للصافى لكن في الاصل والبرهان ” اكبادها ” بدل ” حبا وماءا “. (2) البرهان ج 1: 252. الصافى ج 1: 224. (3) البحار ج 15 (ج 2): 179. البرهان ج 1: 252. الصافى ج 1: 225. (*)
[ 147 ]
الله قد قال: ” والله يضاعف لمن يشاء أضعافا كثيرة ” فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله لهم الحسنات لكل حسنة سبعين ضعفا، فهذا من فضلهم ويزيد الله المؤمن في حسناته على قدر صحة ايمانه أضعافا مضاعفة كثيرة، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء (1). 480 – عن المفضل بن محمد الجعفي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ” قال: الحبة فاطمة صلى الله عليها والسبع السنابل من ولدها سابعهم قائمهم، قلت الحسن ؟ قال: ان الحسن امام من الله مفترض طاعته ولكن ليس من السنابل السبعة أولهم الحسين وآخرهم القائم، فقلت: قوله ” في كل سنبلة مائة حبة ” قال: يولد الرجل منهم في الكوفة مائة من صلبه وليس ذاك الا هؤلاء السبعة (2). 481 – عن محمد الواشي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا احسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله لكل حسنة سبعمائة ضعف، وذلك قول الله تبارك وتعالى ” والله يضاعف لمن يشاء ” (3). 482 – عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن جعفر بن محمد وأبى جعفر (ع) في قول الله: ” يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ” إلى آخر الآية قال: نزلت في عثمان وجرت في معاوية وأتباعهما. (4) 483 – عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” يا ايها الذين آمنوا
(1) البرهان ج 1: 253. (2) البرهان ج 1: 253. وأخرجه المحدث الحر العاملي ” ره ” في كتاب اثبات الهداة ج 7: 95. عن هذا الكتاب مختصرا ثم قال ما لفظه: اقول: هؤلاء السبعة من جملة الاثنى عشر وليس فيه اشعار بالحصر كما هو واضح، ولعل السابع من الصادق (ع) لانه هو المتكلم بهذا الكلام ” انتهى “. (3) البحار ج 15 (ج 2): 179. البرهان ج 1: 253. الصافى ج 1: 225. (4) البحار ج 8: 217. البرهان ج 1: 253. الصافى ج 1: 225. (*)
[ 148 ]
لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ” لمحمد وآل محمد عليه الصلوة والسلام هذا تأويل قال: انزلت في عثمان (1) 484 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ” إلى قوله: ” لا يقدرون على شئ مما كسبوا ” قال: ” صفوان ” أي حجر (2) ” والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ” فلان وفلان وفلان ومعوية وأشياعهم (3) 485 – عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام قال: في قوله ” والذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله ” قال: انزلت في على عليه السلام (4) 486 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ” ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله ” قال: على أمير المؤمنين أفضلهم، وهو ممن ينفق ماله ابتغاء مرضات الله (5) 487 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام ” اعصار فيه نار ” قال: ريح (6) 488 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ” قال كان في اناس على عهد رسول الله صلى الله عليه واله يتصدقون بأشر ما عندهم من التمر الرقيق القشر، الكبير النواء يقال له المعافارة ففى ذلك انزل الله ” ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ” (7) 489 – عن أبى بصير قال سألت أبا عبد الله ” ومما أخرجنا لكم من الارض “
(1) البحار ج 8: 217. البرهان ج 1: 253. (2) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الاصل ” وجحدوا “. مكان ” أي حجر ” فسر الصفوان بالحجر (3) البحار ج 9: 217. البرهان ج 1: 254. (4) الصافى ج 1: 226. البرهان ج 1: 254. (5) البرهان ج 1: 254. (6) البحار ج 20: 38. البرهان ج 1: 254. (7) البرهان ج 1: 254. الصافى ج 1: 226. (*)
[ 149 ]
قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا امر بالنخل ان يزكى يجئ قوم بالوان من التمر هو من أردى التمر يؤدونه عن زكوتهم، تمر يقال له الجعرود والمعافارة، قليلة اللحاء (1) عظيمة النوا فكان بعضهم يجئ بها عن التمر الجيد، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تخرصوا هاتين (2) ولا تجيئوا منها بشئ وفى ذلك انزل الله ” يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ” إلى قوله ” الا ان تغمضوا فيه ” والاغماض ان يأخذ هاتين التمرين من الثمر، وقال: لا يصل إلى الله صدقة من كسب حرام (3) 490 – عن رفاعة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” الا ان تغمضوا فيه ” فقال: رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعث عبد الله بن رواحة فقال: لا تخرصوا جعرورا ولا معافارة: وكان الناس يجيئون بتمر سوء، فانزل الله جل ذكره ” ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه ” وذكر ان عبد الله خرص عليهم تمر سوء، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: يا عبد الله لا تخرص جعرورا ولا معافارة (4). 491 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ” قال: كانت بقايا في أموال الناس أصابوها من الربوا ومن [ المكاسب ] الخبيثة قبل ذلك، فكان احدهم يتيممها فينفقها ويتصدق بها فنهيهم الله عن ذلك (5). 492 – عن ابى الصباح عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ” قال: كان الناس حين أسلموا عندهم مكاسب من الربا، ومن أموال خبيثة، فكان الرجل يتعمدها من بين ماله فتصدق بها، فنهيهم الله عن ذلك وان الصدقة لا تصلح الا من
(1) اللحاء بكسر اللام: القشر. (2) خرص التمر وغيره: قدره. (3) البحار ج 20: 13. البرهان ج 1: 254. الصافى ج 1: 227. (4) البرهان ج 1: 254. البحار ج 20: 13. (5) الوسائل (ج 2) ابواب الصدقة باب 46. البحار ج 20: 44. البرهان ج 1: 255. (*)
[ 150 ]
كسب طيب (1). 493 – عن اسحق بن عمار عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: كان أهل المدينة يأتون بصدقة الفطر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وفيه عذق (2) يسمى الجعرود وعذق يسمى معافارة، كانا عظيم نواهما، رقيق لحاهما، في طعمهما مرارة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله للخارص: لا تخرص عليهم هذين اللونين لعلهم يستحيون لا يأتون بهما، فأنزل الله ” يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ” إلى قوله ” تنفقون ” (3) 494 – عن محمد بن خالد الضبى قال: مر ابراهيم النخعي على أمرأة وهى جالسة على باب دارها بكرة وكان يقال لها ام بكر، وفى يدها مغزل تغزل به، فقال: يا ام بكر اما كبرت ألم يأن لك ان تضعى هذا المغزل فقالت: وكيف أضعه وسمعت على بن أبيطالب أمير المؤمنين عليه السلام يقول: هو من طيبات الكسب (4). 495 – عن هارون بن خارجة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له إنى افرح من غير فرح أراه في نفسي ولا في مالى ولا في صديقى، وأحزن من غير حزن أراه في نفسي ولا في مالى ولا في صديقى ؟ قال: نعم ان الشيطان يلم بالقلب (5) فيقول: لو كان لك عند الله خيرا ما أراك عليك عدوك ولا جعل بك إليه حاجة هل تنتظر الا مثل الذى انتظر الذين من قبلك فهل قالوا شيئا، فذاك الذى يحزن من غير حزن واما الفرح فان الملك يلم بالقلب فيقول: ان كان الله أراك عليك عدوك وجعل بك إليه حاجة، فانما هي ايام قلائل أبشر بمغفرة الله وفضل وهو قول الله: ” الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ” (6).
(1) البحار ج 20: 44. البرهان ج: 255. (2) العذق من النخل: هو كالعنقود من العنب. (3) البحار ج 20: 13. البرهان ج 1: 255. الصافى ج 1: 227. (4) الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 61. البرهان ج 1: 255. (5) من اللمة بمعنى الدنو وفى الحديث لابن آدم لمتان: لمة من الملك ولمة من الشيطان أي دنو. (6) البرهان ج 1: 255. البحار ج 15 (ج 2): 38. (*)
[ 151 ]
496 – عن أبى بصير قال: سألته عن قول الله ” ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا ” قال: هي طاعة الله ومعرفة الامام (1) 497 – عن أبى بصير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ” ومن يؤتى الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا ” قال: معرفة الامام واجتناب الكبائر التى أوجب الله عليها النار (2) 498 – عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” ومن يؤتى الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا ” فقال: ان الحكمة المعرفة والتفقه في الدين، فمن فقه منكم فهو حكيم، وما من احد يموت من المؤمنين احب إلى ابليس من فقيه (3) 499 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ” قال: ليس تلك الزكوة ولكنه الرجل يتصدق لنفسه والزكوة علانية ليس بسر (4) 500 – عن جابر الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله يبغض الملحف. (5) 501 – عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قوله: ” الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ” قال: ليس من الزكوة. (6) 502 – عن أبى اسحق قال كان لعلى بن أبى طالب (ع) أربعة دراهم لم يملك غيرها، فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم علانية، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه واله فقال: يا على ما حملك على ما صنعت ؟ قال: إنجاز موعود الله، فأنزل الله ” الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ” الآية (7)
(1 – 2) البحار ج 7: 108. البرهان ج 1: 254. الصافى ج 1: – 227. (3) البحار ج 7: 108. البرهان ج 1: 256. الصافى ج 1: 228. (4 – 5) البرهان ج 1: 256 وروى الاخير المحدث الحر العاملي: ” ره ” في الوسائل ج 2 ابواب لصدقة باب 31. الملحف: الملح في السؤال. (6 – 7) البرهان ج 1: 256 – 257. الصافى ج 1: 229 (*)
[ 152 ]
503 – عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: آكل الربوا لا يخرج من الدنيا حتى يتخبطه الشيطان (1) 504 – عن زرارة قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يكون الربا الا فيما يوزن ويكال (2) 505 – عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ” قال: الموعظة التوبة (3) 506 – عن محمد بن مسلم ان رجلا سأل أبا جعفر عليه السلام (4) وقد عمل بالربوا حتى كثر ماله بعد ان سأل غيره من الفقهاء، فقالوا له: ليس يقيك منك شئ الا أن ترده إلى أصحابه، فلما قص على ابى جعفر عليه السلام قال له أبو جعفر: مخرجك في كتاب الله قوله ” فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ” والموعظة التوبة (5) 507 – عن سالم بن أبى حفصة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله يقول: ليس من شئ الا وكلت به من يقبضه غيرى الا الصدقة، فانى أتلقفها بيدى تلقفا (6) [ حتى ] ان الرجل والمرأة يتصدق بالتمرة وبشق تمرة فاربيها له كما يربى الرجل فلوه وفصيله (7) فيلقاني يوم القيامة وهى مثل احد وأعظم من أحد. (8)
(1) الوسائل ج 2 ابواب الربا باب 1 وفيه هكذا ” آكل الربا لا يقوم حتى يتخبطه اه ” البحار ج 23: 30. البرهان ج 1: 258. الصافى ج 1: 230 والتخبط: المس بالجنون وفى الدعاء واعوذ بك ان يتخبطني الشيطان أي يصرعني ويلعب بى. (2) البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 258. (3) الوسائل ج 2 ابواب الربا باب 5. البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 258. الصافى ج 1: 230 (4) وفى نسخة البرهان ” ابا عبد الله ع ” بدل ” ابا جعفر ع ” ولكن الظاهر هو المختار. (5) البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 258. (6) تلقف الشئ: تناوله بسرعة. (7) الفلو: ولد الفرس والفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن امه. (8) البرهان ج 1: 258. الصافى ج 1: 231. (*)
[ 153 ]
508 – عن محمد القمام عن على بن الحسين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله قال: ان الله ليربى لاحدكم الصدقة كما يربى أحدكم ولده حتى يلقاه يوم القيمة وهو مثل احد. (1) 509 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى أنا خالق كل شئ وكلت بالاشياء غيرى الا الصدقة، فانى أقبضها بيدى حتى ان الرجل أو المرأة يصدق بشقة التمرة فأربيها له كما يربى الرجل منكم فصيله وفلوه، حتى اتركه يوم القيمة أعظم من احد. (2) 510 – عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: انه ليس شئ الا وقد وكل به ملك غير الصدقة فان الله يأخذ بيده ويربيه كما يربى أحدكم ولده حتى يلقاه يوم القيمة وهى مثل احد. (3) 511 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام عن الرجل يكون عليه الدين إلى أجل مسمى فيأتيه غريمه فيقول: أنقذني فقال. لا أرى به بأسا لانه لم يزد على رأس ماله، وقال الله ” فلكم رؤس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون “. (4) 512 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان التوبة مطهرة من دنس الخطيئة، قال: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربوا ان كنتم مؤمنين ” إلى قوله ” لا تظلمون ” فهذا ما دعا الله إليه عباده من التوبة، ووعد عليها من ثوابه، فمن خالف ما أمره الله به من التوبة سخط الله عليه، وكانت النار أولى به وأحق. (5) 513 – عن معوية بن عمار الدهنى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: من أراد أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله فلينظر معسرا أو ليدع
(1) الوسائل ج 2 ابواب الصدقة باب 6. البرهان ج 1: 258. (2) الوسائل ج 2 ابواب الصدقة باب 6. البرهان ج 1: 258. الصافى ج 1: 231. (3) الوسائل ج 2 ابواب الصدقة باب 6. البرهان ج 1: 259. (4) البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 259 (5) الوسائل ج 2 ابواب الربا باب 1. البحار ج 23: 37. البرهان ج 1: 261 (*)
[ 154 ]
له من حقه. (1) 514 – عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله: من سره أن يقيه الله من نفحات جهنم فلينظر معسرا أو ليدع له من حقه. (2) 515 – عن القاسم بن سليمان عن أبى عبد الله عليه السلام ان أبا اليسر رجل من الانصار من بنى سليمة، قال رسول الله صلى الله عليه واله: أيكم يحب ان ينفصل من فور جهنم (3) فقال القوم: نحن يا رسول الله، فقال: من أنظر غريما أو وضع لمعسر. (4) 516 – عن اسحق بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما للرجل أن يبلغ من غريمه ؟ قال: لا يبلغ به شيئا الله أنظره (5) 517 – عن أبان عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى عليه واله وسلم في يوم حار: من سره أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله فلينظر غريما أو ليدع لمعسر (6) 518 – عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال: يبعث الله قوما (7) من تحت العرش يوم القيمة وجوههم من نور، ولباسهم من نور، ورياشهم من نور جلوس على كراسي من نور، قال: فيشرف الله لهم على الخلق فيقولون: هؤلاء الانبياء فينادى مناد من تحت العرش: هؤلاء ليسوا بأنبياء قال: فيقولون: هؤلاء شهداء ؟ قال فينادى مناد من تحت العرش ليس هؤلاء شهداء ولكن هؤلاء ييسرون على المؤمنين وينظرون المعسر حتى ييسر (8) 519 – عن ابن سنان عن أبى حمزة قال: ثلثة يظلهم الله يوم القيمة يوم لا ظل الا ظله
(1) البحار ج 23: 37. البرهان ج 1: 261. (2 و 4 و 5 و 6) كتاب الوسائل ج 2 ابواب الدين باب 25. البحار ج 23: 37. البرهان ج 1: 261. (3) فور جهنم: غليانها. (7) وفى نسخة البرهان ” اقواما “. (8) الوسائل ج 2 ابواب الدين باب 25. البحار 23: 37. البرهان ج 1: 261. (*)
[ 155 ]
رجل دعته امرأة ذات حسن إلى نفسها فتركها وقال: انى اخاف الله رب العالمين، ورجل أنظر معسرا أو ترك له من حقه، ورجل معلق قلبه بحب المساجد ” وان تصدقوا خير لكم ” يعنى ان تصدقوا بمالكم عليه فهو خير لكم، فليدع معسرا أو ليدع له من حقه نظرا. قال أبو عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أنظر معسرا كان له على الله في كل يوم صدقة بمثل ماله عليه حتى يستوفى حقه (1). 520 – عن عمر بن سليمان عن رجل من أهل الجزيرة قال: سأل الرضا عليه السلام رجل فقال له: جعلت فداك ان الله تبارك وتعالى يقول: فنظرة إلى ميسرة فأخبرني عن هذه النظرة التى ذكرها الله لها حد يعرف إذا صار المعسر لا بد له من ان ينظر وقد اخذ مال هذا الرجل وانفق على عياله وليس له غلة ينتظر ادراكها، ولا دين ينتظر محله، ولا مال غائب ينتظر قدومه ؟ قال: نعم ينتظر بقدر ما ينتهى خبره إلى الامام فيقضى عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان انفقه في طاعة الله، فان كان انفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام، قلت: فمال هذا الرجل الذى ائتمنه وهو لا يعلم فيم أنفقه في طاعة الله أو معصيته ؟ قال: يسعى له في ماله فيرده وهو صاغر (2). 521 – عن ابن سنان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام متى يدفع إلى الغلام ماله ؟ قال: إذا بلغ وأنس منه رشد، ولم يكن سفيها أو ضعيفا قال: قلت فان منهم من يبلغ خمس عشر سنة وست عشر عشر سنة ولم يبلغ ؟ قال: إذا بلغ ثلث عشرة سنة جاز أمره الا أن يكون سفيها أو ضعيفا، قال: قلت وما السفيه والضعيف ؟ قال: السفيه الشارب الخمر، والضعيف الذى يأخذ واحدا باثنين (3) 522 – عن يزيد بن اسامة (4) عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله الله: ” ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ” قال: ما ينبغى لاحد إذا ما دعى إلى الشهادة
(1) الوسائل ج 2 ابواب الدين باب 25. البحار ج 23: 37. البرهان ج 1: 261. (2 – 3) البحار ج 23: 37 – 39. البرهان ج 1: 262. الصافى ج 1: 33 (4) كذا في الاصل وتوافقه نسخة الوسائل وفى نسخة البرهان ” زيد بن ابى اسامة ” والظاهر تصحيف الكل والصحيح ” عن زيد أبى اسامة ” وهو المعروف بزيد الشحام يروى عن أبي عبد الله (ع) وغيره (*)
[ 156 ]
ليشهد عليها أن يقول: لا اشهد لكم (1) 523 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن موسى عليه السلام في قول الله: ” ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ” قال: إذا دعاك الرجل تشهد على دين أو حق لا ينبغى لاحد أن يتقاعس عنها (2) 524 – عن أبى الصباح عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ” قال: قال: قبل الشهادة قال: لا ينبغى لاحد إذا ما دعى للشهادة شهد عليها (3) أن يقول: لا أشهد لكم وذلك قبل الكتاب (4). 525 – عن محمد بن عيسى عن أبى جعفر عليه السلام قال: لا رهن الا مقبوضا (5) 526 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: ” ولا تكتموا الشهادة ” قال: بعد الشهادة (6). 527 – عن هشام عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ولا يأب الشهداء ” قال: قبل الشهادة (7). 528 – عن سعدان عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ” قال: حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من
(1) البحار ج 24: 319. البرهان ج 1: 264. الوسائل ج 3 كتاب الشهادت باب 1. (2) البحار ج 24: 319. البرهان ج 1: 264. ويتقاعس عن الشهادة: أي يتأخر عنها ولم يشهد من قولهم تقاعس الرجل عن الامر إذا تأخر ورجع إلى خلف ولم يتقدم فيه. (3) وفى نسخة البرهان ” ان يشهد عليها “. (4) البحار ج 24: 19، البرهان ج 1: 264 (5 – 6) البحار ج 23: 38. البرهان ج 1: 264 (7) البحار ج 24: 19. البرهان ج 1: 264. (*)
[ 157 ]
حبهما (1). 529 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله فرض الايمان على جوارح بنى آدم وقسم عليها وفرقه فيها فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به اختها فمنها قلبه الذى به يعقل ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه الذى لا يرد الجوارح ولا يصدر الا عن رأيه وأمره. فاما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بان لا اله الا هو وحده لا شريك له الها واحدا. لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عند الله من نبى أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله تعالى: ” الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا ” وقال: ” الا بذكر الله تطمئن القلوب ” وقال ” الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ” وقال: ” ان تبدوا ما في انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ” فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الايمان (2) 530 – عن عبد الصمد بن بشير قال ذكر عند أبى عبد الله عليه السلام بدؤ الاذان فقال: ان رجلا من الانصار رأى في منامه الاذان فقصه على رسول الله صلى الله عليه واله فأمره رسول الله صلى الله عليه واله أن يعمله بلالا، فقال أبو عبد الله كذبوا ان رسول الله صلى الله عليه واله كان نائما في ظل الكعبة فأتيه جبرئيل عليه السلام ومعه طاس فيه ماء من الجنة، فأيقظه وامره ان يغتسل به ثم وضع في محمل له ألف ألف لون من نور، ثم صعد به حتى انتهى إلى أبواب السماء، فلما رأته الملئكة نفرت عن أبواب السماء وقالت: إلهين اله في الارض واله في السماء فأمر الله جبرئيل فقال: الله اكبر الله أكبر، فتراجعت الملائكة نحو أبواب السماء وعلمت انه مخلوق ففتحت الباب، فدخل رسول الله صلى الله عليه واله حتى انتهى إلى السماء الثانية، فنفرت الملئكة عن أبواب السماء فقالت: الهين اله في الارض واله في السماء فقال جبرئيل: أشهد ان لا اله الا الله [ اشهد ان لا اله الا الله ]
(1) البرهان ج 1: 267. الصافى ج 1: 237 (2) البرهان ج 1: 267، البحار ج 21: 117 (*)
[ 158 ]
فتراجعت الملئكة وعلمت انه مخلوق، ثم فتح الباب فدخل عليه السلام، و مر حتى انتهى إلى السماء الثالثة، فنفرت الملئكة عن ابواب السماء فقال جبرئيل: اشهد أن محمدا رسول الله [ أشهد أن محمدا رسول الله ] فتراجعت الملئكة وفتح الباب، ومر النبي صلى الله عليه واله حتى انتهى إلى السماء الرابعة، فإذا بملك وهو على سرير تحت يده ثلثمائة ألف ملك تحت كل ملك ثلثماثة ألف ملك [ فهم النبي صلى الله عليه واله بالسجود وظن انه ] فنودى أن قم قال: فقام الملك على رجليه [ قال: فعلم النبي صلى الله عليه واله وسلم انه عبد مخلوق قال ] فلا يزال قائما إلى يوم القيمة. قال وفتح الباب ومر النبي صلى الله عليه واله حتى انتهى إلى السماء السابعة، قال: وانتهى إلى السدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جاوزني مخلوق قبلك، ثم مضى فتدانى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله إلى عبده ما أوحى، قال: فدفع إليه كتابين كتاب أصحاب اليمين بيمينه وكتاب أصحاب الشمال بشماله، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر فيه فإذا فيه اسماء أهل الجنة واسماء آبائهم و قبائلهم. قال: فقال الله ” آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه ” فقال رسول الله صلى الله عليه واله ” كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ” فقال الله ” وقالوا سمعنا وأطعنا ” فقال النبي صلى الله عليه واله ” غفرانك ربنا واليك المصير ” قال الله: ” لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ” قال النبي صلى الله عليه واله: ” ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ” قال: فقال الله قد فعلت، فقال النبي صلى الله عليه واله: ” ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ” فقال: قد فعلت، فقال النبي صلى الله عليه واله: ” ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ” كل ذلك يقول الله قد فعلت، ثم طوى الصحيفة فامسكها بيمينه. وفتح الاخرى صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها اسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان هؤلاء قوم لا يؤمنون، فقال الله: يا
[ 159 ]
محمد فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون، قال: فلما فرغ من مناجات ربه رد إلى البيت المعمور وهو في السماء السابعة بحذاء الكعبة، قال: فجمع له النبيين و المرسلين والملئكة ثم أمر جبرئيل فأتم الاذان وأقام الصلوة وتقدم رسول الله صلى الله عليه واله فصلى بهم فلما فرغ التفت إليهم فقال الله له: سل الذين يقرون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين، فسألهم يومئذ النبي صلى الله عليه واله ثم نزل ومعه صحيفتان، فدفعهما إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال أبو عبد الله عليه السلام: فهذا كان بدء الاذان (1). 531 – عن عبد الصمد بن بشير (2) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أتى جبرئيل رسول الله صلى عليه واله وهو بالابطح بالبراق أصغر من البغل وأكبر من الحمار عليه ألف ألف محفة (3) من نور فشمس (4) حين أدناه منه ليركبه فلطمه جبرئيل عليه السلام لطمة عرق البراق منها، ثم قال: اسكن فانه محمد ثم زف به (5) من بيت المقدس إلى السماء فتطايرت الملئكة من أبواب السماء، فقال جبرئيل: الله اكبر الله اكبر فقالت المئلكة: عبد مخلوق، قال: ثم لقوا جبرئيل فقالوا: يا جبرئيل من هذا ؟ قال: هذا محمد فسلموا عليه ثم زف به إلى السماء الثانية، فتطايرت الملئكة فقال جبرئيل اشهد ان لا اله الا الله، أشهد ان لا اله الا الله. فقالت الملئكة: عبد مخلوق فلقوا جبرئيل فقالوا: من هذا ؟ فقال: محمد، فسلموا عليه فلم يزل كذلك في سماء سماء ثم اتم الاذان ثم صلى بهم رسول الله صلى الله عليه واله في السماء السابعة وأمهم رسول الله صلى الله عليه واله، ثم مضى به جبرئيل عليه السلام حتى انتهى به إلى موضع فوضع اصبعه على منكبه
(1) البحار ج 18: 164. البرهان ج 1: 267. (2) هذا هو الظاهر الموافق لنسختي البحار والبرهان لكن في نسخة الاصل كنسخة اثبات الهداة ” عبد الصمد بن مسيب “. (3) المحفة: مركب كالهودج. (4) أي أبى وامتنع. (5) أي اسرع. (*)
[ 160 ]
ثم رفعه فقال له: امض يا محمد، فقال له: يا جبرئيل تدعني في هذا الموضع ؟ قال: فقال له: يا محمد ليس لى ان أجوز هذا المقام، ولقد وطئت موضعا ما وطئه أحد قبلك ولا يطأه أحد بعدك، قال: ففتح الله له من العظيم ما شاء الله، قال: فكلمه الله ” آمن الرسول بما انزل إليه من ربه ” قال: نعم يا رب ” والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته و كتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ” قال الله تبارك وتعالى ” لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت ” قال محمد ” ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ” قال: قال الله: يا محمد من لامتك [ من ] بعدك ؟ فقال: الله أعلم، قال على أمير المؤمنين قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: والله ما كانت ولايته الا من الله مشافهة لمحمد صلى الله عليه واله (1). 532 – عن قتاده قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا قرأ هذه الآية ” آمن الرسول بما انزل إليه من ربه ” حتى يختمها قال: وحق الله ان لله كتابا قبل أن يخلق السموات و الارض بألفى سنة [ فوضعه ] عنده فوق العرش فأنزل آيتين فختم بهما البقرة فأيما بيت قرءا فيه لم يدخله شيطان (2). 533 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما قال: في آخر البقرة ما دعوا اجيبوا ” لا يكلف الله نفسا الا وسعها ” قال: ما افترض الله عليها ” لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ” وقوله: ” لا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا “. (3) 534 – عن عمرو بن مروان الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: رفعت عن أمتى أربع خصال ما اخطئوا وما نسوا وما اكرهوا عليه ولم يطيقوا، وذلك في كتاب الله قول الله تبارك وتعالى ” ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو
(1) البحار ج 6: 397. البرهان ج 1: 268، ونقله المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب اثبات الهداة ج 3: 540 مختصرا عن هذا الكتاب ايضا. (2 – 3) البرهان ج 1: 269. (*)
[ 161 ]
أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ” وقول الله: ” الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان “. (1) 535 – عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قرأ سورة البقرة وآل عمران جاءتا يوم القيمة تظلانه على رأسه مثل الغمامتين أو مثل الغيابتين (2)
(1) الوسائل ج 2 ابواب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر باب 25 البرهان ج 1: 269. (2) البرهان ج 1: 269. البحار ج 19: 67. وقد مضى قبل في اول السورة تحت رقم 2 بهذا السند ايضا. (*)
[ 162 ]
بسم الله الرحمن الرحيم من سورة آل عمران 1 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى ” آلم الله لا اله الا هو الحى القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التورية والانجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان ” قال: هو كل أمر محكم والكتاب هو جملة القرآن الذى يصدق فيه من كتاب قبله من الانبياء. (1) 2 – عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ” قال امير المؤمنين والائمة (ع) ” واخر متشابهات ” فلان وفلان وفلان ” فاما الذين في قلوبهم زيغ ” أصحابهم وأهل ولايتهم ” فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ” (2) 3 – وسئل أبو عبد الله عن المحكم والمتشابه، قال: المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهله (3) 4 – عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام يقول: ان القرآن محكم ومتشابه
(1) البرهان ج 1: 269. (2) البحار ج 7: 47، البرهان ج 1: 271. (3) البحار ج 19: 93. البرهان ج 1: 271. وقد مر ايضا بعض الاحاديث في معنى المحكم والمتشابه في مقدمة الكتاب ص 11 فراجع. (*)
[ 163 ]
فاما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به، واما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به هو قول الله ” فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ” والراسخون في العلم هم آل محمد. (1) 5 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ان رجلا قال لامير المؤمنين عليه السلام: هل تصف ربنا نزداد له حبا وبه معرفة، فغضب وخطب الناس فقال: فيما عليك يا عبد الله بما دلك عليه القرآن من صفته وتقدمك فيه الرسول من معرفته، فائتم به واستضئ بنور هدايته، فانما هي نعمة وحكمة اوتيتها، فخذ ما اوتيت وكن من الشاكرين، وما كلفك الشيطان عليه مما ليس عليك في الكتاب فرضه ولا في سنة الرسول وائمة الهداة أثره فكل علمه إلى الله، ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك فتكون من الهالكين، واعلم يا عبد الله ان الراسخين في العلم هم الذين أغنيهم الله عن الاقتحام على السدد المضروبة (2) دون الغيوب اقرارا بجهل ما جهلوا (3) تفسير من الغيب المحجوب، فقالوا آمنا به كل من عند ربنا، وقد مدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما وسما تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عنه (4) رسوخا. (5)
(1) البحار ج 19: 93. البرهان ج 1: 271. (2) وفى نسختي البرهان والصافى ” في السدد ” بدل ” على السدد “. والاقتحام: الهجوم والدخول مغالبة. والسدد جمع السدة وهى الباب المغلق. (3) وفى نسخة البرهان ” فلزموا الاقرار بجملة ما جهلوا الخ “. (4) عن كنهه خ ل. (5) البحار ج 3 (من الطبع الجديد): 257. الصافى ج 1: 248. البرهان ج 1: 271. وقال المجلسي (ره) وفيه اشكال لدلالته على ان الراسخين في العلم في الاية غير معطوف على المستثنى كما دلت عليه الاخبار الكثيرة، وسيأتى القول فيه في كتاب الامامة الا ان يقال ان هذا الزام على من يفسر الاية كذلك أو يقال بالجمع بين التفسيرين على وجهين مختلفين. (*)
[ 164 ]
6 – عن بريد بن معوية قال: قلت لابي جعفر عليه السلام قول الله ” وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ” قال يعنى تأويل القرآن كله، الا الله والراسخون في العلم، فرسول الله افضل الراسخين، قد علمه الله جميع ما انزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله منزلا عليه شيئا لم يعلمه تأويله واوصياءه من بعده يعلمونه كله، فقال الذين لا يعلمون: ما نقول إذا لم نعلم تأويله فأجابهم الله ” يقولون آمنا به كل من عند ربنا ” والقرآن له خاص وعام وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه فالراسخون في العلم يعلمونه. (1) 7 – عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: ” وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ” نحن نعلمه. (2) 8 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: نحن الراسخون في العلم فنحن نعلم تأويله. (3) 9 – عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اكثروا من أن تقولوا ” ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ” ولا تأمنوا الزيغ. (4) 10 – عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما تتلذذ الناس في الدنيا والآخرة بلذة اكثر لهم من لذة النساء وهو قول الله ” زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ” إلى آخر الآية ثم قال: ان أهل الجنة ما يتلذذون بشئ في الجنة أشهى عندهم من النكاح لا طعام ولا شراب (5) 11 – عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” فيها أزواج مطهرة ” (6) قال:
(1 – 3) البحار ج 19: 27. الصافى ج 1: 247. البرهان ج 1: 271. (4) الصافى ج 1: 247. البرهان ج 1: 272. (5) البحار ج 3: 133. الصافى ج 1: 250. البرهان ج 1: 273. (6) كذا في نسخة الاصل والبرهان وفى نسخة البحار ” لهم فيها ازواج مطهرة ” و اما الاية بتمامها فهى قوله تعالى ” للذين أتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الانهار * (*)
[ 165 ]
لا يحضن ولا يحدثن (1) 12 – عن زرارة قال: قال أبو جعفر: من داوم على صلوة الليل والوتر و استغفر الله في كل وتر سبعين مرة، ثم واظب على ذلك سنة كتب من المستغفرين بالاسحار (2) 13 – عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قول الله تبارك وتعالى ” والمستغفرين بالاسحار ” قال: استغفر رسول الله صلى الله عليه واله في وتر سبعين مرة (3) 14 – عن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قال في آخر الوتر في السحر آستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة ودام على ذلك سنة كتبه الله من المستغفرين بالاسحار (4). 15 – وفى رواية اخرى عنه: وجبت له المغفرة (5) 16 – عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من استغفر الله سبعين مرة في الوتر بعد الركوع فدام على ذلك سنة كان من المستغفرين بالاسحار (6) 17 – عن مفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك تفوتنى صلوة الليل فاصلي الفجر فلى ان اصلى بعد صلوة الفجر ما فاتني من الصلوة وانا في صلوة (مصلائى ظ) قبل طلوع الشمس ؟ فقال: نعم ولكن لا تعلم به أهلك فتتخذونه سنة فيبطل قول الله عزوجل ” والمستغفرين بالاسحار ” (7). 18 – عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الاية ” شهد الله انه لا اله الا هو
* خالدين فيها وازواج مطهرة اه ” فلعل الحديث ورد في تفسير قوله تعالى (في سورة النساء الاية: 57) ” والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا لهم فيها ازواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا ” ويحتمل غير ذلك. (1) البحار ج 3: 331. البرهان ج 1: 273. (2) البحار ج 18: 575. البرهان ج 1: 273 (3 – 6) البحار ج 18: 575. البرهان ج 1: 273. (7) البحار ج 18: 575. البرهان ج 1: 273. (*)
[ 166 ]
والملئكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ” قال أبو جعفر: شهد. الله انه لا اله الا هو فان الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه وهو كما قال، فاما قوله ” والملئكة ” فانه اكرم الملئكة بالتسليم لربهم وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه واما قوله ” واولوا العلم قائما بالقسط ” ان اولى العلم الانبياء والاوصياء وهم قيام بالقسط، والقسط هو العدل في الظاهر، والعدل في الباطن امير المؤمنين عليه السلام (1) 19 – عن مرزبان القمى قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله ” شهد الله انه لا اله الا هو والملئكة واولوا العلم قائما بالقسط ” قال: هو الامام (2) 20 – عن اسمعيل رفعه إلى سعيد بن جبير قال: كان على الكعبة ثلثمأته وستون صنما، لكل حى من احياء العرب الواحد والاثنان فلما نزلت هذه الاية ” شهد الله انه لا اله الا هو ” إلى قوله ” العزيز الحكيم ” خرت الاصنام في الكعبة سجدا (3) 21 – عن محمد بن مسلم قال: سئلته عن قوله: ” ان الدين عند الله الاسلام ” فقال الدين فيه الايمان. (4) 22 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ” ان الدين عند الله الاسلام ” قال: يعنى الدين فيه الايمان (5) 23 – عن داود بن فرقد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قول الله ” قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ” فقد اتى الله بنى أمية الملك ؟ فقال ليس حيث تذهب الناس إليه، ان الله أتانا الملك وأخذه بنو امية، بمنزلة الرجل يكون له الثوب ويأخذه الآخر فليس هو للذى أخذه (6) 24 – عن الحسين بن زيد بن على عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يقول: لا ايمان لمن لا تقية له، ويقول قال الله: ” الا ان تتقوا
(1) الصافى ج 1: 250. البرهان ج 1: 273. (2) البحار ج 7: 41. البرهان ج 1: 273. (3 – 5) البرهان ج 1: 273 – 274. (6) البحار ج 7: 60. البرهان ج 1: 275. (*)
[ 167 ]
منهم تقية ” (1) 25 – [ عن زياد ] عن أبى عبيدة الحذاء قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت: بأبي أنت وأمى ربما خلا بى الشيطان فخبثت نفسي، ثم ذكرت حبى اياكم وانقطاعي اليكم فطابت نفسي، فقال: يا زياد ويحك وما الدين الا الحب الا ترى إلى قول الله تعالى ” ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ” (2) 26 – عن بشير الدهان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قد عرفتم في منكرين كثير واحببتم في مبغضين كثير وقد يكون حبا لله وفى الله ورسوله وحبا في الدنيا فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله، وما كان في الدنيا فليس في شئ ثم نفض يده (3) ثم قال: ان هذه المرجئة وهذه القدرية (4) وهذه الخوارج ليس منهم احد الا يرى انه على الحق، وانكم انما أحببتمونا في الله، ثم تلا ” اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم، وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا، ومن يطع الرسول فقد اطاع الله، ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ” (5) 27 – عن بريد بن معوية العجلى قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا فاخرج رجليه وقد تغلفتا وقال: اما والله ما جاءني من حيث جئت الا حبكم أهل البيت، فقال أبو جعفر عليه السلام: والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا، وهل الدين الا الحب [ ان الله يقول ” قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ” وقال: ” يحبون من هاجر إليهم ” وهل الدين الا الحب ] (6) 28 – عن ربعى بن عبد الله قال: قيل لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك
(1) الوسائل (ج 2) ابواب الامر بالمعروف باب 23. البرهان ج 1: 275 الصافى ج 1: 253 (2) البحار ج 7: 377. البرهان ج 1: 277. (3) من نفض الثوب ونحوه: حركه ليزول منه الغبار (4) قد مضى معنى القدرية والمرجئة قبل في ص 8 و 23 فراجع (5) البحار ج 7: 377. البرهان ج 1: 277. (6) البحار ج 7: 377. الصافى ج 1: 254. البرهان ج 1: 277. (*)
[ 168 ]
انا نسمى باسمائكم واسماء آبائكم فينفعنا ذلك ؟ فقال: أي والله وهل الدين الا الحب ؟ قال الله ” ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم “. (1) 29 – عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال: ” ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ” قال: نحن منهم ونحن بقية تلك العترة. (2) 30 – عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” ان الله اصطفى آدم ونوحا ” فقال: هو آل ابراهيم وآل محمد على العالمين، فوضعوا اسما مكان اسم. (3) 31 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما قضى محمد صلى الله عليه واله وسلم نبوته و استكملت ايامه أوحى الله يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذى عندك من الايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب في ذريتك فانى لم اقطع العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الانبياء الذين كانوا بينك وبين ابيك آدم، وذلك قول الله ” ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” وان الله جل وتعالى لم يجعل العلم جهلا ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرب ولا إلى نبى مرسل، ولكنه ارسل رسلا (4) من ملئكة فقال له كذا وكذا فأمرهم بما يحب ونهاهم عما يكره فقص عليه أمر خلقه بعلمه فعلم ذلك العلم وعلم انبياءه وأصفياءه من الانبياء والاعوان والذرية التى بعضها من بعض فذلك (قوله: ظ) ” فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ” فاما الكتاب فهو النبوة، واما الحكمة فهم الحكماء من الانبياء في الصفوة واما الملك العظيم فهم الائمة الهداة في الصفوة، وكل هؤلاء من الذرية التى بعضها
(1) البحار ج 7: 377. البرهان ج 1: 277. الصافى ج 1: 254 (2 – 3) البحار ج 7: 46. البرهان ج 1: 278. (4) رسولا خ ل. (*)
[ 169 ]
من بعض التى جعل فيهم البقية، وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق، حتى تنقضي الدنيا، وللعلماء وبولاة الامر الاستنباط للعلم والهداية. (1) 32 – عن أحمد بن محمد عن الرضا عن أبى جعفر عليه السلام من زعم انه قد فرغ من الامر فقد كذب لان المشية لله في خلقه يريد ما يشاء ويفعل ما يريد، قال الله ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” آخرها من أولها وأولها من آخرها، فإذا أخبرتم بشئ منها بعينه انه كائن وكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما أخبرتم عنه. (2) 33 – عن أبى عبد الرحمن عن ابى كلدة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الروح والراحة والرحمة والنصرة واليسر واليسار والرضا والرضوان والمخرج والفلج (3) والقرب والمحبة من الله ومن رسوله لمن أحب عليا وائتم بالاوصياء من بعده، حق على ان أدخلهم في شفاعتي، وحق على ربى ان يستجيب لى فيهم لانهم اتباعى ومن تبعني فانه منى، مثل ابراهيم جرى في ولايته (4) منى وأنا منه دينه دينى وديني دينه، وسنته سنتى وسنتى سنته، وفضلي فضله وأنا أفضل منه وفضلي له فضل وذلك تصديق قول ربى ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم “. (5) 34 – عن ايوب قال: سمعنى أبو عبد الله عليه السلام وانا اقرأ ” ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ” فقال لى وآل محمد كانت فمحوها وتركوا آل ابراهيم وآل عمران. (6) 35 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له ما الحجة في كتاب الله ان
(1) البحار ج 7: 46. البرهان ج 1: 279. (2) البرهان ج 1: 279. (3) الفلج: الفوز والظفر. (4) كذا في نسختي الاصل والبرهان لكن في نسخة البحار ” لانه ” مكان ” ولايته ” ولعله اظهر بالسياق. (5) البحار ج 7: 46. البرهان ج 1: 279. (6) البرهان ج 1: 279. البحار ج 7: 46. ونقله المحدث الحر العاملي في كتاب اثبات الهداة ج 3: 46. عن هذا الكتاب لكن فيه ” عن ابى ايوب ” عوض ” ايوب “. (*)
[ 170 ]
آل محمد هم اهل بيته ؟ قال: قول الله تبارك وتعالى ” ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد ” هكذا نزلت ” على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” ولا يكون الذرية من القوم الا نسلهم من اصلابهم (1) [ وقال: ” اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور وآل عمران و آل محمد (رواية ابى خالد القماط) عنه ] 36 – عن اسمعيل الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا قال: والمحرر للمسجد إذا وضعته [ أو ] دخل المسجد فلم يخرج [ من المسجد ] أبدا فلما ولدت مريم ” قالت رب انى وضعتها انثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وانى سميتها مريم وانى اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ” فساهم عليها النبيون فاصاب القرعة زكريا، وهو زوج اختها وكفلها وادخلها المسجد، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء، فكانت تصلى ويضيئ المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فقال: انى لك هذا قالت هو من عند الله ” فهنالك دعا زكريا ربه قال انى خفت الموالى من ورائي ” إلى ما ذكره الله من قصة زكريا ويحيى. (3) 37 – عن حفص البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” انى نذرت لك ما في بطني محررا ” المحرر يكون في الكنيسة ولا يخرج منها فلما وضعتها انثى ” قالت رب انى وضعتها انثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى ” ان الانثى تحيض فتخرج من المسجد والمحرر لا يخرج من المسجد. (5) 38 – وفى رواية حريز عن أحدهما قال نذرت ما في بطنها للكنيسة ان تخدم العباد، وليس الذكر كالانثى في الخدمة قال: فشبت فكانت تخدمهم وتناولهم حتى بلغت فأمر زكريا ان يتخذ لها حجابا دون العباد فكان يدخل عليها فترى عندها ثمرة
(1 – 2) البحار ج 7: 46. البرهان ج 1: 279. اثبات الهداة ج 3: 46. الصافى ج 1: 257. وما بين المعقفتين ليس في نسختي الصافى واثبات الهداة وما وقع بين الهلالين انما هو في نسختي البرهان والاصل دون غيرهما. (3 – 5) البحار ج 5: 318. البرهان ج 1: 282. الصافى ج 1: 258. (*)
[ 171 ]
الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء، فهنالك دعا وسأل ربه ان يهب له ذكرا فوهب له يحيى (1) 39 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال سمعته يقول: أوحى الله إلى عمران انى واهب لك ذكرا يبرئ الاكمة والابرص ويحيى الموتى باذن الله، ورسولا إلى بنى اسرائيل قال: فأخبر بذلك امرأته حنة، فحملت فوضعت مريم، فقال رب انى وضعتها انثى والانثى لا تكون رسولا، وقال لها عمران: انه ذكر يكون منها نبيا فلما رأت ذلك قالت ما قالت، فقال الله وقوله الحق ” والله أعلم بما وضعت ” فقال أبو جعفر عليه السلام: فكان ذلك عيسى بن مريم، فان قلنا لكم ان الامر يكون في أحدنا فكان في ابنه وابن ابنه وابن ابن ابنه، فقد كان فيه فلا تنكروا ذلك (2) 40 – عن سعد الاسكاف عن أبى جعفر عليه السلام قال: لقى ابليس عيسى بن مريم فقال: هل نالنى من حبائلك شئ ؟ قال: جدتك التى قالت ” رب انى وضعتها انثى ” إلى ” الشيطان الرجيم ” (3) 41 – عن سيف عن نجم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان فاطمة (ع) ضمنت لعلى عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت (4) وضمن لها على عليه السلام ما كان خلف الباب من نقل الحطب وأن يجئ بالطعام، فقال لها يوما: يا فاطمة هل عندك شئ ؟ قالت: لا والذى عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلثة ايام شئ نقريك به قال أفلا أخبرتني ؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه واله نهانى ان اسئلك شيئا فقال: لا تسألي ابن عمك شيئا ان جاءك بشئ عفو والا فلا تسئليه، قال: فخرج الامام عليه السلام فلقى رجلا فاستقرض منه دينارا، ثم أقبل به وقد أمسى فلقى مقداد بن الاسود، فقال للمقداد: ما أخرجك في هذه الساعة ؟ قال: الجوع والذى عظم حقك يا امير المؤمنين قال: قلت لابي جعفر: ورسول الله صلى الله عليه واله حى ؟ قال: ورسول الله صلى الله عليه واله حى قال: فهو أخرجنى وقد استقرضت دينارا وسأوثرك به، فدفعه إليه فاقبل فوجد رسول
(1 – 2) البحار ج 5: 319. البرهان ج 1: 282. الصافى ج 1: 258. (3) البرهان ج 1: 282. البحار ج 5: 334. (4) قم البيت: كنسه. (*)
[ 172 ]
الله صلى الله عليه واله جالسا وفاطمة تصلى وبينهما شئ مغطى، فلما فرغت أحضرت ذلك الشئ فإذا جفنة من خبز ولحم، قال: يا فاطمة انى لك هذا ؟ قالت: هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، فقال رسول الله صلى الله عليه واله ألا أحدثك بمثلك ومثلها ؟ قال: بلى قال: مثل زكريا إذا دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقا، قال: يا مريم انى لك هذا ؟ قالت: هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، فأكلوا منها شهرا وهى الجفنة التى يأكل منها القائم عليه السلام وهى عندنا (1) 42 – عن اسمعيل بن عبد الرحمن الجعفي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام يقول المغيرة بن عمر: ان الحائض تقضى الصلوة كما تقضى الصوم ؟ فقال: ماله لا وفقه الله ان امرأة عمران نذرت ما في بطنها محررا، والمحرر للمسجد لا يخرج منه أبدا، فلما وضعت مريم ” قالت رب انى وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى ” فلما وضعتها ادخلتها المسجد فلما بلغت مبلغ النساء أخرجت من المسجد، فما تجد أياما تقضيه وهى عليها (2) ان يكون الدهر في المسجد (3) 43 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان زكريا لما دعا ربه ان يهب له ذكرا فنادته الملئكة بما نادته به أحب أن يعلم ان ذلك الصوت من الله، أوحى إليه ان آية ذلك ان يمسك لسانه عن الكلام ثلثة ايام، قال: فلما امسك لسانه و لم يتكلم علم انه لا يقدر على ذلك الا الله، وذلك قول الله: ” رب اجعل لى آية قال آيتك الا تكلم الناس ثلثة ايام الا رمزا ” (4) 44 – عن حماد عمن حدثه عن أحدهما قال: لما سأل زكريا ربه ان يهب له ذكرا فوهب الله له يحيى فدخله من ذلك، فقال: ” رب اجعل لى آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلثة ايام الا رمزا ” فكان يؤمى برأسه وهو الرمز (5) 45 – عن اسمعيل الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام ” وسيدا وحصورا ” والحصور الذى يأبى النساء ” ونبيا من الصالحين ” (6)
(1) البحار ج 5: 317. البرهان ج 1: 282. الصافى ج 1: 259. (2) وفى بعض النسخ ” انى كانت تجد اياما تقضيها وهى عليها “. (3) البحار ج 5: 318. البرهان ج 1: 282 – 283. (4 – 6) البحار ج 5: 314 البرهان ج 1: 282 – 283. الصافى ج 1: 261. (*)
[ 173 ]
46 – عن حسين بن أحمد عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان طاعة الله خدمته في الارض، فليس شئ من خدمته تعدل الصلوة، فمن ثم نادت الملئكة زكريا وهو قائم يصلى في المحراب (1) 47 عن الحكم بن عيينه (2) قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله في الكتاب ” إذ قالت الملئكة يا مريم ان الله اصطفيك وطهرك واصطفيك على نساء العالمين ” اصطفاها مرتين والاصطفاء انما هو مرة واحدة، قال: فقال لى يا حكم ان لهذا تأويلا وتفسيرا، فقلت له ففسره لنا أبقاك الله، قال: يعنى اصطفاها اياها اولا من ذرية الانبياء المصطفين المرسلين، وطهرها من ان يكون في ولادتها من آبائها وامهاتها سفاحا واصطفاها بهذا في القرآن ” يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعى ” شكرا لله ثم قال لنبيه محمد صلى الله عليه واله يخبره بما غاب عنه من خبر مريم وعيسى يا محمد ” ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك ” في مريم وابنها وبما خصهما الله به وفضلهما وأكرمهما حيث قال: ” وما كنت لديهم ” يا محمد يعنى بذلك لرب الملئكة ” إذ يلقون اقلامهم أيهم يكفل مريم ” حين ائتمت من أبيها (3) 48 – وفى رواية اخرى عن ابن خرزاد ” ايهم يكفل مريم ” حين أئتمت من ابويها ” وما كنت لديهم ” يا محمد ” إذ يختصمون ” في مريم عند ولادتها بعيسى يكفلها ويكفل ولدها قال: فقلت له أبقاك الله فمن كفلها ؟ فقال: اما تسمع لقوله الآية وزاد على بن مهزيار في حديثه ” فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها انثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وانى سميتها مريم وانى اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ” قال: قلت: أكان يصيب مريم ما تصيب النساء من الطمث ؟ قال: نعم ما كانت الا امرأة من النساء (4)
(1) البرهان ج 1: 283. البحار ج 5: 314. (2) كذا في النسخ والظاهر انه تصحيف عتيبة كما في نور الثقلين (3 – 4) البرهان ج 1: 283. البحار ج 5: 315. (*)
[ 174 ]
وفى رواية اخرى ” إذ يلقون اقلامهم أيهم يكفل مريم ” قال: قال استهموا عليها فخرج سهم زكريا فكفل بها، وقال زيد بن ركانه اختصموا في بنت حمزة كما اختصموا في مريم، قال: قلت له جعلت فداك حمزة استن السنن والامثال كما اختصموا في مريم اختصموا في بنت حمزة ؟ قال نعم ” واصطفيك على نساء العالمين ” قال: نساء عالميها قال: وكانت فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين. 49 – عن الهذلى عن رجل قال: مكث عيسى عليه السلام حتى بلغ سبع سنين أو ثمان سنين فجعل يخبرهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، فأقام بين أظهرهم يحيى الموتى ويبرئ الاكمه والابرص، ويعلمهم التورية وأنزل الله عليه الانجيل لما أراد الله عليهم حجة (1) 50 – عن محمد بن ابى عمير عمن ذكره رفعه قال: ان أصحاب عيسى عليه السلام سألوه أن يحيى لهم ميتا قال: فاتي بهم إلى قبر سام بن نوح فقال له: قم باذن الله يا سام بن نوح قال: فانشق القبر ثم أعاد الكلام، فتحرك ثم أعاد الكلام فخرج سام بن نوح فقال له عيسى ايهما أحب اليك تبقى أو تعود ؟ قال: فقال: يا روح الله بل أعود انى لاجد حرقة الموت أو قال لذعة الموت في جوفى إلى يومى هذا. (2) 51 – عن أبان بن تغلب قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام هل كان عيسى بن مريم أحيى أحدا بعد موته كان له أكل ورزق ومدة وولد ؟ قال: فقال: نعم انه كان له صديق مواخ له في الله وكان عيسى يمر به فينزل عليه، وان عيسى غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه، فخرجت إليه امه فسألها عنه، فقالت امه: مات يا رسول الله فقال لها أتحبين أن ترينه قالت نعم، قال لها إذا كان غدا اتيتك حتي احييه لك باذن الله فلما كان من الغد أتاها فقال لها انطلقي معى إلى قبره فانطلقا حتى أتيا قبره، فوقف عيسى عليه السلام ثم دعا الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته أمه ورآها بكيا فرحمهما (3) عيسى، فقال له:
(1) البرهان ج 1: 284. البحار ج 5: 325. (2) البرهان ج 1: 284. البحار ج 5: 325. الصافى ج 1: 263. (3) وفى نسخة ” فرحمها “. (*)
[ 175 ]
أتحب أن تبقى مع امك في الدنيا ؟ قال: يا رسول الله بأكل وبرزق ومدة أو بغير مدة ولا رزق ولا أكل ؟ فقال له عيسى بل برزق وأكل ومدة تعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك، قال: فنعم إذا، قال: فدفعه عيسى عليه السلام إلى امه فعاش عشرين سنة وولد له (1) 52 – عن محمد الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان بين داود وعيسى بن مريم عليه السلام أربعمائة سنة، وكان شريعة عيسى انه بعث بالتوحيد والاخلاص وبما أوصى به نوح وابراهيم وموسى، وأنزل عليه الانجيل واخذ عليه الميثاق الذى أخذ على النبيين وشرع له في الكتاب اقام الصلوة مع الدين، والامر بالمعروف، والنهى عن المنكر و تحريم الحرام، وتحليل الحلال، وانزل عليه في الانجيل مواعظ وأمثال [ وحدود ] ليس فيها قصاص ولا أحكام حدود، ولا فرض مواريث وانزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى عليه السلام في التورية، وهو قول الله في الذى قال عيسى بن مريم لبنى اسرائيل ” ولاحل لكم بعض الذى حرم عليكم ” وأمر عيسى من معه ممن اتبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التورية والانجيل (2) 53 – عن ابن عمر عن بعض أصحابنا (3) عن رجل حدثه عن أبى عبد الله عليه السلام قال رفع عيسى بن مريم عليه بمدرعة (4) صوف من غزل مريم، ومن نسج مريم ومن خياطة مريم فلما انتهى إلى السماء نودى يا عيسى ألق عنك زينة الدنيا. (5) 54 – عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان امير المؤمنين عليه السلام سئل عن فضائله
(1) الصافى ج 1: 263. البرهان ج 1: 284. البحار ج 5: 324. (2) البحار ج 5: 323. البرهان ج 1: 284. الصافى ج 1: 264: وقال الفيض ” ره ” نسخ بعض احكام التوراة لا ينافى تصديقه كما لا يعود نسخ القرآن بعضه ببعض عليه بتناقض وذلك لان النسخ في الحقيقة بيان لانتهاء مدة الحكم وتخصيص في الازمان. (3) وفى بعض النسخ ” عن بعض اصحابه “. (4) المدرعة: جبة مشقوقة المقدم. والمدرعة عند اليهود: ثوب من كتان كان يلبسه عظيم احبارهم. (5) البحار ج 5: 349. البرهان ج 1: 285. (*)
[ 176 ]
فذكر بعضها، ثم قالوا له: زدنا فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله أتاه حبران من أحبار النصارى من أهل نجران فتكلما في أمر عيسى، فانزل الله هذه الاية ” ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم ” إلى آخر الاية فدخل رسول الله صلى الله عليه واله فأخذ بيد على والحسن والحسين و فاطمة، ثم خرج ورفع كفه إلى السماء وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة. قال: وقال أبو جعفر عليه السلام وكذلك المباهلة يشبك يده في يده يرفعها إلى السماء، فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه: والله لئن كان نبيا لنهلكن وان كان غير نبى كفانا قومه فكفا وانصرفا (1) 55 – عن محمد بن سعيد الازدي (2) عن موسى بن محمد بن الرضا عن أخيه أبى الحسن عليه السلام انه قال في هذه الاية ” قل تعالوا ندع ابنائنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ” ولو قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة، وقد علم ان نبيه مؤد عنه رسالاته، و ما هو من الكاذبين. (3) 56 – عن أبى جعفر الاحول قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما تقول قريش في الخمس ؟ قال: قلت: تزعم انه لها قال: ما انصفونا والله لو كان مباهلة ليباهلن بنا، ولئن كان مبارزة ليبارزن بنا ثم نكون وهم على سواء. (4) 57 – عن الاحول عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له شيئا (5) مما أنكر به الناس، فقال: قل لهم: ان قريشا قالوا: نحن أولوا القربى الذين هم لهم الغنيمة فقل لهم (6)
(1) البحار ج 6: 652. البرهان ج 1: 289. (2) وفى نسخة ” الاردني “. (3) البحار ج 6: 652. البرهان ج 1: 289. (4) البرهان ج 1: 290. البحار ج 20: 52. الوسائل (ج 2) ابواب قسمة الخمس باب 1. (5) هذا هو الظاهر في نسخة الاصل الموافق لنسخة البرهان ” سيما ” بدل ” شيئا “. (6) وفى نسخة ” فقيل لهم ” (*)
[ 177 ]
كان رسول الله صلى الله عليه واله لم يدع للبراز يوم بدر غير أهل بيته، وعند المباهلة جاء بعلى والحسن والحسين والفاطمة (ع)، أفيكون لهم المر ولهم الحلو ؟ ! (1) 58 – عن المنذر قال: حدثنا على عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية ” قل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ” الآية قال: أخذ بيد على وفاطمة وابنيهما (ع) فقال رجل من النصارى (اليهود خ ل) لا تفعلوا فتصيبكم عنت فلم يدعوه (2) 59 – عن عامر بن سعد قال: قال معوية لابي: ما يمنعك ان تسب ابا تراب ؟ قال: لثلث رويتهن (3) عن النبي صلى الله عليه واله لما نزلت آية المباهلة ” تعالوا ندعوا ابنائنا وابناءكم ” الاية أخذ رسول الله صلى الله عليه واله بيد على وفاطمة والحسن والحسين (ع) قال: هؤلاء اهلي (4). 60 – عن عبيد الله الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ” ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ” لا يهوديا يصلى إلى المغرب ولا نصرانيا يصلى إلى المشرق، ولكن كان حنيفا مسلما [ يقول كان على ] دين محمد صلى الله عليه واله (5) 61 – عن عمر بن يزيد عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال: أنتم والله من آل محمد قال: فقلت: جعلت فداك من أنفسهم ؟ قال: من أنفسهم والله – قالها ثلثا – ثم نظر إلى فقال لى: يا عمر ان الله يقول: ” ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي و الذين آمنوا والله ولى المؤمنين ” (6). 62 – عن على بن النعمان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ان اولي الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين ” قال: هم الائمة
(1) البرهان ج 1: 290. البحار ج 20: 52. (2) البرهان ج 1: 290. البحار ج 6: 652. (3) وفى نسخة البحار ” رأيتهن ” مكان ” رويتهن ” ولعله الظاهر. (4) البرهان ج 1: 290. البحار ج 6: 652. (5) البحار ج 5: 113. البرهان ج 1: 291. الصافى ج 1: 270 (6) البحار ج 15 (ج 1): 124. البرهان ج 1: 291. الصافى ج 1: 271. (*)
[ 178 ]
وأتباعهم (1). 63 – عن أبى الصباح الكنانى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله: ” ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين ” ثم قال على والله (2) على دين ابراهيم ومنهاجه وانتم اولى به (3) 64 – عن على بن ميمون الصايغ أبى الاكراد عن عبد الله بن ابى يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلثة لا ينظر الله إليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم من ادعى امامة من الله ليست له ومن جحد اماما من الله، ومن قال: ان لفلان وفلان في الاسلام نصيبا. (4) 65 – عن أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين عليه السلام قال: ثلثة لا يكلمهم الله يوم القيمة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: من جحد اماما من الله، أو ادعى اماما من غير الله أو زعم ان لفلان وفلان في الاسلام (5) نصيبا (6). 66 – عن اسحق بن أبى هلال قال: قال على عليه السلام: ألا اخبركم بأكبر الزنا ؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: هي المرأة تفجر ولها زوج فتأتى بولد فتلزمه زوجها، فتلك التى لا يكلمها الله ولا ينظر إليها ولا يزكيها ولها عذاب أليم (7). 67 – عن محمد الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ثلثة لا ينظر الله إليهم يوم القيمة
(1) اثبات الهداة ج 3: 46. البحار ج 15 (ج 1): 124: البرهان ج 1: 292 (2) وفى نسخة البرهان ” على ولى الله ” (3). البحار ج 15: (ج 1): 124. البرهان ج 1: 292. (4) البحار ج 8: 218. البرهان ج 1: 293. (5) وفى نسخة البحار ” في الجنة ” بدل ” في الاسلام “. (6) البحار ج 7: 209. البرهان ج 1: 293 (7) البحار ج 16 (م): 5. البرهان ج 1: 293. (*)
[ 179 ]
ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: الديوث من الرجال (1) والفاحش المتفحش (2)، و الذى يسئل الناس وفى يده ظهر غنى (3). 68 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ثلثة لا يكلمهم الله يوم القيمة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: شيخ زان، ومقل مختال (4) وملك جبار (5) 69 – عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ثلثة لا ينظر الله إليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: المرخى ذيله (6) من العظمة والمزكى سلعته بالكذب، ورجل استقبلك بود صدره فيوارى [ وقلبه ] ممتلئ غشا (7) 70 – عن أبى ذر عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ثلثة لا يكلمهم الله يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم قلت: من هم خابوا وخسروا ؟ قال: المسبل (8) والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب أعادها ثلثا (9) 71 – عن سلمان قال: ثلثة لا ينظر الله إليهم يوم القيمة: الاشمط الزان (10)
(1) وهو على ما في رواية اخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله: الذى تزني امرأته وهو يعلم بها. ويقال: الديوث الذى يدخل الرجل على زوجته. وقيل اصله من داث الشئ – من باب باع -: لان وسهل وقيل غير ذلك. (2) قال الطريحي: وفى الخبر ان الله يبغض الفاحش المتفحش. الفاحش: ذو الفحش في كلامه وفعاله والمتفحش من يتكلمه ويتعمده. (3) البحار ج 16 (م) 4. البرهان ج 1: 293. (4) المقل: الفقير. والمحتال: المتكبر. (5) البرهان ج 1: 293. (6) ارخى الثوب: اسدله وارسله. (7) البرهان ج 1: 293. (8) اسبل الستر بمعنى ارخاه. (9) البرهان ج 1: 293. (10) الاشمط: الذى خالط بياض رأسه سواده. (*)
[ 180 ]
ورجل مفلس مرخ مختال، ورجل اتخذ يمينه بضاعة. فلا يشترى الا بيمين ولا يباع الا بيمين (1) 72 – عن أبى معمر السعدى قال: قال على بن أبيطالب عليه السلام في قوله ” ولا ينظر إليهم يوم القيامة ” يعنى لا ينظر إليهم بخير أي لا يرحمهم، وقد يقول العرب للرجل السيد وللملك: لا تنظر الينا، يعنى انك لا تصيبنا بخير، وذلك النظر من الله إلى خلقه (2) 73 – عن حبيب السجستاني قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” واذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ” فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه ؟ وكيف يؤمن عيسى بمحمد صلى الله عليه واله وينصره ولم يدركه ؟ فقال: يا حبيب ان القرآن قد طرح منه آى كثيرة ولم يزد فيه الا حروف اخطئت بها الكتبة وتوهمها الرجال، وهذا وهم فاقرأها ” واذ أخذ الله ميثاق امم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ” هكذا انزلها الله يا حبيب، فوالله ما وفت امة من الامم التى كانت قبل موسى بما اخذ الله عليها من الميثاق لكل نبى بعثه الله بعد نبيها، ولقد كذبت الامة التى جاءها موسى لما جائها موسي ولم يؤمنوا به ولا نصروه الا القليل منهم ولقد كذبت امة عيسى بمحمد صلى الله عليه واله ولم يؤمنوا به ولا نصره لما جاءها الا القليل منهم ولقد جحدت هذه الامة بما أخذ عليها رسول الله صلى الله عليه واله من الميثاق لعلى بن أبيطالب عليه السلام يوم اقامه للناس ونصبه لهم ودعاهم إلى ولايته وطاعته في حيوته، واشهدهم بذلك على أنفسهم، فأى ميثاق أوكد من قول رسول الله صلى الله عليه واله في على بن أبيطالب عليه السلام، فوالله ما وفوا به بل جحدوا وكذبوا. (3) 74 – عن بكير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان الله إذا اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه واله
(1) البحار ج 16 (م): 5. البرهان ج 1: 293. (2) البرهان ج 1: 294. (3) البحار ج 3: 69. البرهان ج 1: 295. الصافى ج 1: 274. (*)
[ 181 ]
بالنبوة، وعرض الله على محمد وآله السلام ائمته الطيبين وهم أظلة، قال: وخلقهم من الطين التى خلق منها آدم، قال: وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفى عام، وعرض عليهم وعرفهم رسول الله صلى الله عليه واله [ و ] عليا ونحن نعرفهم في لحن القول (1) 75 – عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أرأيت حين أخذ الله الميثاق على الذر في صلب آدم فعرضهم على نفسه كانت معاينة منهم له ؟ قال: نعم يا زرارة وهم ذر بين يديه وأخذ عليهم بذلك (ذلك خ ل) الميثاق بالربوبية [ له ] ولمحمد صلى الله عليه واله بالنبوة، ثم كفل لهم بالارزاق وأنساهم رؤيته وأثبت في قلوبهم معرفته، فلا بد من أن يخرج الله إلى الدنيا كل من أخذ عليه الميثاق، فمن جحد مما اخذ عليه الميثاق لمحمد عليه السلام وآله لم ينفعه اقراره لربه بالميثاق، ومن لم يجحد ميثاق محمد صلى الله عليه واله نفعه الميثاق لربه. (2) 76 – عن فيض بن أبى شيبة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وتلا هذه الاية ” واذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ” إلى آخر الاية، قال: لتؤمنن برسول الله ولتنصرن أمير المؤمنين عليه السلام، قلت: ولتنصرن أمير المؤمنين ؟ قال: نعم من آدم فهلم جرا، ولا يبعث الله نبيا ولا رسولا الا رد إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدى امير المؤمنين عليه السلام. (3) 77 – عن سلام بن المستنير عن أبى عبد الله (ع) قال: لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا الا على بن أبيطالب وما جاء تأويله قلت: جعلت فداك متى يجيئ تأويله ؟ قال: إذا جاء جمع الله امامه النبيين والمؤمنين حتي ينصروه وهو قول الله ” واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ” إلى قوله ” وانا معكم من الشاهدين ” فيومئذ يدفع راية رسول الله صلى الله عليه واله اللواء إلى على بن أبيطالب فيكون امير الخلايق كلهم أجمعين يكون الخلائق كلهم تحت لوائه ويكون هو أميرهم فهذا تأويله (4)
(1 – 2) البحار ج 3: 70. البرهان ج 1: 295. (3) البحار ج 13: 210. البرهان ج 1: 295. (4) البحار ج 13: 217. البرهان ج 1: 295. (*)
[ 182 ]
78 – عن عمار بن أبى الاحوص عن أبى عبد الله عليه السلام ان الله تبارك وتعالى خلق في مبتدئ الخلق بحرين، أحدهما عذب فرات، والاخر ملح اجاج (1) ثم خلق تربة آدم من البحر العذب الفرات، ثم أجراه على البحر الاجاج، فجعله حمأ مسنونا (2) وهو خلق آدم، ثم قبض قبضة من كتف آدم الايمن فذرأها في صلب آدم، فقال: هؤلاء في الجنة ولا ابالى ثم قبض قبضة من كتف آدم الايسر فذرأها في صلب آدم فقال: هؤلاء في النار ولا ابالى ولا اسئل عما أفعل ولى في هؤلاء البداء بعد و في هؤلاء وهؤلاء سيبتلون (3) قال أبو عبد الله: فاحتج يومئذ أصحاب الشمال وهم ذر على خالقهم، فقالوا: يا ربنا لم أوجبت لنا النار وأنت الحكم العدل من قبل ان تحتج علينا و تبلونا بالرسل وتعلم طاعتنا لك ومعصيتنا ؟ فقال الله تبارك وتعالى: فانا أخبركم بالحجة عليكم الآن في الطاعة والمعصية والاعذار بعد الاخبار. قال أبو عبد الله عليه السلام: فأوحى الله إلى مالك خازن النار ان مر النار تشهق (4) ثم تخرج عنقا منها، فخرجت لهم، ثم قال الله لهم ادخلوها طائعين، فقالوا: لا ندخلها طائعين ثم قال: ادخلوها طائعين أو لاعذبنكم بها كارهين، قالوا انما هربنا اليك منها وحاججناك فيها حيث أوجبتها علينا وصيرتنا من أصحاب الشمال فكيف ندخلها طائعين ؟ ولكن ابدأ باصحاب اليمين في دخولها كى تكون قد عدلت فينا وفيهم. قال أبو عبد الله عليه السلام فأمر أصحاب اليمين وهم ذر بين يديه فقال: ادخلوا هذه النار طائعين، قال: فطفقوا يتبادرون في دخولها فولجوا فيها جميعا فصيرها الله عليهم بردا وسلاما، ثم أخرجهم منها، ثم ان الله تبارك وتعالى نادى في أصحاب
(1) الفرات: اعذب العذوبة. والاجاج: المالح المر الشديد الملوحة. (2) الحمأ جمع حمائة وهو الطين الاسود المتغير والمسنون: المصور وقيل: المصبوب المفرغ كانه افرغ حتى صار صورة. (3) وفى نسخة البرهان ” سيسألون “. (4) شهق: ارتفع. (*)
[ 183 ]
اليمين وأصحاب الشمال: ألست بربكم ؟ فقال أصحاب اليمين: بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك مقرين طائعين، وقال أصحاب الشمال: بلى يا ربنا نحن بريتك و خلقك كارهين، وذلك قول الله ” وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها واليه ترجعون ” قال: توحيدهم لله. (1) 79 – عن عباية الاسدي انه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ” وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها واليه ترجعون ” أكان ذلك بعد ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: كلا والذى نفسي بيده حتى يدخل المرأة بمن عذب آمنين لا يخاف حية ولا عقربا سوى ذلك (2) 80 – عن صالح بن ميثم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها ” قال: ذلك حين يقول على عليه السلام: انا أولى الناس بهذه الاية ” واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ” إلى قوله ” كاذبين ” (3) 81 – عن رفاعة بن موسي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ” وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها ” قال: إذا قام القائم عليه السلام لا يبقي أرض الا نودى فيها بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. (4) 82 – عن ابن بكير قال: سألت ابا الحسن عليه السلام عن قوله: ” وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها ” قال: انزلت في القائم عليه السلام إذا خرج باليهود و النصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار في شرق الارض وغربها، فعرض عليهم الاسلام فمن أسلم طوعا أمره بالصلوة والزكوة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب
(1) البحار ج 3: 70. البرهان ج 1: 295. الصافى ج 1: 275. (2) البرهان ج 1: 296. (3) البحار ج 13: 212. البرهان ج 1: 297. (4) البحار ج 13: 188. اثبات الهداة ج 7: 96. البرهان ج 1: 296. الصافى ج 1: 276. (*)
[ 184 ]
أحد الا وحد الله، قلت له: جعلت فداك ان الخلق أكثر من ذلك ؟ فقال: ان الله إذا أراد امرا قلل الكثير وكثر القليل (1). 83 – عن حنان بن سدير عن أبيه قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: هل كان ولد يعقوب أنبياء ؟ قال: لا ولكنهم كانوا أسباطا اولاد الانبياء، لم يكونوا يفارقون الدنيا الا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا. (2) 84 – عن يونس بن ظبيان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون ” هكذا قراها. (3) 85 – عن مفضل بن عمر قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام يوما ومعى شئ فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا ؟ فقلت هذه صلة مواليك وعبيدك، قال: فقال لى: يا مفضل انى لا أقبل ذلك وما اقبله من حاجتى إليه وما أقبله الا ليزكوا به، ثم قال: سمعت أبى يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل أو كثر لم ينظر الله إليه يوم القيمة الا أن يعفو الله عنه، ثم قال: يا مفضل انها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه، إذ يقول: ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ” فنحن البر والتقوى وسبيل الهدى وباب التقوى، ولا يحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا على حلالكم وحرامكم فاسئلوا عنه واياكم ان تسئلوا أحدا من الفقهاء عما لا يعنيكم وعما ستر الله عنكم. (4) 86 – عن عبد الله بن أبى يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” كل الطعام كان حلا لبنى اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه ” قال: ان اسرائيل كان إذا أكل لحوم الابل هيج عليه وجع الخاصرة، فحرم على نفسه لحم الابل، وذلك من قبل ان تنزل التورية، فلما انزلت التورية لم يحرمه ولم يأكله (5)
(1) البحار ج 13: 188. اثبات الهداة ج 7: 96. البرهان ج 1: 296. الصافى ج 1: 267. (2) البرهان ج 1: 297. (3) البرهان ج 1: 297. الصافى ج 1: 276. (4) البرهان ج 1: 297. (5) البرهان ج 1: 298. الصافى ج 1: 277 وقال الفيض (ره) في شرحه ما نصه اقول: يعنى لم يحرمه موسى ولم يأكله أو لم تحرمه التوراة ولم يؤكله أي اهل ولم * (*)
[ 185 ]
87 – عن عمر بن يزيد قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام اسأله عن رجل دبر مملوكه هل له أن يبيع عتقه ؟ قال: كتب ” كل الطعام كان حلا لبنى اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه ” (1) 88 – عن حبابة الوالبية قال: سمعت الحسين بن على (ع) يقول: ما أعلم أحدا على ملة ابراهيم الا نحن وشيعتنا، قال صالح: ما أحد على ملة ابراهيم، قال جابر: ما أعلم احدا على ملة ابراهيم (2) 89 – عن عبد الصمد بن سعد قال: طلب أبو جعفر ان يشترى من اهل مكة بيوتهم ان يزيده في المسجد فأبوا فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك، فاتى أبا عبد الله عليه السلام فقال له: انى سئلت هؤلاء شيئا من منازلهم وأفنيتهم (3) لنزيد في المسجد وقد منعوني ذلك فقد غمني غما شديدا فقال أبو عبد الله (ع) أيغمك ذلك وحجتك عليهم فيه ظاهرة فقال وبما احتج عليهم ؟ فقال: بكتاب الله، فقال: في أي موضع فقال: قول الله: ” ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة ” قد أخبرك الله ان أول بيت وضع للناس هو الذى ببكة، فان كانوا هم تولوا قبل البيت فلهم أفنيتهم، وان كان البيت قديما قبلهم فله فناؤه، فدعاهم أبو جعفر فاحتج عليهم بهذا فقالوا: اصنع ما أحببت (4) 90 – عن الحسن بن على بن النعمان قال: لما بنى المهدى في المسجد الحرام
* يندب إلى اكله من التأكيل وقال المجلسي (ره) بعد نقل الحديث من تفسير القمى في باب ما ناجى به موسى (ع) ربه ما لفظه: قوله (ع) ولم يأكله أي موسى للنزاهة أو لاشتراك العلة ويمكن ان يقرأ يؤكله على بناء التفعيل بان يكون الضميران راجعين إلى الله تعالى أو بالتاء بارجاعها إلى التوراة وبالياء يحتمل ذلك ايضا وعلى التاء يمكن ان يقرأ الثاني بالتخفيف بارجاعهما إلى بنى اسرائيل. (1) البرهان ج 1: 298. (2) البحار ج 5 (ج 1): 125. البرهان ج 1: 298. (3) الافنية جمع الفناء: الساحة امام البيت. (4) البحار ج 21: 19. البرهان ج 1: 300. الوسائل ج 2 ابواب مقدمات الطواف باب 11 (*)
[ 186 ]
بقيت دار في تربيع المسجد، فطلبها من أربابها فامتنعوا، فسأل عن ذلك الفقهاء فكل قال له: انه لا ينبغى ان يدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا فقال له على بن يقطين: يا امير المؤمنين لو (انى خ ل) كتبت إلى موسى بن جعفر عليه السلام لاخبرك بوجه الامر في ذلك، فكتب إلى والى المدينة ان يسئل موسى بن جعفر عن دار أردنا ان ندخلها في المسجد الحرام فامتنع علينا صاحبها فكيف المخرج من ذلك ؟ فقال: ذلك لابي الحسن عليه السلام، فقال أبو الحسن عليه السلام: ولا بد من الجواب في هذا ؟ فقال له: الامر لا بد منه، فقال له اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ان كانت الكعبة هي النازلة بالناس فالناس أولى بفنائها، وان كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها فلما أتى الكتاب إلى المهدى اخذ الكتاب فقبله ثم أمر بهدم الدار فاتى أهل الدار أبا الحسن عليه السلام فسألوه ان يكتب لهم إلى المهدى كتابا في ثمن دارهم فكتب إليه ان أرضخ لهم (1) شيئا فأرضاهم (2) 91 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان الله تبارك وتعالى كما وصف نفسه، وكان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يجرى ولم يكن غير الماء، خلق والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد الله أن يخلق الارض أمر الرياح الاربع، فضربن الماء حتى صار موجا، ثم أزبد زبدة واحدة فجمعه في موضع البيت، فأمر الله فصار جبلا من الزبد ثم دحا الارض من تحته، ثم قال: ” ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين ” (3) 92 – عن زرارة قال: سئل أبو جعفر عليه السلام عن البيت أكان يحج إليه قبل أن يبعث النبي عليه السلام ؟ قال: نعم لا يعلمون ان الناس قد كانوا يحجون ونخبركم ان آدم ونوحا وسليمان قد حجوا البيت بالجن والانس والطير ولقد حجه موسى على جمل أحمر يقول: لبيك لبيك فانه كما قال الله تعالى ” ان اول بيت وضع للناس للذى
(1) ارضخ للرجل: اعطاه قليلا من كثير. (2) البحار ج 21: 19. البرهان ج 1: 300. الوسائل ج 2 ابواب مقدمات الطواف باب 11 (3) البرهان ج 1: 300. الصافى ج 1: 278. (*)
[ 187 ]
ببكة مباركا وهدى للعالمين ” (1) 93 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: مكة جملة القرية، و بكة موضع الحجر الذى تبك الناس (2) بعضهم بعضا (3) 94 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام ان بكة موضع البيت، وان مكة الحرم، وذلك قوله ” فمن دخله كان آمنا “. (4) 95 – عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته لم سميت مكة بكة ؟ قال: لان الناس تبك بعضهم بعضا بالايدي (5) 96 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان بكة موضع البيت وان مكة جميع ما اكتنفه الحرم (6) 97 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انه وجد في حجرين (حجر خ ل) من حجرات البيت مكتوبا انى انا الله ذو بكة (مكة خ ل) خلقتها يوم خلقت السموات و الارض ويوم خلقت الشمس والقمر وخلقت الجبلين وحففتهما سبعة املاك حفا (حفيفا خ ل) وفى حجر آخر هذا بيت الله الحرام ببكة، تكفل الله برزق أهله من ثلثة سبل منازل (مبارك خ) لهم في اللحم والماء اول من نحله ابراهيم (7) 98 – عن على بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى (ع) قال: سألته عن مكة لم سميت بكة ؟ قال: لان الناس تبك بعضهم بعضا بالايدي، يعنى يدفع بعضهم بعضا بالايدي في المسجد حول الكعبة (8). 99 – عن ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” فيه آيات بينات ” فما هذه الآيات البينات ؟ قال: مقام ابراهيم حين قام عليه فأثرت قدماه فيه، والحجر
(1) البرهان ج 1: 300. البحار ج 21: 15. (2) أي تزاحم وتدافع (3 – 4) البرهان ج 1: 300. البحار ج 21: 18. (5 – 8) البحار ج 21: 18. البرهان ج 1: 300. (*)
[ 188 ]
ومنزل اسمعيل (1) 100 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله: ” ومن دخله كان آمنا ” قال: يأمن فيه كل خائف ما لم يكن عليه حد من حدود الله، ينبغى أن يؤخذ به، قلت فيأمن فيه من حارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا ؟ قال: هو مثل الذى نكر بالطريق (2) فيأخذ الشاة أو الشئ فيصنع به الامام ما شاء، قال: وسألته عن طائر (3) يدخل الحرم ؟ قال: يؤخذ ولا يمس لان الله يقول: ” ومن دخله كان آمنا ” (4)
(1) البرهان ج: 301. الصافى ج 1: 280. وقال الفيض ” ره ” في شرحه: اما كون المقام آية فلما ذكرو لارتفاعه بابراهيم (ع) حتى كان اطول من الجبال كما يأتي ذكره في سورة الحج انشاء الله واما كون الحجر الاسود آية فلما ظهر منه للانبياء والاوصياء من العجائب إذ كان جوهرة جعله الله مع آدم في الجنة واذ كان ملكا من عظماء ملئكته القمه الله الميثاق واودعه عنده ويأتى يوم القيامة وله لسان ناطق وعينان يعرفه الخلق يشهد لمن وافاه بالموافاة و لمن ادى إليه الميثاق بالاداء وعلى من جحده بالانكار إلى غير ذلك كما ورد في الاخبار عن الائمة الاطهار ولما ظهر من تنطقه لبعض المعصومين كالسجاد (ع) حيث نازعه عمه محمد بن الحنفية في امر الامامة كما ورد في الروايات ومن عدم طاعته لغير المعصوم في نصبه في موضعه كما جرب غير مرة. واما كون منزل اسمعيل آية فلانه انزل به من غير ماء فنبع له الماء وانما خص المقام بالذكر في القرآن وطوى ذكر غيره لانه اظهر آياته اليوم للناس قيل سبب هذا الاثر انه لما ارتفع بنيان الكعبة قام على هذا الحجر ليتمكن من رفع الحجارة فغاضت فيه قدماه وقيل انه لما جاء زائرا من الشام إلى مكة فقالت له امرأة اسمعيل انزل حتى نغسل رأسك فلم ينزل فجائته بهذا الحجر فوضعته على شقه الايمن فوضع قدمه عليه حتى غسلت شق رأسه ثم حولته إلى شقه الايسر حتى غسلت الشق الاخر فبقى اثر قدميه عليه (2) وفى نسخة الوسائل ” مثل من مكر ” وفى البرهان ” يكن ” بدل ” نكر ” (3) وفى نسخة ” خائن ” بدل ” طائر ” ولعله من تصحيف النساخ. (4) الوسائل (ج 2) ابواب مقدمات الطواف باب 14. البحار ج 21: 17. البرهان ج 1: 301. الصافى ج 1: 281. (*)
[ 189 ]
101 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت أرأيت قوله ” ومن دخله كان آمنا ” البيت عنى أو الحرم ؟ قال: من دخل من الناس مستجيرا به فهو آمن، ومن دخل البيت من المؤمنين مستجيرا به فهو آمن من سخط الله، ومن دخل الحرم من الوحش والسباع والطير فهو آمن من أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم (1) 102 – عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من دخل مكة المسجد الحرام يعرف من حقنا وحرمتنا ما عرف من حقها وحرمتها غفر الله له ذنبه وكفاه ما أهمه من امر الدنيا والآخرة وهو قوله ” ومن دخله كان آمنا ” (2) 103 – عن المثنى عن ابى عبد الله عليه السلام وسألته عن قول الله ” ومن دخله كان آمنا ” قال: إذا أحدث السارق في غير الحرم ثم دخل الحرم لم ينبغ لاحد أن يأخذه، ولكن يمنع من السوق ولا يبايع ولا يكلم، فانه إذا فعل ذلك به أوشك ان يخرج فيؤخذ، وإذا أخذ أقيم عليه الحد فان أحدث في الحرم أخذ واقيم عليه الحد في الحرم انه من جنى في الحرم اقيم عليه الحد في الحرم (3). 104 – وقال عبد الله بن سنان: سمعته يقول: فيما ادخل الحرم مما صيد في الحل قال: إذا دخل الحرم فلا يذبح، ان الله يقول: ” ومن دخله كان آمنا ” (4) 105 – عن عمران الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ومن دخله كان آمنا ” قال عليه السلام إذا احدث العبد في غير الحرم ثم فر إلى الحرم لم ينبغ أن يوخذ ولكن يمنع منه السوق ولا يبايع ولا يطعم ولا يسقى ولا يكلم، فانه إذا فعل ذلك به يوشك ان يخرج فيؤخذ، وان كانت احداثه في الحرم اخذ في الحرم (5) 106 – عن عبد الخالق الصيقل قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” ومن
(2) البرهان ج 1: 301. الصافى ج 1: 281. (1 – 5) الوسائل ج 2 ابواب مقدمات الطواف باب 14. البحار ج 21: 17 البرهان ج 1: 301. الصافى ج 1: 281. (*)
[ 190 ]
دخله كان آمنا ” فقال: لقد سألتنى عن شئ ما سألني عنه (احد ظ) الا ما شاء الله ثم قال: ان من ام هذا البيت وهو يعلم انه البيت الذى امر الله به، وعرفنا اهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة (1) 107 – عن على بن عبد العزيز قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك قول الله ” آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا ” وقد يدخله المرجئ والقدري و الحروري (2) والزنديق الذى لا يؤمن بالله ؟ قال: لا ولا كرامة، قلت: فمن جعلت فداك ؟ قال: ومن دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف له خرج من ذنوبه وكفى هم الدنيا والاخرة. (3) 108 – عن ابراهيم بن على عن عبد العظيم بن عبد الله بن على بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبيطالب عليه السلام عن الحسن بن محبوب عن معوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ” قال: هذا لمن كان عنده مال وصحة، فان سوفه للتجارة فلا يسعه ذلك وان مات (4) على ذلك فقد ترك شريعة من شرايع الاسلام، إذا ترك الحج وهو يجد ما يحج به، وان دعاه أحد إلى أن يحمله فاستحيى فلا يفعل (5) فانه لا يسعه الا ان يخرج ولو على حمار أجدع ابتر وهو قول الله ” ومن كفر فان الله غنى عن العالمين ” قال: ومن ترك فقد كفر قال: ولم لا يكفر وقد ترك شريعة من شرايع – الاسلام ؟ يقول الله: ” الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” فالفريضة التلبية والاشعار والتقليد فاى ذلك فعل فقد فرض
(1) البرهان ج 1: 301. الصافى ج 1: 281. (2) الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حرورى – بالقصر والمد – موضع قرب الكوفة كان اول اجتماعهم فيه. (3) البرهان ج 1: 301. الصافى ج 1: 281. (4) وفى رواية الشيخ ” ره ” في التهذيب ” فان مات ” وهو الظاهر. (5) وفى رواية التهذيب ” فلم يفعل ” وهو الظاهر. (*)
[ 191 ]
الحج ولا فرض الا في الشهور التى قال الله: ” الحج اشهر معلومات ” (1) 101 – عن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: بنى الاسلام على خمسة اشياء على الصلوة والزكوة والصوم والحج والولاية، قال: قلت فاى ذلك أفضل ؟ قال: الولاية أفضلهن لانها مفتاحهن والوالى هو الدليل عليهن، قال: قلت: ثم الذى يلى من الفضل ؟ قال: الصلوة ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: الصلوة عمود دينكم، قال: قلت: الذى يليها في الفضل ؟ قال: الزكوة لانه قرنها بها وبدء بالصلوة قبلها. وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: الزكوة تذهب الذنوب، قال: قلت: فالذي يليها في الفضل ؟ قال: الحج لان الله يقول: ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين “. وقال رسول الله صلى الله عليه واله: لحجة متقبلة خير من عشرين صلوة نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه اسبوعه وأحسن ركعتيه غفر له، وقال يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال، قال: قلت: ثم ماذا يتبعه ؟ قال: ثم الصوم قال: قلت: ما بال الصوم آخر ذلك أجمع ؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الصوم جنة من النار، قال ثم قال: ان أفضل الاشياء ما إذا كان فاتك لم يكن لك منه التوبة دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه، ان الصلوة والزكوة والحج والولاية ليس ينفع شئ مكانها دون أدائها، وان الصوم إذا فاتك أو أفطرت أو سافرت فيه اديت مكانه اياما غيرها، وفديت ذلك الذنب بفدية ولا قضاء عليك، وليس مثل تلك الاربعة شئ يجزيك مكانها غيرها (2). 110 – عن عمر بن اذينة (3) قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام في قوله: و ” لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ” يعنى به الحج دون العمرة، قال: ولكنه
(1) البحار ج 21: 25. البرهان ج 1: 304 الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 6 (2) البحار ج 15 (ج 1): 194. البرهان ج 1: 303. (3) وفى نسخة البحار ” عمر بن يزيد ” (*)
[ 192 ]
الحج والعمرة جميعا لانهما مفروضان (1) 111 – عن عبد الرحمن بن سيابة عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ” قال: من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه (2) له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج (3). 112 – وفى حديث الكنانى عن أبى عبد الله قال: وان كان يقدر أن يمشى بعضا ويركب بعضا فليفعل ” ومن كفر ” قال ترك (4) 113 – عن أبى الربيع الشامي قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله ” ولله على على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ” فقال: ما يقول الناس ؟ فقيل له: الزاد والراحلة، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: سئل أبو جعفر عليه السلام عن هذا ؟ فقال: لقد هلك الناس إذا لئن كان من كان له زاد وراحلة قدر ما يقوت به عياله ويستغنى به عن الناس ينطلق إليهم فيسئلهم اياه ويحج به لقد هلكوا إذا، فقيل له: فما السبيل ؟ قال: فقال: السعة في المال إذا كان يحج ببعض ويبقى ببعض، يقوت به عياله أليس الله قد فرض الزكوة فلم يجعلها الا على من يملك مائتي درهم (5) 114 – عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت له: رجل عرض عليه الحج فاستحيى ان يقبله أهو ممن يستطيع الحج ؟ قال: نعم مره (6) فلا يستحيى ولو على حمار
(1) البحار ج 21: 77. البرهان ج 1: 303. (2) السرب: الطريق. (3 – 4) الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 8. البحار ج 21: 25. البرهان ج 1: 303. الصافى ج 1: 282. (5) البحار ج 21: 25. البرهان ج 1: 303. الصافى ج 1: 282 وقال الفيض ” ره ” معنى الحديث لئن كان من كان له قدر ما يقوت به عياله فحسب وجب عليه ان ينفق ذلك في الزاد والراحلة ثم ينطلق إلى الناس يسئلهم قوت عياله لهلك الناس إذا. (6) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة الوسائل لكن في جملة من النسخ ” مرة ” بدل ” مره ” (*)
[ 193 ]
أبتر وان كان يستطيع ان يمشى بعضا ويركب بعضا فليفعل (1). 115 – عن ابى اسامة زيد الشحام عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ” قال: سألته ما السبيل ؟ قال: يكون له ما يحج به قلت ارأيت ان عرض عليه مال يحج به فاستحيى من ذلك ؟ قال: هو ممن استطاع إليه سبيلا، قال: وان كان يطيق المشى بعضا والركوب بعضا فليفعل قلت: ارأيت قول الله: ” ومن كفر ” أهو في الحج ؟ قال: نعم، قال: هو كفر النعم (2) وقال: من ترك في خبر آخر (3) 116 – عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت لابي عبد الله قول الله: ” من استطاع إليه سبيلا ” قال: تخرج إذا لم يكن عندك تمشى، قال: قلت: لا يقدر على ذلك ؟ قال: يمشى ويركب احيانا قلت لا يقدر على ذلك ؟ قال: يخدم قوما ويخرج معهم (4) 117 – عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قوله ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ” قال: الصحة في بدنه والقدرة في ماله (5) 118 – وفى رواية حفص الاعور عنه قال: القوة في البدن واليسار في المال (6) 119 – عن الحسين بن خالد قال: قال أبو الحسن الاول كيف تقرأ هذه الاية ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون ” ماذا ؟ قلت: مسلمون فقال: سبحان الله توقع عليهم الايمان فسميتهم مؤمنين ثم يسئلهم الاسلام، و
(1 – 3) الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 9. البرهان ج 1: 304. البحار ج 21: 25. (2) لان امتثال امر الله شكر وترك المأمور به كفر لنعمته (4) البحار ج 21: 25. البرهان ج 1: 304. (5) الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 8. البحار ج 21: 25. البرهان ج 1: 304. (6) البرهان ج 1: 304 -. البحار ج 21: 25. (*)
[ 194 ]
الايمان فوق الاسلام ؟ قلت: هكذا يقرأ في قراءة زيد قال انما هي في قراءة على عليه السلام وهو التنزيل الذى نزل به جبرئيل على محمد عليهما الصلوة والسلام ” الا وانتم مسلمون لرسول الله صلى الله عليه واله ثم الامام من بعده “. (1) 120 – عن أبى بصير: قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” اتقوا الله حق تقاته ” قال: يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر (2) 121 – عن أبى بصير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” اتقوا الله حق تقاته ” قال: منسوخة قلت: وما نسختها ؟ قال: قول الله: ” اتقوا الله ما استطعتم ” (3) 122 – عن ابن يزيد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: ” واعتصموا بحبل الله جميعا ” قال: على بن أبيطالب عليه السلام حبل الله المتين (4) 123 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: آل محمد عليهم السلام هم حبل الله الذى امرنا بالاعتصام به، فقال: ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا “. (5) 124 – عن محمد بن سليمان البصري الديلمى عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” و كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها ” محمد (6) صلى الله عليه واله وسلم (7) 125 – عن أبى الحسن على بن محمد بن ميثم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أبشروا بأعظم المنن عليكم قول الله ” وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ” فالانقاذ من الله هبة والله لا يرجع من هبته (8) 126 – عن ابن هرون (9) قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا ذكر النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: بأبى وامى ونفسي وقومي وعترتي عجب للعرب كيف لا تحملنا على رؤسها،
(1 – 3) البرهان ج 1: 305. الصافى ج 1: 285. (4) البرهان ج 1: 305. الصافى ج 1: 285. البحارج 8: 86. (5) البرهان ج 1: 305. الصافى ج 1: 285 البحار ج 7: 108. اثبات الهداة ج 3: 45. (6) كذا في النسخ لكن في رواية الكافي ” بمحمد ” وهو الصحيح. (7 – 8) البحار ج 7: 102. البرهان ج 1: 307 (9) لعله تصحيف ” ابى هرون “. (*)
[ 195 ]
والله يقول في كتابه ” وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها ” فبرسول الله والله انقذوا. (1) 127 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال في قوله ” ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ” قال: في هذه الاية تكفير أهل القبلة بالمعاصى، لانه من لم يكن يدعو إلى الخيرات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المسلمين فليس من الامة التى وصفها [ الله ] لانكم تزعمون ان جميع المسلمين من امة محمد وقد بدت هذه الاية وقد وصفت امة محمد بالدعاء إلى الخير و الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، ومن لم يوجد فيه الصفة التى وصفت بها فكيف يكون من الامة وهو على خلاف ما شرطه الله على الامة ووصفها به. (2) 128 – عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: في قراءة على عليه السلام ” كنتم خير أئمة اخرجت للناس ” قال: هم آل محمد صلى الله عليه واله (3) 129 – وأبو بصير عنه قال: انما أنزلت هذه الاية على محمد صلى الله عليه واله [ فيه و ] في الاوصياء خاصة، فقال: ” كنتم خير أئمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ” هكذا والله نزل بها جبرئيل وما عنى بها الا محمدا وأوصيائه صلوات الله عليهم. (4) 130 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ” قال: يعنى الامة التى وجبت لها دعوة ابراهيم عليه السلام، فهم الامة التى بعث الله فيها ومنها واليها، وهم الامة الوسطى وهم خير امة اخرجت للناس. (5)
(1) البحار ج 7: 102. البرهان ج 1: 308. (2) البرهان ج 1: 308 – 309. (3 – 4) البرهان ج 1: 309. اثبات الهداة ج 3: 46. البحار ج 7: 122. الصافى ج 1: 289 (5) البرهان ج 1: 309. البحار ج 7: 212 الصافى ج 1: 289. (*)
[ 196 ]
131 – عن يونس بن عبد الرحمن عن عدة من أصحابنا رفعوه إلى ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ” الا بحبل من الله وحبل من الناس ” قال: الحبل من الله كتاب الله، والحبل من الناس هو على بن ابي طالب (ع). (1) 132 – عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام وتلا هذه الاية ” ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الانبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ” قال: و الله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم باسيافهم، ولكن سمعوا أحاديثهم واسرارهم فاذاعوها (2) فاخذوا عليها فقتلوا. فصار قتلا واعتداءا ومعصية. (3) 133 – عن أبى بصير قال: قرأت عند أبى عبد الله عليه السلام ” ولقد نصركم الله ببدر وأنتم اذلة ” فقال: مه ليس هكذا أنزلها الله انما انزلت وأنتم قليل (4). 134 – عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله أبى عن هذه الآية ” لقد نصركم الله ببدر وأنتم اذلة ” قال: ليس هكذا أنزله الله ما أذل الله رسوله قط انما انزلت وانتم قليل (5). عن عيسى عن صفوان ابن سنان مثله (6) 135 – عن ربعى بن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام انه قرأ ” ولقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء ” وما كانوا اذلة ورسول الله فيهم عليه وعلى آله السلام (7) 136 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: كانت على الملئكة العمائم البيض المرسلة يوم بدر (8) 137 – عن اسمعيل بن همام عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله ” مسومين (9) ” قال
(1) البرهان ج 1: 309. البحار ج 9: 89. الصافى ج 1: 290 (2) ذاع الحديث ذيعا: إذا انتشر وظهر واذاعه غيره: افشاه واظهره ومنه الحديث: من ذاع علينا حديثنا سلبه الله الايمان أي من افشاه واظهره للعدو (مجمع). (3) البرهان ج 1: 309. الصافى ج 1: 290. (4 – 8) البحار ج 6: 466. البرهان ج 1: 310. الصافى ج 1: 295. (9) أي معلمين بعلائم يعرف في الحرب. (*)
[ 197 ]
العمائم اعتم رسول الله صلى الله عليه واله فسد لها (1) من بين يديه ومن خلفه (2) 138 – عن ضريس بن عبد الملك عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الملئكة الذين نصروا محمدا صلى الله عليه واله يوم بدر في الارض، ما صعدوا بعد ولا يصعدون حتى ينصروا صاحب هذا الامر وهم خمسة آلاف (3). 139 – عن جابر الجعفي قال: قرأت عند ابى جعفر عليه السلام قول الله ” ليس لك من الامر شئ ” قال: بلى والله ان له من الامر شيئا وشيئا وشيئا، وليس حيث ذهبت و لكنى اخبرك ان الله تبارك وتعالى لما أمر نبيه عليه السلام ان يظهر ولاية على فكر في عداوة قومه له ومعرفته بهم، وذلك الذى فضله الله به عليهم في جميع خصاله، كان أول من آمن برسول الله صلى الله عليه واله وبمن أرسله، وكان أنصر الناس لله ولرسوله، وأقتلهم لعدوهما وأشدهم بغضا لمن خالفهما، وفضل علمه الذى لم يساوه أحد، ومناقبه التى لا تحصى شرفا، فلما فكر النبي صلى الله عليه واله في عداوة قومه له في هذه الخصال، وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك [ صدره ] فأخبر الله انه ليس له من هذا الامر شئ انما الامر فيه إلى الله ان يصير عليا عليه السلام وصيه وولى الامر بعده، فهذا عنى الله، وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه ان جعل ما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام، قوله: ” ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” (4) 140 – عن جابر قال: قلت لابي جعفر عليه السلام قوله لنبيه ” ليس لك من الامر شئ ” فسره لى، قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: لشئ قاله الله ولشئ أراده الله يا جابر، ان رسول الله صلى الله عليه واله كان حريصا على أن يكون على عليه السلام من بعده على الناس (5) وكان عند الله خلاف ما أراد رسول الله صلى الله عليه واله قال: قلت: فما معنى ذلك ؟ قال: نعم عنى بذلك قول الله لرسوله عليه السلام ليس لك من الامر شئ يا محمد في على الامر إلى في على وفى
(1) سدل الثوب: ارسله وارخاه. (2) البرهان ج 1: 313. البحار ج 7: 466. (3) البرهان ج 1: 313. البحار ج 7: 466. اثبات الهداة ج 7: 96. (4) البرهان ج 1: 314. البحار ج 6: 195. اثبات الهداة ج 3: 541. الصافى ج 1: 296. (5) أي يكون خليفة له عليهم في الظاهر ايضا من غير دافع له. (*)
[ 198 ]
غيره، ألم أتل (انزل خ ل) عليك يا محمد فيما أنزلت من كتابي اليك ” آلم احسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ” إلى قوله ” فليعلمن ” قال: فوض رسول الله صلى الله عليه واله الامر إليه (1) 141 – عن الجرمى عن أبى جعفر عليه السلام انه قرأ ” ليس لك من الامر شئ ان يتب (تتوب خ) عليهم أو تعذبهم (يعذبهم خ ل) فهم ظالمون ” (2) 142 – عن داود بن سرحان عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض ” قال: إذا وضعوها كذا وبسط يديه احديهما مع الاخرى (3) 143 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله قال: رحم الله عبدا لم يرض من نفسه ان يكون ابليس نظيرا له في دينه وفى كتاب الله نجاة من الردى، وبصيرة من العمى، ودليل إلى الهدى، وشفاء لما في الصدور، فيما أمركم الله به من الاستغفار مع التوبة قال الله: ” والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ” وقال: ” ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ” فهذا ما امر الله به من الاستغفار، واشترط معه بالتوبة، والاقلاع عما حرم الله فانه يقول ” إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ” وهذه الآية تدل على ان الاستغفار لا يرفعه إلى الله الا العمل الصالح والتوبة (4) 144 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ” قال: الاصرار أن يذنب العبد ولا يستغفر الله ولا يحدث نفسه بالتوبة فذلك الاصرار (5)
(1 – 2) البحار ج 6: 195. البرهان ج 1: 314: الصافى ج 1: 296. (3) البحار ج 3: 331. الصافى ج 1: 297. البرهان ج 1: 314. (4) البحار ج 3: 101. البرهان ج 1: 315. (5) البحار ج 3: 101. البرهان ج 1: 315. الصافى ج 1: 298. (*)
[ 199 ]
145 – عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” وتلك الايام نداولها بين الناس ” قال: ما زال مذ خلق الله آدم دولة لله ودولة لابليس، فاين دولة الله اما هو الا قائم واحد (1) 146 – عن الحسن بن على الوشاء باسناد له برسله إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: والله لتمحصن والله لتميزن والله لتغربلن حتى لا يبقى منكم الا الاندر، قلت: وما الاندر قال: البيدر (الابذر خ ل) وهو ان يدخل الرجل فيه الطعام يطين عليه ثم يخرجه قد أكل بعضه بعضا، فلا يزال ينقيه ثم يكن عليه ثم يخرجه حتى يفعل ذلك ثلث مرات، حتى يبقى ما لا يضره شئ. (2) 147 – عن داود الرقى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ” قال: ان الله هو أعلم بما هو مكونه قبل أن يكونه وهم ذر وعلم من يجاهد ممن لا يجاهد، كما علم انه يميت خلقه قبل ان يميتهم ولم يرهم موتهم وهم أحياء (3) 148 – عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم الا ثلثة، فقلت: ومن الثلثة ؟ قال: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسى، ثم عرف اناس بعد يسير، فقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع، وذلك قول الله ” وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين “. (4) 149 – عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية الا أربعة على والمقداد وسلمان وابوذر، فقلت: فعمار ؟ فقال: ان كنت تريد الذين لم يدخلهم شئ فهؤلاء الثلثة (5)
(1) البحار ج 13: 130. البرهان ج 1: 318. اثبات الهداة ج 1: 263. (2) البرهان ج 1: 318. (3). البرهان ج 1: 318. الصافى ج 1: 302. (4 – 5) البحار ج 6: 749. البرهان ج 1: 319. الصافى ج 1: 305. (*)
[ 200 ]
150 – عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول: في كلام له يوم الجمل يا أيها الناس ان الله تبارك اسمه وعز جنده لم يقبض نبيا قط حتى يكون له في امته من يهدى بهداه ويقصد سيرته، ويدل على معالم سبيل الحق الذى فرض الله على عباده ثم قرأ ” وما محمد الا رسول قد خلت ” الاية (1) 151 – عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال: قلت لابي جعفر عليه السلام ان العامة تزعم ان بيعة أبى بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضا لله، وما كان الله ليفتن امة محمد من بعده، فقال أبو جعفر عليه السلام: وما يقرؤن كتاب الله أليس الله يقول: ” وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ” الاية قال: فقلت له: انهم يفسرون هذا على وجه آخر، قال: فقال: أو ليس قد أخبر الله على الذين من قبلهم من الامم انهم اختلفوا من بعد ما جائتهم البينات حين قال: ” وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ” إلى قوله: ” فمنهم من آمن ومنهم من كفر ” الاية ففى هذا ما يستدل به على أن اصحاب محمد عليه الصلوة والسلام قد اختلفوا من بعدهم، فمنهم من آمن ومنهم من كفر. (2) 152 – عن عبد الصمد بن بشير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: تدرون مات النبي صلى الله عليه واله أو قتل ان الله يقول: ” أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ” فسم قبل الموت انهما سقتاه (3) [ قبل الموت ] فقلنا انهما وأبوهما شر من خلق الله (4) 153 – عن الحسين بن المنذر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ” القتل أم الموت ؟ قال: يعنى أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا (5).
(1) البرهان ج 1: 320. اثبات الهداة ج 1: 263. (2) البحار ج 8: 6، البرهان ج 1: 320. (3) وفى نسخة البحار ” سمتاه ” بدل ” سقتاه ” ومرجع الضمير كما قاله الفيض ” ره ” الامرئتان. (4) البحار ج 8: 6. البرهان ج 1: 320. الصافى ج 1: 305. (5) البحار ج 6: 504 و 8: 6. البرهان ج 1: 320. (*)
[ 201 ]
154 – عن منصور بن الوليد الصيقل انه سمع أبا عبد الله جعفر بن محمد (ع) قرء ” وكأين من نبى قتل معه ربيون كثير ” قال: ألوف وألوف، ثم قال: أي والله يقتلون (1) 155 – عن الحسين بن أبى العلا عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر يوم أحد ان رسول الله صلى الله عليه واله كسرت رباعيته وان الناس ولوا مصعدين في الوادي، والرسول يدعوهم في اخريهم، فأثابهم غما بغم، ثم أنزل عليهم النعاس فقلت: النعاس ما هو ؟ قال: الهم فلما استيقظوا قالوا كفرنا، وجاء أبو سفيان فعلا فوق الجبل بآلهه هبل فقال: اعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه واله يومئذ: الله اعلى وأجل، فكسرت رباعية رسول الله واشتكت لثته وقال: نشدتك يا رب ما وعدتني فانك ان شئت لم تعبد. وقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على اين كنت ؟ فقال: يا رسول الله لزقت بالارض فقال: ذاك الظن بك، فقال: يا على ايتنى بماء اغسل عنى، فأتيه في صحفة (2) فإذا رسول الله قد عافه، وقال: ائتنى في يدك فأتاه بماء في كفه، فغسل رسول الله عن لحيته (3). 156 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما في قوله: ” انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ” فهو في عقبة بن عثمان وعثمان بن سعد (4) 157 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه واله يوم أحد نادى رسول الله صلى الله عليه واله ان الله قد وعدني ان يظهرنى على الدين كله، فقال له بعض المنافقين وسماهما فقد هزمنا وتسخر بنا (5). 158 – عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ” قال: هم أصحاب العقبة (6)
(1) البحار ج: 504. البرهان ج 1: 320. الصافى ج 1: 306. (2) الصحفة: القصعة الكبيرة. (3 – 5) البحار ج 6: 504. البرهان ج 1: 322. (6) البحار ج 6: 504. البرهان ج 1: 322. الصافى ج 1: 309. (*)
[ 202 ]
159 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم ” قال لى يا جابر أتدرى ما سبيل الله ؟ قال: لا أعلم الا ان اسمعه منك، فقال سبيل الله على وذريته (ع) ومن قتل في ولايتهم قتل في سبيل الله، ومن مات في ولايتهم مات في سبيل الله. (1) 160 – عن زرارة قال: كرهت ان اسئل أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك، قلت: لا سئلن مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتى، فقلت: أخبرني عمن قتل أمات ؟ قال: لا، الموت موت، والقتل قتل، قلت: ما أحد يقتل الا وقد مات ؟ فقال: قول الله أصدق من قولك، فرق بينهما في القرآن فقال: ” افان مات أو قتل ” وقال: ” لئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون ” وليس كما قلت يا زرارة الموت موت و القتل قتل، قلت: فان الله يقول: ” كل نفس ذائقة الموت ” قال: من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لا بد من أن يرجع حتى يذوق الموت (2). 161 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ولئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون ” وقد قال الله: ” كل نفس ذائقة الموت ” ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: قد فرق الله بينهما ثم قال: أكنت قاتلا رجلا لو قتل أخاك ؟ قلت: نعم، قال: فلو مات موتا أكنت قاتلا به أحدا قلت: لا، قال: الا ترى كيف فرق الله بينهما (3) 162 – عن عبد الله بن المغيرة عمن حدثه عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سئل عن قول الله ” ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم ” قال أتدرى يا جابر ما سبيل الله فقلت: لا والله الا ان اسمعه منك، قال: سبيل الله على وذريته، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله، ليس من يؤمن من هذه الامة الا وله قتلة وميتة، قال انه من قتل ينشر حتى يموت، ومن مات ينشر حتى يقتل (4)
(1) البحار ج 9: 70. البرهان ج 1: 322. الصافى ج 1: 309 (2) البحار ج 13: 216، البرهان ج 1: 323. (3) البرهان ج 1: 323. (4) البحار ج 9: 70. البرهان ج 1: 323. (*)
[ 203 ]
163 – عن صفوان قال: استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا عليه السلام أبى الحسن واخبرته انه ليس يقول بهذا القول، وانه قال: والله لا أريد بلقائه الا لانتهى إلى قوله، فقال: ادخله فدخل، فقال له: جعلت فداك انه كان فرط منى شئ واسرفت على نفسي، وكان فيما يزعمون انه كان يعيبه (بعينه خ ل) فقال: وانا أستغفر الله مما كان منى، فاحب ان تقبل عذرى وتغفر لى ما كان منى، فقال: نعم اقبل ان لم اقبل كان ابطال ما يقول هذا واصحابه – واشار إلى بيده – ومصداق ما يقول الاخرون يعنى المخالفين، قال الله لنبيه عليه وآله السلام ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر ” ثم سأله عن ابيه فاخبره انه قد مضى واستغفر له (1) 164 – في رواية صفوان الجمال عن ابى عبد الله عليه السلام وعن سعد الاسكاف عن ابى جعفر عليه السلام قال: جاء أعرابي احد بنى عامر فسأل عن النبي صلى الله عليه واله فلم يجده فقالوا هو يفرج (2) فطلبه فلم يجده قالوا: هو بمنى قال: فطلبه فلم يجده، فقالوا هو بعرفة فطلبه فلم يجده، قالوا هو بالمشعر قال: فوجده في الموقف قال: حلوا (3) لى النبي صلى الله عليه واله، فقال الناس: يا اعرابي ما انكرك (ما انكرت خ ل) إذا وجدت النبي وسط القوم وجدته مفخما قال: بل حلوه لى حتى لا اسئل عنه احدا قالوا: فان نبى الله اطول من الربعة (4) واقصر من الطويل الفاحش، كأن لونه فضة وذهب، أرجل الناس جمة (5) واوسع الناس جبهة، بين عينيه غرة أقنى الانف واسع الجبين، كث اللحية مفلج الاسنان، على شفته السفلى خال، كأن رقبته ابريق فضة، بعيد ما بين مشاشة المنكبين (6) كأن بطنه و صدره سواء سبط البنان عظيم البراثن (7) إذا مشى مشى متكفيا (8) وإذا التفت التفت باجمعه
(1) البحار ج 12: 81. البرهان ج 1: 323. (2) كذا في الاصل وفى البحار ” بقزح ” وهو الظاهر. و ” قزح ” كصرد – اسم موضع بالمزدلفة. (3) أي اذكروا أوصافه. (4) الربعة: الوسيط القامة. (5) رجل الشعر: كان بين السبط والجمد. (6) المشاشة: رأس عظم اللين. (7) السبط – بسكون الباء – الممتد الذى ليس فيه تعقد والبراثن جمع برثن – كقنفذ – الكف مع الاصابع (8) أي متمايلا إلى القدام. (*)
[ 204 ]
كأن يده من لينها متن ارنب، إذا قام مع انسان لم ينفتل حتى ينفتل صاحبه (1) و إذا جلس لم يحلل حبوته (2) حتى يقوم جليسه، فجاء الاعرابي فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم عرفه قال بمحجنه (3) على رأس ناقة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عند ذنب ناقته، فأقبل الناس تقول: ما أجرأك يا أعرابي ؟ قال النبي صلى الله عليه واله: دعوه فانه اديب (ارب خ ل) ثم قال: ما حاجتك ؟ قال: جائتنا رسلك أن تقيموا الصلوة وتؤتوا الزكوة و تحجوا البيت وتغتسلوا من الجنابة، وبعثنى قومي اليك رايدا أبغى ان استحلفك و أخشى أن تغضب، قال: لا أغضب انى انا الذى سمانى الله في التورية والانجيل محمد رسول الله المجتبى المصطفى ليس بفاحش ولا سخاب (4) في الاسواق ولا يتبع السيئة السيئة، ولكن يتبع السيئة الحسنة، فسلني عما شئت وانا الذى سمانى الله في القرآن ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ” فسل عما شئت، قال: ان الله الذى رفع السموات بغير عمد هو أرسلك ؟ قال: نعم هو أرسلني، قال: بالله الذى قامت السموات بأمره هو الذى انزل عليك الكتاب وأرسلك بالصلوة المفروضة والزكوة المعقولة ؟ قال: نعم، قال: وهو أمرك بالاغتسال من الجنابة وبالحدود كلها ؟ قال: نعم، قال: فانا آمنا بالله ورسله وكتابه واليوم الاخر والبعث والميزان والموقف والحلال و الحرام، صغيره وكبيره، قال: فاستغفر له النبي صلى الله عليه واله ودعا له (5) 147 – أحمد بن محمد عن على بن مهزيار قال: كتب إلى أبو جعفر عليه السلام ان سل فلانا ان يشير على ويتخير لنفسه (6) فهو يعلم ما يجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين
(1) انفتل بمعنى انصرف. (2) الحبوة: ما يحبتى به من ثوب أو عمامة. (3) المحجن: العصا المنعطفة الرأس. (4) صيغة مبالغة من السخب بالتحريك وهو شدة الصوت واضطراب الاصوات للخصام. البحار ج 6: 141. البرهان ج 1: 323. (6) لعل المراد من قوله (ع) يشير على اه أي سله يظهر لى ما عنده من مصلحتي في * (*)
[ 205 ]
فان المشورة مباركة قال الله لنبيه في محكم كتابه ” فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ” فان كان ما يقول مما يجوز كنت أصوب رأيه، وان كان غير ذلك رجوت ان اضعه على الطريق الواضح ان شاء الله ” وشاورهم في الامر ” قال: يعنى الاستخارة (1) 148 – عن سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الغلول كل شئ غل عن الامام و أكل مال اليتيم شبهة والسحت شبهة. (2) 149 – عن عمار بن مروان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأويه جهنم وبئس المصير “. فقال: هم الائمة والله يا عمار درجات للمؤمنين عند الله وبموالاتهم وبمعرفتهم ايانا فيضاعف الله للمؤمنين حسناتهم ويرفع الله لهم الدرجات العلى، واما قوله يا عمار: ” كمن باء بسخط من الله ” إلى قوله: ” المصير ” فهم والله الذين جحدوا حق على بن ابي طالب عليه السلام وحق الائمة منا أهل البيت، فباؤا لذلك سخطا من الله (3) 150 – عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر قول الله ” هم درجات عند الله ” قال: الدرجة ما بين السماء إلى الارض (4) 151 – عن محمد بن أبى حمزة عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” أو لما أصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها ” قال: كان المسلمون قد أصابوا ببدر مائة و أربعين رجلا، قتلوا سبعين رجلا واسروا سبعين، فلما كان يوم أحد أصيب من المسلمين سبعون رجلا، قال: فاغتموا بذلك فأنزل الله تبارك وتعالى ” أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها ” (5)
– * امر كذا ويتخير لنفسه أي يتخبس لى تخيرا كتخيره لنفسه كما هو شأن الاخ المحب المحبوب الذى يخشى الله تعالى (من هامش بعض النسخ). (1) البحار ج 15 (ج 4): 146. البرهان ج 1: 324 الصافى ج 1: 310. (2) البرهان ج 1: 324. (3 – 4) الصافى ج 1: 311. البرهان ج 1: 325. (5) الصافى ج 1: 311. البرهان ج 1: 325. البحار ج 6: 437 و 504 (*)
[ 206 ]
152 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: اتى رجل رسول الله صلى الله عليه واله. فقال انى راغب نشيط في الجهاد (1) قال: فجاهد في سبيل الله فانك ان تقتل كنت حيا عند الله ترزق، وان مت فقد وقع أجرك على الله وان رجعت خرجت من الذنوب إلى الله هذا تفسير ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ” (2) 153 – عن سالم بن ابى مريم قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه واله بعث عليا عليه السلام في عشرة ” استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح ” إلى ” اجر عظيم ” انما نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام (3) 154 – عن جابر عن محمد بن على عليه السلام قال: لما وجه النبي صلى الله عليه واله أمير المؤمنين وعمار بن ياسر إلى أهل مكة قالوا بعث هذا الصبى ولو بعث غيره إلى أهل مكة وفى مكة صناديد قريش ورجالها ؟ ! والله الكفر أولى بنا مما نحن فيه، فساروا و قالوا لهما وخوفوهما بأهل مكة وغلظوا عليهما الامر، فقال على عليه السلام: حسبنا الله ونعم الوكيل ومضيا، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه صلى الله عليه واله بقولهم لعلى وبقول على لهم، فانزل الله باسمائهم في كتابه وذلك قول الله: ” الم ترى إلى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ” وانما نزلت الم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا ان ابا سفيان وعبد الله بن عامر واهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم وزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل. (4) 155 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن الكافر الموت خير له أم الحيوة ؟ فقال: الموت خير للمؤمن والكافر، قلت: ولم ؟ قال: لان الله يقول: ” وما عند الله خير للابرار ” ويقول: ” ولا يحسبن الذين كفروا
(1) النشيط: ذو النشاط. (2) البحار ج 21: 95. البرهان ج 1: 325. الصافى ج 1: 313. (3 – 4) البرهان ج 1: 326. (*)
[ 207 ]
انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين “. (1) 156 – عن يونس رفعه قال: قلت له: زوج رسول الله صلى الله عليه واله ابنته فلانا قال نعم، قلت: فكيف زوجه الاخرى ؟ قال: قد فعل فأنزل الله ” ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم ” إلى ” عذاب مهين ” (2) 157 – عن عجلان أبى صالح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تمضى الايام والليالي حتى ينادى مناد من السماء: يا أهل الحق اعتزلوا، يا أهل الباطل اعتزلوا، فيعزل هؤلاء من هؤلاء، ويعزل هؤلاء من هؤلاء قال: قلت: أصلحك الله يخالط هؤلاء هؤلاء بعد ذلك النداء ؟ قال: كلا انه يقول في الكتاب ” ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ” (3) 158 – عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ” سيطوقون ما بخلوا به يوم القيمة ولله ميراث السموات والارض ” قال: ما من عبد منع زكوة ماله الا جعل الله ذلك يوم القيمة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه، ينهش من لحمه (4) حتى يفرغ من الحساب، وهو قول الله ” سيطوقون ما بخلوا به يوم القيمة ” قال: ما بخلوا من الزكوة (5) 159 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام عن ابيه عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما من ذى زكوة مال ابل ولا بقر ولا غنم يمنع زكوة ماله الا اقيم يوم القيمة بقاع قفر ينطحه (6) كل ذات قرن بقرنها، وينهشه كل ذات ناب بأنيابها، ويطأه كل ذات ظلف بظلفها. حتى يفرغ الله من حساب خلقه، وما من ذى زكوة مال نخل ولا زرع ولا كرم يمنع زكوة ماله الا قلدت أرضه في سبعة
(1) البرهان ج 1: 326. الصافى ج 1: 217. (2) البرهان ج 1: 326. (3) البرهان ج 1: 326. البحار ج 13: 160. (4) نهشه الحية: تناوله بفمه ليعضه فيؤثر فيه ولا يجرحه. (5) البحار ج 20: 6. البرهان ج 1: 327. (6) نطحه الثور ونحوه: اصابه بقرنه. (*)
[ 208 ]
أرضين يطوق بها إلى يوم القيمة (1) 160 – عن يوسف الطاطرى عمن (انه خ ل) سمع أبا جعفر عليه السلام يقول و ذكر الزكوة فقال: الذى يمنع الزكوة يحول الله ماله يوم القيمة شجاعا (2) من نار له ريمتان (3) فيطوقه اياه ثم يقال له: الزمه كما لزمك في الدنيا، وهو قول الله ” سيطوقون ما بخلوا به ” الآية (4) 161 – وعنهم عليهم السلام قال: مانع الزكوة يطوق بشجاع أقرع (5) يأكل من لحمه وهو قوله: ” سيطوقون ما بخلوا به ” الاية (6) 162 – عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله: ” قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين ” وقد علم ان هؤلاء لم يقتلوا ولكن فقد كان هواءهم مع الذين قتلوا، فسماهم الله قاتلين لمتابعة هوائهم ورضاهم لذلك الفعل (7) 163 – عن عمر بن معمر قال أبو عبد الله عليه السلام: لعن الله القدرية لعن الله الحرورية لعن الله المرجئة، لعن الله المرجئة، قلت له جعلت فداك كيف لعنت هؤلاء مرة ولعنت هؤلاء مرتين ؟ فقال: ان هؤلاء زعموا ان الذين قتلونا مؤمنين فثيابهم ملطخة بدمائنا إلى يوم القيمة اما تسمع لقول الله ” الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات ” إلى قوله ” صادقين ” قال: فكان بين الذين خوطبوا بهذا القول وبين القاتلين خمس مائة عام، فسماهم الله قاتلين
(1) البحار ج 20: 4. البرهان ج 1: 327. (2) الشجاع – بضم الشين وكسرها – ضرب من الحيات. (3) كذا في الاصل وفى نسخة البرهان ” زنمتان ” ولم اظفر لهما على معنى يناسب المقام. (4) البحار ج 20: 4. البرهان ج 1: 327. (5) الاقرع من الحيات: المتمعط أي الساقط شعر الرأس لكثرة سمه. (6 – 7) البحار ج 21: 116. البرهان ج 1: 328. (*)
[ 209 ]
برضاهم بما صنع اولئك (1) 164 – عن محمد بن هاشم عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية ” قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين ” وقد علم ان قالوا: والله ما قتلنا ولا شهدنا، قال: وانما قيل لهم ابرؤا من قتلتهم فأبوا (2) 165 – عن محمد بن الارقط عن أبى عبد الله عليه السلام قال لى تنزل الكوفة ؟ قلت: نعم قال: فترون قتلة الحسين عليه السلام بين أظهركم ؟ قال: قلت جعلت فداك ما رأيت منهم أحدا قال: فإذا أنت لا ترى القاتل الا من قتل أو من ولى القتل، ألم تسمع إلى قول الله ” قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين ” فأى رسول قبل الذى كان محمد صلى الله عليه واله بين أظهركم، ولم يكن بينه و بين عيسى رسول، انما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين (3) 166 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان عليا عليه السلام لما غمض رسول الله صلى الله عليه واله قال: انا لله وانا إليه راجعون، يا لها من مصيبة خصت الاقربين وعمت المؤمنين لم يصابوا بمثلها قط، ولا عاينوا مثلها، فلما قبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سمعوا مناديا ينادى من سقف البيت: ” انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ” والسلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ” كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيمة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحيوة الدنيا الا متاع الغرور ” ان في الله خلفا من كل ذاهب وعزآء من كل مصيبة، ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا، وعليه فتوكلوا، واياه فارجوا انما المصاب من حرم الثواب (4) 167 – عن الحسين عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله جائهم جبرئيل والنبى صلى الله عليه واله مسجى، وفى البيت على وفاطمة والحسن والحسين، فقال
(1 – 3) البحار ج 21: 116. البرهان ج 1: 328. الصافى ج 1: 318. (4) البرهان ج 1: 329. (*)
[ 210 ]
السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ” كل نفس ذائقة الموت ” إلى ” متاع الغرور ” ان في الله عزاءا من كل مصيبة، ودركا من كل ما فات، وخلفا من كل هالك، وبالله فثقوا. واياه فارجوا، انما المصاب من حرم الثواب، هذا آخر وطيى من الدنيا قال (: قالوا ظ) فسمعنا صوتا فلم نر شخصا (1) 168 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله سمعوا صوتا من جانب البيت ولم يروا شخصا، يقول: ” كل نفس ذائقة الموت ” إلى قوله ” فقد فاز ” ثم قال: ان في الله خلفا وعزاءا من كل مصيبة، ودركا لما فات فبالله فثقوا واياه فارجوا، وانما المحروم من حرم الثواب، واستروا عورة نبيكم، فلما وضعه على السرير نودى: يا على لا تخلع القميص فغسله على عليهما السلام في قميصه (2) 169 – عن محمد بن يونس عن بعض أصحابنا قال: قال لى أبو جعفر عليه السلام: ” كل نفس ذائقة الموت أو منشوره ” [ كذا ] نزل بها علي محمد عليه السلام انه ليس أحد من هذه الامة الا سينشرون، فاما المؤمنون فينشرون إلى قرة عين، واما الفجار فينشرون إلى خزى الله اياهم (3) 170 – عن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام ” كل نفس ذائقة الموت ” لم يذق الموت من قتل وقال: لا بد من أن يرجع حتى يذوق الموت (4) 171 – عن أبى خالد الكابلي قال: قال على بن الحسين عليه السلام: لوددت انه
(1 – 2) البحار ج 6: 798 – 799. البرهان ج 1: 329. (3) البرهان ج 1: 329. البحار ج 3: 143 وفيه ” مبشورة ” مكان ” منشورة ” و ” يستبشرون ” عوض ” سينشرون ” و ” فيبشرون ” بدل ” فينشرون ” في الموضعين. (4) البحار ج 13: 217. البرهان ج 1: 329. الصافى ج 1: 318. وقال الفيض (ره) بعد نقل الحديث عن العياشي: وعنه (أي الباقر ع) من قتل ينشر حتى يموت ومن مات ينشر حتى يقتل. ” انتهى ” فلعله سقط من النسخ التى عندنا من العياشي وكان موجودا في نسخة الفيض (ره). (*)
[ 211 ]
اذن لى فكلمت الناس ثلثا، ثم صنع الله بى ما أحب، قال بيده على صدره ثم قال: ولكنها عزمة من الله أن نصبر، ثم تلا هذه الآية ” ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا أذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور ” واقبل يرفع يده ويضعها على صدره (1) 172 – عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: لا يزال المؤمن في صلوة ما كان في ذكر الله ان كان قائما أو جالسا أو مضطجعا لان الله يقول: ” الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ” الآية (2) وفى رواية اخرى عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام مثله. 173 – وفى رواية عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله ” الذين يذكرون الله قياما ” الاصحاء ” وقعودا ” يعنى المرضى ” وعلى جنوبهم ” قال: أعل (3) ممن يصلى جالسا واوجع (4) 174 – وفى رواية اخرى عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام ” الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ” قال الصحيح يصلى قائما وقعودا والمريض يصلى جالسا وعلى جنوبهم أضعف من المريض الذى يصلى جالسا (5) 175 – عن يونس بن ظبيان قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ” وما للظالمين من أنصار ” قال: ما لهم من ائمة يسموهم بأسمائهم (6) 176 – عن [ عمر بن ] عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا ” قال: هو امير المؤمنين نودى من السماء ان آمن بالرسول فآمن به (7)
(1) البرهان ج 1: 330. (2) البرهان ج 1: 330. الصافى ج 1: 321. (3) وفى بعض النسخ ” ادنى “. (4) البرهان ج 1: 333. (5 – 6) البرهان ج 1: 333. الصافى ج 1: 321. (7) البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 333. (*)
[ 212 ]
177 – عن الاصبغ بن نباته عن على عليه السلام في قوله ” ثوابا من عند الله وما عند الله خير للابرار ” قال: قال رسول الله انت الثواب وأنصارك (اصحابك خ ل) الابرار (1) 178 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: الموت خير للمؤمن لان الله يقول ” وما عند الله خير للابرار ” (2) 179 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ” واصبروا ” يقول: عن المعاصي ” وصابروا ” على الفرايض، ” واتقوا الله ” يقول: آمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، ثم قال: واى منكر أنكر من ظلم الامة لنا وقتلهم ايانا ” ورابطوا ” يقول في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه، و نحن الرباط الادنى، فمن جاهد عنا فقد جاهد عن النبي صلى الله عليه واله، وما جاء به من عند الله ” لعلكم تفلحون ” يقول: لعل الجنة توجب لكم ان فعلتم ذلك، ونظيرها من قول الله ” ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال اننى من المسلمين ” ولو كانت هذه الآية في المؤذنين كما فسرها المفسرون لفاز القدرية و أهل البدع معهم. (3) 180 – عن ابن أبى يعفور عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا ” قال: اصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب ورابطوا على الائمة. (4) 181 – عن يعقوب السراج قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام تبقى الارض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس إليه ؟ قال: فقال لى: إذا لا يعبد الله يابا يوسف، لا تخلو الارض من عالم منا، ظاهر يفزع الناس إليه في حلالهم وحرامهم، وان ذلك لمبين في كتاب الله قال الله: ” يا ايها الذين آمنوا اصبروا ” على دينكم ” وصابروا “
(1) البرهان ج 1: 333. البحار ج 9: 101. (2) البرهان ج 1: 333. (3) البحار ج 7: 135. البرهان ج 1: 335. الصافى ج 1: 323. (4) البرهان ج 1: 335. البحار ج 7: 135. (*)
[ 213 ]
عدوكم ممن خالفكم ” ورابطوا ” امامكم ” واتقوا الله ” فيما أمركم به وافترض عليكم (1) 182 – وفى رواية اخرى عنه ” اصبروا ” على الاذى فينا، قلت: فصابروا ؟ قال: على عدوكم مع وليكم قلت ” ورابطوا ” ؟ قال: المقام مع امامكم، ” واتقوا الله لعلكم تفلحون ” قلت: تنزيل ؟ قال: نعم (2) 183 – عن ابى الطفيل عن أبى جعفر عليه السلام في هذه الآية قال: نزلت فينا، ولم يكن الرباط الذى أمرنا به بعد، وسيكون ذلك يكون من نسلنا المرابط و من نسل ابن ناثل المرابط (3) 184 – عن بريد عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” اصبروا ” يعنى بذلك عن المعاصي ” وصابروا ” يعنى التقية ” ورابطوا ” يعنى الائمة ثم قال: تدرى ما معنى لبدو ما لبدنا (4) فإذا تحركنا فتحركوا ” واتقوا الله ما لبدنا نار بكم لعلكم تفلحون ” قال قلت: جعلت فداك انما نقرؤها ” واتقوا الله ” قال: أنتم تقرؤنها كذا ونحن
(1 – 2) البرهان ج 1: 335. البحار ج 9: 101. اثبات الهداة ج 1: 263 (3) البحار ج 7: 135. البرهان ج 1: 335. والمراد بابن ناثل كما يظهر من ساير الروايات هو عباس بن عبد المطلب وكان اسم امه نثيلة وهى كانت امة لام الزبير ولابي طالب وعبد الله فاخذها عبد المطلب فأولدها عباسا وله مع زبير في ذلك قصة مذكورة في الكتب المفصلة. وعن القمى (ره) عن السجاد (ع) قال: نزلت الاية في العباس وفينا ولم يكن الرباط الذى امرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط ” انتهى ” قيل ويحتمل ان يكون المراد من قوله (ع) نزلت الاية اه يعنى انهم مأمورون برباطنا وصلتنا وقد تركوا ولم يأتمروا وسيكون ذلك في زمان ظهور القائم (ع) فيرابطنا من بقى من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط بالفتح اعني القائم عجل الله فرجه ومن نسله المرابط بالكسر ويحتمل على هذا الوجه ايضا الكسر فيهما والفتح كذلك فتأمل. (4) وفى نسخة الاصل ” وما لبدا “. (*)
[ 214 ]
نقرؤها كذا (1) 185 – عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: لا يزال المؤمن في صلوة ما كان في ذكر الله ان كان قائما أو جالسا أو مضطجعا لان الله يقول: ” الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ” (2)
(1) البرهان ج 1: 335. البحار ج 7: 135. وقال المجلسي (ره): لبد كنصر وفرح لبود أو لبدأ اقام ولزق كالبد ذكره الفيروز آبادى والمعنى لا تستعجلوا في الخروج على المخالفين واقيموا في ما لم يظهر منا ما يوجب الحركة من النداء والصيحة وعلامات خروج القائم. (2) البرهان ج 1: 333. (*)
[ 215 ]
بسم الله الرحمن الرحيم من سورة النساء 1 – عن زر بن حبيش عن امير المؤمنين على بن ابي طالب عليه السلام قال: من قرأ سورة النساء في كل جمعة أو من من ضغطة القبر. (1) 2 – عن محمد بن عيسى عن [ عيسى بن ] عبد الله العلوى عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: خلقت حوا من قصيرا جنب آدم، والقصيرا هو الضلع الاصغر، وأبدل الله مكانه لحما (2) 3 – وباسناده عن أبيه عن آبائه قال: خلقت حوا من جنب آدم وهو راقد (3) 4 – عن أبى على الواسطي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله خلق آدم من الماء والطين فهمة ابن آدم في الماء والطين، وان الله خلق حوا من آدم فهمة النساء الرجال فحصنوهن في البيوت. (4) 5 – عن ابى بكر الحضرمي عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان آدم ولد أربعة ذكور فاهبط الله إليهم اربعة من الحور العين، فزوج كل واحد منهم واحدة فتوالدوا ثم ان الله رفعهن وزوج هؤلاء الاربعة أربعة من الجن، فصار النسل فيهم فما كان من حلم فمن آدم، وما كان من جمال من قبال الحور العين، وما كان من قبح أو سوء خلق فمن الجن. (5)
(1) البحار ج 19: 69. البرهان ج 1: 335. (2 – 4) البحار ج 5: 31. البرهان ج 1: 336. الصافى ج 1: 324. (5) البحار ج 5: 66. البرهان ج 1: 336. الصافى ج 1: 327. (*)
[ 216 ]
6 – عن أبى بكر الحضرمي عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال لى: ما يقول الناس في تزويج آدم ولده ؟ قال قلت: يقولون: ان حوا كانت تلد لادم في كل بطن غلاما وجارية فتزوج الغلام الجارية التى من البطن الآخر الثاني، وتزوج الجارية الغلام الذى من البطن الآخر الثاني حتى توالدوا، فقال أبو جعفر عليه السلام: ليس هذا كذلك يحجكم المجوس، ولكنه لما ولد آدم هبة الله وكبر سأل الله أن يزوجه، فأنزل الله له حوراء من الجنة فزوجها اياه، فولدت له أربعة بنين، ثم ولد لآدم ابن آخر، فلما كبر أمره فتزوج إلى الجان، فولد له أربع بنات، فتزوج بنو هذا بنات هذا، فما كان من جمال فمن قبل الحور العين وما كان من حلم فمن قبل آدم، وما كان من حقد (1) فمن قبل الجان، فلما توالدوا صعد الحوراء إلى السماء (2) 7 – عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال: سألت أبا جعفر عليه السلام من أي شى خلق الله حواء: فقال: أي شئ يقولون هذا الخلق ؟ قلت: يقولون: ان الله خلقها من ضلع من اضلاع آدم، فقال: كذبوا أكان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه ؟ فقلت: جعلت فداك يا بن رسول الله صلى الله عليه واله: من أي شئ خلقها ؟ فقال أخبرني أبى عن أبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه – وكلتا يديه يمين – فخلق منها آدم وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء (3).
(1) وفى نسخة الصافى ” من خفة ” بدل ” من حقد “. (2) البحار ج 5: 66. البرهان ج 1: 336. الصافى ج 1: 327. (3) البرهان ج 1: 336. الصافى ج 1: 325. البحار ج 5: 31. وقال المجلسي (ره) بعد نقل الخبر ما لفظه بيان: فالاخبار السابقة اما محمولة على التقية أو على انها خلقت من طينة ضلع من اضلاعه. ثم ذكر كلام بعض اصحاب الارثماطيق في ذلك فراجع. وما ذكره المجلسي (ره) في الاحتمال الثاني هو ما ذكره ابن بابويه في الفقيه في الجمع بين تلك الاخبار. وقال الفيض (ره): ما ورد انها خلقت من ضلعه الايسر اشارة إلى ان الجهة الجسمانية * (*)
[ 217 ]
8 – عن الاصبغ بن نباته قال: سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول: ان احدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار فايما رجل منكم غضب على ذى رحمه فليدن منه فان الرحم إذا مستها الرحم استقرت وانها متعلقة بالعرش ينتقضة انتقاض الحديد فينادى اللهم صل من وصلنى واقطع من قطعني وذلك قول الله في كتابه ” واتقوا الله الذى تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا ” وايما رجل غضب وهو قائم فليلزم الارض من فوره فانه يذهب رجز الشيطان (1) 9 – عن عمر بن حنظلة عنه عن قول الله: ” اتقوا الله الذى تسائلون به والارحام ” قال: هي أرحام الناس ان الله امر بصلتها وعظمها الا ترى انه جعلها معه (2) 10 – عن جميل بن دراج عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” اتقوا الله الذى تسائلون به والارحام ” قال: هي ارحام الناس امر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظمها الا ترى انه جعلها معه (3) 11 – عن سماعه بن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام وأبى الحسن عليه السلام انه قال: ” حوبا كبيرا ” قال: هو مما يخرج الارض من اثقالها (4) 12 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل أكل مال اليتيم
* الحيوانية في النساء اقوى منها في الرجال والجهة الروحانية الملكية بالعكس من ذلك وذلك لان اليمين مما يكنى به عن عالم الملكوت الروحانى والشمال مما يكنى به عن عالم الملك الجسماني فالطين عبارة عن مادة الجسم واليمين عبارة عن مادة الروح ولا ملك الا بملكوت وهذا هو المعنى بقوله وكلتا يديه يمين فالضلع الايسر المنقوص من آدم كناية عن بعض الشهوات التى تنشؤ من غلبة الجسمية التى هي من عالم الخلق وهى فضلة طينة المستنبط من باطنه التى صادرت من مادة لخلق حواء فنبه في الحديث على ان جهة الملكوت والامر في الرجال اقوى من جهة الملك والخلق وبالعكس منهما في النساء فان الظاهر عنوان الباطن اه (1) البحار ج 15 (ج 4): 28. البرهان ج 1: 338. (2 – 3) البحار ج 15 (ج 4): 28. البرهان ج 1: 338. الصافى ج 1: 329 وقال الفيض (ره) يعنى قرنها باسمه في الامر بالتقوى. (4) البرهان ج 1: 338 (*)
[ 218 ]
هل له توبة ؟ فقال: يؤدى إلى أهله لان الله يقول: ” ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ” [ وقال: انه كان حوبا كبيرا ] (1) 13 – عن يونس بن عبد الرحمن عمن اخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال في كل شئ اسراف الا في النساء، قال الله: ” انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع ” وقال: ” واحل لكم ما ملكت ايمانكم ” (2) 14 – عن منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا يحل لماء الرجل أن يجرى في اكثر من أربعة أرحام من الحراير. (3) 15 – عن عبد الله بن القداح عن أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا امير المؤمنين بى وجع في بطني فقال له: امير المؤمنين عليه السلام: ألك زوجه ؟ قال: نعم، قال: استوهب منها شيئا طيبة به نفسها من مالها، ثم اشتر به عسلا، ثم اسكب (4) عليه من ماء السماء ثم اشربه، فانى أسمع (سمعت خ ل) الله يقول في كتابه ” وأنزلنا من السماء ماءا مباركا ” وقال: ” يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ” وقال: ” فان طبن لكم من شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ” شفيت ان شاء الله، قال: ففعل ذلك فشفى. (5)
(1) البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 339. (2) البحار ج 23: 92. البرهان ج 1: 340. الصافى ج 1: 331. الوسائل ج 3 ابواب مقدمات النكاح باب 140 ولعل الذيل من كلام الامام عليه السلام لا أنه آية من الايات (3) البحار ج 23: 92. البرهان ج 1: 340. الوسائل ابواب ما يحرم باستيفاء العدد باب 2. (4) سكب الماء ونحوه: صبه. (5) البحار ج 14: 873. البرهان ج 1: 341. الصافى ج 1: 332. الوسائل ج 3 ابواب المهور باب 25. وابواب الاطعمة المباحة باب 49 ونقله الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان [ ج 3 ]: 7 من هذا الكتاب ايضا مع زيادة واختلاف. (*)
[ 219 ]
16 – عن سماعة بن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام أو أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ” قال: يعنى بذلك أموالهن التى في ايديهن مما ملكن. (1) 17 – عن سعيد بن يسار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك امرأة دفعت إلى زوجها مالا ليعمل به، وقالت له حين دفعته إليه: أنفق منه، فان حدث بى حدث فما انفقت منه فلك حلال طيب [ وان حدث بك حدث فما انفقت منه فلك حلال طيب ] قال: أعديا سعيد [ على ] المسألة فلما ذهبت اعرض عليه المسألة عرض فيها صاحبها وكان معى، فأعاد عليه مثل ذلك، فلما فرغ اشار باصبعه إلى صاحب المسألة فقال: يا هذا ان كنت تعلم أنها قد افضت بذلك اليك فيما بينك وبينها وبين الله فحلال طيب ثلاث مرات، ثم قال: يقول الله ” فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ” (2) 18 – عن حمران عن ابى عبد الله عليه السلام قال: اشتكى رجل إلى امير المؤمنين عليه السلام فقال: له سل من امرئتك درهما من صداقها فاشتر به عسلا فاشربه بماء السماء، ففعل ما امر به فبرأ فسئل امير المؤمنين عليه السلام عن ذلك أشئ سمعته من النبي صلى الله عليه واله ؟ قال: لا ولكني سمعت الله يقول في كتابه ” فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ” وقال: ” يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ” وقال: ” وانزلنا من السماء ماء مباركا ” فاجتمع الهنى والمرئ والبركة والشفاء، فرجوت بذلك البر (3) 19 – عن على بن رئاب عن زرارة قال: لا ترجع المرأة فيما تهب لزوجها حيزت أو لم تحز أليس الله يقول: فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ” (4)
(1 – 2) البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 341. (3) البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 341. الوسائل ج 3: ابواب المهور باب 25. (4) البحار ج 23: 44. البرهان ج 1: 341. (*)
[ 220 ]
20 – عن يونس بن يعقوب قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ولا تؤتوا السفهاء اموالكم ” قال: من لا تثق به (1) 21 – عن حماد عن ابى عبد الله عليه السلام فيمن شرب الخمر بعد ان حرمها الله على لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم قال: ليس باهل ان يزوج إذا خطب وان يصدق إذا حدث ولا يشفع إذا شفع، ولا يؤتمن على امانة فمن ائتمنه على امانه فأهلكها أو ضيعها فليس للذى ائتمنه ان يأجره الله ولا يخلف عليه قال أبو عبد الله: انى اردت ان استبضع فلانا بضاعة (2) إلى اليمن، فأتيت أبا جعفر عليه السلام فقلت انى أردت ان استبضع فلانا فقال لى: اما علمت انه يشرب الخمر فقلت: قد بلغني عن المؤمنين انهم يقولون ذلك فقال: صدقهم لان الله يقول [ يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ثم قال: انك ان استبضعته فهلكت أو ضاعت فليس على الله ان يأجرك ولا يخلف على، فقلت: ولم ؟ قال: لان الله تعالى يقول ] ” ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما ” فهل سفيه أسفه من شارب الخمر ان العبد لا يزال في فسحة من ربه ما لم يشرب الخمر فإذا شربها خرق الله عليه سرباله (3) فكان ولده واخوه وسمعه وبصره ويده ورجله ابليس، يسوقه إلى كل شر ويصرفه عن كل خير (4) 22 – عن ابراهيم بن عبد الحميد قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن هذه الاية ” ولا تؤتوا السفهاء اموالكم ” قال: كل من يشرب المسكر فهو سفيه (5) 23 – عن على بن ابى حمزة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ” قال: هم اليتامى لا تعطوهم أموالهم حتى تعرفوا منهم الرشد قلت: فكيف يكون أموالهم أموالنا فقال: إذا كنت أنت الوارث لهم (6)
(1) البحار ج 23: 349. البرهان ج 1: 341. (2) استبضع الرجل الشئ: جعله له بضاعة وهى من المال ما اعد للتجارة. (3) السربال: القميص أو كل ما يلبس. (4 – 5) البحار ج 23: 39 – 40. البرهان ج 1: 342. (6) البحار ج 23: وج 15 (ج 4): 20 البرهان ج 1: 343. الصافى ج 1: 332 (*)
[ 221 ]
24 – وفى رواية عبد الله بن سنان عنه قال: لا تؤتوها شراب الخمر والنساء (1) 25 – عن عبد الله بن اسباط عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسئله عن اليتيم متى ينقضى يتمه ؟ فكتب إليه اما اليتيم فانقطاع يتمه اشده وهو الاحتلام الا أن لا يؤنس منه رشد بعد ذلك فيكون سفيها أو ضعيفا فليشد عليه (2) 26 – عن يونس بن يعقوب قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قول الله ” فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ” أي شئ الرشد الذى يؤنس منهم ؟ قال: حفظ ماله (3) 27 – عن عبد الله بن المغيرة عن جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله ” فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ” قال: فقال إذا رأيتموهم يحبون آل محمد فارفعوهم درجة (4) 28 – عن محمد بن مسلم قال: سألته عن رجل بيده ماشية لابن اخ في حجره، أيخلط أمرها بأمر ماشيته ؟ فقال: ان كان يليط حياضها ويقوم على هناتها ويرد شاردها (5) فليشرب من ألبانها غير مجتهد للحلاب ولا مضر بالولد، ثم قال: ” ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ” (6) 29 – أبو أسامة عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” فليأكل بالمعروف ” فقال ذلك رجل يحبس نفسه على أموال اليتامى فيقوم لهم فيها ويقوم لهم عليها فقد شغل نفسه عن طلب المعيشة فلا بأس أن يأكل بالمعروف إذا كان يصلح أموالهم، وان كان المال قليلا فلا يأكل منه شيئا (7) 30 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام أو أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن قوله
(1 – 3) البحار ج 23: 40 وج 15 (ج 4): 120. البرهان ج 1: 344. (4) البحار ج 15: 120. البرهان ج 1: 344. (5) لاط الحوض لوطا: مدره لئلا ينشف الماء. وهنأ الابل: طلاها بالهناء أي القطران. وشرد: نفر. (6 – 7) البحار ج 15 (ج 4): 120. البرهان ج 1: 344. الصافى ج 1: 333 (*)
[ 222 ]
” ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ” قال: بلى من كان يلى شيئا لليتامى وهو محتاج وليس له شئ يتقاضى أموالهم ويقوم في ضيعتهم فليأكل بقدر الحاجة ولا يسرف، وان كان ضيعتهم لا تشغله عما يعالج لنفسه فلا يرزأن (1) من اموالهم شيئا (2) 31 – عن اسحق بن عمار عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” و من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ” فقال: هذا رجل يحبس نفسه لليتيم على حرث أو ماشية، ويشغل فيها نفسه فليأكل منه بالمعروف وليس ذلك له في الدنانير والدراهم التى عنده موضوعة (3) 32 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ” قال: ذلك إذا حبس نفسه في اموالهم فلا يحترث لنفسه (4) فليأكل بالمعروف من مالهم (5) 33 – عن رفاعة عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: ” فليأكل بالمعروف ” قال: كان أبى يقول انها منسوخة (6) 34 – عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” وإذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه ” قال نسختها آية الفرايض (7) 35 – وفى رواية اخرى عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام ” وإذا حضر القسمة اولوا
(1) رزأ المال: نقصه. (2) البحار ج 15 (ج 4): 120. البرهان ج 1: 334 (3) الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 68. البحار ج 15: 120. البرهان ج 1: 344. (4) احترث المال: كسبه. (5 – 6) الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 68. البحار ج 15: 120. البرهان ج 1: 344. الصافى ج 1: 333. (7) الوسائل ج 3 ابواب موجبات الارث باب 5. الصافى ج 1: 334. البرهان ج 1: 345. (*)
[ 223 ]
القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا ” قلت: أمنسوخة هي ؟ قال: لا إذا حضرك فاعطهم (1) 36 – وفى رواية اخرى عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله ” وإذا حضر القسمة اولوا القربى ” قال: نسختها آية الفرايض (2) 37 – عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام مبتدءا من ظلم [ يتيما ] سلط الله عليه من يظلمه أو على عقبه أو على عقب عقبه، قال: فذكرت في نفسي فقلت يظلم هو فسلط على عقبه أو عقب عقبه ؟ فقال لى قبل ان أتكلم: ان الله يقول: ” وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ” (3) 38 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام أو أبى الحسن عليه السلام ان الله أوعد في مال اليتيم عقوبتين اثنتين اما احديهما فعقوبة الاخرة النار، واما الاخرى فعقوبة الدنيا قوله: ” وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ” قال: يعنى بذلك ليخش ان اخلفه في ذريته كما صنع هو بهؤلاء اليتامى (4) 39 – عن الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام ان في كتاب على بن ابي طالب عليه السلام ان آكل مال اليتيم ظلما سيدركه وبال ذلك في عقبه من بعده، ويلحقه فقال ذلك اما في الدنيا فان الله قال: ” وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم ” و اما في الاخرة فان الله يقول ” ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ” (5) 40 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: قلت في كم يجب لاكل مال اليتيم النار ؟
(1) الوسائل ج 3 ابواب موجبات الارث باب 5. الصافى ج 1: 334. (2) الوسائل ج 3 ابواب موجبات الارث باب 5. البرهان ج 1: 346. (3) الصافى ج 1: 334. البرهان ج 1: 346. (4 – 5) البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 346. (*)
[ 224 ]
قال: في درهمين (1). 41 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام أو ابى الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل اكل مال اليتيم هل له توبة قال: يرد به أهله (2) قال: ذلك بان الله يقول ” ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (3) ” 42 – عن احمد بن محمد قال: سألت أبى الحسن عليه السلام عن الرجل يكون في يده مال لايتام فيحتاج فيمد يده فينفق منه عليه وعلى عياله وهو ينوى ان يرده إليهم أهو ممن قال الله: ” ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ” الاية ؟ قال: لا ولكن ينبغى له الا يأكل إلا بقصد ولا يسرف قلت له: كم ادنى ما يكون من مال اليتيم إذا هو أكله وهو لا ينوى رده حتى يكون يأكل في بطنه نارا ؟ قال: قليله وكثيره واحد إذا كان من نفسه ونيته ان لا يرده إليهم (4) 43 – عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: مال اليتيم ان عمل به من وضع على يديه ضمنه ولليتيم ربحه، قال: قلنا له قوله: ” ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ” ؟ قال: انما ذلك إذا حبس نفسه عليهم في أموالهم فلم يتخذ لنفسه فليأكل بالمعروف من مالهم (5). 44 – عن عجلان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام من أكل مال اليتيم ؟ فقال هو كما قال الله: ” انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ” قال هو من غير ان اسئله: من عال يتيما حتى ينقضى يتمه أو يستغنى بنفسه أوجب الله له الجنة كما اوجب لآكل مال اليتيم النار (6).
(1) البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 346. الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 72 وقال المحدث الحر العاملي (ره) هذا كناية عن القلة ومفهومه غير مراد لما مر أو تحديد لما يوجب النار ويكون من الكبائر فلعل ما دونه من الصغائر. (2) وفى نسخة ” يرده إلى اهله “. (3 – 4) البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 347. الوسائل ابواب ما يكتسب به باب 72. (5 – 6) البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 347 (*)
[ 225 ]
45 – عن أبي ابراهيم (1) قال: سألته عن الرجل يكون عنده المال اما ببيع أو بقرض فيموت ولم يقضه اياه فيترك ايتاما صغارا فيبقى لهم عليه فلا يقضيهم، أيكون ممن يأكل مال اليتيم ظلما ؟ قال: إذا كان ينوى ان يؤدى إليهم فلا، فقال الاحول: سألت أبا الحسن موسى عليه السلام انما هو الذى يأكله ولا يريد أداءه من الذين يأكلون أموال اليتامى ؟ قال: نعم (2). 46 – عن عبيد بن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الكبائر، فقال: منها أكل مال اليتيم ظلما وليس في هذا بين أصحابنا اختلاف والحمد لله (3) 47 – عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله يبعث أناس من قبورهم يوم القيمة تأجج أفواههم نارا (4) فقيل له: يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال: ” الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ” (5) 48 – عن أبى بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: اصلحك الله ما أيسر ما يدخل به العبد النار ؟ قال: من اكل مال اليتيم درهما ونحن اليتيم (6). 49 – عن ابى جميلة المفضل بن صالح عن بعض اصحابه عن احدهما قال: ان فاطمة صلوات الله عليها انطلقت إلى ابى بكر فطلبت ميراثها من نبى الله صلى الله عليه واله فقال: ان نبى الله لا يورث، فقالت: أكفرت بالله وكذبت بكتابه ؟ قال الله ” يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ” (7) 50 – عن سالم الاشل قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى أدخل الوالدين على جميع اهل المواريث فلم ينقصهما عن السدس (8).
(1) وفى نسخة البرهان ” على بن ابراهيم ” عوض ” ابى ابراهيم “. ولعله من تصرف النساخ. (2 – 3) البحار ج 15: 121. البرهان ج 1: 347. (4) تأجج: التهب. (5 – 6) البحار ج 15: 121. البرهان ج 1: 347. (7) البحار ج 8: 93. البرهان ج 1: 347. (8) البرهان ج 1: 350. البحار ج 24: 26. (*)
[ 226 ]
51 – عن بكير بن أعين عن ابى عبد الله عليه السلام قال: الولد والاخوة هم الذين يزدادون وينقصون (1) 52 – عن ابي العباس قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: لا يحجب عن الثلث الاخ والاخت حتى يكونا اخوين أو أخ أو اختين (2) فان الله يقول ” فان كان له اخوة فلامه السدس ” (3). 53 – الفضل بن عبد الملك قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن ام واختين قال: [ للام ] الثلث لان الله يقول ” فان كان له اخوة ” ولم يقل فان كان له اخوات (4) 54 – عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله ” فان كان له اخوة فلامه السدس ” يعنى اخوة لاب وام أو اخوة لاب (5) 55 – عن محمد بن قيس قال سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: في الدين والوصية فقال: ان الدين قبل الوصية، ثم الوصية على اثر الدين ثم الميراث ولا وصية لوارث (6) 56 – عن سالم الاشل قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول ان الله ادخل الزوج والمرأة على جميع أهل المواريث فلم ينقصهما من الربع والثمن. (7) 57 – عن بكير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لو أن امرأة تركت زوجها وأباها واولادا ذكورا واناثا كان للزوج الربع في كتاب الله وللابوين السدسان، وما بقى فللذكر مثل حظ الانثيين (8)
(1) البرهان ج 1: 350 البحار ج 24: 26. الوسائل ج 3 ابواب موجبات الارث باب 6 (2) وفى نسخة البرهان ” أو أخا واختين “. (3 – 4) البرهان ج 1: 350. البحار ج 24: 26. الوسائل ج 3 ابواب موجبات الارث باب 18 (5 – 6) البرهان ج 1: 350. البحار ج 24: 29 و 35. (7 – 8) البرهان ج 1: 350. البحار ج 24: 30. (*)
[ 227 ]
58 – عن بكير بن أعين عن ابي عبد الله عليه السلام قال: الذى عنى الله في قوله ” وان كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله اخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث ” انما عنى بذلك الاخوة والاخوات من الام خاصة (1) 59 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: ما تقول في امرأة ماتت وتركت زوجها واخوتها لامها واخوة وأخوات لابيها ؟ قال: للزوج النصف ثلثة أسهم ولاخوتها من الام الثلث سهمان للذكر فيه والانثى سواء وبقى سهم للاخوة والاخوات من الاب للذكر مثل حظ الانثيين، لان السهام لا تعول، ولان الزوج لا ينقص من النصف وللاخوة (2) من الام من ثلثهم فان كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث وان كان واحدا فله السدس، فاما الذى عنى الله في قوله ” فان كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله اخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث ” انما عنى بذلك الاخوة والاخوات من الام خاصة. (3) 60 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم ” إلى ” سبيلا ” قال: منسوخة والسبيل هو الحدود. (4) 61 – عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن هذه الاية ” واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم ” إلى ” سبيلا ” [ قال ]: هذه منسوخة، قال: قلت: كيف كانت ؟ قال: كانت المرأة إذا فجرت فقام عليها أربعة شهود أدخلت بيتا ولم تحدث ولم تكلم ولم تجالس وأوتيت فيه بطعامها وشرابها حتى تموت، قلت: فقوله ” أو يجعل الله لهن سبيلا ” قال: جعل السبيل الجلد والرجم والامساك في البيوت، قال: قوله: ” واللذان يأتيانها منكم ” ؟ قال: يعنى البكر إذا أتت الفاحشة التى
(1) البرهان ج 1: 352. البحار ج 24: 29. الوسائل ج 3 أبواب ميراث الاخوة والاجداد باب 8. (2) وفى نسخة البرهان ” ولا الاخوات ” وفى البحار ” ولا الاخوة “. (3) البرهان ج 1: 352. البحار ج 24: 29. الوسائل ج 3 أبواب ميراث الاخوة والاجداد باب 8 و 10. (4) البحار ج 16 (م): 9. البرهان ج 1: 353. الصافى ج 1: 339 (*)
[ 228 ]
أتتها هذه الثيب ” فآذوهما ” قال تحبس، ” فان تابا أو اصلحا فاعرضوا عنهما ان الله كان توابا رحيما ” (1) 62 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ” قال لهذه الاية تفسير يدل ذلك التفسير على ان الله لا يقبل من عبد عملا الا ممن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير، وما اشترط فيه على المؤمنين وقال: ” انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ” يعنى كل ذنب عمله العبد وان كان به عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه، وقد قال في ذلك تبارك وتعالى يحكى قول يوسف لاخوته ” هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ أنتم جاهلون ” فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله (2) 63 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن ” قال: هو الفرار تاب حين لم ينفعه التوبة ولم يقبل منه (3) 64 – عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال إذا بلغت النفس هذه واهوى بيده إلى حنجرته لم يكن للعالم توبة وكانت للجاهل توبة (4) 65 – عن ابراهيم بن ميمون عن أبى عبد الله عليه السلام قال سئلته عن قول الله ” لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن “
(1) البحار ج 16 (م): 9. البرهان ج 1: 353. الصافى ج 1: 339. (2 – 3) البحار ج 3: 101. البرهان ج 1: 354. الصافى ج 1: 339. (4) البحار ج 3: 101. البرهان ج 1: 354. الصافى ج 1: 341. وقال الفيض (ره): لعل السبب في عدم التوبة من العالم في ذلك الوقت حصول يأسه من الحيوة بامارات الموت بخلاف الجاهل فانه لا ييأس الا عند معاينة الغيب قيل: ومن لطف الله تعالى بالعباد ان امر قابض الارواح بالابتداء في نزعها من اصابع الرجلين ثم يصعد شيئا فشيئا إلى ان يصل الصدر ثم ينتهى إلى الحلق ليتمكن في هذه المهلة من الاقبال بالقلب على الله تعالى والوصية والتوبة ما لم يعاين والاستحلال وذكر الله فيخرج روحه وذكر الله على لسانه فيرجى بذلك حسن خاتمته رزقنا الله ذلك بمنه. (*)
[ 229 ]
قال الرجل تكون في حجره اليتيمة فيمنعها من التزويج يضر بها تكون قريبة له قلت ” ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ” ؟ قال: الرجل تكون له المرأة فيضر بها حتى تفتدي منه، فنهى الله عن ذلك (1) 66 – عن هاشم بن عبد الله بن السرى الجبلى قال: سألته عن قوله ” ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ” قال: فحكى كلاما ثم قال: كما يقول النبطية (2) إذا طرح عليها الثوب عضلها فلا تستطيع تزويج غيره وكان هذا في الجاهلية (3) 67 – عن عمر بن يزيد قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: أخبرني عمن تزوج على أكثر من مهر السنة أيجوز له ذلك ؟ قال: إذا جاوز مهر السنة فليس هذا مهر انما هو نحل لان الله يقول ” فان آتيتم احديهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا ” انما عنى النحل ولم يعنى المهر، ألا ترى انه إذا أمهرها مهرا ثم اختلعت كان لها أن تأخذ المهر كاملا (كملا خ ل) فما زاد على مهر السنة فانما هو نحل كما أخبرتك، فمن ثم وجب لها مهر نسائها لعلة من العلل، قلت: كيف يعطى وكم مهر نسائها ؟ قال ان مهر المؤمنات خمسمائة وهو مهر السنة، وقد يكون أقل من خمسمائة ولا يكون اكثر من ذلك، ومن كان مهرها ومهر نسائها أقل من خمسمائة اعطى ذلك شئ ومن فخر وبذخ بالمهر (4) فازداد على خمسمائة ثم وجب لها مهر نسائها في علة من العلل لم يزد على مهر السنة خمسمائة درهم (5) 68 – عن يوسف العجلى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ” واخذن منكم ميثاقا غليظا ” قال: الميثاق الكلمة التى عقد بها النكاح واما قوله ” غليظا ” فهو
(1 – 3) البحار ج 23: 89. البرهان ج 1: 354. الصافى ج 1: 342. (2) قال في المصباح: النبط جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق ثم استعمل في اخلاط الناس وعوامهم. (4) بذخ: تكبر. ارتفع. (5) الوسائل ج 3 ابواب المهور باب 4. البرهان ج 1: 355. (*)
[ 230 ]
ماء الرجل الذى يفضيه (1) إلى المرأة (2) 69 – عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام يقول الله: ” ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء ” فلا يصلح للرجل أن ينكح امرأة جده (3) 70 – عن الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله حرم علينا نساء النبي صلى الله عليه واله يقول الله: ” ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء ” (4) 71 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال قلت له أرأيت قول الله: ” لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من ازواج ” قال: انما عنى به التى حرم الله عليه في هذه الاية ” حرمت عليكم امهاتكم ” (5) 72 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما عن رجل كانت له جارية يطأها قد باعها من رجل فاعتقها فتزوجت فولدت أيصلح لمولاه الاول أن يتزوج ابنتها ؟ قال: لا هي عليه حرام، وهى ربيبته، والحرة والمملوكة في هذا سواء، ثم قرأ هذه الآية ” وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم ” (6). 73 – عن أبى العباس في الرجل يكون له الجارية يصيب منها ثم يبيعها هل له أن ينكح ابنتها ؟ قال: لا هي مما قال الله ” ربائبكم اللاتى في حجوركم ” (7) 74 – عن أبى حمزة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن رجل تزوج امرأة وطلقها قبل أن يدخل بها أتحل له ابنتها ؟ قال: فقال قد قضى في هذا امير المؤمنين عليه السلام لا بأس به ان الله يقول: ” وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم ” لكنه لو تزوجت الابنة، ثم طلقها قبل أن
(1) افضى الرجل إلى المرأة: جامعها أو خلا بها جامعها ام لا (2 – 3) البحار ج 23: 123. و 96 البرهان ج 1: 356. الصافى ج 1: 343. (4 – 5) البحار ج 23: 123. البرهان ج 1: 356. (6) البحار ج 23: 96. البرهان ج 1: 356. (7) البحار ج 23: 96. البرهان ج 1: 356. الوسائل ج 3. ابواب ما يحرم بالمصاهرة باب 20. (*)
[ 231 ]
يدخل بها لم تحل له امها، قال: قلت: أليس هما سواء ؟ قال: فقال: لا ليس هذه مثل هذه، ان الله يقول: ” وامهات نسائكم ” لم يستثن في هذه كما اشترط في تلك هذه ها هنا مبهمة ليس فيها شرط وتلك فيها شرط. (1) 75 – عن منصور بن حازم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: رجل تزوج امرأة ولم يدخل بها تحل له امها ؟ قال: فقال: قد فعل ذلك رجل منا فلم ير به بأسا، قال: فقلت له: والله ما يفخر (تفتى خ ل) الشيعة على الناس الا بهذا ان ابن مسعود أفتى في هذه الشخينة (2) انه لا بأس بذلك، فقال له على عليه السلام: ومن أين أخذتها ؟ قال: من قول الله ” وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم ” قال: فقال ان هذه مستثناة وتلك مرسلة، قال: فسكت فندمت على قولى، فقلت له: اصلحك الله فما تقول فيها ؟ قال: فقال: يا شيخ تخبرني ان عليا قد قضى فيها وتقول لى ما تقول فيها ؟ ! (3) 76 – عن عبيد عن أبى عبد الله عليه السلام في الرجل يكون له الجارية فيصيب منها ثم يبيعها هل له ان ينكح ابنتها ؟ قال: لا هي مثل قول الله ” وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن ” (4) 77 – عن اسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد عن أبيه ان عليا عليه السلام كان يقول: الربائب عليكم حرام مع الامهات اللاتى قد دخلتم بهن في الحجور أو غير الحجور والامهات مبهمات دخل بالبنات أو لم يدخل بهن، فحرموا [ ما حرم الله ] وابهموا
(1) البحار ج 23: 96. البرهان ج 1: 357. الوسائل ج 3 ابواب ما يحرم بالمصاهرة باب 19. (2) وفى بعض النسخ ” الشحينة ” وفى البحار ” الشمحة ” وفى البرهان ” السمحة ” (3) البحار ج 23: 96. البرهان ج 1: 357. (4) البحار ج 23: 96. البرهان ج 1: 357. الوسائل ج 3 ابواب ما يحرم بالمصاهرة باب 20. (*)
[ 232 ]
ما أبهم الله (1) 78 – عن عيسى بن أبى عبد الله قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن أختين مملوكتين تنكح أحديهما أيحل له الاخرى ؟ فقال: ليس ينكح الاخرى الا دون الفرج، وان لم يفعل فهو خير له نظير تلك المرأة تحيض فتحرم على زوجها أن يأتيها في فرجها، لقول الله ” ولا تقربوهن حتى يطهرن ” قال: ” وان تجمعوا بين الاختين الا ما قد سلف ” يعنى في النكاح فيستقيم الرجل ان يأتي امرأته وهى حايض فيما دون الفرج. (2) 79 – عن أبى عون قال: سمعت أبا صالح الحنفي قال: قال على عليه السلام ذات يوم: سلونى فقال ابن الكوا أخبرني عن بنت الاخ (3) من الرضاعة وعن المملوكتين الاختين ؟ فقال: انك لذاهب في التيه سل ما يعنيك أو ما ينفعك فقال ابن الكوا: انما نسئلك عما لا نعلم، فاما ما نعلم فلا نسئلك عنه، ثم قال: اما الاختان المملوكتان أحلتهما آية وحرمتهما آية ولا أحله ولا أحرمه ولا أفعله أنا ولا واحد من اهل بيتى (4) 80 – عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم ” قال: هو أن يأمر الرجل عبده وتحته امته فيقول له: اعتزلها فلا تقربها، ثم يحبسها عنه حتى تحيض ثم يمسها فإذا حاضت بعد مسه إياها ردها عليه بغير نكاح (5) 81 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في ” المحصنات من النساء الا ما ملكت
(1) البحار ج 23: 78. البرهان ج 1: 358. ونقله الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان ج 3: 29 عن الكتاب ايضا. (2) البحار ج 23: 78. البرهان ج 1: 358. الصافى ج 1: 345. (3) وفى نسخة البحار ” بنت الاخت “. (4) الوسائل ج 3 ابواب ما يحرم بالمصاهرة باب 29. البحار ج 23: 78. البرهان ج 1: 358. (5) البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 359. (*)
[ 233 ]
ايمانكم ” قال:، هن ذوات الازواج (1) 82 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في ” المحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم ” قال سمعته يقول: تأمر عبدك وتحته امتك فيعتزلها حتى تحيض فتصيب منها (2) 83 – عن ابن مسكان عن أبى بصير عن احدهما في قول الله ” والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم ” قال هن ذوات الازواج ” الا ما ملكت ايمانكم ” ان كنت زوجت امتك غلامك نزعتها منه إذا شئت، فقلت: أرأيت ان زوج غير غلامه ؟ قال: ليس له ان ينزع حتى تباع، فان باعها صار بضعها في يد غيره، وان شاء المشترى فرق وان شاء اقر. (3) 84 – عن ابن خرزاد عمن رواه عن أبى عبد الله في قوله ” والمحصنات من النساء ” قال: كل ذوات الازواج. (4) 85 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه واله: انهم غزوا معه فأحل لهم المتعة ولم يحرمها، وكان على عليه السلام يقول لو لا ما سبقني به ابن الخطاب يعنى عمر ما زنى الاشفى (5) وكان ابن عباس يقول: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن اجورهن فريضة وهؤلاء يكفرون بها ورسول الله صلى الله عليه واله أحلها ولم يحرمها. (6) 86 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في المتعة قال: نزلت هذه الاية ” فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ” قال: لا بأس بان تزيدها وتزيدك إذا انقطع الاجل فيما بينكما يقول: استحللتك باجل آخر برضى منها ولا تحل لغيرك حتى تنقضي عدتها وعدتها حيضتان (7)
(1 – 4) البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 359. الوسائل ج 3 ابواب نكاح العبيد والاماء باب 45. الصافى ج 1: 346. (5) قوله (ع) الاشفى بالفاء يعنى الاقليل وفى بعض النسخ ” الاشقى ” بالقاف. (6 – 7) الوسائل ج 3 ابواب المتعة باب 1 وباب 23. البحار ج 23: 73. البرهان ج 1: 360. الصافى ج 1: 346. (*)
[ 234 ]
87 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان يقرء ” فما استمتعتم به منهن إلى اجل مسمى فآتوهن اجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ” فقال: هو ان يتزوجها إلى اجل مسمى ثم يحدث شيئا بعد الاجل. (1) 88 – عن عبد السلام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما تقول في المتعة قال قول الله: ” فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة إلى اجل مسمى ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ” قال: قلت: جعلت فداك أهى من الاربع ؟ قال: ليست من الاربع انما هي اجارة فقلت [ ارأيت ] ان اراد ان يزداد و تزداد قبل انقضاء الاجل الذى أجل قال: لا بأس ان يكون ذلك برضى منه ومنها بالاجل والوقت، قال: يزيدها بعد ما يمضى الاجل (2) 89 – عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال سألت الرضا عليه السلام يتمتع الامة باذن أهلها ؟ قال: نعم، ان الله يقول: ” فانكحوهن باذن اهلهن ” (3) 90 – وقال محمد بن صدقة البصري: سألته عن المتعة أليس في هذا بمنزلة الاماء قال: نعم اما تقرء قول الله: ” ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات ” إلى قوله: ” ولا متخذات أخدان ” فكما لا يسع الرجال ان يتزوج الامة وهو يستطيع أن يتزوج بالحرة، فكذلك لا يسع الرجل ان يتمتع بالامة وهو يستطيع ان يتزوج بالحرة (4). 91 – عن أبى العباس قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: يتزوج الرجل بالامة بغير اذن اهلها ؟ قال: هو زنا، ان الله يقول ” فانكحوهن باذن أهلهن ” (5)
(1 – 2) الوسائل ج 3 ابواب المتعة باب 23. البحار ج 23: 73 و 76 البرهان ج 1: 361. (3 – 4) البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 362. (5) الصافى ج 1: 348. البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 362 (*)
[ 235 ]
92 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن المحصنات من الاماء قال: هن المسلمات. (1) 93 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: سألته عن قول الله في الاماء ” إذا احصن ” ما إحصانهن ؟ قال: يدخل بهن قلت: فان لم يدخل بهن ما عليهن حد ؟ قال: بلى. (2) 94 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله في قول الله في الاماء ” إذا احصن ” قال: احصانهن أن يدخل بهن قلت: فان لم يدخل بهن فاحدثن حدثا هل عليهن حد ؟ قال: نعم نصف الحر فان زنت وهى محصنة فالرجم (3). 95 – حريز قال: سألته عن المحصن فقال: الذى عنده ما يغنيه (4) 96 – عن القاسم بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” فإذا احصن فان أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ” قال: يعنى نكاحهن إذا أتين بفاحشة (5) 97 – عن عباد بن صهيب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا ينبغى للرجل المسلم ان يتزوج من الاماء الا من خشى العنت، ولا يحل له من الاماء الا واحدة. (6) 98 – عن اسباط بن سالم قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فجائه رجل فقال له: اخبرني عن قول الله: ” يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ” قال: عنى بذلك القمار، واما قوله ” ولا تقتلوا أنفسكم ” عنى بذلك الرجل من المسلمين يشد على المشركين [ وحده يجيئ ] في منازلهم فيقتل فنهاهم الله عن ذلك (7) 99 – وقال: في رواية اخرى عن أبى على رفعه قال: كان الرجل يحمل على المشركين وحده حتى يقتل أو يقتل، فانزل الله هذه الاية ” ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ” (8)
(1) الصافى ج 1: 348. البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 362. (2) البحار ج 16 (م): 13. البرهان ج 1: 362 (3 – 7) البحار ج 16 [ م ]: 13. البرهان ج 1: 362. (8) البرهان ج 1: 363 (*)
[ 236 ]
100 – عن اسباط قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قول الله: ” يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل ” قال: هو القمار (1) 101 – عن سماعة قال: سألته عن الرجل يكون عنده شيئ يبتلغ به وعليه دين أيطعمه عياله حتى ياتيه الله تبارك وتعالى بميسرة، أو يقضى دينه أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسب، أو يقبل الصدقة ويقضى بما كان عنده دينه ؟ قال يقضى بما كان عنده دينه ويقبل الصدقة ولا يأخذ أموال الناس الا وعنده وفاء بما يأخذ منهم أو يقرضونه إلى ميسرة فان الله يقول: ” يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم ” فلا يستقرض على ظهره الا وعنده وفاء ولو طاف على أبواب الناس فردوه باللقمة واللقمتين، والتمرة والتمرتين، الا ان يكون له ولى يقضى دينه من بعده، انه ليس منا من ميت يموت الا جعل الله له وليا يقوم في عدته ودينه. (2) 102 – عن اسحق بن عبد الله بن محمد بن على بن الحسين عليه السلام قال: حدثنى الحسن بن زيد عن ابيه عن على بن ابي طالب عليه السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن الجباير تكون على الكسير كيف يتوضى صاحبها وكيف يغتسل إذا اجنب ؟ قال: يجزيه المس بالماء عليها في الجنابة والوضوء، قلت: فان كان في برد يخاف على نفسه إذا افرغ الماء على جسده فقرأ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ” ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ” (3) 103 – عن محمد بن على عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ” قال: نهى عن القمار، وكانت قريش تقامر الرجل بأهله وماله فنهاهم الله عن ذلك (4) وقرأ قوله: ” ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان
(1) البرهان ج 1: 363. البحار ج 16 (م): 349. (2) البرهان ج 1: 363. البحار ج 23: 35. الصافى ج 1: 349. (3) الوسائل ج 1 ابواب الوضوء باب 39. البحار ج 18: 87. البرهان ج 1: 363. (4) الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 35. (*)
[ 237 ]
بكم رحيما ” قال: كان المسلمون يدخلون على عدوهم في المغارات فيتمكن منهم عدوهم فيقتلهم كيف شاء، فنهاهم الله أن يدخلوا عليهم في المغارات (1) 104 – عن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام قال: كنت أنا وعلقمة الحضرمي وأبو حسان العجلى وعبد الله بن عجلان ننتظر أبا جعفر عليه السلام، فخرج علينا فقال: مرحبا واهلا، والله انى لاحب ريحكم وارواحكم وانكم لعلى دين الله، فقال علقمة: فمن كان على دين الله تشهد أنه من أهل الجنة ؟ قال: فمكث هنيهة قال: نوروا أنفسكم فان لم تكونوا اقترفتم الكبائر (2) فانا أشهد، قلنا: وما الكبائر ؟ قال: هي في كتاب الله على سبع، قلنا: فعدها علينا جعلنا الله فداك قال: الشرك بالله العظيم، وأكل مال اليتيم، وأكل الربوا بعد البينة، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف وقتل المؤمن، وقذف المحصنة قلنا: ما منا أحد أصاب من هذه شيئا قال: فأنتم إذا (3) 105 – عن معاذ بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يا معاذ الكبائر سبع فينا انزلت ومنا استخفت، واكبر الكبائر الشرك بالله، وقتل النفس التى حرم الله و عقوق الوالدين وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف وانكار حقنا أهل البيت، فاما الشرك بالله فان الله قال فينا ما قال، وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما قال، فكذبوا الله وكذبوا رسوله، واما قتل النفس التى حرم الله فقد قتلوا الحسين بن على عليه السلام وأصحابه، وأما عقوق الوالدين فان الله قال في كتابه ” النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم وأزواجه امهاتهم ” وهو أب لهم فقد عقوا رسول الله صلى الله عليه واله في ذريته واهل بيته، واما قذف المحصنات فقد قذفوا فاطمة (ع) على منابرهم، أما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا في كتاب الله، واما الفرار في الزحف فقد أعطوا امير المؤمنين عليه السلام بيعتهم غير كارهين ثم فروا عنه وخذلوه، واما انكار حقنا فهذا
(1) البحار ج 16 (م): 2. البرهان ج 1: 364. الصافى ج 1: 350. (2) اقترف الذنب: فعله. (3) البحار ج 16 [ م ]: 3. البرهان ج 1: 364. (*)
[ 238 ]
مما لا يتعاجمون فيه (1). وفى خبر آخر التعرب بعد الهجرة (2) 106 – عن أبى خديجة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الكذب على الله وعلى رسوله و على الاوصياء (ع) من الكبائر (3) 107 – عن العباس بن هلال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر قول الله: ” ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ” عبادة الاوثان، وشرب الخمر، وقتل النفس وعقوق الوالدين، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم (4) 108 – وفى رواية اخرى عنه اكل مال اليتيم ظلما وكل ما أوجب الله عليه النار (5) 109 – عن أبى عبد الله عليه السلام في رواية اخرى عنه وانكار ما أنزل الله، انكروا حقنا وجحدونا وهذا لا يتعاجم فيه أحد (6) 110 – عن سليمان الجعفري قال: قلت لابي الحسن الرضا ما تقول في أعمال السلطان ؟ فقال: يا سليمان الدخول في أعمالهم والعون لهم والسعى في حوائجهم عديل الكفر، والنظر إليهم على العمد من الكبائر التى يستحق به النار (7) 111 – عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على عليه السلام قال: السكر من الكبائر والحيف في الوصية من الكبائر. (8) 112 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله: ” ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ” قال: من اجتنب ما وعد الله عليه النار إذا كان مؤمنا كفر الله عنه سيئاته. (9)
(1) تعاظم الرجل: تنكر وتظاهر بالعجمة. (2 – 6) البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365. (7) الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 43. البحار ج 16 [ م ]: 3. البرهان ج 1: 365 (8 – 9) البحار 16 [ م ]: 3. البرهان ج 1: 365. (*)
[ 239 ]
113 – وقال أبو عبد الله في آخر ما فسر فاتقوا الله ولا تجتروا. (1) 114 – عن كثير النوا قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الكبائر ؟ قال: كل شئ أوعد الله عليه النار. (2) 115 – عن عبد الرحمن بن أبى نجران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ” قال: لا يتمنى الرجل امرأة الرجل ولا ابنته ولكن يتمنى مثلهما. (3) 116 – عن اسمعيل بن كثير رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه واله قال: لما نزلت هذه الاية ” واسئلوا الله من فضله ” قال: فقال أصحاب النبي: ما هذا الفضل ؟ أيكم يسئل رسول الله صلى الله عليه واله عن ذلك ؟ قال: فقال على بن ابي طالب عليه السلام: انا اسئله عنه، فسأله عن ذلك الفضل ما هو ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله خلق خلقه وقسم لهم أرزاقهم من حلها، وعرض لهم بالحرام، فمن انتهك حراما (4) نقص له من الحلال بقدر ما انتهك من الحرام وحوسب به. (5) 117 – عن ابن الهذيل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله قسم الارزاق بين عباده وأفضل فضلا كثيرا لم يقسمه بين أحد قال الله ” واسئلوا الله من فضله “. (6) 118 – عن ابراهيم (7) بن أبى البلاد عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: ليس من نفس الا وقد فرض الله لها رزقها حلالا يأتيها في عافية وعرض لها بالحرام من وجه آخر، فان هي تناولت من الحرام شيئا قاصها به من الحلال الذى فرض الله لها، وعند الله سواهما فضل كثير. (8)
(1 – 2) البحار ج 16 [ م ]: 3. البرهان ج 1: 365. الصافى ج 1: 350. (3) البحار ج 15 [ ج 3 ] 131. البرهان ج 1: 366. (4) انتهك فلان الحرمة: تناولها بما لا يحل. (5 – 6) البحار ج 3: 41. البرهان ج 1: 366. (7) وفى نسخة البرهان ” عن على بن ابراهيم عن ابيه عن ابراهيم اه “. (8) البحار ج 3: 41. البرهان ج 1: 366. الصافى ج 1: 352. (*)
[ 240 ]
119 – عن الحسين بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك انهم يقولون ان النوم بعد الفجر مكروه لان الارزاق يقسم في ذلك الوقت ؟ فقال: الارزاق موظوفة مقسومة، ولله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وذلك قوله ” واسئلوا الله من فضله ” ثم قال: وذكر الله بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الارض. (1) 120 – عن الحسن بن محبوب قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام وسئلته عن قول الله ” ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والاقربون والذين عقدت ايمانكم ” قال: انما عنى بذلك الائمة بهم عقد الله ايمانكم. (2) 121 – عن ابن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام في امرأة تزوجها رجل وشرط عليها وعلى أهلها ان تزوج عليها امرأة وهجرها، أو أتى عليها سرية فانها طالق فقال: شرط الله قبل شرطكم، ان شاء وفى بشرطه وان شاء امسك امرأته ونكح عليها وتسرى عليها وهجرها ان أتت سبيل ذلك، قال الله في كتابه ” فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ” وقال: ” احل لكم ما ملكت ايمانكم ” وقال: ” واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع و اضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا “. (3) 122 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: إذا نشزت المرأة على الرجل فهى الخلعة، فليأخذ منها ما قدرت عليه، وإذا نشز الرجل مع نشوز المرأة فهو الشقاق (4) 123 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ” قال: ليس للمصلحين أن يفرقا حتى يستأمرا (5)
(1) البحار ج 3: 41. الصافى ج 1: 352. البرهان ج 1: 366 (2) البرهان ج 1: 366. الصافى ج 1: 353. (3) البرهان ج 1: 368. (4 – 5) البحار ج 23: 105. الوسائل ج 3 ابواب القسم والنشوز والشقاق باب 10 و 12. البرهان ج 1: 368. (*)
[ 241 ]
124 – عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام عن قول الله ” فابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها ” قال: ليس للحكمين أن يفرقا حتى يستامر الرجل والمرأة (1) 125 – وفى خبر آخر عن الحلبي عنه ويشترط عليهما ان شاءا جمعا وان شاءا فرقا، فان جمعا فجائز فان فرقا فجائز (2) 126 – وفى رواية فضالة فان رضيا وقلداهما الفرقة ففرق فهو جايز (3) 127 – عن محمد بن سيرين عن عبيدة قال اتى على بن أبيطالب عليه السلام رجل وامرأة مع كل واحد منهما فئام (4) من الناس فقال عليه السلام: ابعثوا حكما من اهله وحمكا من أهلها، ثم قال للحكمين: هل تدريان ما عليكما ؟ عليكما ان رأيتما ان يجمعا جمعتما وان رأيتما ان يفرقا فرقتما، فقالت المرأة: رضيت بكتاب الله على وليى فقال الرجل: اما في الفرقة فلا، فقال على عليه السلام: ما تبرح حتى تقر بما أقرت به. (5) 128 – عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أحد الوالدين وعلى الآخر، فقلت: اين موضع ذلك في كتاب الله ؟ قال: اقرأ ” اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ” (6) 129 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” وبالوالدين احسانا ” قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم احد الوالدين وعلى الاخر، وذكر انها الاية التى في النساء. (7) 130 – عن أبى صالح عن ابن عباس في قول الله ” والجار ذى القربى ” قال ذو القربى ” والجار الجنب ” قال الذى ليس بينك وبينه قرابة ” والصاحب بالجنب ” قال: الصاحب في السفر (8)
(1 – 3) البحار ج 23: 105. الوسائل ج 3 ابواب القسم والنشوز باب 10 و 12. البرهان ج 1: 368. (4) الفئام: الجماعة من الناس ولا واحد له من لفظه. (5) البحار ج 23: 106. البرهان ج 1: 368. الوسائل ج 3 ابواب القسم و النشوز والشقاق باب 12. (6 – 7) البحار ج 9: 84. البرهان ج 1: 369. الصافى ج 1: 354. (8) البرهان ج 1: 369. (*)
[ 242 ]
131 – عن أبى بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ” يوم نأتى من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ” قال: يأتي النبي صلى الله عليه واله يوم القيمة من كل امة بشهيد بوصى نبيها واوتى بك يا على شهيد (شاهدا خ ل) على امتى يوم القيمة. (1) 132 – عن أبى معمر السعدى قال: قال على بن أبيطالب عليه السلام في صفة يوم القيمة يجتمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلق فلا يتكلم أحد الا من اذن له الرحمن وقال صوابا، فيقام الرسل فيسئل فذلك قوله لمحمد عليه السلام ” فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ” وهو الشهيد على الشهداء، والشهداء هم الرسل (ع) (2) 133 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته يصف هول يوم القيمة: ختم على الافواه فلا تكلم، فتكلمت الايدى وشهدت الارجل ونطقت الجلود بما عملوا، فلا يكتمون الله حديثا (3) 134 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لا تقم إلى الصلوة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا، فانها من خلل النفاق وان الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلوة وهم سكارى يعنى من النوم (4) 135 – عن محمد بن الفضل عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله: ” لا تقربوا الصلوة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ” قال: هذا قبل ان يحرم الخمر (5) 136 – وعن الحلبي عنه عليه السلام قال: يعنى السكر النوم (6) 137 – وعن الحلبي قال: سألته (ع) عن قول الله: ” يا ايها الذين آمنوا لا تقربوا الصلوة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ” قال: لا تقربوا الصلوة وانتم سكارى يعنى سكر النوم، يقول وبكم نعاس يمنعكم ان تعلموا ما تقولون في ركوعكم و سجودكم وتكبيركم، وليس كما يصف كثير من الناس يزعمون ان المؤمنين يسكرون من الشراب، والمؤمن لا يشرب مسكرا ولا يسكر. (7)
(1) البرهان ج 1: 369. والاية هكذا ” فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد… “. (2 – 3) البحار ج 3: 281. البرهان ج 1: 370. (4 – 7) البرهان ج 1: 370. الصافى ج 1: 357 وقال الفيض (ره) بعد ذكر تلك الروايات ما لفظه اقول: لما كانت الحكمة تقتضي (*)
[ 243 ]
138 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له الحائض والجنب يدخلان المسجد أم لا ؟ فقال: لا يدخلان المسجد الا مجتازين ان الله يقول: ” ولا جنبا الا عابرى سبيل حتى تغتسلوا ” ويأخذان من المسجد الشئ ولا يضعان فيه شيئا (1) 139 – عن أبى مريم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما تقول في الرجل يتوضأ ثم يدعو الجارية فتأخذ بيده حتى ينتهى إلى المسجد، فان من عندنا يزعمون انها الملامسة ؟ فقال: لا والله ما بذاك بأس، وربما فعلته وما يعنى بهذا أي ” لامستم النساء ” الا المواقعة دون (2) الفرج (3) 140 – عن منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اللمس الجماع (4) 141 – عن الحلبي عنه قال: هو الجماع ولكن الله ستار يحب الستر فلم يسم كما تسمون (5) 142 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سأله قيس بن رمانة قال: أتوضأ ثم ادعوا الجارية فتمسك بيدى فأقوم وأصلى أعلى وضوء ؟ فقال: لا قال: فانهم يزعمون انه اللمس ؟ قال: لا والله ما اللمس الا الوقاع يعنى الجماع، ثم قال: قد كان أبو جعفر عليه السلام بعد ما كبر يتوضأ ثم يدعو الجارية فتأخذ بيده فيقوم فيصلى (6)
– * تحريم الخمر متدرجا والتأخير في التصريح به وكان قوم من المسلمين يصلون سكارى منها قبل استقرار تحريمها نزلت هذه الاية وخوطبوا بمثل هذا الخطاب ثم لما ثبت تحريمها واستقر وصاروا ممن لا ينبغى ان يخاطبوا بمثله لان المؤمنين لا يسكرون من الشراب بعد ان حرم عليهم جاز ان يقال الاية منسوخة بتحريم الخمر بمعنى عدم حسن خطابهم بمثله بعد ذلك لا بمعنى جواز الصلوة مع السكر ثم لما عم الحكم ساير ما يمنع من حضور القلب جاز ان يفسر بسكر النوم ونحوه تارة وان يعم الحكم اخرى فلا تنافى بين هذه الروايات بحال. (1) البرهان ج 1: 371. الصافى ج 1: 358. (2) كذا في نسخ الاصل والبرهان والبحار لكن في نسخة الصافى كرواية الشيخ [ ره ] في التهذيب: ” الا المواقعة في الفرج ” عوض ” دون الفرج ” وهو الظاهر. (3 – 5) البحار ج 18: 52. البرهان ج 1: 371. الصافى ج 1: 358. (6) البرهان ج 1: 371. الصافى ج 1: 358. (*)
[ 244 ]
143 – عن أبى أيوب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: التيمم بالصعيد لمن لم يجد الماء كمن توضأ من غدير من ماء، أليس الله يقول: ” فتيمموا صعيدا طيبا ” ؟ قال: قلت: فان اصاب الماء وهو في آخر الوقت ؟ قال: فقال: قد مضت صلوته، قال: قلت له: فيصلى بالتيمم صلوة اخرى ؟ قال: إذا رأى الماء وكان يقدر عليه انتقض التيمم. (1) 144 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: أتى رسول الله صلى الله عليه واله عمار بن ياسر فقال: يا رسول الله اجنبت الليلة ولم يكن معى ماء، قال: كيف صنعت ؟ قال: طرحت ثيابي ثم قمت على الصعيد فتمعكت (2) فقال: هكذا يصنع الحمار انما قال الله: ” فتيمموا صعيدا طيبا ” قال: فضرب بيده الارض ثم مسح احديهما على الاخرى، ثم مسح يديه بجبينه ثم مسح كفيه كل واحد منهما على الاخرى. (3) 145 – وفى رواية اخرى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: صنعت كما يصنع الحمار ! ان رب الماء هو رب الصعيد، انما يجزيك أن تضرب بكفيك ثم تنفضهما، ثم تمسح بوجهك ويديك كما أمرك الله. (4) 146 – عن الحسين بن أبى طلحة قال: سألت عبدا صالحا في قوله ” أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءا فتيمموا صعيدا طيبا ” ما حد ذلك فان لم تجدوا بشراء أو بغير شراء ان وجد قدر وضوء بمائة ألف أو بألف وكم بلغ ؟ قال: ذلك على قدر جدته. (5) 147 – عن جابر الجعفي قال: قال لى أبو جعفر عليه السلام في حديث له طويل: يا جابر أول الارض المغرب تخرب أرض الشام يختلفون عند ذلك على رايات ثلث راية الاصهب وراية الابقع وراية السفياني فيلقى السفياني الابقع ويقتلون فيقتله
(1) البرهان ج 1: 372. الوسائل ج 1 ابواب التيمم باب 19. (2) تمعك في التراب: أي تمرغ فيه وتقلب كما يتقلب الحمار فكأنه رضى الله عنه لما راى التيمم في موضع الغسل ظن انه مثله في استيعاب جميع البدن. (3 – 5) البرهان ج 1: 372. (*)
[ 245 ]
ومن معه، وراية الاصهب ثم لا يكون لهم هم الا الاقبال نحو العراق ومر جيش بقرقيسا (1) فيقتلون بها مائة ألف من الجبارين، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طيا حثيثا (2) ومعهم نفر من أصحاب القائم عليه السلام يخرج رجل من موالى أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فيفر المهدى عليه السلام منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني ان المهدى قد خرج من المدينة فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران، قال: وينزل جيش أمير السفياني البيداء، فينادى مناد من السماء: يا بيداء أبيدى بالقوم فيخسف بهم البيداء، فلا يفلت منهم (3) الا ثلثة نفر يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب، وفيهم انزلت هذه الاية ” يا ايها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلنا على عبدنا ” يعنى القائم عليه السلام ” من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ” (4) 148 – وروى عمرو بن شمر عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام: نزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه واله هكذا ” يا ايها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما انزلت في على مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم ” إلى قوله ” مفعولا ” واما قوله ” مصدقا لما معكم ” يعنى مصدقا برسول الله صلى الله عليه واله. (5) 149 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: اما قوله: ” ان الله لا يغفر ان يشرك به ” يعنى انه لا يغفر لمن يكفر بولاية على واما قوله ” ويغفر ما دون ذلك لمن
(1) قرقيسا: بلد على الفرات سمى بقرقيسا بن طهمورث. (2) الحثيث: السريع. (3) أي لا يخلص منهم. (4) البحار ج 13: 136 والاية هكذا ” يا ايها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا. (5) البرهان ج 1: 374. (*)
[ 246 ]
يشاء ” يعنى لمن والى عليا عليه السلام. (1) 150 – عن أبى العباس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أدنى ما يكون به الانسان مشركا ؟ قال: من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض (2) 151 – عن قتيبة الاعشى قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله: ” ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ” قال: دخل في الاستثناء كل شئ (3) 152 – وفى رواية اخرى عنه دخل الكبائر في الاستثناء (4) 153 – عن بريد بن معاوية قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام فسألته عن قول الله ” اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ” قال: فكان جوابه ان قال: ” الم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ” فلان وفلان (5) ” ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ” [ ويقول ] الائمة الضالة والدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد واوليائهم سبيلا ” أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ام لهم نصيب من الملك ” يعنى الامامة والخلافة ” فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ” نحن الناس الذين عنى الله (6) والنقير النقطة التى رأيت في وسط النواة ” ام يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله ” فنحن المحسودون على ما أتانا الله من الامامة دون خلق الله جميعا ” فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ” يقول: فجعلنا منهم الرسل والانبياء والائمة فكيف يقرون بذلك في آل ابراهيم و تنكرونه في آل محمد صلى الله عليه وآله ” فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ” إلى قوله ” وندخلهم ظلا ظليلا ” قال: قلت قوله: في آل ابراهيم ” وآتيناهم ملكا عظيما ” ما الملك العظيم ؟ قال: أن جعل منهم ائمة، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله، فهو الملك العظيم قال: ثم قال: ” ان الله يأمركم ان
(1 – 2) البرهان ج 1: 375. الصافى ج 1: 361. (3 – 4) البرهان ج 1: 375. (5) قال الفيض (ره) الجبت في الاصل اسم صنم فاستعمل في كل ما عبد من دون الله تعالى والطاغوت يطلق على الشيطان وعنى كل باطل من معبود أو غيره. (6) في الصافى: لعل التخصيص لاجل ان الدنيا خلقت لهم والخلافة حقهم فلو كانت * (*)
[ 247 ]
تؤدوا الامانات إلى أهلها ” إلى ” سميعا بصيرا ” قال: ايانا عنى ان يؤدى الاول منا إلى الامام الذى بعده الكتب والعلم والسلاح ” وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل الذى في أيديكم، ثم قال للناس ” يا ايها الذين آمنوا ” فجمع المؤمنين إلى يوم القيمة ” أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم ” ايانا عنى خاصة فان خفتم تنازعا في الامر فارجعوا إلى الله والى الرسول واولى الامر منكم، هكذا نزلت وكيف يأمرهم بطاعة اولى الامر ويرخص لهم في منازعتهم، انما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم (1) 154 – بريد العجلى عن أبى جعفر عليه السلام مثله سواء وزاد فيه ” ان تحكموا بالعدل ” إذا ظهرتم، ان تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم (2) 155 – عن أبى الصباح الكنانى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يابا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الانفال، ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه: ” ام يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله ” (3).
– * الاموال في ايديهم لا نتفع بها سائر الناس ولو منعوا عن حقوقهم لمنع سائر الناس فكأنهم كل الناس وقد ورد نحن الناس وشيعتنا اشباه الناس وسائر الناس نسناس. (1) البحار ج 7: 60. البرهان ج 1: 377. الصافى ج 1: 363 – 364. (2) البحار ج 7: 60. البرهان ج 1: 378. الصافى ج 1: 364. وقيل: لعله اراد بالعدل الذى في ايدينا الشريعة المحمدية البيضاء بالاضافة إلى سائر الشرائع المنسوخة فان كل واحدة منها وان كانت عدلا وحقا لكن الامر في هذه الاية تعلقت بخصوصها منبئا عن نسخ الباقي وان الحكم على مقتضاها بعد اكمال الدين بهذه الشريعة حكم بالباطل مع مخالفتها أو الخطاب للشيعة فالمراد بما في ايديهم المذهب العلوى في قبال المذاهب الباطلة أو المراد الاحكام المأخوذة من ظاهر القرآن والسنة المبنية على التقية من المعصومين عليهم السلام أو الرعية والاغماض عن التحريفات العارضة لها حتى يظهر صاحب هذا الامر فيستقيم به. (3) البرهان ج 1: 378. البحار ج 7: 61. (*)
[ 248 ]
156 – عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: بينما موسى بن عمران عليه السلام يناجى ربه ويكلمه إذ رأى رجلا تحت ظل عرش الله فقال: يا رب من هذا الذى قد أظله عرشك ؟ فقال: يا موسى هذا ممن لم يحسد الناس على ما آتيهم الله من فضله (1) 157 – عن ابى سعيد المؤدب عن ابن عباس في قوله ” ام يحسدون الناس على ما آتيهم من فضله ” قال: نحن الناس وفضله النبوة. (2) 158 – عن أبى خالد الكابلي عن أبى جعفر عليه السلام ” ملكا عظيما ” أن جعل فيهم ائمة، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله، فهذا ملك عظيم ” وآتيناهم ملكا عظيما ” (3) 159 – وعنه في رواية اخرى قال: الطاعة المفروضة (4) 160 – حمران عنه ” فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب ” قال: النبوة ” والحكمة ” قال: الفهم والقضاء، ” وملكا عظيما ” قال: الطاعة (5) 161 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر (ع) ” فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب ” فهو النبوة ” والحكمة ” فهم الحكماء من الانبياء من الصفوة، واما الملك العظيم فهم الائمة الهداة من الصفوة (6) 162 – عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وعنده اسمعيل ابنه عليه السلام يقول ” ام يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله ” الاية قال: فقال الملك العظيم افتراض الطاعة، قال: ” فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه ” قال: فقلت: استغفر الله، فقال لى اسمعيل: لم يا داود ؟ قلت: لانى كثيرا قرأتها ” ومنهم من يؤمن به ومنهم من صد عنه ” قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: انما هو ” فمن هؤلاء – ولد ابراهيم – من آمن بهذا ومنهم من صد عنه ” (7)
(1) البرهان ج 1: 378. البحار ج 15 (ج 3): 131. (2 – 5) البرهان ج 1: 378. البحار ج 7: 61. (6 – 7) البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 378. (*)
[ 249 ]
163 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: الامام يعرف بثلث خصال: انه أولى الناس بالذى كان قبله، وان عنده سلاح النبي عليه السلام وعنده الوصية، وهى التى قال الله في كتابه: ” ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها ” وقال: ان السلاح فينا بمنزلة التابوت في بنى اسرائيل، يدور الملك حيث دار السلاح، كما كان يدور حيث دار التابوت (1) 164 – الحلبي عن زرارة ” أن تؤدوا الامانات إلى أهلها ” يقول: أدوا الولاية إلى أهلها، ” وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ” قال: هم آل محمد وآله عليهم السلام. (2) 165 – في رواية محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام هم الائمة من آل محمد يؤدى الامام الامامة إلى الامام بعده، ولا يخص بها غيره ولا يزور بها عنه. (3) 166 – أبو جعفر في قوله ” ان الله نعما يعظكم به ” قال فينا نزلت والله المستعان. (4) 167 – وفى رواية ابن ابى يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ” ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ” قال أمر الله الامام ان يدفع ما عنده إلى الامام الذى بعده، وامر الله الائمة ان تحكموا بالعدل، وامر الناس ان يطيعوهم. (5) 168 – عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الاية ” اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ” قال: الاوصياء (6) 169 – وفى رواية أبى بصير عنه قال: نزلت في على بن أبيطالب عليه السلام قلت له:
(1 – 2) البرهان ج 1: 380. البحار ج 7: 57. (3) البرهان ج 1: 380. البحار ج 7: 58. وزوى عنه حقه: منعه اياه. (4) البرهان ج 1: 380. البحار ج 7: 58. الصافى ج 1: 364. (5) البحار ج 7: 58. البرهان ج 1: 380. (6) البحار ج 7: 62. البرهان ج 1: 382. (*)
[ 250 ]
ان الناس يقولون لنا فما منعه ان يسمى عليا واهل بيته في كتابه ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام قولوا لهم: ان الله انزل على رسوله الصلوة ولم يسم ثلثا ولا أربعا حتى كان رسول الله صلى الله عليه واله هو الذى فسر ذلك وانزل الحج فلم ينزل طوفوا اسبوعا حتى فسر ذلك لهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وأنزل ” اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ” فنزلت في على والحسن والحسين، وقال في على من كنت مولاه فعلى مولاه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اوصيكم بكتاب الله وأهل بيتى انى سألت الله ان لا يفرق بينهما حتى يوردهما على الحوض فأعطاني ذلك، وقال: فلا تعلموهم فانهم أعلم منكم، انهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلال، ولو سكت رسول الله صلى الله عليه واله ولم يبين أهلها لادعاها آل عباس وآل عقيل وآل فلان وآل فلان، ولكن أنزل الله في كتابه ” انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” فكان على والحسن والحسين وفاطمة (ع) تأويل هذه الاية، فأخذ رسول الله صلى الله عليه واله بيد على وفاطمة والحسن والحسين فأدخلهم تحت الكسا في بيت ام السلمه، وقال: اللهم ان لكل نبى ثقل وأهل فهؤلاء ثقلى واهلى، فقالت ام السلمة: ألست من أهلك ؟ قال: انك إلى خير ولكن هؤلاء ثقلى واهلى، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان على اولى الناس بها لكبره، ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه واله فأقامه و أخذ بيده، فلما حضر (مضى خ ل) لم يستطع على ولم يكن ليفعل، أن يدخل محمد بن على ولا العباس بن على الشهيد ولا أحدا من ولده إذا لقال الحسن والحسين أنزل الله فينا كما انزل فيك، وأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك، وبلغ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فينا كما بلغ فيك، واذهب عنا الرجس كما اذهبه عنك، فلما مضى على كان الحسن أولى بها لكبره، فلما حضر الحسن بن على لم يستطع ولم يكن ليفعل أن يقول اولوا الارحام بعضهم اولى ببعض فيجعلها لولده، إذا لقال الحسين عليه السلام أنزل الله في كما أنزل فيك وفى أبيك، وامر بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة ابيك، واذهب الرجس عنى كما اذهب عنك وعن ابيك، فلما أن صارت إلى الحسين عليه السلام لم يبق أحد يستطيع أن يدعى كما يدعى هو على أبيه وعلى اخيه وهنالك جرى ان الله
[ 251 ]
عزوجل يقول: ” اولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ” ثم صارت من بعد الحسين إلى على بن الحسين، ثم من بعد على بن الحسين إلى محمد بن على ثم قال أبو جعفر عليه السلام: الرجس هو الشك، والله لا نشك في ديننا أبدا. (1) 170 – عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله فذكر نحو هذا الحديث وقال فيه زيادة، فنزلت عليه الزكوة فلم يسم الله من كل أربعين درهما درهما حتى كان رسول الله صلى الله عليه واله هو الذى فسر ذلك لهم، وذكر في آخره فلما ان صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهله يستطيع أن يدعى عليه كما كان هو يدعى على اخيه وعلى ابيه (ع) لو أرادا أن يصرفا الامر عنه ولم يكونا ليفعلا، ثم صارت حين أفضته إلى الحسين بن على فجرى تأويل هذه الاية ” واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ” ثم صارت من بعد الحسين لعلى بن الحسين، ثم صارت من بعد على بن الحسين إلى محمد بن على عليه السلام. (2) 171 – عن أبان انه دخل على أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: فسألته عن قول الله ” يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ” فقال:: ذلك على بن أبى طالب عليه السلام ثم سكت، قال: فلما طال سكوته قلت: ثم من ؟ قال: ثم الحسن، ثم سكت فلما طال سكوته قلت: ثم من ؟ قال: الحسين، قلت: ثم من ؟ قال: ثم على بن الحسين وسكت، فلم يزل يسكت عند كل واحد حتى أعيد المسألة، فيقول حتى سماهم إلى آخرهم. (ع) (3) 172 – عن عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: انكم اخذتم هذا الامر من جذوه يعنى من أصله، عن قول الله ” اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى
(1) البحار ج 9: 39 – 40. البرهان ج 1: 385. ونقله الفيض (ره) في الصافى ص 365 والمحدث الحر العاملي في كتاب اثبات الهداة ج 3: 47. عن هذا الكتاب مختصرا. (2) البحار ج 9: 40. البرهان ج 1: 385. (3) البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 385. (*)
[ 252 ]
الامر منكم ” ومن قول رسول الله صلى الله عليه واله: ما ان تمسكتم به لن تضلوا، لا من قول فلان ولا من قول فلان. (1) 173 – عن عبد الله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ” قال: هي في على وفى الائمة جعلهم الله مواضع الانبياء غير انهم لا يحلون شيئا ولا يحرمونه (2) 174 – عن حكيم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أخبرني عن اولى الامر الذين أمر الله بطاعتهم ؟ فقال لى: اولئك على بن أبيطالب والحسن والحسين وعلى بن الحسين ومحمد بن على وجعفر أنا فاحمدوا الله الذى عرفكم ائمتكم و قادتكم حين جحدهم الناس. (3) 175 – عن يحيى بن السرى (4) قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام اخبرني عن دعائم الاسلام التى بنى عليها الدين لا يسع أحد التقصير في شئ منها التى من قصر عن معرفة شئ منها فسد عليه دينه ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله ولم يضر ما هو فيه بجهل شئ من الامور إن جهله ؟ فقال: نعم شهادة أن لا اله الا الله، والايمان برسوله صلى الله عليه واله، والاقرار بما جاء من عند الله وحق من الاموال الزكوة والولاية التى أمر الله بها ولاية آل محمد، قال وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من مات ولا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، فكان الامام على ثم كان الحسن بن على ثم كان الحسين بن على ثم كان على بن الحسين ثم كان محمد بن على أبو جعفر وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم ولا حلالهم ولا حرامهم حتى كان أبو جعفر، فحج لهم (5) وبين مناسك حجهم وحلالهم
(1) البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 385. (2) اثبات الهداة ج 3: 48. البرهان ج 1: 385. البحار ج 7: 61. (3) البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 385. (4) كذا في الاصل ونسخة البرهان وفى نسخة البحار ” عيسى بن السرى ” وهو الظاهر ويحتمل التصحيف ايضا. (5) وفى بعض النسخ ” فنهج لهم “. (*)
[ 253 ]
وحرامهم، حتى استغنوا عن الناس، وصار الناس يتعلمون منهم بعد ما كانوا يتعلمون من الناس، وهكذا يكون الامر، والارض لا تكون الا بامام. (1) 176 – عن عمرو بن سعيد (2) قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله ” اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم ” قال: على بن أبيطالب والاوصياء من بعده (3) 177 – عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا عليه السلام: يقول ما نزلت على رسول الله آية من القرآن الا أقرأنيها واملاءها على فاكتبها بخطى وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها، ودعا الله لى أن يعلمنى فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما أملاه على فكتبته بيدى على ما دعا لى وما نزل شئ (4) علمه الله من حلال ولا حرام، امر ولا نهى كان أو يكون من طاعة أو معصية الا علمنيه وحفظته فلم انس منه حرفا واحدا، ثم وضع يده على صدري ودعا الله لى أن يملاء قلبى علما وفهما وحكمة ونورا لم أنس شيئا ولم يفتنى شئ لم اكتبه، فقلت: يا رسول الله أتخوفت على النسيان فيما بعد ؟ فقال: لست أتخوف عليك نسيانا ولا جهلا، وقد أخبرني ربى انه قد استجاب لى فيك وفى شركائك الذين يكونون من بعدك، فقلت: يا رسول الله ومن شركائي من بعدى ؟ قال: الذين قرنهم الله بنفسه وبى فقال: ” اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ” الائمة فقلت: يا رسول الله ومن هم ؟ فقال الاوصياء منى إلى أن يردوا على الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن، والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه، بهم تنصر امتى، وبهم يمطرون وبهم يدفع عنهم، وبهم يستجاب دعاؤهم، فقلت: يا رسول الله سمهم لى، فقال لى: ابني هذا ووضع يده على رأس الحسن، ثم ابني
(1) البحار ج 15 (ج 1): 210. البرهان ج 1: 386. (2) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة اثبات الهداة لكن في الاصل ” عمر بن سعد ” و هو خطاء لانه لا يروى عن أبى الحسن (ع). (3) اثبات الهداة ج 3: 48. البرهان ج 1: 386. البحار ج 7: 61. (4) وفى نسخة البرهان ” وما ترك شيئا “. (*)
[ 254 ]
هذا ووضع يده على رأس الحسين، ثم ابن له يقال له على، وسيولد في حيوتك فأقرأه منى السلام، ثم تكمله إلى اثنى عشر من ولد محمد، فقلت له: بأبى وامى أنت سمهم فسماهم لى رجلا رجلا فيهم والله يا اخا بنى هلال مهدى امة محمد، الذى يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملات جورا وظلما، والله انى لاعرف من يبايعه بين الركن والمقام، واعرف اسماء آبائهم وقبائلهم وذكر الحديث بتمامه. (1) 178 – عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السلام ” فان تنازعتم في شئ – فارجعوه – إلى الله والى الرسول والى اولى الامر منكم ” (2) وفى رواية عامر بن سعيد الجهنى عن جابر عنه وأولي الامر من آل محمد صلى الله عليه واله. (3) 179 – عن يونس مولى على عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من كانت بينه وبين أخيه منازعة فدعاه إلى رجل من اصحابه يحكم بينهما فأبى الا ان يرافعه إلى السلطان فهو كمن حاكم إلى الجبت والطاغوت. وقد قال الله: ” يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت ” إلى قوله ” بعيدا ” (4) 180 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى ” الم تر إلى الذين يزعمون انهم آمنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت ” فقال: يابا محمد انه لو كان لك على رجل حق فدعوته إلى حكام أهل العدل فأبى عليك الا ان يرافعك إلى حكام أهل الجور ليقضوا له كان ممن حاكم إلى الطاغوت. (5) 181 – عن منصور بن بزرج (نوح خ ل) عمن حدثه عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ” قال: الخسف والله عند الحوض بالفاسقين
(1) البرهان ج 1: 386. ورواه المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب اثبات الهداة ج 3: 48. عن هذا الكتاب مختصرا. (2 – 3) البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 386. (4 – 5) البحار ج 24: 6. البرهان ج 1: 387. (*)
[ 255 ]
عن جابر عن أبى جعفر مثله. (1) 182 – عن عبد الله النجاشي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ” اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا ” يعنى والله فلانا وفلانا ” وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ” إلى قوله ” توابا رحيما ” يعنى والله النبي وعليا بما صنعوا أي لو جاؤك بها يا على فاستغفروا مما صنعوا ” واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ” ثم قال أبو عبد الله: هو والله على بعينه ” ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ” على لسانك يا رسول الله يعنى به ولاية على ” وليسلموا تسليما ” لعلى بن ابي طالب عليه السلام. (2) 183 – عن محمد بن على عن أبى جنادة الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن عن ورقاء بن حسين (3) بن جنادة السلولى عن أبى الحسن الاول عن أبيه ” اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم ” فقد سبقت عليهم كلمة الشقاوة وسبق لهم العذاب ” وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا “. (4) 184 – عن عبد الله بن يحيى الكاهلى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: والله لو ان قوما عبدوا الله وحده لا شريك له، واقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وحجوا البيت، وصاموا شهر رمضان [ ثم لم يسلموا الينا لكانوا بذلك مشركين، فعليهم بالتسليم، ولو ان قوما عبدوا الله وأقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وحجوا البيت وصاموا الرمضان ثم قالوا لشئ صنعه رسول الله: لو صنع كذا وكذا خلاف الذى صنع لكانوا بذلك مشركين، ولو ان قوما عبدوا الله ووحدوه ] (6) ثم قالوا لشئ صنعه رسول الله
(1) البرهان ج 1: 388. (2) البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 391. (3) لعله تصحيف ” حبشي “. (4) البرهان ج 1: 388. (5) ما بين المعقفتين ليس في نسختي البحار والبرهان. (*)
[ 256 ]
صلى الله عليه واله لم صنع كذا وكذا ووجدوا ذلك في أنفسهم لكانوا بذلك مشركين، ثم قرأ ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ” إلى قوله ” يسلموا تسليما “. (1) 185 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام ” ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما “. (2) 186 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ولا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضى محمد وآل محمد عليه السلام ويسلموا تسليما. ” 187 – عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: في قوله: ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ” إلى ” ويسلموا تسليما ” فحلف ثلثة ايمان متتابعا، لا يكون ذلك حتى يكون تلك النكتة السوداء في القلب وان صام وصلى. 188 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام ” ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم ” للامام تسليما ” أو اخرجوا من دياركم ” رضا له ” ما فعلوه الا قليل منهم ” ” ولو ان – أهل الخلاف – فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم ” يعنى في على. (3) 189 – عن عبد الله بن جندب عن الرضا عليه السلام قال: حق على الله أن يجعل ولينا رفيقا للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (4) 190 – عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يابا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: ” اولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ” الاية فرسول الله صلى الله عليه واله في هذا الموضع النبي، ونحن الصديقون والشهداء وانتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله. (5)
(1) البحار ج 1: 133. البرهان ج 1: 391. (2 – 3) البرهان ج 1: 391. (4 – 5) البحار ج 15 ج 1: 110. البرهان ج 1: 393. الصافى ج 1: 370. (*)
[ 257 ]
191 – عن سليمان بن خالد عن أبى عبد الله عليه السلام ” يا ايها الذين آمنوا ” فسماهم مؤمنين [ وليسوا هم بمؤمنين ] ولا كرامة قال: ” يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ” الي قوله ” فافوز فوزا عظيما ” ولو ان أهل السماء والارض قالوا قد أنعم الله على إذ لم أكن مع رسول الله لكانوا بذلك مشركين ” وإذا أصابهم فضل من الله ” قال: يا ليتنى كنت معهم فاقاتل في سبيل الله. (1) 192 – عن سعيد بن المسيب عن على بن الحسين عليه السلام قال: كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة، ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة، فلما فقدهما رسول الله صلى الله عليه واله سئم المقام (2) بمكة ودخله حزن شديد واشفق على نفسه من كفار قريش، فشكى إلى جبرئيل ذلك فأوحى الله إليه يا محمد اخرج من القرية الظالم أهلها وهاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر، ونصب للمشركين حربا فعند ذلك توجه رسول الله صلى الله عليه واله الي المدينة. (3) 193 – عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: ” المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ” إلى ” نصيرا ” قال نحن اولئك (4) 194 – عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ” المستضعفين ” ؟ قال: هم أهل الولاية، قلت: أي ولاية تعنى ؟ قال: ليست ولاية (5) ولكنها في المناكحة والمواريث والمخالطة وهم ليسوا بالمؤمنين ولا الكفار ومنهم المرجون لامر الله، فاما قوله ” والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا ” إلى ” نصيرا ” فاولئك نحن. (6) 195 – عن ادريس مولى لعبد الله بن جعفر عن أبى عبد الله عليه السلام في تفسير هذه
(1) البحار ج 15 (ج 1): 173. البرهان ج 1: 393. الصافى ج 1: 370 (2) سئم الشئ ومن الشئ: ضجر منه (3) البحار ج 6: 421. البرهان ج 1: 391. (5) كذا في الاصل والبرهان لكن في البحار ” ليست ولاية الدين ” وهو الظاهر كما يأتي ايضا. (4 – 6) البحار ج 7: 126. البرهان ج 1: 394. (*)
[ 258 ]
الاية ” الم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم ” مع الحسن ” واقيموا الصلوة فلما كتب عليهم القتال ” مع الحسين ” قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لو لا اخرتنا إلى أجل قريب ” إلى خروج القائم عليه السلام فان معه النصر والظفر، قال الله: ” قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى ” الاية. (1) 196 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: والله الذى صنعه الحسن بن على عليه السلام كان خيرا لهذه الامة مما طلعت عليه الشمس، والله لفيه نزلت هذه الاية ” الم تر إلى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة ” انما هي طاعة الامام فطلبوا القتال ” فلما كتب عليهم القتال ” مع الحسين ” قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لو لا اخرتنا إلى أجل قريب ” وقوله ” ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ” ارادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السلام (2) 197 – الحلبي عنه ” كفوا أيديكم ” قال: يعنى السنتكم. (3) 198 – وفى رواية الحسن بن زياد العطار عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” كفوا ايديكم وأقيموا الصلوة ” قال: نزلت في الحسن بن على أمره الله بالكف ” فلما كتب عليهم القتال ” قال: نزلت في الحسين بن على كتب الله عليه وعلى أهل الارض ان يقاتلوا معه. (4) 199 – على بن اسباط يرفعه عن أبي جعفر قال: لو قاتل معه أهل الارض لقتلوا كلهم. (5) 200 – عن صفوان بن يحيى عن أبى الحسن عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم بمشيتي كنت أنت الذى تشأ وتقول، وبقوتي أديت إلى فريضتي، وبنعمتي قويت على معصيتى، ” ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ” وذاك انى اولى بحسناتك منك، وأنت اولى بسيئاتك منى، وذاك انى لا اسئل عما أفعل وهم
(1) البرهان ج 1: 395. البحار ج 10: 150. الصافى ج 1: 372. (2 – 3) البحار ج 10: 150. البرهان ج 1: 395. (4 – 5) البرهان ج 1: 395. البحار ج 10: 150. (*)
[ 259 ]
يسئلون. (1) 201 – وفى رواية الحسن بن على الوشاء عن الرضا عليه السلام وأنت أولى بسيئاتك منى عملت المعاصي بقوتى التى جعلت فيك. (2) 202 – عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: ذروة الامر وسنامه (3) ومفتاحه و باب الانبياء ورضا الرحمن الطاعة للامام (4) بعد معرفته، ثم قال: ان الله يقول: ” من يطع الرسول فقد اطاع الله ” إلى ” حفيظا ” (5) اما لو ان رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق جميع ماله وحج جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولى الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالة منه إليه ما كان له على الله حق في ثوابه، ولا كان من أهل الايمان، ثم قال: اولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضله ورحمته. (6) 203 – عن أبى اسحق النحوي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله أدب نبيه على محبته فقال: ” انك لعلى خلق عظيم ” قال: ثم فوض إليه الامر فقال ” ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” وقال: ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” وان رسول الله عليه وآله السلام فوض إلى على عليه السلام وائتمنه فسلمتم وجحد الناس. فوالله لنحبكم ان تقولوا إذا قلنا، وان تصمتوا إذا صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين الله والله ما جعل لاحد من خير في خلاف أمرنا. (امره خ ل) (7) 204 – عن محمد بن عجلان قال: سمعته يقول: ان الله عير قوما بالاذاعة فقال:
(1 – 2) البرهان ج 1: 395. (3) ذروة كل شئ: اعلاه. والسنام ايضا بمعناه. (4) قال الفيض [ ره ]: الامام في هذا الحديث يشمل الرسول وحكم سائر الائمة حكمه لانهم خلفائه جميعا وذلك لان الامام مبلغ كما ان الرسول مبلغ. (5) الصافى ج 1: 373. (6) البرهان ج 1: 396. البحار ج 7: 61. (7) البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 396. (*)
[ 260 ]
” وإذا جائهم أمر من الامن أو الخوف اذاعوا به ” فاياكم والاذاعة، (1) 205 – عن عبد الله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” ولو ردوه إلى الرسول والى اولى الامر منهم ” قال: هم الائمة. (2) 206 – عن عبد الله بن جندب قال كتب إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام: ذكرت رحمك الله هؤلاء القوم الذين وصفت انهم كانوا بالامس لكم اخوانا والذى صاروا إليه من الخلاف لكم والعداوة لكم والبراءة منكم، والذين تأفكوا به من حيوة أبى صلوات الله عليه ورحمته، وذكر في آخر الكتاب ان هؤلاء القوم سنح لهم شيطان اغترهم بالشبهة (3) ولبس عليهم أمر دينهم، وذلك لما ظهرت فريتهم واتفقت كلمتهم وكذبوا (نقموا خ ل) على عالمهم، وأرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم، فقالوا لم ومن وكيف ؟ فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم، وذلك بما كسبت أيديهم وما ربك بظلام للعبيد، ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم، بل كان الفرض عليهم، والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير، ورد ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه، لان الله يقول في محكم كتابه ” ولو ردوه إلى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ” يعنى آل محمد، وهم الذين يستنبطون من القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجة لله على خلقه. (4) 207 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام وحمران عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ” لو لا فضل الله عليكم ورحمته ” قال فضل الله رسوله، ورحمته ولاية الائمة عليهم السلام. (5)
(1) البحار ج 1. (2) البرهان ج 1: 397. البحار ج 7: 61. (3) اغتره: خدعه واطمعه بالباطل. (4) الوسائل ج 3 ابواب صفات القاضى باب 12. البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 397. ورواه الفيض (ره) في الصافى ج 1: 374 مختصرا عن الكتاب ايضا (5) البحار ج 7: 102 و 4: 104. البرهان ج 1: 398. الصافى ج 1: 374 (*)
[ 261 ]
208 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام في قوله: ” ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ” قال: الفضل رسول الله عليه وآله السلام ورحمته أمير المؤمنين عليه السلام. (1) 209 – ومحمد بن الفضيل عن العبد الصالح قال: الرحمة رسول الله عليه وآله السلام و الفضل على بن ابي طالب. (2) 210 – عن ابن مسكان عمن رواه عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ولو لا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ” فقال: أبو عبد الله عليه السلام: انك لتسئل عن كلام القدر وما هو من دينى ولا دين آبائى، ولا وجدت أحدا من أهل بيتى يقول به. (3) 211 – عن سليمان بن خالد قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الناس لعلى ان كان له حق فما منعه ان يقوم به ؟ قال: فقال: ان الله لا يكلف هذا الانسان واحدا الا رسول الله صلى الله عليه واله قال: ” فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين ” فليس هذا الا للرسول، وقال لغيره ” الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ” فلم يكن يومئذ فئة يعينونه على أمره. (4) 212 – عن زيد الشحام عن جعفر بن محمد قال: ما سئل رسول الله عليه وآله السلام شيئا قط فقال: لا ان كان عنده أعطاه وان لم يكن عنده قال: يكون انشاء الله، ولا كافى بالسيئة قط، وما القى سرية مذ نزلت عليه ” فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك ” الاولى بنفسه. (5) 213 – أبان عن أبى عبد الله عليه السلام لما نزلت على رسول الله عليه وآله السلام ” لا تكلف
(1) البحار ج 9: 81 البرهان ج 1: 398 (2) الصافى ج 1: 374. البرهان ج 1: 398. (3) البرهان ج 1: 398. (4) البحار ج 8: 15. وج 6: 174. البرهان ج 1: 398. (5) البحار ج 6: 174. البرهان ج 1: 398. (*)
[ 262 ]
الا نفسك ” قال: كان اشجع الناس من لاذ برسول الله صلى الله عليه وآله. (1) 214 – عن الثمالى عن عيص عن أبى عبد الله عليه السلام قال: رسول الله صلى الله عليه واله كلف ما لم يكلف احد أن يقاتل في سبيل الله وحده، وقال: ” حرض المؤمنين على القتال ” و قال: انما كلفتم اليسير من الامر ان تذكروا الله. (2) 215 – عن ابراهيم بن مهزم عن ابيه عن رجل عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان لكل كلبا يبغى الشر فاجتنبوه يكفكم الله قوم فاجتنبوا بغيركم (3) ان الله يقول: ” والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ” لا تعلموا بالشر. (4) 216 – عن سيف بن عميرة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام ” ان يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم ” قال: كان أبى يقول: نزلت في بنى مدلج، اعتزلوا فلم يقاتلوا النبي صلى الله عليه واله، ولم يكونوا مع قومهم، قلت: فما صنع بهم ؟ قال: لم يقاتلهم النبي عليه وآله السلام حتى فرغ من عدوه ثم نبذ إليهم على سواء قال: ” وحصرت صدورهم ” هو الضيق. (5) 217 – عن مسعدة بن صدقة قال: سئل جعفر بن محمد عليه السلام عن قول الله: ” وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطئا ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنه ودية مسلمة إلى أهله ” قال: اما تحرير رقبة مؤمنة ففيما بينه وبين الله، واما الدية المسلمة إلى اولياء المقتول ” وان كان من قوم عدو لكم ” قال: وان كان من أهل الشرك الذين ليس لهم في الصلح، وهو مؤمن فتحرير رقبة [ مؤمنة ] فيما بينه وبين الله وليس عليه الدية وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق وهو مؤمن فتحرير رقبة [ مؤمنة ] فيما بينه وبين
(1 – 2) البحار ج: 174. البرهان ج 1: 398. (3) كذا في الاصل وفى نسخة البرهان ” فاجتنبوه قومه قوم فاجتنبوا يكنكم – وفى نسخة – قوم فاجتنبوه ولا كفيكم الله بغيركم اه “. (4) البرهان ج 1: 398. (5) البرهان ج 1: 398. الصافى ج 1: 380. (*)
[ 263 ]
الله ودية مسلمة إلى أهله. (1) 218 – عن حفص بن البخترى عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ” وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطئا ” إلى قوله ” فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن ” قال إذا كان من أهل الشرك فتحرير رقبة مؤمنة فيما بينه وبين الله وليس عليه دية ” وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة ” قال: قال تحرير رقبة مؤمنة فيما بينه وبين الله، ودية مسلمة إلى اوليائه. (2) 219 – عن معمر بن يحيى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يظاهر امرأته يجوز عتق المولود في الكفارة ؟ فقال: كل العتق يجوز فيه المولود الا في كفارة القتل، فان الله يقول: ” فتحرير رقبة مؤمنة ” يعنى مقرة وقد بلغت الحنث. (3) 220 – عن كردويه الهمداني عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله: ” فتحرير رقبة مؤمنة ” كيف تعرف المؤمنة ؟ قال: على الفطرة. (4) 221 – عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن على عليه السلام قال: الرقبة المؤمنة التى ذكرها الله إذا عقلت والنسمة التى لا تعلم الا ما قلته وهى صغيرة. (5) 222 – عن عامر بن الاحوص قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن السائبة ؟ فقال: انظر في القرآن، فما كان فيه فتحرير رقبة فتلك يا عامر السائبة التى لا ولاء لاحد من
(1 – 2) البرهان ج 1: 403. البحار ج 46. (3) البرهان ج 1: 404. الصافى ج 1: 381. والحنث بكسر الحاء: الذنب وقيل: الشرك وقيل الاثم ومنه حنث في يمينه يقال حنث في يمينه يحنث حنثا إذا لم يف بموجبها فهو حانث قال في النهاية وكانه من الحنث: الاثم والمعية وغلام لم يدرك الحنث أي لم يجر عليه القلم. [ مجمع ] (4) البرهان ج 1: 404. الصافى ج 1: 381 وقيل الظاهر ان المراد بالخبر الاول أي خبر معمر بن يحيى في غير المتولد من المسلم والثانى فيه فلا تنافى بينهما. (5) البرهان ج 1: 404. (*)
[ 264 ]
الناس عليه الا الله، وما كان ولاءه لله فلله (1) وما كان ولاءه لرسول الله صلى الله عليه واله فان ولاءه للامام وجنايته على الامام وميراثه له. (2) 223 – عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابه عن احدهما قال: كل ما اريد به (الشيئ ظ) ففيه القود وانما الخطأ ان يريد الشئ فيصيب غيره. (3) 224 – عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الخطاء أن تعمده ولا تريد قتله بما لا يقتل مثله، والخطاء الذى ليس فيه شك ان تعمد شيئا آخر فيصيبه. (4) 225 – عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألني أبو عبد الله عليه السلام عن يحيى بن سعيد (5) هل يخالف قضاياكم ؟ قلت: نعم اقتتل غلامان بالرحبة فعض (6) احدهما على يد الاخر فرفع المعضوض حجرا فشج يد العاض فكز (7) من البرد فمات، فرفع إلى يحيى بن سعيد فاقاد من الضارب بحجر (8) فقال ابن شبرمة وابن أبى ليلى لعيسى بن موسى: ان هذا أمر لم يكن عندنا، لا يقاد عنه بالحجر ولا بالسوط، فلم يزالوا حتى وداه عيسى بن موسى، فقال: ان من عندنا يقيدون بالزكوة قلت: يزعمون انه خطأ وان العمد لا يكون الا بالحديد، فقال انما الخطأ أن يريد شيئا فيصيب غيره
(1) وفى نسخة ” فلرسول الله ” مكان ” فلله “. (2 – 4) البحار ج 24: 33 و 42. البرهان ج 1: 404. الوسائل ج 3 ابواب القصاص في النفس باب 11. (5) يحيى بن سعيد القطان من المشاهير في العلم والحديث مات سنة 194 وقد عده الشيخ [ ره ] من اصحاب الصادق (ع) وقال كان من ائمة الحديث وظاهره كونه اماميا وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة ايضا وذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب انه من اجل اصحاب مالك بالبصرة وهذا هو الظاهر ويؤيده هذا الخبر ايضا. ويحتمل ان يراد به يحيى بن سعيد بن قيس القاضى البصري وهو من علماء العامة ومحدثيهم مات سنة 144. (6) عضه: امسكه باسنانه. (7) أي اصابه الكزاز وهو داء أو رعدة من شدة البرد (8) وفى نسخة البرهان ” عن ضارب الحجر “. (*)
[ 265 ]
فاما كل شيئ قصدت إليه فاصبته فهو العمد. (1) 226 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قضى امير المؤمنين عليه السلام في أبواب الديات في الخطاء شبه العمد إذا قتل بالعصا أو بالسوط أو الحجارة يغلظ ديته وهو مائة من الابل أربعون خلفة بين ثنية إلى بازل عامها وثلثون حقة وثلثون بنت لبون (2) وقال في الخطاء دون العمد يكون فيه ثلثون حقة، وثلثون بنت لبون، وعشرون بنت مخاض، وعشرون ابن لبون ذكر، وقيمة كل بعير من الورق مائة درهم و عشرة دنانير، ومن الغنم إذا لم يكن قيمة ناب الابل لكل بعير عشرون شاة. (3) 227 – عن عبد الرحمن عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان على يقول: في الخطاء خمسة وعشرون بنت لبون وخمس وعشرون بنت مخاض، وخمس وعشرون حقة، و خمس وعشرون جذعة (4) وقال في شبه العمد ثلثة وثلثون جذعة (5) بين ثنية إلى بازل عامها، كلها خلفة وأربع وثلثون ثنية. (6)
(1) البحار ج 24: 42. البرهان ج 1: 404. الوسائل ج 3 ابواب القصاص في النفس باب 11 (2) الخلفة: الحاصل من النوق وجمعها مخاض من غير لفظها كما يجمع المرأة على النساء من غير لفظها. والبازل من الابل عند اهل اللغة: الذى ثم له ثمان سنين ودخل في التاسعة و [ ح ] يطلع نابه وتكمل قوته ثم يقال له بعد ذلك بازل عام واصله من بزل البعير من باب قعد: فطرنا به بدخوله في السنة التاسعة. والحقة بالكسر مونث الحق – وهو من الابل ما كان ابن ثلث سنين ودخل في الرابعة سمى بذلك لاستحقاقه ان يحمل عليه وينتفع به وبنت لبون هي ولد الناقة استكملت السنة الثانية ودخلت في الثالثة والمذكر: ابن لبون. (3) البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 404. (4) الجذع من الابل: ما دخل في السنة الخامسة. (5) وفى نسخة البرهان ” حقة ” بدل ” جذعة “. (6) البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 404. (*)
[ 266 ]
228 – عن على بن أبى حمزة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: دية الخطاء إذا لم يرد الرجل مائة من الابل أو عشرة آلاف من الورق، أو ألف من الشاة وقال: دية المغلظة التى شبه العمد وليس بعمد أفضل من دية الخطاء باسنان الابل ثلث وثلثون حقة، و ثلاث وثلثون جذعة، وأربع وثلثون ثنية، كلها طروقة الفحل. (1) 229 – عن الفضل بن عبد الملك عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الخطاء الذى [ لا شك ] فيه الدية والكفارة وهو الرجل يضرب الرجل ولا يتعمد قتله ؟ قال: نعم، قلت: فإذا رمى شيئا فأصاب رجلا ؟ قال: ذاك الخطاء الذى لا شك فيه وعليه الكفارة والدية. (2) 230 – عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام في رجل مسلم كان في أرض الشرك فقتله المسلمون، ثم علم به الامام بعد ؟ قال: يعتق مكانه رقبة مؤمنة، وذلك في قول الله: ” وان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة. ” (3) 231 – عن الزهري عن على بن الحسين عليه السلام قال: صيام شهرين متتابعين من قتل خطئا لمن لم يجد العتق واجب قال الله: ” ومن قتل مؤمنا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين “. (4) 232 – عن المفضل بن عمر قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: صوم شعبان وصوم شهر رمضان متتابعين توبة من الله. (5) 233 – وفى رواية اسمعيل بن عبد الخالق عنه ” توبة من الله ” والله من القتل و الظهار والكفارة. (6) 235 – وفى رواية ابى الصباح الكنانى عنه صوم شعبان وصوم شهر رمضان توبة والله من الله. (7)
1 البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 404. (2) الوسائل ج 3 ابواب القصاص باب 11. البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 405. (3 – 7) البحار ج 24: 37 – 38. البرهان ج 1: 405. (*)
[ 267 ]
236 – عن سماعة قال: قلت له قول الله تبارك وتعالى: ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه ” قال: المتعمد الذى يقتله على دينه فذاك التعمد الذى ذكر الله، قال: قلت: فرجل جاء إلى رجل فضربه بسيفه حتى قتله لغضب لا لعيب على دينه، قتله وهو يقول بقوله ؟ قال: ليس هذا الذى ذكر في الكتاب ولكن يقاد به والدية ان قبلت، قلت: فله توبة ؟ قال: نعم يعتق رقبة ويصوم شهرين متتابعين ويطعم ستين مسكينا ويتوب ويتضرع فارجوا أن يتاب عليه. (1) 237 – عن سماعة بن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام أو أبى الحسن عليه السلام قال: سألت احدهما عمن قتل مؤمنا هل له توبة ؟ قال: لا حتى يؤدى ديته إلى أهله ويعتق رقبة مؤمنة ويصوم شهرين متتابعين ويستغفر ربه، ويتضرع إليه فارجوا أن يتاب عليه إذا هو فعل ذلك، قلت: ان لم يكن له ما يؤدى ديته ؟ قال: يسئل المسلمين حتى يؤدى ديته إلى أهله قال سماعة: سألته عن قوله: ” من قتل مؤمنا متعمدا ” قال: من قتل مؤمنا متعمدا على دينه فذاك التعمد الذى قال الله في كتابه ” واعد له عذابا عظيما ” قلت: فالرجل يقع بينه وبين الرجل شئ فيضربه بسيفه فيقتله ؟ قال: ليس ذاك التعمد الذى قال الله تبارك وتعالى. عن سماعة قال: سألته ” الحديث ” (2) 238 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله قال: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، وقال لا يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة (3) 239 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته (سئل خ ل) عن المؤمن يقتل المؤمن متعمدا له توبة ؟ قال: ان كان قتله لايمانه فلا توبة له وان كان قتله
(1) البرهان ج 1: 405. البحار ج 24: 38. الصافى ج 1: 382 ورواه الطبرسي [ ره ] في مجمع البيان ج 3: 92 مختصرا عن هذا الكتاب ايضا. (2) الوسائل ج 3 ابواب القصاص في النفس باب 8. البحار ج 24: 38. البرهان ج 1: 405. (3) البحار ج 24: 37 و 42. البرهان ج 1: 405. الصافى ج 1: 382. (*)
[ 268 ]
لغضب أو لسبب شئ من أمر الدنيا فان توبته ان يقاد منه، وان لم يكن علم به أحد انطلق إلى اولياء المقتول فاقر عندهم بقتل صاحبهم، فان عفوا عنه فلم يقتلوه أعطاهم الدية واعتق نسمة وصام شهرين متتابعين وأطعم ستين مسكينا توبة إلى الله. (1) 240 – عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: العمد ان تعمده فتقتله بما بمثله يقتل. (2) 241 – عن على بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال: سألته عن رجل قتل مملوكه قال عليه عتق رقبة وصوم شهرين متتابعين واطعام ستين مسكينا ثم يكون التوبة بعد ذلك. (3) 242 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام ” ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلم لست مؤمنا ” (4) 234 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في ” المستضعفين لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلا ” قال: لا يستطيعون حيلة الايمان، ولا يكفرون الصبيان واشباه عقول الصبيان من النساء والرجال. (5) 244 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف (6) 245 – عن أبى خديجة (7) عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ” المستضعفين من الرجال والنساء لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ” قال: لا يستطيعون سبيل اهل الحق فيدخلون فيه ولا يستطعون حيلة أهل النصب فينصبون، قال: هؤلاء يدخلون
(1 – 2) البحار ج 24: 37 و 42: البرهان ج 1: 405 الصافى ج 1: 382. الوسائل ج 3 ابواب القصاص في النفس باب 11 (3) البرهان ج 1: 405. البحار ج 24: 37. (4 – 6) البرهان ج 1: 406. (7) وفى نسخة البرهان ” عن أبى بصير ” بدل ” عن ابى خديجة “. (*)
[ 269 ]
الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التى نهى الله عنها ولا ينالون منازل الابرار (1) 246 – عن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام وانا اكلمه في المستضعفين: اين أصحاب الاعراف اين المرجون لامر الله اين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا اين المؤلفة قلوبهم اين أهل تبيان الله، اين المستضعفين من الرجال [ والنساء ] و الولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فاولئك عصى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا (2) 247 – عن زرارة قال قلت لابي عبد الله عليه السلام أنتزوج المرجئة أو الحرورية أو القدرية ؟ قال: لا، عليك بالبله من النساء (3) قال زرارة: فقلت ما [ هؤلاء ومن ] هو الا مؤمنة أو كافرة فقال أبو عبد الله: فأين اهل استثناء (ثبوت خ ل) الله قول الله اصدق من قولك ” الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ” إلى قوله ” سبيلا ” (4) 248 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” الا المستضعفين من الرجال والنساء ” فقال هو الذى لا يستطيع الكفر فيكفر، ولا يهتدى سبيل الايمان، ولا يستطيع ان يؤمن، ولا يستطيع ان يكفر الصبيان ومن كان من الرجال و النساء على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم (5) 249 – عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” الا المستضعفين ” قال: هم أهل الولاية، فقلت: أي ولاية ؟ فقال: اما انها ليست بولاية في الدين،
(1 – 2) البحار ج 15 [ ج 3 ]: 20. البرهان ج 1: 408. الصافى ج 1: 388 (3) قال الطريحي وفى الحديث عليك بالبلهاء، قلت: وما البلهاء ؟ قال: ذوات الخدور والعفائف. (4) البحار ج 15 [ ج 3 ]: 20. البرهان ج 1: 408. (5) البحار ج 15 [ ج 3 ]: 20. البرهان ج 1: 408. الصافى ج 1: 388 (*)
[ 270 ]
ولكنها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار وهم المرجون لامر الله (1) 250 – عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ولا يهتدون سبيلا ” قال: يا سليمان من هؤلاء المستضعفين من هو أثخن (2) رقبة منك، المستضعفون قوم يصومون ويصلون يعف بطونهم وفروجهم لا يرون ان الحق في غيرنا، آخذين بأغصان الشجرة، فقال: ” فاولئك عسى الله أن يعفو عنهم ” كانوا آخذين بالاغصان ولم يعرفوا اولئك فان عفا عنهم فيرحمهم الله وان عذبهم فبضلالتهم عما عرفهم (3) 251 – عن سليمان بن خالد عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن المستضعفين فقال: البلهاء في خدرها والخادم تقول لها صلى فتصلى لا تدرى الا ما قلت لها، و الجليب (4) الذى لا يدرى الا ما قلت له، والكبير الفاني والصبى والصغير هؤلاء المستضعفون، فاما رجل شديد العنق جدل خصم يتولى الشراء والبيع لا تستطيع أن تعينه في شئ تقول هذا المستضعف ؟ لا ولا كرامة (5) 252 – عن أبى الصباح قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما تقول في رجل دعى إلى هذا الامر فعرفه وهو في أرض منقطعة إذ جاءه موت الامام فبينا هو ينتظر إذ جاءه الموت ؟ فقال: هو والله بمنزلة من هاجر إلى الله ورسوله فمات وقد وقع أجره على الله (6) 253 – عن ابن أبى عمير قال: وجه زرارة ابنه عبيدا إلى المدينة يستخبر له خبر أبى الحسن وعبد الله، فمات قبل أن يرجع إليه عبيد ابنه قال محمد بن أبى عمير
(1) البحار ج 15 (ج 3): 20. البرهان ج 1: 408. الصافى ج 1: 388. (2) ثخن بمعنى غلظ. (3) البحار ج 15 [ ج 3 ]: 20. البرهان ج 1: 409. (4) الجليب: الذى يجلب من بلد إلى آخر. (5) الصافى ج 1: 388. البرهان ج 1: 409. البحار ج 15 [ ج 3 ]: 20. (6) البحار ج 15 [ ج 3 ] 20 – 21. البرهان ج 1: 409. (*)
[ 271 ]
حدثنى محمد بن حكيم قال: قلت لابي الحسن الاول، فذكرت له زرارة وتوجيه ابنه عبيدا إلى المدينة ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: انى لارجو ان يكون زرارة ممن قال الله ” ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ” (1). 254 – عن حريز قال: قال زرارة ومحمد بن مسلم: قلنا لابي جعفر عليه السلام ما تقول في الصلوة في السفر كيف هي وكم هي ؟ قال: ان الله يقول: ” إذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلوة ” فصار التقصير في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر قالا: قلنا: انما قال ليس جناح عليكم ان تقصروا من الصلوة ولم يقل افعلوا فكيف أوجب الله ذلك كما أوجب التمام في الحضر قال: أو ليس قد قال الله في الصفا والمروة ” فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ” الا ترى ان الطواف واجب مفروض، لان الله ذكرهما في كتابه وصنعهما نبيه صلى الله عليه واله وسلم وكذلك التقصير في السفر شئ صنعه النبي صلى الله عليه واله فذكره الله في الكتاب قالا: قلنا: فمن صلى في السفر أربعا أيعيد أم لا ؟ قال: ان كان قرئت عليه آية التقصير وفسرت له فصلى أربعا أعاد، وان لم يكن قرئت عليه ولم يعلمها فلا اعاده عليه، والصلوة في السفر كلها الفريضة ركعتان كل صلوة الا المغرب، فانها ثلث ليس فيها تقصير تركها رسول الله صلى الله عليه واله في السفر والحضر ثلث ركعات (2) 255 – عن ابراهيم بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: فرض الله على المقيم خمس صلوات، وفرض على المسافر ركعتين تمام وفرض على الخايف ركعة، وهو قول الله ” ولا جناح عليكم أن تقصروا من الصلوة ان خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ” يقول من الركعتين فتصير ركعة. (3)
(1) مجمع البيان ج 3: 100. البرهان ج 1: 409. (2) البحار ج 18: 694. البرهان ج 1: 410. الصافى ج 1: 389. (3) البحار ج 18: 707. البرهان ج 1: 410. الوسائل ج 1 ابواب صلوة الخوف باب 1. وقال المحدث الحر العاملي [ ره ] ولا يخفى ان رد الركعتين إلى ركعة يراد به رد الاربع إلى ركعتين. (*)
[ 272 ]
256 – عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: صلوة المغرب في الخوف أن يجعل أصحابه طائفتين بازاء العدو واحدة، والاخرى خلفه، فيصلى بهم ثم ينصب قائما ويصلون هم تمام ركعتين، ثم يسلم بعضهم على بعض ثم تأتى طائفة الاخرى فيصلى بهم ركعتين فيصلون هم ركعة فيكون للاولين قراءة وللآخرين قراءة. (1) 257 – عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: إذا حضرت الصلوة في الخوف فرقهم الامام فرقتين فرقة مقبلة على عدوهم، وفرقة خلفه، كما قال الله تبارك و تعالى، فيكبر بهم ثم يصلى بهم ركعة ثم يقوم بعد ما يرفع رأسه من السجود فتمثل قائما ويقوم الذين صلوا خلفه ركعة، فيصلى كل انسان منهم لنفسه ركعة، ثم يسلم بعضهم على بعض، ثم يذهبون إلى أصحابهم فيقومون مقامهم، ويجئ الاخرون و الامام قائم فيكبرون ويدخلون في الصلوة خلفه، فيصلى بهم بركعة، ثم يسلم فيكون للاولين استفتاح الصلوة بالتكبير، وللاخرين التسليم من الامام، فإذا يسلم الامام قام كل انسان من الطائفة الاخيرة فيصلى لنفسه ركعة واحدة، فتمت للامام ركعتان ولكل انسان من القوم ركعتان، واحدة في جماعة والاخرى وحدانا، وإذا كان الخوف أشد من ذلك مثل المضاربة والمناوشة والمعانقة وتلاحم القتال (2) فان أمير المؤمنين عليه السلام ليلة صفين وهى ليلة الهرير لم يكن صلى بهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء عند وقت كل صلوة الا بالتهليل والتسبيح والتحميد والدعاء فكانت تلك صلوتهم لم يأمرهم باعادة الصلوة، وإذا كانت المغرب في الخوف فرقهم فرقتين فصلى بفرقة ركعتين ثم جلس، ثم أشار إليهم بيده، فقام كل انسان منهم فصلى ركعة ثم سلموا وقاموا مقام أصحابهم، وجائت الطائفة الاخرى فكبروا ودخلوا في الصلوة، وقام الامام فصلى بهم ركعة ثم سلم، ثم قام كل انسان منهم فصلى ركعة فشفعها بالتى صلى مع الامام، ثم قام فصلى ركعة ليس فيها قراءة، فتمت للامام ثلث
(1) الوسائل ج 1 ابواب صلوة الخوف باب 2. البحار ج 18: 707. البرهان ج 1: 411. (2) المناوشة: المطاعنة بالرماح. وتلاحم القوم: تقاتلوا. (*)
[ 273 ]
ركعات وللاولين ثلاث ركعات، ركعتين في جماعة وركعة وحدانا وللاخرين ثلث ركعات ركعة جماعة وركعتين وحدانا، فصار للاولين افتتاح التكبير وافتتاح الصلوة، وللاخرين التسليم (1). 258 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال في الصلوة المغرب في السفر لا يضرك ان تؤخر ساعة ثم تصليها ان احببت ان تصلى العشاء الاخرة، وان شئت مشيت ساعة إلى ان يغيب الشفق، ان رسول الله صلى الله عليه واله صلى صلوة الهاجرة والعصر جميعا، والمغرب و العشاء الاخرين جميعا، وكان يؤخر ويقدم ان الله تعالي قال: ” ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” انما عنى وجوبها على المؤمنين لم يعن غيره، انه لو كان كما يقولون لم يصل رسول الله صلى الله عليه واله هكذا، وكان أعلم وأخبر [ وكان كما يقولون ] ولو كان خيرا لامر به محمد رسول الله صلى الله عليه واله، وقد فات الناس مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين صلوة الظهر والعصر والمغرب والعشاء الاخرة، فامرهم على امير المؤمنين فكبروا وهللوا وسبحوا رجالا وركبانا لقول الله ” فان خفتم فرجالا أو ركبانا ” فامرهم على عليه السلام فصنعوا ذلك. (2) 259 – عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام قول الله: ” ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” قال: يعنى كتابا مفروضا، وليس يعنى وقتا وقتها ان جاز ذلك الوقت، ثم صلاها لم تكن صلوته مؤداة لو كان ذلك كذلك لهلك سليمان بن داود حين صلاها بغير وقتها، ولكنه متى ما ذكرها صلاها. (3) 260 – عن منصور بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول ” ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” قال: لو كانت كما يقولون لهلك الناس، و
(1) البحار ج 18: 707. الوسائل ج 1: ابواب صلوة الخوف باب 2 البرهان ج 1: 411. (2) البحار ج 18: [ ج 2 ]: 40. البرهان ج 1: 412. (3) البحار ج 18: [ ج 2 ]: 40. البرهان ج 1: 412. الصافى ج 1: 391. (*)
[ 274 ]
لكان الامر ضيقا ولكنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا موجوبا. (1) 261 – عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الاية ” ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” فقال: ان للصلوة وقتا والامر فيه واسع، يقدم مرة ويؤخر مرة الا الجمعة، فانما هو وقت واحد وانما عنى الله كتابا موقوتا أي واجبا، يعنى بها انها الفريضة. (2) 262 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام ” ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” قال: [ لو عنى ] انها هو في وقت لا تقبل الا فيه كانت مصيبة، ولكن متى أديتها فقد اديتها. (3) 263 – وفى رواية اخرى عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال. سمعته يقول في قول الله: ” ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” قال: انما يعنى وجوبها على المؤمنين، ولو كان كما يقولون إذا لهلك سليمان بن داود عليه السلام حين قال: ” حتى توارت بالحجاب ” لانه لو صلاها قبل ذلك كانت في وقت وليس صلوة أطول وقتا من صلوة العصر. (4) 264 – وفى اخرى عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” فقال: يعنى بذلك وجوبها على المؤمنين وليس لها وقت، من تركه افرط الصلوة ولكن لها تضييع (5) 265 – عن عبد الحميد بن عواض عن أبى عبد الله قال: ان الله قال: ” ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” قال: انما عنى وجوبها على المؤمنين ولم يعن غيره (6) 266 – عن عبيد عن أبى جعفر عليه السلام أو أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” قال كتاب واجب اما انه ليس مثل الوقت للحج ولا رمضان إذا فاتك فقد فاتك، وان الصلوة إذا صليت فقد صليت (7) 267 – عن عامر بن كثير السراج وكان داعية الحسين [ صاحب الفخ ] ابن على
(1 – 4) البحار ج 18 [ ج 2 ]: 41. البرهان ج 1: 412 – 413. (5 – 7) البرهان ج 1: 413. البحار ج 18 [ ج 2 ]: 41: (*)
[ 275 ]
عن عطاء الهمداني عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ” ؟ [ قال: ] فلان وفلان [ وفلان ] وأبو عبيدة بن الجراح (1) 268 – وفى رواية عمر بن سعيد عن أبى الحسن عليه السلام قال: هما وأبو عبيدة بن الجراح (2). 269 – وفى رواية عمر بن صالح قال: الاول والثانى وأبو عبيدة بن الجراح (3) 270 – عن عبد الله بن حماد الانصاري عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله الغيبة ان تقول في اخيك ما هو فيه مما قد ستره الله عليه، فاما إذا قلت ما ليس فيه، فذلك قول الله ” فقد احتمل بهتانا واثما مبينا ” (4) 271 – عن ابراهيم بن عبد الحميد عن بعض القميين عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” لا خير في كثير من نجويهم الا من امر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ” يعنى بالمعروف القرض (5) 272 – عن حريز عن بعض أصحابنا عن احدهما (ع) قال: لما كان امير المؤمنين في الكوفة أتاه الناس فقالوا: اجعل لنا اماما يؤمنا في شهر رمضان فقال: لا ونهاهم ان يجتمعوا فيه، فلما امسوا جعلوا يقولون ابكوا في رمضان وارمضاناه، فاتاه الحارث الاعور في اناس فقال: يا امير المؤمنين ضج الناس وكرهوا قولك فقال عند ذلك: دعوهم وما يريدون ليصلى بهم من شاؤا، ثم قال: ” فمن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسائت مصيرا ” (6) 273 – عن عمرو بن أبى القدام عن ابيه عن رجل من الانصار قال: خرجت انا والاشعث وجرير البجلى حتى إذا كنا بظهر الكوفة بالفرس، مر بنا ضب فقال الاشعث وجرير: السلام عليك يا أمير المؤمنين خلافا على على بن أبيطالب عليه السلام فلما خرج الانصاري قال لعلى عليه السلام فقال على: دعهما فهو امامهما يوم القيمة، اما تسمع
(1 – 3) البرهان ج 1: 414. (4) البرهان ج 1: 415. البحار ج 15 [ ج 4 ]: 188. (5 – 6) البرهان ج 1: 415. (*)
[ 276 ]
الي الله [ وهو ] يقول: ” نوله ما تولى ” (1) 274 – عن محمد بن اسمعيل الرازي عن رجل سماه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: دخل رجل على أبي عبد الله فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال: مه هذا اسم لا يصلح الا لامير المؤمنين عليه السلام، الله سماه به ولم يسم به أحد غيره فرضى به الا كان منكوحا وان لم يكن به ابتلى به، وهو قول الله في كتابه ” ان يدعون من دونه الا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا ” قال: قلت: فماذا يدعى به قائمكم ؟ قال: يقال له السلام عليك يا بقية الله، السلام عليك يا بن رسول الله (2) 275 – عن محمد بن يونس عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” و لامرنهم فليغيرن خلق الله ” قال: أمر الله بما أمر به. (3) 276 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ” ولامرنهم فليغيرن خلق الله ” قال: دين الله (4) 277 – عن جابر عن النبي صلى الله عليه واله قال: كان ابليس أول من ناح واول من تغنى واول من حدى قال: لما اكل آدم من الشجرة تغني فلما أهبط حدى به، فلما استقر علي الارض ناح فاذكره ما في الجنة فقال آدم: رب هذا الذى جعلت بينى وبينه العداوة لم أقو عليه وانا في الجنة، وان لم تعينني عليه لم اقو عليه، فقال الله: السيئة بالسيئة، والحسنة بعشر امثالها إلى سبع مائة قال: رب زدنى قال: لا يولد لك ولد الا جعلت معه ملكين يحفظانه قال: رب زدنى قال: التوبة معروضة في الجسد ما دام فيها الروح قال: رب زدنى قال: اغفر الذنوب ولا ابالى قال: حسبى، قال فقال ابليس رب هذا الذى كرمت على وفضلته وان لم تفضل على لم اقو عليه، قال: لا يولد له ولد الا ولد لك ولدان قال: رب زدنى قال: تجرى منه مجرى الدم في العروق، قال رب زدنى قال تتخذ انت وذريتك في صدورهم مساكن قال: رب زدنى قال: تعدهم وتمنيهم ” و
(1) البرهان ج 1: 415. البحار ج 9: 637. (2 – 4) البرهان ج 1: 416. (*)
[ 277 ]
ما يعدهم الشيطان الا غرورا ” (1) 278 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الاية ” من يعمل سوءا يجز به ” قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله: ما أشدها من آية، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: اما تبتلون في اموالكم وانفسكم وذراريكم ؟ قالوا: بلى قال: هذا مما يكتب الله لكم به الحسنات ويمحو به السيئات (2) 279 – عن ابن سنان عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: إذا سافر أحدكم فقدم من سفره فليأت أهله بما تيسر ولو بحجر فان ابراهيم صلوات الله عليه وآله كان إذا ضاق أتى قومه وانه ضاق ضيقة فأتى قومه فوافق منهم ازمة فرجع كما ذهب، فلما قرب من منزله نزل عن حماره فملاء خرجه (3) رملا ارادة ان يسكن به من زوجته سارة، فلما دخل منزله حط الخرج عن الحمار وافتتح الصلوة، فجائت سارة فانفتحت الخرج فوجدته مملوا دقيقا فاعتجنت منه واختبزت ثم قالت لابراهيم: انفتل من صلوتك (4) فكل فقال لها: انى لك هذا ؟ قالت من الدقيق الذى في الخرج، فرفع رأسه إلى السماء فقال: اشهد انك الخليل (5) 280 – عن سليمان بن الفراء عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام وعن محمد بن هارون عمن رواه عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما اتخذ الله ابراهيم خليلا أتاه ببشارة الخلة ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان أبيضان يقطر رأسه ماءا ودهنا، فدخل ابراهيم عليه السلام الدار فاستقبله خارجا من الدار وكان ابراهيم رجلا غيورا، وكان إذا خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه معه، فخرج ذات يوم في حاجة وأغلق بابه ثم رجع
(1) البحار ج 5: 58 وج 14: 619. البرهان ج 1: 416. وقد مر صدر الحديث ايضا في سورة البقرة تحت رقم 23. (2) البرهان ج 1: 417. الصافى ج 1: 397. (3) الخرج بالضم: وعاء معروف يوضع على ظهر الدابة. وبالفارسية ” خرجين ” (4) أي انصرف منها. (5) البحار ج 5: 114. البرهان ج 1: 417. (*)
[ 278 ]
ففتح بابه فإذا هو برجل قائم كأحسن ما يكون من الرجال، فأخذه فقال: يا عبد الله ما أدخلك دارى ؟ فقال: ربها أدخلنيها، فقال ابراهيم ربها أحق بها منى فمن أنت ؟ قال: انا ملك الموت، قال: ففزع ابراهيم عليه السلام فقال: جئتني لتسلبني روحي ؟ فقال لا ولكن الله اتخذ عبدا خليلا فجئته ببشارة، فقال ابراهيم: فمن هذا العبد لعلى اخدمه حتى أموت ؟ فقال: انت هو قال: فدخل على سارة فقال: ان الله اتخذني خليلا. (1) 281 – عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله ” وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا ” قال: نشوز الرجل يهم بطلاق امرأته، فتقول له: ادع ما على ظهرك وأعطيك كذا وكذا وأحللك من يومى وليلتي على ما اصطلحا فهو جايز (2). 282 – عن على بن أبى حمزة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا ” ؟ قال: إذا كان كذلك فهم بطلاقها قالت له امسكني وأدع لك بعض ما عليك واحللك من يومى وليلتي كل ذلك له فلا جناح عليهما (3) 283 – عن زرارة قال: سئل أبو جعفر عليه السلام عن النهارية يشترط عليها عند عقد النكاح ان يأتيها ما شاء نهارا أو من كل جمعة أو شهر يوما، ومن النفقة كذا وكذا قال: فليس ذلك الشرط بشئ من تزوج امرأة فلها ما للمرأة من النفقة و القسمة، ولكنه ان تزوج امرأة خافت فيه نشوزا أو خافت أن يتزوج عليها فصالحت من حقها على شئ من قسمتها أو بعضها فان ذلك جايز لا بأس به. (4)
(1) البرهان ج 1: 417. الصافى ج 1: 398. (2) البحار ج 23: 103. البرهان ج 1: 419. الوسائل ج 3 ابواب القسم و النشوز باب 10. (3) البرهان ج 1: 419. البحار ج 23: 103. (4) البرهان ج 1: 419. البحار ج 23: 103. الوسائل ج 3 ابواب القسم والنشوز باب 10 (*)
[ 279 ]
284 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا ” قال: هي المرأة يكون عند الرجل فيكرهها فيقول: انى اريد ان اطلقك، فتقول: لا تفعل فانى أكره ان يشمت بى ولكن انظر ليلتى فاصنع ما شئت، وما كان من سوى ذلك فهو لك (1) فدعني على حالى، فهو قوله ” فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير ” فهو هذا الصلح. (2) 285 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ” قال: في المودة. (3) 286 – عن جابر قال: قلت لمحمد بن على عليه السلام قول الله في كتابه ” الذين آمنوا ثم كفروا ” قال: هما والثالث والرابع وعبد الرحمن وطلحة وكانوا سبعة عشر رجلا قال: لما وجه النبي صلى الله عليه واله على بن أبيطالب عليه السلام وعمار بن ياسر رحمه الله إلى أهل مكة قالوا بعث هذا الصبى ولو بعث غيره يا حذيفة إلى اهل مكة وفى مكة صناديدها وكانوا يسمون عليا الصبى لانه كان اسمه في كتاب الله الصبى لقول الله: ” ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وهو صبى وقال اننى من المسلمين ” فقالوا: والله الكفر بنا أولى مما نحن فيه، فساروا فقالوا لهما وخوفوهما بأهل مكة فعرضوا لهما وغلظوا عليهما الامر، فقال على صلوات الله عليه: حسبنا الله ونعم الوكيل ومضى، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه بقولهم لعلى وبقول على لهم، فأنزل الله باسمائهم في كتابه، وذلك قول الله ” الم تر إلى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ” إلى قوله: ” والله ذو فضل عظيم ” وانما نزلت ألم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا ان أبا سفيان و عبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل، وهما اللذان قال الله: ” ان الذين آمنوا ثم كفروا ” إلى آخر الاية فهذا
(1) والحاصل انها تصالح زوجها على اباحة حقوقها من جهة الزوجية والمضاجعة و النفقة والمهر ونحوها جميعا أو بعضا على ما تراضيا عليه (2 – 3) البرهان ج 1: 420. البحار ج 23: 103. الصافى ج 1: 401. (*)
[ 280 ]
اول كفرهم والكفر الثاني قول النبي عليه وآله والسلام: يطلع عليكم من هذا الشعب رجل فيطلع عليكم بوجهه، فمثله عند الله كمثل عيسى لم يبق منهم أحد الا تمنى ان يكون بعض أهله، فإذا بعلى قد خرج وطلع بوجهه وقال: هو هذا فخرجوا غضابا و قالوا: ما بقى الا ان يجعله نبيا والله الرجوع إلى آلهتنا خير مما نسمع منه في ابن عمه وليصدنا على ان دام هذا، فانزل الله ” ولما ضرب بن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ” إلى آخر الاية فهذا الكفر الثاني وزاد الكفر بالكفر حين قال الله ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ” فقال النبي صلى الله عليه واله: يا على أصبحت وأمسيت خير البرية فقال له الناس: هو خير من آدم ونوح ومن ابراهيم ومن الانبياء، فانزل الله ” ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم ” إلى ” سميع عليم ” قالوا: فهو خير منك يا محمد ؟ قال الله: ” قل انى رسول الله اليكم جميعا ” ولكنه خير منكم وذريته خير من ذريتكم ومن اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضابا وقالوا زيادة الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما يقول في ابن عمه، وذلك قول الله ” ثم ازدادوا كفرا ” (1) 287 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ” قال: نزلت في عبد الله بن أبى سرح (2) الذى بعثه عثمان إلى مصر، قال: ” وازدادوا
(1) البرهان ج 1: 421. البحار ج 8: 218. وقد مضى صدر الحديث في سورة آل عمران تحت رقم 154 ونقله الفيض ” ره ” في الصافى ايضا عن هذا الكتاب مختصرا. (2) وهو عبد الله بن سعد بن أبى سرح وكان اخا عثمان من الرضاعة ومن جملة من أهدر النبي صلى الله عليه وآله دمه يوم فتح مكة. وذلك لانه أسلم قبل الفتح وهاجر إلى رسول الله وكان يكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وآله ثم ارتد مشركا وصار إلى قريش بمكة فلما علم ذلك استتر عند عثمان فاستجاره وغيبه حتى جاء به إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو يبايع الناس فقال: يا رسول الله بايع عبد الله فبايعه بعد ثلاث ثم اقبل على اصحابه فقال ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رأني كففت يدى عن مبايعته فيقتله ؟ فقال رجل من الانصار: فهلا أو مأت إلى يا رسول الله ؟ فقال: ان * (*)
[ 281 ]
كفرا ” حين لم يبق فيه من الايمان شئ (1) 288 – عن أبى بصير قال: سمعته يقول: ” ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ” من زعم ان الخمر حرام ثم شربها، ومن زعم ان الزنا حرام ثم زنى، ومن زعم ان الزكوة حق ولم يؤدها. (2) 289 – عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ” قال: نزلت في فلان وفلان آمنوا برسول الله صلى الله عليه واله في أول الامر ثم كفروا حين عرضت عليهم الولاية حيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه ثم آمنوا بالبيعة لامير المؤمنين عليه السلام حيث قالوا له بأمر الله وأمر رسوله، فبايعوه ثم كفروا حين مضى رسول الله صلى الله عليه واله فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الايمان شئ. (3) 290 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: ” وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله ” إلى قوله ” انكم إذا مثلهم ” قال: إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في أهله (4) فقم من عنده ولا تقاعده. (5)
* النبي لا ينبغى ان يكون له خائنة الاعين واسلم ذلك اليوم ثم ولاه عثمان في زمن خلافته مصر سنة خمس وعشرين ومات سنة ست وثلاثين وقيل بقى إلى زمن معاوية وشهد معه صفين وتوفى سنة تسع وخمسين. (1) البحار ج 8: 218. البرهان ج 1: 422. الصافى ج 1: 404. (2) البرهان ج 1: 422. الصافى ج 1: 404. (3) البرهان ج 1: 422. الصافى ج 1: 404: البحار ج 8: 218. (4) وقع في الناس وقيعة: اغتابهم. (5) البحار ج 21: 117. البرهان ج 1: 423. الصافى ج 1: 405. مجمع البيان ج 3: 127. (*)
[ 282 ]
291 – عن شعيب العقرقوفى قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله: ” وقد نزل عليكم في الكتاب ” إلى قوله ” انكم إذا مثلهم ” فقال: انما عنى الله بهذا إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في الائمة فقم من عنده ولا تقاعده كائنا من كان. (1) 292 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك و تعالى فرض الايمان على جوارح بنى آدم، وقسمه عليها، فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت اختها، فمنها اذناه اللتان يسمع بهما، ففرض على السمع ان يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وان يعرض عما لا يحل له فيما نهى الله عنه، والاصغاء إلى ما اسخط الله تعالى، فقال في ذلك ” وقد نزل عليكم في الكتاب ” إلى قوله ” حتى يخوضوا في حديث غيره ” ثم استثنى موضع النسيان فقال: ” واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ” وقال: ” فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ” إلى قوله ” اولوا الالباب ” وقال: ” قد افلح المؤمنون الذين هم في صلوتهم خاشعون والذينهم عن اللغو معرضون ” وقال: ” وإذا سمعوا اللغوا أعرضوا عنه ” وقال: ” وإذا مروا باللغوا مروا كراما ” فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان ولا يصغى إلى ما لا يحل وهو عمله وهو من الايمان. (2) 293 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لا تقم إلى الصلوة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا، فانها من خلل النفاق، قال الله للمنافقين ” وإذا قاموا إلى الصلوة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا ” (3) 294 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: كتبت إليه اسئله عن مسألة فكتب إلى ان الله يقول: ” ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلوة ” إلى قوله ” سبيلا ” ليسوا من عترة وليسوا من المؤمنين وليسوا
(1 – 2) البحار ج 21: 117. البرهان ج 1: 423. (3) البرهان ج 1: 424. (*)
[ 283 ]
من المسلمين، يظهرون الايمان ويسرون الكفر والتكذيب لعنهم الله. (1) 295 – عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سئل فيما النجاة غدا ؟ فقال: النجاة لا تخادعوا الله فيخدعكم، فانه من يخادع الله يخدعه ويخلع منه الايمان ونفسه لو يشعر، فقيل له: فكيف يخادع الله ؟ قال: يعمل بما امره الله ثم يريد به غيره، فاتقوا الله فاجتنبوا الرياء فانه شرك بالله، ان المرائى يدعى يوم القيمة بأربعة اسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له. (2) 296 – عن الفضل بن أبى قرة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم ” قال: من أضاف قوما فأساء ضيافتهم فهو ممن ظلم فلا جناح عليهم فيما قالوا فيه. (3) 297 – وأبو الجارود عنه قال: الجهر بالسوء من القول أن يذكر الرجل بما فيه. (4) 298 – عن أبى العباس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: ان تقرأ هذه الاية ” قالوا قلوبنا غلف ” يكتبها الي أدبارها. (5) 299 – عن الحارث بن المغيرة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيمة يكون عليهم شهيدا ” قال: هو رسول الله صلى الله عليه واله (6) 300 – عن المفضل بن محمد (7) قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ” فقال: هذه نزلت فينا خاصة، انه ليس رجل
(1) البحار ج 15 [ ج 3 ]: 23. البرهان ج 1: 424. (2) البحار ج 15 [ ج 3 ]: 53. البرهان ج 1: 425. (3 – 4) البرهان ج 1: 425. البحار ج 15 [ ج 4 ]: 188. الصافى ج 1: 408. (5) البرهان ج 1: 425. (6) البحار ج 3: 143. وج 4: 55. البرهان ج 1: 426. (7) وفى نسخة ” المفضل بن عمر ” ولعله الظاهر. (*)
[ 284 ]
من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقر للامام بامامته (1) كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا ” تالله لقد آثرك الله علينا ” (2) 301 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله في عيسى عليه السلام ” وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيمة يكون عليهم شهيدا ” فقال: ايمان أهل الكتاب انما هو بمحمد صلى الله عليه واله (3) 302 – عن المشرقي عن غير واحد في قوله: ” وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ” يعنى بذلك محمد صلى الله عليه واله وسلم انه لا يموت يهودى ولا نصراني أحد (ابدا خ ل) حتى يعرف انه رسول الله وانه قد كان به كافرا. (4) 303 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيمة يكون عليهم شهيدا ” قال: ليس من احد من جميع الاديان يموت الا رأى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام حقا من الاولين و الآخرين. (5) 304 – عن عبد الله بن أبى يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من زرع حنطة في أرض فلم يزك زرعه أو خرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الارض، أو بظلم لمزارعيه وأكرته (6) لان الله يقول: ” فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم ” يعنى لحوم الابل والبقر والغنم، وقال: ان اسرائيل كان إذا أكل من لحم البقر هيج عليه وجع الخاصرة، فحرم على نفسه لحم الابل، وذلك من قبل أن
(1) قال الفيض [ ره ] يعنى ان ولد فاطمة هم المعنيون باهل الكتاب هنا وذلك لقوله سبحانه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فانهم المرادون بالمصطفين هناك. (2) البحار ج 4: 55. البرهان ج 1: 426. الصافى ج 1: 411. (3) البحار ج 4: 55. وج 3: 143. البرهان ج 1: 426. (4 – 5) البحار ج 3: 143. البرهان ج 1: 426. (6) اكرة جمع الاكار: الحراث. (*)
[ 285 ]
ينزل التورية، فلما انزلت التورية لم يحرمه ولم يأكله. (1) 305 – عن زرارة وحمران عن أبى جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام قال: ” انى اوحيت اليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده، فجمع له كل وحى. (2) 306 – عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان ما بين آدم وبين نوح من الانبياء مستخفين ومستعلنين ولذلك خفى ذكرهم في القرآن، فلم يسموا كما سمى من استعلن من الانبياء، وهو قول الله ” ورسلا لم نقصصهم عليك ” يعنى اسم المستخفين كما سميت المستعلنين من الانبياء. (3) 307 – عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ” لكن الله يشهد بما انزل اليك في على انزله بعلمه والملئكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ” قال: وسمعته يقول: نزل جبرئيل بهذه الاية هكذا ” ان الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا ” إلى قوله ” يسيرا ” ثم قال: ” يا أيها الناس قد جائكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية على فآمنوا خيرا لكم وان تكفروا بولايته فان لله ما في السموات وما في الارض وكان الله عليما حكيما “. (4) 308 – عن عبد الله بن سليمان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قوله ” قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا ” قال: البرهان محمد عليه وآله السلام والنور على عليه السلام قال: قلت له ” صراطا مستقيما ” قال: الصراط المستقيم على عليه السلام (5) 309 – عن بكير بن أعين قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام فدخل عليه رجل فقال ما تقول في اختين وزوج ؟ قال: فقال أبو جعفر: للزوج النصف وللاختين ما بقى، قال: فقال الرجل: ليس هكذا يقول الناس، قال: فما يقولون ؟ قال: يقولون: للاختين الثلثان وللزوج النصف ويقسمون على سبعة، قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: ولم قالوا
(1) البحار ج 14: 774. الصافى ج 1: 412. وقد مضى ذيله قبل في سورة آل عمران بشرحه تحت رقم 86 فراجع. (2 – 3) الصافى ج 1: 413. البرهان ج 1: 427. (4 – 5) البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 428. الصافى ج 1: 416. (*)
[ 286 ]
ذلك ؟ قال: لان الله سمى للاختين الثلثين وللزوج النصف قال: فما يقولون لو كان مكان الاختين أخ ؟ قال: يقولون للزوج النصف وما بقى فللاخ، فقال له: فيعطون من أمر الله بالكل النصف، ومن امر الله بالثلثين أربعة من سبعة، قال: واين سمى الله له ذلك ؟ قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: اقرأ الاية التى في آخر السورة ” يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد ” قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: انما كان ينبغى لهم ان يجعلون لهذا المال للزوج النصف ثم يقسمون على تسعة قال: فقال الرجل: هكذا يقولون، قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: فهكذا يقولون ثم أقبل على فقال: يا بكير نظرت في الفرايض ؟ قال: قلت وما أصنع بشئ هو عندي باطل، قال: فقال: انظر فيها فانه إذا جاءت تلك كان أقوى لك عليها. (1) 310 – عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الكلالة قال: ما لم يكن له والد ولا ولد. (2) 311 -. عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: إذا ترك الرجل امه واباه وابنته أو ابنه فإذا ترك هو واحدا من هؤلاء الاربعة فليس هو من الذى عنى الله في قوله: ” قل الله يفتيكم في الكلالة ” ليس يرث مع الام ولا مع الاب ولا مع الابن ولا مع الابنة الا زوج أو زوجة فان الزوج لا ينقص من النصف شيئا إذا لم يكن معه ولد ولا ينقص الزوجة من الربع شيئا إذا لم يكن معها ولد (3). 312 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت ” انما عنى الله الاخت من الاب والام أو اخت لاب فلها النصف مما ترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد وان كانوا اخوة رجالا ونساءا فللذكر مثل حظ الانثيين فهم الذين يزادون وينقصون وكذلك اولادهم يزادون وينقصون (4)
(1 – 4) البحار ج 21: 29. البرهان ج 1: 429. (*)
[ 287 ]
313 – عن زرارة قال: سأخبرك ولا ازوى لك شيئا (1) والذى اقول لك هو والله الحق المبين قال: فإذا ترك امه أو اباه أو ابنه أو ابنته فإذا ترك واحدا من هذه الاربعة فليس الذى عنى الله في كتابه ” يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ” ولا يرث مع الاب ولا مع الام ولا مع الابن ولا مع الابنة احد من الخلق غير الزوج والزوجة وهو يرثها ان لم يكن لها ولد يعنى جميع مالها (2) 314 – عن بكير قال: دخل رجل على أبى جعفر عليه السلام فسأله عن امرأة تركت زوجها واخوتها لامها وأختا لاب قال: للزوج النصف ثلثة أسهم وللاخوة من الام الثلث سهمان وللاخت للاب سهم فقال له الرجل: فان فرايض زيد وابن مسعود وفرايض العامة والقضاة على غير ذا يابا جعفر يقولون: للاخت للاب والام ثلثة اسهم نصيب من ستة تعول إلى ثمانية ؟ فقال أبو جعفر: ولم قالوا ذلك ؟ قال: لان الله قال: ” وله اخت فلها نصف ما ترك ” فقال أبو جعفر: فما لكم نقصتم الاخ ان كنتم تحتجون بامر الله فان الله سمى لها النصف، فان الله سمى للاخ الكل فالكل أكثر من النصف، فانه قال: ” فلها النصف ” وقال للاخ: ” وهو يرثها ” يعنى جميع المال ان لم يكن لها ولد فلا تعطون الذى جعل الله له الجميع في بعض فرايضكم شيئا وتعطون الذى جعل الله له النصف تاما (3).
(1) زوى الشئ: منعه. (2 – 3) البحار ج 210: 29. البرهان ج 1: 430. ونقله المحدث الحر العاملي في الوسائل ج 3 ابواب ميراث الاخوة والاجداد باب 10 مختصرا عن هذا الكتاب ايضا. (*)
[ 288 ]
بسم الله الرحمن الرحيم من سورة المائدة 1 – عن زرارة عن ابن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال على بن أبيطالب صلوات الله عليه نزلت المائدة قبل أن يقبض النبي صلى الله عليه واله بشهرين أو ثلثة. وفى رواية اخرى عن زرارة عن أبى جعفر مثله (1) 2 – عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال: كان القرآن ينسخ بعضه بعضا وانما كان يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه واله بآخره فكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة فنسخت ما قبلها ولم ينسخها شئ لقد نزلت عليه وهو على بغلة الشهباء وثقل عليه الوحى حتي وقفت وتدلى بطنها (2) حتى رأيت سرتها تكاد تمس الارض وأغمى على رسول الله صلى الله عليه واله حتى وضع يده على ذؤابة (3) شيبة بن وهب الجمحى، ثم رفع ذلك عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقرأ علينا سورة المائدة فعمل رسول الله صلى الله عليه واله وعملنا (4). 3 – عن ابى الجارود عن محمد بن على عليه السلام قال: من قرأ سورة المائدة في كل يوم
(1) البحار ج 19: 69. البرهان ج 1: 430. (2) أي استرسل وتمايل إلى السفل. (3) الذؤابة: الناصبة وهى شعر في مقدم الرأس. وفى نسخة مجمع البيان ” رأس ” مكان ” ذؤابة “. (4) البحار ج 19: 69. البرهان ج 1: 430. الصافى ج 1: 503 مجمع البيان ج 3: 150. (*)
[ 289 ]
خميس لم يلبس ايمانه بظلم ولم يشرك ابدا. (1) 4 – [ عن سماعة ] عن اسمعيل بن أبى زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام عن على عليه السلام قال: ليس في القرآن ” يا ايها الذين آمنوا ” الا وهى في التورية يا أيها – المساكين. (2) 5 – عن النضر بن سويد عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ” ؟ قال: العهود. (3) عن ابن سنان مثله. 6 – عن عكرمة انه قال: ما انزل الله جل ذكره ” يا ايها الذين آمنوا ” الا ورأسها على بن أبيطالب عليه السلام. (4) 7 – عن عكرمة عن ابن عباس قال: ما نزلت آية ” يا ايها الذين آمنوا ” الا وعلى شريفها وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد عليه وآله السلام في غير مكان وما ذكر عليا عليه السلام الا بخير (5) 8 – جعفر بن أحمد عن العمركى بن على عن على بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى عليه السلام عن على بن الحسين قال: ليس في القرآن ” يا أيها الذين آمنوا ” الا وهى في التورية يا أيها المساكين (6) 9 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: في قول الله: ” احلت لكم بهيمة الانعام ” قال: هو الذى في البطن تذبح امه فيكون في بطنها. (7) 10 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” احلت لكم بهيمة الانعام ” قال:
(1 – 4) البرهان ج 1: 431. (5) البرهان ج 1: 431. البحار ج 9: 101. (6) البرهان ج 1: 431. (7) البرهان ج 1: 431. البحار ج 14: 817. الوسائل ج 3 ابواب الذبائح باب 17. (*)
[ 290 ]
هي الاجنة (1) التى في بطون الانعام، وقد كان امير المؤمنين عليه السلام يأمر ببيع الاجنة. (2) 11 – عن احمد بن محمد بن ابى نصر قال: روى بعض أصحابنا عن أبى عبد الله في قول الله ” احلت لكم بهيمة الانعام ” قال: الجنين في بطن امه إذا أشعر وأوبر فذكاة امه ذكاته. (3) 12 – عن وهب بن وهب عن جعفر بن محمد عن أبيه ان عليا عليه السلام سئل عن أكل لحم الفيل والدب والقرد، فقال: ليس هذا من بهيمة الانعام التى تؤكل. (4) 13 – عن المفضل قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله: ” احلت لكم بهيمة الانعام ” قال البهيمة هيهنا الولى والانعام المؤمنون. (5) 14 – عن موسى بن بكير عن بعض رجاله ان زيد بن على دخل على أبي جعفر عليه السلام ومعه كتب من اهل الكوفة يدعون فيها إلى أنفسهم ويخبرونه باجتماعهم و يأمرونه بالخروج إليهم، فقال أبو جعفر عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى أحل حلالا و حرم حراما وضرب أمثالا وسن سننا ولم يجعل الامام العالم بأمره في شبهة مما فرض الله من الطاعة ان يسبقه بأمر قبل محله أو يجاهد قبل حلوله، وقد قال الله في الصيد: ” ولا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ” فقتل الصيد أعظم ام قتل النفس الحرام، وجعل لكل محلا وقال ” إذا حللتم فاصطادوا ” وقال: ” ولا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ” فجعل الشهور عدة معلومة وجعل منها أربعة حرما، وقال: ” فسيحوا في الارض اربعة اشهر واعلموا انكم غير معجزى الله ” (6)
(1) جمع الجنين. (2 – 3) البرهان ج 1: 431. البحار ج 14: 817. الوسائل ج 3 ابواب الذبائح باب 17 (4) البرهان ج 1: 432. البحار ج 14: 773. (5 – 6) البرهان ج 1: 432 (*)
[ 291 ]
15 – عن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك لم حرم الله الميتة والدم ولحم الخنزير ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك عباده، واحل لهم ما سواه من رغبة منه تبارك وتعالى فيما حرم عليهم ولا زهد فيما احل لهم لكنه خلق الخلق وعلم ما يقوم به أبدانهم وما يصلحهم فأحله وأباحه تفضلا منه عليهم لمصلحتهم، وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه حرمه عليهم ثم أباحه للمضطر، واحله لهم في الوقت الذى لا يقوم بدنه الا به، فأمره ان ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك، ثم قال: اما الميتة فانه لا يدنو منها أحد ولا يأكلها الا ضعف بدنه ونحل جسمه ووهنت قوته وانقطع نسله، ولا يموت آكل الميتة الا فجأة، واما الدم فانه يورث الكلب (1) والقسوة للقلب وقلة الرأفة و الرحمة لا يؤمن ان يقتل ولده ووالديه ولا يؤمن على حميم (2) ولا يؤمن على من صحبه، واما لحم الخنزير فان الله مسخ قوما في صورة شئ شبه الخنزير والقرد والدب وما كان من الامساخ، ثم نهى عن أكل مثله لكى لا ينفع بها ولا يستخف بعقوبته، واما الخمر فانه حرمها لفعلها وفسادها وقال: ان مدمن الخمر كعابد وثن، ويورثه ارتعاشا ويذهب بنوره ويهرم مروته، ويحمله علي أن يكسب على المحارم من سفك الدماء وركوب الزنا، ولا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك والخمر لم يرد شاربها الا إلى كل شر (3) 16 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: كل شئ من الحيوان غير الخنزير والنطيحة والموقوذة والمتردية (4) وما اكل السبع وهو قول الله ” الا ما ذكيتم “
(1) الكلب – بفتحتين – شدة الحرص. (2) الحميم: القريب في النسب. (3) البحار ج 14: 771. البرهان ج 1: 434. الوسائل ج 3 ابواب الاطعمة المحرمة باب 1. (4) سيأتي معنى النطيحة والموقوذة والمتردية في رواية عيوق وقال في الصافى اما المنخنقة فان المجوس كانوا لا يأكلون الذبائح وياكلون الميتة وكانوا يخنقون بالبقر والغنم فإذا انخنقت وماتت اكلوها. والموقوذة: كانوا يشدون ارجلها ويضربونها حتى * (*)
[ 292 ]
فان أدركت شيئا منها وعين تطرف أو قائمة تركض أو ذنب يمصع (1) فذبحت فقد أدركت ذكاته فكله، قال وان ذبحت ذبيحة فأجدت الذبح فوقعت في النار أو في الماء أو من فوق بيت أو من فوق جبل، إذا كانت قد أجدت الذبح فكل (2) 17 – عن الحسن بن على الوشاء عن أبى الحسن الرضا قال: سمعته يقول المتردية والنطيحة وما اكل السبع إذا ادركت ذكاته فكله (3) 18 – عن عيوق بن قسوط عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” المنخنقة ” قال: التى تنختنق في رباطها (4) والموقوذة المريضة التى لا تجد الم الذبح ولا يضطرب ولا يخرج لها دم، والمتردية التى تردى من فوق بيت أو نحوه، والنطيحة التى تنطح صاحبها. (5) 19 – عن عمرو بن شمر عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام في هذه الاية ” اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني ” يوم يقوم القائم عليه السلام يئس بنو أمية فهم الذين كفروا يئسوا من آل محمد عليهم السلام. (6) 20 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: آخر فريضة أنزلها الله الولاية ” اليوم
– * تموت فان ماتت اكلوها والمتردية كانوا يشدون اعينها ويلقونها من السطح فإذا ماتت اكلوها. والنطيحة كانوا يناطحون بالكباش فإذا مات احدها اكلوه وما اكل السبع الا ما ذكيتم فكانوا يأكلون ما ياكله الذئب والاسد. (1) طرفت عينه: تحركت بالنظر. وركض ركضا: حرك رجليه وقائمة الدابة: رجلها أو يدها. ومصعت الدابة بذنبها: حركته. (2 – 3) الوسائل ج 3 ابواب الاطعمة المحرمة باب 57. البحار ج 14: 808. البرهان ج 1: 334. الصافى ج 1: 420. (4) الرباط: المكان الذى يربط فيه الخيل. (5) البحار ج 14: 807. البرهان ج 1: 444. (6) البرهان ج 1: 444. (*)
[ 293 ]
اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ” فلم ينزل من الفرايض شئ بعدها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه واله. (1) 21 – عن جعفر بن محمد الخزاعى عن أبيه قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: لما نزل رسول الله صلى الله عليه واله عرفات يوم الجمعة أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا محمد ان الله يقرؤك السلام ويقول لك: قل لامتك ” اليوم اكملت لكم دينكم بولاية على بن أبيطالب واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ” ولست انزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلوة والزكوة والصوم والحج وهى الخامسة ولست أقبل هذه الاربعة الا بها. (2) 22 – عن ابن اذينه قال: سمعت زرارة عن أبى جعفر عليه السلام ان الفريضة كانت تنزل ثم تنزل الفريضة الاخرى فكانت الولاية آخر الفرايض فأنزل الله ” اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ” فقال أبو جعفر: يقول الله: لا انزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة. (3) 23 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: تمام النعمة دخول الجنة. (4) 24 – عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل عن كلب المجوس يكلبه المسلم ويسمى ويرسله قال: نعم انه مكلب إذا ذكر اسم الله عليه فلا بأس. (5)
(1 – 2) البرهان ج 1: 444. البحار ج 9: 306. (3) البرهان ج 1: 444. البحار ج 9: 306. الصافى ج 1: 421 وقال الفيض [ ره ]: وانما اكملت الفرائض بالولاية لان النبي صلى الله عليه وآله أنهى جميع ما استودعه الله من العلم إلى على صلوات الله عليه ثم إلى ذريته الاوصياء واحدا بعد واحد فلما اقامهم مقامه وتمكن الناس من الرجوع إليهم في حلالهم وحرامهم واستمر ذلك بقيام واحد به بعد واحد كمل الدين وتمت النعمة والحمد لله وقد ورد هذا المعنى بعينه عنهم عليهم السلام. (4) البحار ج 9: 306. البرهان ج 1: 444. (5) البحار ج 14: 796. البرهان ج 1: 447. الوسائل ج 3 ابواب الصيد باب 15. (*)
[ 294 ]
25 – عن أبى بكر الحضرمي قال: سالت أبا عبد الله عليه السلام عن صيد البزاة والصقور والفهود (1) والكلاب فقال: لا تأكل من صيد شئ منها الا ما ذكيت الا الكلاب، قلت: فانه قتله ؟ قال: كل فان الله يقول: وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه “. (2) 26 – عن أبى عبيدة عن أبى عبد الله عليه السلام عن الرجل سرح الكلب المعلم ويسمى إذا سرحه (3) قال: يأكل مما امسك عليه وان أدركه وقتله، وان وجد معه كلب غير معلم فلا يأكل منه، قلت: فالصقر والعقاب والبازى ؟ قال: ان ادركت ذكاته فكل منه وان لم تدرك ذكوته فلا تأكل منه، قلت: فالفهد ليس بمنزلة الكلب ؟ قال: فقال لا ليس شئ مكلب الا الكلب. (4) 27 – عن اسمعيل بن أبى زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على عليه السلام قال: الفهد من الجوارح والكلاب الكردية (الكروبة خ) إذا علمت فهى بمنزلة السلوقية. (5) 28 – عن سماعة بن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان أبى يفتى وكنا نفتى و نحن نخاف في (من خ ل) صيد البازى والصقور، فاما الان فانا لا نخاف ولا يحل صيدهما الا ان تدرك ذكاته، وانه لفي كتاب على عليه السلام أن الله قال: ” ما علمتم من الجوارح مكلبين ” فهى الكلاب. (6)
(1) البزاة جمع البازى وهو طائر من انواع الصقور معروف. والفهود جمع الفهد: نوع من السباع بين الكلب والنمر قوائمه اطول من قوائم النمر وهو منقط بنقط سود لا يتكون منها حلق كالنمر يوصف بكثرة النوم ويقال له بالفارسية ” بوز “. (2) البحار ج 14: 800. البرهان ج 1: 448. (3) أي يذكر اسم الله على ما هو الواجب في الذبح. وسرحه: أي ارسله. (4) البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800. (5 – 6) البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 796. (*)
[ 295 ]
29 – عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما خلا الكلاب عما يصيد الفهود والصقور وأشباه ذلك فلا تآكلن من صيده الا ما أدركت ذكاته، لان الله قال: ” مكلبين ” فما خلا الكلاب فليس صيده بالذى يؤكل الا أن يدرك ذكاته. (1) 30 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام ان في كتاب على عليه السلام قال الله ” الا ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم ” فهى الكلاب. (2) 31 – عن جميل عن أبى عبد الله عليه السلام سئل عن الصيد يأخذه الكلب فيتركه الرجل حتى يموت ؟ قال: نعم كل ان الله يقول: ” فكلوا مما امسكن عليكم ” (3) 32 – عن أبى جميلة عن ابن حنظلة عنه في الصيد يأخذه الكلب فيدركه الرجل فيأخذه ثم يموت في يده أيأكل منه ؟ قال: نعم ان الله يقول: ” كلوا مما أمسكن عليكم “. (4) 33 – عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه ” قال لا بأس بأكل ما أمسك الكلب مما لم يأكل الكلب منه، فإذا أكل الكلب منه قبل أن تدركه فلا تأكله. (5) 34 – عن رفاعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الفهد مما قال الله ” مكلبين “. (6) 35 – عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كل ما امسك عليه الكلاب وان بقى ثلثة (ثلثه خ ل). (7) 36 – عن قتيبة الاعشى قال: سأل الحسن بن المنذر أبا عبد الله عليه السلام ان الرجل
(1 – 3) البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800. الوسائل ج 3 ابواب الصيد باب 9 وباب 5 (4 – 5) البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800. (6 – 7) الوسائل ج 3 ابواب الصيد باب 6 وباب 2. البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800. (*)
[ 296 ]
يبعث في غنمه رجلا أمينا يكون فيها نصرانيا أو يهوديا فتقع العارضة فيذبحها و يبيعها ؟ فقال أبو عبد الله: لا تأكلها ولا تدخلها في مالك، فانما هو الاسم ولا يؤمن عليه الا المسلم، فقال رجل لابي عبد الله عليه السلام وأنا أسمع: فاين قول الله: ” وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم ” فقال أبو عبد الله: كان أبى يقول: انما ذلك الحبوب واشباهه. (1) 37 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ” وطعامهم حل لكم ” قال: العدس والحبوب واشباه ذلك يعنى أهل الكتاب. (2) 38 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ” والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ” قال نسختها ” ولا تمسكوا بعصم الكوافر “. (3) 39 – عن أبى جميلة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: في ” المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ” قال: هن العفايف. (4) 40 – عن عبد صالح قال: سألناه عن قوله: ” والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ” ما هن وما معنى احصانهن ؟ قال: هن العفايف من نسائهم. (5) 41 – عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل ” ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ” قال: ترك العمل الذى أقر به من ذلك أن يترك الصلوة من غير سقم ولا شغل، قال: قلت له: الكبائر أعظم الذنوب ؟ قال: فقال: نعم، قلت هي أعظم من ترك الصلوة ؟ قال: إذا ترك الصلوة تركا ليس من أمره كان داخلا في واحدة من السبعة. (6)
(1) البحار ج 14: 816. البرهان ج 1: 449. (2) البحار ج 14: 816. البرهان ج 1: 449. الوسائل ج 3 ابواب الاطعمة المحرمة باب 51 (3 – 5) البحار ج 21: 91. البرهان ج 1: 449. الصافى ج 1: 424. (6) البرهان ج 1: 450 والمراد بالسبعة هي الكبائر التى عدها في جملة من الاخبار بانها سبعة وقد مضى جملة منها مما رواه المؤلف (ره) في سورة النساء في قوله تعالى ” ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه اه ” تحت رقم 105 – 114 فراجع. (*)
[ 297 ]
42 – عن أبان بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ادنى ما يخرج به الرجل من الاسلام ان يرى الرأى بخلاف الحق فيقيم عليه، قال: ” ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ” وقال: الذى يكفر بالايمان الذى لا يعمل بما امر الله به ولا يرضى به. (1) 43 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما في قول الله: ” ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ” قال: هو ترك العمل حتى يدعه أجمع قال: منه الذى يدع الصلوة متعمدا لا من شغل ولا من سكر يعنى النوم. (1) 44 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الاية ” ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ” يعنى بولاية على عليه السلام وهو في الاخرة من الخاسرين. (3) 45 – عن هارون بن خارجة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ” قال: فقال: من ذلك ما اشتق فيه زرارة وابو حنيفة (4) 46 – عن ابى بكر بن حزم قال: توضأ رجل فمسح على خفيه، فدخل المسجد فصلى فجاء على عليه السلام فوطئ على رقبته فقال: ويلك تصلى على غير وضوء ؟ فقال ؟ أمرنى عمر بن الخطاب، قال: فأخذ بيده فانتهى به إليه، فقال: انظر ما يروى هذا عليك ؟ – ورفع صوته – فقال: نعم أنا أمرته ان رسول الله صلى الله عليه واله مسح، قال: قبل المائدة أو بعدها ؟ قال: لا أدرى، قال: فلم تفتى وأنت لا تدرى ؟ سبق الكتاب الخفين. (5) 47 – عن الميسر بن ثوبان قال: سمعت عليا (ع) يقول سبق الكتاب الخفين والخمار. (6) 48 – عن بكير بن اعين قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قوله: ” يا ايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلوة ” ما معنى إذا قمتم ؟ قال: إذا قمتم من النوم، قلت: وينقض النوم
(1 – 3) البرهان ج 1: 450. الصافى ج 1: 424. (4) البرهان ج 1: 450. (5 – 6) البرهان ج 1: 452. البحار ج 18: 65. (*)
[ 298 ]
الوضوء ؟ قال: نعم إذا كان نوم يغلب على السمع فلا يسمع الصوت. (1) 49 – عن بكير بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” يا ايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوههكم وأيديكم إلى المرافق ” قال: قلت ما عنى بها ؟ قال: من النوم. (2) 50 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” يا ايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق فامسحوا برؤسكم وارجلكم ” قال: ليس له أن يدع شيئا من وجهه الا غسله، وليس له ان يدع شيئا من يديه إلى المرفقين الا غسله، ثم قالا: امسحوا برؤسكم وارجلكم إلى الكعبين، فإذا مسح بشئ من رأسه أو بشئ من قدميه ما بين كعبيه إلى أطراف أصابعه فقد أجزأه، قال: فقلت: اصلحك الله أين الكعبين ؟ قال: هيهنا يعنى المفصل دون عظم الساق. (3) 51 – عن زرارة وبكير بن أعين قالا سألنا أبا جعفر عن وضوء رسول الله صلى الله عليه واله فدعا بطشت أو تور (4) فيه ماء فغمس كفه اليمنى فغرف بها غرفة فصبها على جبهته، فغسل وجهه بها، ثم غمس كفه اليسرى فأفرغ على يده اليمنى فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكف لا يردها إلى المرفق، ثم غمس كفه اليمنى فافرغ بها على ذراعه الايسر من المرفق وصنع بها كما صنع باليمنى، ومسح رأسه بفضل كفيه وقدميه لم يحدث لها ماءا جديدا، ثم قال: ولا يدخل أصابعه تحت الشراك (5) قال: ثم قال ان الله يقول: ” يا ايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم وايديكم إلى المرافق ” فليس له أن يدع شيئا من وجهه الا غسله وأمر بغسل اليدين إلى المرفقين، فليس ينبغى له ان يدع من يديه إلى المرفقين شيئا الا غسله، لان الله يقول: ” اغسلوا وجوهكم وايديكم إلى المرافق ” ثم قال: ” وامسحوا برؤسكم وارجلكم إلى
(1 – 2) البرهان ج 1: 452. البحار ج 18: 53. (3) البحار ج 18: 65. البرهان ج 1: 452. (4) التور: اناء صغير. والترديد من الراوى (5) الشراك: سير النعل على ظهر القدم (*)
[ 299 ]
الكعبين ” فإذا مسح بشئ من رأسه أو بشئ من قدميه ما بين أطراف الكعبين إلى أطراف الاصابع فقد أجزأه قالا قلنا: أصلحك الله أين الكعبان ؟ قال: هيهنا يعنى المفصل دون عظم الساق، فقلنا: هذا ما هو ؟ قال: من عظم الساق والكعب أسفل من ذلك، فقلنا: أصلحك الله فالغرفة الواحدة تجزى الوجه وغرفة للذراع ؟ قال: نعم إذا بالغت فيهما والثنتان تأتيان على ذلك كله. (1) 52 – عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أخبرني عن حد الوجه الذى ينبغى له أن يوضأ، الذى قال الله ؟ فقال: الوجه الذى أمر الله بغسله الذى لا ينبغى لاحد أن يزيد عليه ولا ينقص منه ان زاد عليه لم يوجر وان نقص منه أثم: ما دارت السبابة والوسطى والابهام من قصاص الشعر إلى الذقن، وما جرت عليه الاصبعان من الوجه مستديرا [ فهو من الوجه ]، وما سوى ذلك فليس من الوجه، قلت: الصدغ (2) ليس من الوجه ؟ قال: لا. قال زرارة: فقلت لابي جعفر عليه السلام: ألا تخبرني من أين علمت وقلت: ان المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين ؟ فضحك فقال: يا زرارة قال رسول الله صلى الله عليه واله وقد نزل به الكتاب من الله لان الله قال: ” اغسلوا وجوهكم ” فعرفنا ان الوجه كله ينبغى له أن يغسل، ثم قال: ” وايديكم إلى المرافق ” فوصل اليدين إلى المرفقين بالوجه فعرفنا انهما ينبغى ان يغسلان إلى المرفقين، ثم فصل بين الكلام فقال ” وامسحوا برؤسكم ” فعلمنا حين قال: برؤسكم ان المسح ببعض الرأس لمكان الباء، ثم وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه، فقال: ” وأرجلكم إلى الكعبين ” فعرفنا حين وصلهما بالرأس ان المسح على بعضهما ثم فسر ذلك رسول الله للناس فضيعوه، ثم قال: ” فان لم تجدوا ماءا فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم ” ثم وصل بها ” و ايديكم ” فلما وضع الوضوء عمن لم يجد الماء أثبت بعض الغسل مسحا لانه قال ” بوجوهكم ” ثم قال: ” منه ” أي من ذلك التيمم لانه علم ان ذلك أجمع لا يجرى
(1) البحار ج 18: 65. البرهان ج 1: 452. الصافى ج 1: 427. (2) الصدغ – بضم الصاد -: ما بين العين والاذن. (*)
[ 300 ]
على الوجه، لانه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف ولا يعلق ببعضها (1) 53 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت كيف يمسح الرأس ؟ قال: ان الله يقول: ” فامسحوا برؤسكم ” فما مسحت من رأسك فهو كذا ولو قال: امسحوا رؤسكم فكان عليك المسح كله. (2) 54 – عن صفوان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله ” فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وارجلكم إلى الكعبين ” فقال: قد سأل رجل أبا الحسن عن ذلك ؟ فقال: سيكفيك أو كفتك سورة المائدة يعنى المسح على الرأس والرجلين، قلت: فانه قال: ” اغسلوا أيديكم إلى المرافق ” فكيف الغسل ؟ قال: هكذا ان يأخذ الماء بيده اليمنى فيصبه في اليسرى ثم يفيضه على المرفق، ثم يمسح إلى الكف قلت له: مرة واحدة ؟ فقال: كان يفعل ذلك مرتين، قلت: يرد الشعر ؟ قال: إذا كان عنده آخر فعل والا فلا. (3) 55 – عن ميسر عن ابى جعفر عليه السلام قال: الوضوء واحدة وقال: وصف الكعب في ظهر القدم. (4) 56 – عن عبد الله بن سليمان عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال ألا أحكى لكم وضوء رسول الله صلى الله عليه واله قلنا: بلى فأخذ كفا من ماء فصبه على وجهه ثم أخذ كفا آخر [ من الماء فصبه على وجهه ثم اخذ كفا آخر ] فصبه على ذراعه الايمن ثم أخذ كفا آخر فصبه على ذراعه الايسر، ثم مسح رأسه وقدميه، ثم وضع يده على ظهر القدم، ثم قال: ان هذا هو الكف واشار بيده إلى العرقوب (5) وليس بالكعب. (6) 57 – وفى رواية اخرى عنه قال إلى العرقوب، فقال: ان هذا هو الظنبوب
(1) البحار ج 18: 66 و 70. البرهان ج 1: 452. الصافى ج 1: 427. (2 – 4) البرهان ج 1: 453. البحار ج 18: 68. (5) العرقوب: عصب غليظ فوق العقب. (6) البحار ج 18: 68. البرهان ج 1: 453. (*)
[ 301 ]
(الانبوب خ ل) وليس بالكعب. 58 – عن على بن أبى حمزة قال: سألت أبا ابراهيم عليه السلام عن قول الله: ” يا ايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلوة ” إلى قوله ” إلى الكعبين ” فقال: صدق الله قلت: جعلت فداك كيف يتوضأ ؟ قال: مرتين مرتين، قلت: يمسح ؟ قال: مرة مرة، قلت: من الماء مرة ؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك فالقدمين ؟ قال: اغسلهما غسلا. (1) 59 – عن محمد بن احمد الخراساني رفع الحديث قال: أتى امير المؤمنين عليه السلام رجل فسأله عن المسح على الخفين فأطرق في الارض مليا (2) ثم رفع رأسه فقال: يا هذا ان الله تبارك وتعالى أمر عباده بالطهارة وقسمها على الجوارح، فجعل للوجه منه نصيبا وجعل لليدين منه نصيبا وجعل للرأس منه نصيبا، وجعل للرجلين منه نصيبا، فان كانتا خفاك من هذه الاجزاء فامسح عليهما. (3) 60 – عن غالب بن الهذيل قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” وامسحوا برؤسكم وأرجلكم الي الكعبين ” على الحفض هي ام علي الرفع ؟ فقال: بل هي على الخفض (4) 61 – عن عبد الله بن خليفة أي العريف (أبى العريف ظ) المكرانى الهمداني قال: قام ابن الكوا إلى على عليه السلام فسئله عن المسح على الخفين ؟ فقال: بعد كتاب الله تسئلنى ؟ قال الله: ” يا ايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا ” إلى قوله ” الكعبين ” ثم قام إليه ثانية فسأله، فقال له مثل ذلك ثلث مرات كل ذلك يتلو عليه هذه الاية (5) 62 – عن الحسن بن زيد عن جعفر بن محمد ان عليا عليه السلام خالف القوم في المسح
(1) البحار ج 18: 68. البرهان ج: 453. (2) أي ارخى عينيه ينظر إلى الارض. (3) البحار ج 18: 67. البرهان ج 1: 453. (4 – 5) البرهان ج 1: 454. (*)
[ 302 ]
على الخفين على عهد عمر بن الخطاب قالوا رأينا النبي صلى الله عليه واله وسلم يمسح على الخفين، قال: فقال على عليه السلام: قبل نزول المائدة أو بعدها ؟ فقالوا: لا ندرى قال: ولكن أدرى ان النبي صلى الله عليه واله ترك المسح على الخفين حين نزلت المائدة ولان أمسح على ظهر حمار أحب إلى ان امسح على الخفين وتلا هذه الاية ” يا ايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم وايديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين ” (1) 63 – عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن التيمم ؟ فقال: ان عمار بن ياسر أتى النبي صلى الله عليه واله فقال أجنبت وليس معى ماء ؟ فقال: كيف صنعت يا عمار ؟ قال نزعت ثيابي ثم تمعكت على الصعيد (2) ؟ فقال: هكذا يصنع الحمار انما قال الله: ” فامسحوا وجوهكم وأيديكم منه ” ثم وضع يديه جميعا على الصعيد ثم مسحها ثم مسح من بين عينيه إلى اسفل حاجبيه ثم دلك احدى يديه بالاخرى على ظهر الكف بدأ باليمنى 64 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: فرض الله الغسل على الوجه والذراعين والمسح على الرأس والقدمين فلما جاء حال السفر والمرض والضرورة وضع الله الغسل وأثبت الغسل مسحا فقال: ” وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء ” إلى ” وايديكم منه “. (3) 65 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج ” والحرج الضيق (4) 66 – عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام انى عثرت فانقطع ظفري، فجعلت على اصبعي مرارة (5) كيف اصنع بالوضوء للصلوة قال: فقال عليه السلام: تعرف هذا واشباهه في كتاب الله تبارك وتعالى ” ما جعل الله عليكم
(1 – 4) البرهان ج 1: 454. (2) مضى الحديث مع تفسير لغاته في سورة النساء رقم 144 باختلاف يسير فراجع (5) قال في النهاية المرارة هي التى في جوف الشاة وغيرها يكون فيها ماء اخضر مر، قيل هي لكل حيوان الا الجمل – ثم قال – ومنه حديث ابن عمر انه جرح ابهامه فالقمها مرارة وكان يتوضأ عليها. (*)
[ 303 ]
في الدين من حرج ” (1) 67 – عن أبى بصير عن أحدهما ان رأس المهدى (2) يهدى إلى موسى بن عيسي على طبق قلت فقد مات هذا وهذا ؟ قال: فقد قال الله ” ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم فلم يدخلوها ودخلها الابناء أو قال: ابناء الابناء فكان ذلك دخولهم فقلت: لو ترى ان الذى قال في المهدى وفى ابن عيسى (3) يكون مثل هذا ؟ فقال: يكون في اولادهم، فقلت: ما تنكر أن يكون ما قال في ابن الحسن (4) يكون في ولده ؟ قال نعم: ليس ذلك مثل ذا (5) 68 – عن حريز عن بعض أصحابه عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: والذى نفسي بيده لتركبن سنن من قبلكم حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة (6) حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بنى اسرائيل، ثم قال أبو جعفر عليه السلام قال: موسى لقومه ” يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم ” فردوا عليه وكانوا ستمائة الف ” فقالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الذين يخافون الله أنعم الله عليهما ” احدهما يوشع بن نون والاخر كالب بن يافنا، قال: وهما ابنا عمه، فقالا: ” ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه ” إلى قوله ” انا هيهنا قاعدون ” قال: فعصى أربعون ألف وسلم هارون (7) وابناه ويوشع بن نون وكالب بن يافنا (يوفتا خ ل) فسماهم الله فاسقين فقال: لا تأس على القوم
(1) البرهان ج 1: 454. (2) المراد من المهدى هو المهدى العباسي. (3) هذا هو الصحيح الموافق لنسخة البحار لكن في الاصل ونسختي البرهان واثبات الهداة ” عيسى ” بحذف ” ابن “. (4) يعنى القائم (ع). (5) البحار ج 5: 256 و 13: 179. اثبات الهداة ج 7: 97. البرهان ج 1: 456. (6) القذة: ريش السهم. يعنى كما تقدر كل واحدة منهن على صاحبتها وتقطع قال بن الاثير: يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان. (7) قال المجلسي ” ره ” أي التسليم الكامل (*)
[ 304 ]
الفاسقين فتاهوا اربعين (1) سنة لانهم عصوا فكان حذو النعل بالنعل، ان رسول الله صلى الله عليه واله لما قبض لم يكن على أمر الله الا على والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر فمكثوا أربعين حتى قام على (2) فقاتل من خالفه (3) 69 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله: ” يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم ” قال: كتبها لهم ثم محاها (4) 70 – عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لى: ان بنى اسرائيل قال لهم ادخلوا الارض المقدسة فلم يدخلوها حتى حرمها الله عليهم وعلى أبنائهم وانما دخلها ابناء الابناء (5) 71 – عن اسمعيل الجعفي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له أصلحك الله ” ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم ” أكان كتبها لهم ؟ قال: أي والله لقد كتبها لهم ثم بدا له لا يدخلوها قال: ثم ابتدء هو فقال: ان الصلوة كانت ركعتين عند الله فجعلهما للمسافر وزاد للمقيم ركعتين فجعلهما أربعا. (6) 72 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام انه سئل عن قول الله ” ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم ” قال: كتبها لهم ثم محاها، ثم كتبها لابنائهم فدخلوها والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (7) 73 – عن على بن اسباط عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: ان أهل مصر يزعمون ان بلادهم مقدسة ؟ قال: وكيف ذلك ؟ قلت: جعلت فداك يزعمون انه يحشر في جبلهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، فقال: لا لعمري ما ذاك كذاك، وما غضب الله على بنى اسرائيل الا ادخلهم مصرا ولا رضى عنهم الا أخرجهم منها إلى غيرها أوحى الله إلى موسى أن يخرج عظام يوسف منها، فاستدل موسى على من يعرف موضع القبر
(1) تاه يتهأ: ذهب متحيرا وضل. (2) قال المجلسي ” ره ” ولعله (ع) حسب الاربعين من زمان اظهار النبي [ ص ] خلافة امير المؤمنين (ع) وانكار المنافقين ذلك بقلوبهم حتى اظهروه بعد وفاته [ ص ] (3) البحار ج 5: 265. و 8: 151. البرهان ج 1: 456. الصافى ج 1: 433 (4 – 7) البحار ج 5: 265. البرهان ج 1: 456. الصافى ج 1: 433. (*)
[ 305 ]
فدل على امرأة عمياء زمنه (1) فسألها موسى ان تدله عليه فأبت الا على خصلتين يدعو الله فيذهب بزمانتها ويصيرها معه في الجنة في الدرجة التى هو فيها فاعظم ذلك موسي فأوحى الله إليه وما يعظم عليك من هذا ؟ أعطها ما سألت، ففعل فوعدته طلوع القمر فحبس الله طلوع القمر حتى جاء موسى لموعده فأخرجته من النيل في سفط مر مر (من طين خ) فحمله موسى قال: ثم قال ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لا تأكلوا في فخارها (2) ولا تغسلوا رؤسكم بطينها، فانه يورث الذلة ويذهب بالغيرة (3) 74 – عن الحسين ابن أبى العلا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ذكر أهل مصر وذكر قوم موسى وقولهم: ” اذهب أنت وربك فقاتلا انا هيهنا قاعدون ” فحرمها الله عليهم أربعين سنة وتيههم، فكان إذا كان العشاء وأخذوا في الرحيل نادوا الرحيل الرحيل الوحا الوحا (4) فلم يزالوا كذلك حتى تغيب الشمس حتى إذا ارتحلوا أو استوت بهم الارض قال الله للارض ديرى بهم فلا يزالوا كذلك حتى إذا اسحروا وقارب الصبح قالوا ان هذا الماء قد أتيتموه فانزلوا فإذا أصبحوا إذا أبنيتهم ومنازلهم التى كانوا فيها بالامس فيقول بعضهم لبعض: يا قوم لقد ضللتم وأخطأتم الطريق فلم يزالوا كذلك حتى أذن الله لهم فدخلوها وقد كان كتبها لهم. (5) 75 – عن داود الرقى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان أبو جعفر عليه السلام يقول نعم الارض الشام وبئس القوم أهلها، وبئس البلاد مصر اما انها سجن من سخط الله عليه، ولم يكن دخول بنى اسرائيل مصر الا من سخطه ومعصيته منهم لله، لان الله قال:
(1) الزمنه: المصابة بالزمانة وهى تعطيل القوى. (2) الفخار جمع الفخارة: الجرة ويقال له بالفارسية ” سبو “. (3) البحار ج 14: البرهان ج 1: 456. (4) الوحى: العجلة. يقال في الاستعجال ” الوحى الوحى ” أي البدار البدار يمد ويقصر. (5) البحار ج 5: 265. البرهان ج 1: 457. الصافى ج 1: 435. (*)
[ 306 ]
” ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم ” يعنى الشام فأبوا أن يدخلوها فتاهوا في الارض أربعين سنة في مصر وفيا فيها (1) ثم دخلوها بعد اربعين سنة، قال: وما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام الا من بعد توبتهم ورضاء الله عنهم وقال: انى لاكره ان آكل من شئ طبخ في فخار، وما أحب ان اغسل رأسي من طينها مخافة أن يورثني تربتها (ترابها خ ل) الذل ويذهب بغيرتي. (2) 76 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله ” ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم ” قال: كان في علمه انهم سيعصون ويتيهون أربعين سنة، ثم يدخلونها بعد تحريمه ايآها عليهم. (3) 77 – عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما قرب ابنا آدم القربان فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر قال تقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل، ادخله من ذلك حسد شديد، وبغى على هابيل فلم يزل يرصده ويتبع خلوته حتى ظفر به متنحيا عن آدم، فوثب عليه فقتله، فكان من قصتهما ما قد أنبأ الله في كتابه مما كان بينهما من المحاورة قبل أن يقتله، قال: فلما علم آدم بقتل هابيل جزع عليه جزعا شديدا ودخله حزن شديد، قال: فشكى إلى الله ذلك فأوحى الله إليه انى واهب لك ذكرا يكون خلفا لك من هابيل، قال: فولدت حواء غلاما زكيا مباركا، فلما كان يوم السابع سماه آدم شيث، فأوحى الله إلى آدم انما هذا الغلام هبة منى لك فسمه هبة الله قال: فسماه هبة الله. قال: فلما دنا أجل آدم أوحى الله إليه أن يا آدم انى متوفيك ورافع روحك إلى يوم كذا وكذا فاوص إلى خير ولدك وهو هبتى الذى وهبته لك، فأوص إليه وسلم إليه ما علمناك من الاسماء والاسم الاعظم، فاجعل ذلك في تابوت فانى احب ان لا يخلو أرضى من عالم يعلم علمي ويقضى بحكمى أجعله حجتى على خلقي
(1) فيافى كصحارى لفظا ومعنى. (2) البحار ج 5: 265 و 14: 337. البرهان ج 1: 457 (3) البحار ج 5: 265. البرهان ج 1: 457. (*)
[ 307 ]
قال: فجمع آدم إليه جميع ولده من الرجال والنساء فقال لهم: يا ولدى ان الله اوحى إلى انه رافع إليه روحي وأمرني ان اوصى إلى خير ولدى وانه هبة الله، فان الله اختاره لى ولكم من بعدى اسمعوا له واطيعوا أمره، فانه وصيى وخليفتي عليكم، فقالوا جميعا: نسمع له ونطيع أمره ولا نخالفه، قال: فأمر بالتابوت فعمل ثم جعل فيه علمه والاسماء والوصية ثم دفعها إلى هبة الله، وتقدم إليه في ذلك وقال له: انظر يا هبة الله إذا انا مت فاغسلني وكفني وصل على وأدخلني في حفرتي، فإذا مضى بعد وفاتي أربعون يوما فاخرج عظامي كلها من حفرتي فاجمعها جميعا ثم اجعلها في التابوت واحتفظ به ولا تأمنن عليه أحدا غيرك، فإذا حضرت وفاتك واحسست بذلك من نفسك فالتمس خير ولدك وألزمهم لك صحبة وأفضلهم عندك قبل ذلك فأوص إليه بمثل ما أوصيت به اليك ولا تدعن الارض بغير عالم منا أهل البيت. يا بنى ان الله تبارك وتعالى أهبطني إلى الارض وجعلني خليفته فيها، حجة له على خلقه، فقد أوصيت اليك بأمر الله وجعلتك حجة لله على خلقه في أرضه بعدى، فلا تخرج من الدنيا حتى تدع لله حجة ووصيا وتسلم إليه التابوت وما فيه كما سلمته اليك، وأعلمه انه سيكون من ذريتي رجل اسمه نوح يكون في نبوته الطوفان والغرق، فمن ركب في فلكه نجا ومن تخلف عن فلكه غرق، وأوص وصيك ان يحفظ بالتابوت وبما فيه، فإذا حضرت وفاته أن يوصى إلى خير ولده وألزمهم له وأفضلهم عنده، وسلم إليه التابوت وما فيه، وليضع كل وصى وصيته في التابوت وليوص بذلك بعضهم إلى بعض، فمن أدرك نبوة نوح فليركب معه وليحمل التابوت وجميع ما فيه في فلكه ولا يتخلف عنه أحد. ويا هبة الله وانتم يا ولدى [ اياكم ] الملعون قابيل وولده فقد رأيتم ما فعل بأخيكم هابيل فاحذروه وولده، ولا تناكحوهم ولا تخالطوهم، وكن أنت يا هبة الله واخوتك واخواتك في أعلى الجبل واعزله وولده ودع الملعون قابيل وولده في أسفل الجبل. قال: فلما كان اليوم الذى أخبر الله انه متوفيه فيه تهيأ آدم للموت واذعن به
[ 308 ]
قال: وهبط عليه ملك الموت فقال آدم: دعني يا ملك الموت حتى أتشهد وأثنى على ربى بما صنع عندي من قبل أن تقبض روحي فقال آدم اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد أنى عبد الله وخليفته في أرضه ابتدأنى باحسانه وخلقني بيده ولم يخلق خلقا بيده سواى ونفخ في من روحه، ثم اجمل صورتي ولم يخلق على خلقي أحدا قبلى، ثم أسجد لى ملئكته وعلمني الاسماء كلها ولم يعلمها ملئكته ثم اسكنني جنته ولم يكن يجعلها دار قرار ولا منزل استيطان، وانما خلقني ليسكننى الارض للذى أراد من التقدير والتدبير وقدر ذلك كله من قبل أن يخلقني، فمضيت في قدره وقضائه ونافذ امره، ثم نهانى ان آكل من الشجرة فعصيته وأكلت منها، فأقالني عثرتي وصفح لى عن جرمى، فله الحمد على جميع نعمه عندي حمدا يكمل به رضاه عنى. قال: فقبض ملك الموت روحه صلوات الله عليه، فقال أبو جعفر: ان جبرئيل نزل بكفن آدم وبحنوطه والمسحاة معه (1) قال: ونزل مع جبرئيل سبعون الف ملك ليحضروا جنازة آدم عليه السلام قال: فغسله هبة الله وجبرئيل كفنه وحنطه، ثم قال: يا هبة الله تقدم فصل على ابيك وكبر عليه خمسا وعشرين تكبيرة، فوضع سرير آدم ثم قدم هبة الله وقام جبرئيل عن يمينه والملئكة خلفهما، فصلى عليه وكبر عليه خمسا وعشرين تكبيرة وانصرف جبرئيل والملئكة، فحفروا له بالمسحاة ثم ادخلوه في حفرته، ثم قال جبرئيل يا هبة الله هكذا فافعلوا بموتاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت. فقال أبو جعفر عليه السلام: فقام هبة الله في ولد أبيه بطاعة الله وبما أوصاه أبوه، فاعتزل ولد الملعون قابيل فلما حضرت وفات هبة الله أوصى إلى ابنه قينان (2) و سلم إليه التابوت وما فيه وعظام آدم ووصية آدم وقال له: ان أنت ادركت نبوة
(1) المسحاة: آلة من حديد يسحى به ويقال له بالفارسية ” بيل “. (2) الظاهر ان هيهنا سقطا أو اختصارا من النساخ أو الراوى لان الوصي بعد هبة الله ابنه انوش، وبعده قينان بن انوش (عن هامش بعض النسخ). (*)
[ 309 ]
نوح فاتبعه واحمل التابوت معك في فلكه ولا تخلفن عنه فان في نبوته يكون الطوفان والغرق، فمن ركب في فلكه نجا ومن تخلف عنه غرق. قال فقام قينان بوصية هبة الله في اخوته وولد أبيه بطاعة الله قال: فلما حضرت قينان الوفاة اوصى إلى ابنه مهلائيل وسلم إليه التابوت وما فيه والوصية، فقام مهلائيل بوصية قينان وسار بسيرته فلما حضرت مهلائيل الوفاة اوصى إلى ابنه يرد، فسلم إليه التابوت وجميع ما فيه والوصية، فتقدم إليه في نبوة نوح، فلما حضرت وفاة يرد اوصي إلى ابنه اخنوخ وهو ادريس فسلم إليه التابوت وجميع ما فيه والوصية، فقام اخنوخ بوصية يرد، فلما قرب أجله أوحى الله إليه انى رافعك إلى السماء وقابض روحك في السماء فاوص إلى ابنك خرقا سيل فقام خرقا سيل بوصية اخنوخ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه نوح، وسلم إليه التابوت وجميع ما فيه والوصية. قال: فلم يزل التابوت عند نوح حتى حمله معه في فلكه فلما حضرت النوح الوفاة أوصى إلى ابنه سام، وسلم التابوت وجميع ما فيه والوصية. قال حبيب السجستاني ثم انقطع حديث ابى جعفر عليه السلام عندها. (1) 78 – عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما اكل آدم من الشجرة أهبط إلى الارض فولد له هابيل واخته توأم، ثم قابيل واخته توأم، ثم ان آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا وكان هابيل صاحب غنم وكان قابيل صاحب زرع فقرب هابيل كبشا من أفضل غنمه، وقرب قابيل زرعه ما لم يكن ينق كما أدخل بيته فتقبل قربان هابيل ولم يقبل قربان قابيل، وهو قول الله ” واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر ” الاية وكان القربان تأكله النار فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا وهو أول من بنى بيوت النار، فقال لاعبدن هذه النار حتى يتقبل قربانى. ثم ان ابليس عدوا لله أتاه وهو يجرى من ابن آدم مجرى الدم في العروق، فقال له: يا قابيل قد تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانك وانك ان تركته يكون له عقب
(1) البحار ج 7: 13. البرهان ج 1: 461. (*)
[ 310 ]
يفتخرون على عقبك، ويقولون: نحن ابناء الذين تقبل قربانه، وانتم ابناء الذين ترك قربانه فاقتله لكى لا يكون له عقب يفتخرون على عقبك فقتله، فلما رجع قابيل إلى آدم قال له: يا قابيل اين هابيل ؟ فقال: اطلبه حيث قربنا القربان، فانطلق آدم فوجد هابيل قتيلا، فقال آدم: لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل فبكى آدم على هابيل اربعين ليلة، ثم ان آدم سأل ربه ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله، لان الله وهبه له و أخته توأم، فلما انقضت نبوة آدم واستكملت ايامه اوحى الله إليه ان يا آدم قد قضيت نبوتك واستكملت ايامك، فاجعل العلم الذى عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك عند هبة الله ابنك، فانى لم أقطع العلم و الايمان والاسم الاعظم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك إلى يوم القيمة، ولن أدع الارض الا وفيها عالم يعرف به دينى ويعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح. وبشر آدم بنوح وقال: ان الله باعث نبيا اسمه نوح فانه يدعو إلى الله ويكذبه قومه، فيهلكهم الله بالطوفان فكان بين آدم ونوح عشرة أبا كلهم أنبياء وأوصى آدم إلى هبة الله ان من أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به فانه ينجو من الغرق، ثم ان آدم مرض المرضة التى مات فيها فأرسل هبة الله فقال له: ان لقيت جبرئيل و من لقيت من الملئكة فاقرءه منى السلام وقل له: يا جبرئيل ان أبى يستهديك من ثمار الجنة فقال جبرئيل: يا هبة الله ان أباك قد قبض صلوات الله عليه، وما نزلنا الا للصلوة عليه فارجع، فرجع فوجد آدم قد قبض فأراه جبرئيل عليه السلام كيف يغسله حتى إذا بلغ الصلوة عليه، قال هبة الله: يا جبرئيل تقدم فصل على آدم فقال له جبرئيل: ان الله أمرنا ان نسجد لابيك وهو في الجنة فليس ان نؤم شيئا من ولده، فتقدم هبة الله فصلى على أبيه آدم وجبرئيل خلفه، وجنود الملئكة وكبر عليه ثلثين تكبيرة، فأمره جبرئيل فرفع من ذلك خمسا وعشرين تكبيرة والسنة اليوم فينا خمس تكبيرات، وقد كان يكبر على أهل بدر تسعا وسبعا. ثم ان هبة الله لما دفن آدم عليه السلام أتاه قابيل فقال: يا هبة الله انى قد رأيت ابى
[ 311 ]
آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به انا وهو العلم الذى دعا به أخوك هابيل فتقبل منه قربانه، وانما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبى، فيقولون نحن ابناء الذى تقبل منه قربانه وأنتم ابناء الذى ترك قربانه وانك ان أظهرت من العلم الذى اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل، فلبث هبة الله والعقب من بعده مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث النبوة و آثار العلم والنبوة حتى بعث الله نوحا، وظهرت وصية هبة الله في ولده حين نظروا في وصية آدم، فوجدوا نوحا نبيا قد بشر به أبوهم آدم، فآمنوا به واتبعوه وصدقوه، وقد كان آدم أوصى هبة الله ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيدهم، فيتعاهدون بعث نوح وزمانه الذى يخرج فيه، وكذلك في وصية كل نبى حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه واله. (1) 79 – قال هشام بن الحكم قال أبو عبد الله عليه السلام: لما أمر الله آدم أن يوصى إلى هبة الله أمره ان يستر ذلك فجرت السنة في ذلك بالكتمان فأوصى إليه وستر ذلك. (2) 80 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان قابيل ابن آدم معلق بقرونه في عين الشمس، تدور به حيث دارت في زمهريرها وحميمها إلى يوم القيمة، فإذا كان يوم القيمة صيره الله إلى النار. (3) 81 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ذكر ابن آدم القاتل قال: فقلت له ما حاله أمن أهل النار هو ؟ فقال: سبحان الله الله أعدل من ذلك ان يجمع عليه عقوبة الدنيا وعقوبة الاخرة. (4) 82 – عن عيسى بن عبد الله العلوى عن أبيه عن آبائه عن على عليه السلام قال ان ابن آدم الذى قتل أخاه كان القابيل الذى ولد في الجنة. (5)
(1 – 2) البحار ج 7: 14. البرهان ج 1: 462. ونقل الحديث الاول المحدث الحر العاملي ” ره ” في كتاب اثبات الهداة ج 1: 264. عن هذا الكتاب مختصرا. (3 – 4) البحار ج 5: 67. البرهان ج 1: 462. الصافى ج 1: 438 (5) البرهان ج 1: 462. البحار ج 5: 67. وقال المجلسي (ره) هذا موافق لما ذكره بعض العامة من كون ولادة قابيل واخته في الجنة وظاهر بعض الاخبار انه لم يولد له الا في الدنيا. (*)
[ 312 ]
83 – عن سليمان بن خالد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك ان الناس يزعمون ان آدم زوج ابنته من ابنه ؟ فقال: أبو عبد الله: قد قال: الناس في ذلك ولكن يا سليمان أما علمت ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لو علمت ان آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم وما كنت لارغب عن دين آدم، فقلت: جعلت فداك انهم يزعمون ان قابيل انما قتل هابيل لانهما تغايرا على اختهما ؟ فقال له: يا سليمان تقول هذا ؟ أما تستحيى ان تروى هذا على نبى الله آدم ؟ فقلت: جعلت فداك ففيم قتل قابيل هابيل ؟ فقال: في الوصية ثم قال لى: يا سليمان ان الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الاعظم إلى هابيل، وكان قابيل أكبر منه، فبلغ ذلك قابيل فغضب فقال: انا أولى بالكرامة والوصية فأمرهما أن يقربا قربانا بوحى من الله إليه ففعلا، فقبل الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله، فقلت: جعلت فداك فممن تناسل ولد آدم هل كانت انثى غير حواء وهل كان ذكر غير آدم ؟ فقال: يا سليمان ان الله تبارك وتعالى رزق آدم من حواء قابيل وكان ذكر ولده من بعده هابيل، فلما أدرك قابيل ما – يدرك الرجال أظهر الله له جنية وأوحى إلى آدم ان يزوجها قابيل ففعل ذلك آدم ورضى بها قابيل وقنع، فلما ادرك هابيل ما يدرك الرجال اظهر الله له حوراء و أوحى الله إلى آدم أن يزوجها من هابيل، ففعل ذلك فقتل هابيل والحوراء حامل، فولدت الحوراء غلاما فسماه آدم هبة الله، فأوحى الله إلى آدم ان ادفع إليه الوصية واسم الله الاعظم، وولدت حواء غلاما فسماه آدم شيث بن آدم، فلما أدرك ما يدرك الرجال أهبط الله له حوراء وأوحى إلى آدم ان يزوجها من شيث ابن آدم، ففعل فولدت الحوراء جارية فسماها آدم حورة، فلما أدركت الجارية زوج آدم حورة بنت شيث من هبة الله بن هابيل فنسل آدم منهما فمات هبة الله بن هابيل فأوحى الله إلى آدم ان ادفع الوصية واسم الله الاعظم وما أظهرتك عليه من علم النبوة، وما علمتك من الاسماء إلى شيث بن آدم فهذا حديثهم يا سليمان. (1) 84 – عن حمران بن أعين قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام سئلته عن قول الله ” من
(1) البحار ج 5: 67. البرهان ج 1: 463. (*)
[ 313 ]
أجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس ” إلى قوله ” فكأنما قتل الناس جميعا ” قال: منزلة في النار إليها انتهى شدة عذاب أهل النار جميعا في